هل باتت أزمة المياه تهدّد الأمن الغذائي للمغاربة؟

تأمين إمدادات الشرب للسكان واستدامة الزراعة أصبحا مصدر قلق للسلطات

طفل يمر من نهر في جنوب المغرب اختفى كلياً بفعل توالي سنوات الجفاف (أ.ف.ب)
طفل يمر من نهر في جنوب المغرب اختفى كلياً بفعل توالي سنوات الجفاف (أ.ف.ب)
TT

هل باتت أزمة المياه تهدّد الأمن الغذائي للمغاربة؟

طفل يمر من نهر في جنوب المغرب اختفى كلياً بفعل توالي سنوات الجفاف (أ.ف.ب)
طفل يمر من نهر في جنوب المغرب اختفى كلياً بفعل توالي سنوات الجفاف (أ.ف.ب)

يسهم قطاع الزراعة في المغرب بما يصل إلى 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو القطاع الرئيسي لعمل أهل الريف وسكان البوادي، ويلعب دوراً أساسياً في الأمن الغذائي بالبلاد؛ الأمر الذي جعله قطاعاً استراتيجياً للاقتصاد الوطني. لكن على مدى العقود الماضية تكررت حالات الجفاف في المغرب، بل وتزايدت مُددها ومساحاتها، وانخفضت موارد المياه السطحية والجوفية إلى مستوى غير مسبوق. ووجّه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية انتقادات شديدة للسياسات الزراعية، التي اعتمدها المغرب من خلال «مخطط المغرب الأخضر»، الذي أُطلق عام 2008 كأول استراتيجية فلاحية يتم تنفيذها بالبلاد، والذي يهدف إلى تكثيف الإنتاج الزراعي والاستثمار فيه. وذكر تقرير للمعهد الملكي، المعني بإجراء دراسات حول القضايا التي تحال إليه من طرف الملك، والذي صدر في أواخر فبراير (شباط) الماضي ونُشر على صفحته الإلكترونية منذ بضعة أيام، أن القطاع الزراعي يستنزف ما يقارب 85 في المائة من الموارد المائية المتجددة بالبلاد، مؤكداً أن المغرب أصبح مهدداً حالياً بندرة المياه، بسبب الإجهاد المائي خلال العقدين الأخيرين.

صورة تظهر حجم الجفاف الذي ضرب حقولاً زراعية عدة في وسط المغرب (أ.ف.ب)

وجاء في التقرير أن قضية ندرة المياه أصبحت في مقدمة المشكلات بالمغرب ومن أهم همومه، وأن أمن إمدادات مياه الشرب للسكان، واستدامة الزراعة والحفاظ عليها باتت مصدر قلق كبيراً للسلطات، إلى جانب الأمن الغذائي. وبسبب تغير المناخ، تواجه الزراعة المغربية تحديات تهدد جُلّ مواردها الطبيعية الأساسية؛ مما يؤدي بدوره إلى تقلبات شديدة في مستويات الإنتاج الزراعي، وتفاقم آثارها الاقتصادية والاجتماعية على السكان.

* نضوب وتصحر

أكد تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية أن التساقطات المطرية سجلت انخفاضاً واضحاً؛ ما أثر بقوة على دورات إنتاج المحاصيل، وعلى الثروة الحيوانية والمراعي والغابات، مع انتشار الجفاف وتأثر الأنشطة الزراعية بسبب زيادة التبخر. مشيراً إلى تدهور التربة، وانتشار التصحر في مساحات زراعية شاسعة، إلى حد أن بعض المناطق قد تصبح غير صالحة للزراعة بسبب تدهور الموارد الطبيعية، وتأثر التنوع البيولوجي. وقال التقرير إنه في السنوات الأخيرة «وجدت الكثير من المناطق المائية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة الحجم بالمغرب نفسها دون ماء، ووصل معدل ملء معظم السدود إلى مستويات كارثية، وأصبح منسوب المياه الجوفية مهدداً بالنضوب الذي لا رجعة فيه». مبرزاً أن تغير المناخ ليس وحده السبب في هذا النضوب «إذ ساهمت السياسات العامة المتبعة في ذلك أيضاً».

من مظاهر الجفاف التي تعرّضت لها حقول زراعية عدة في جنوب المغرب (إ.ب.أ)

في هذا السياق، أكد التقرير أن الخيارات التي فضَّلتها سياسات المغرب الزراعية ساهمت أيضاً بقوة في الاستنزاف التدريجي للموارد المائية التقليدية، منذ إطلاق سياسة السدود في الستينات، بهدف الوصول إلى مليون هكتار مروية بحلول عام 2000. وانتقد المعهد الملكي التركيز على زرع منتجات يتجاوز المعروض منها الطلب، وقال إن المغرب لم يولِ مسألة التحكم في مياه الزراعة اهتماماً كافياً. وقال إن ضخ المياه الجوفية استمر في التوسع منذ موجة الجفاف، التي شهدتها البلاد في أوائل الثمانينات، غير أنه شهد تدهوراً حاداً مع ظهور مخطط المغرب الأخضر، الذي أدى إلى دعم نظام الري بالتنقيط في إطار البرنامج الوطني لتوفير مياه الري.

* أزمة غير مسبوقة

لم يكن تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية وحده من طرق باب الأزمة ودق نواقيس الخطر، فهناك أيضاً الكثير من المختصين الذين لفتوا إلى خطورة الوضع. ويرى جواد الكردادي، المختص في الزراعة والفلاحة العصرية وبدائل الفلاحة التقليدية، أنه في الوقت الذي يشهد فيه المغرب ندرة غير مسبوقة في المياه فإنه يُهدر المتوافر منها في اتجاهات لا تخدم القطاع. وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «على الرغم من أن مخطط المغرب الأخضر عمل على أجندات زراعية مهمة، فإنه لم يخدم الصالح العام كما الصالح الخاص، ولم يقترب من الفلاح الصغير.

يعتمد فلاحون أسلوب السقي بالتنقيط لتوفير المياه أمام ندرة التساقطات

وسواء تعلق الأمر بالخضراوات، أو الزراعات العلفية أو القطاني (البقوليات) والذرة، فإن المخطط لم يخدم هذا الجانب، بل توجه إلى أصحاب المشروعات الكبرى، التي تخدم المصالح الخاصة لأصحابها، وتعتمد بالدرجة الأولى على الاستيراد». ويعتقد الكردادي أن على المغرب تفادي الزراعة التي تعتمد على المياه الجوفية، والاتجاه إلى الزراعات التي لا تستنزف من الماء إلا القليل. وقال موضحاً: «من غير المعقول استنزاف كميات هائلة من الماء على منتجات لن يستفيد منها المغاربة، ويتم تصديرها إلى الخارج». وأعطى مثالاً على ذلك بفاكهة الأفوكادو، التي ينتج المغرب كميات كبيرة منها، والتي تستهلك كميات ضخمة من الماء، مبرزاً أن المغاربة «ليسوا في حاجة ماسة إلى إنتاج هذه الفاكهة بكميات كبيرة، وكان من الأجدر استغلال هذه المياه في خضراوات يستعملونها في حياتهم اليومية». وتابع الكردادي موجهاً انتقاده للسياسة الزراعية للبلاد: «في المقابل، نرى في بعض الدول أنهم حاولوا تطوير أنفسهم، وقاموا بإنتاج الشعير مثلاً بكميات وفيرة، دون استهلاك كميات كبيرة من المياه، حتى ما إذا واجهتهم أزمة جفاف استطاعوا تداركها... والمغرب حالياً يشتغل في هذا الإطار، غير أنه متأخر بعض الشيء». وحول مخطط المغرب الأخضر قال الكردادي: «الأمور كانت في بدايتها جيدة وتخدم المواطن المغربي، غير أن الانتقادات بدأت تطاله في الفترة الأخيرة». وأرجع ذلك إلى أن بعض القرارات «اتُخذت في غير وقتها، ولا تولي اعتباراً للفلاح الصغير؛ مما ساهم في نزوح عدد كبير من الفلاحين إلى المناطق الحضرية».

* تحقيق الأمن الغذائي

يقول المستشار الفلاحي، إبراهيم العنبي، إن مخطط المغرب الأخضر من المشروعات التي اهتمت بالأمن الغذائي بشدة، لدرجة أن المساحة المخصصة للخضراوات والفواكه كانت جاهزة قبل الموعد الذي كانت مقررة فيه في 2020. وتابع قائلاً: «في بعض الزراعات، كالحبوب مثلاً، لم ينجح المخطط لعدم إعطائه أهمية لإنتاج نصف احتياجات المغرب على الأقل»، وأشار إلى أن الحبوب تعتمد أساساً على الأمطار، وكان مخصصاً لها خمسة ملايين هكتار سنوياً، غير أن المغرب «كان يعمل على الرفع من المساحة أكثر من الرفع من الإنتاجية». مبرزاً أن إنتاج المغرب من الحبوب لا يتعدى 20 قنطاراً فقط في الهكتار، وموضحاً أن المخطط «لم يشتغل على الرفع من الإنتاجية إلى 30 قنطاراً في الهكتار، كما هو الأمر بالنسبة لبعض الدول المجاورة التي لها الظروف المناخية نفسها، وإلا كنا غطينا على الأقل 70 إلى 80 في المائة من الاحتياجات السنوية حتى في ظروف الجفاف».

فلاح مغربي داخل حقله الذي كان يوماً مليئاً بالخضراوات المزروعة (أ.ف.ب)

كما أشار العنبي إلى الجدل المثار منذ فترة حول زراعة الأفوكادو والبطيخ والتمور، التي تستهلك كميات كبيرة من الماء سنوياً، وقال إن مثل هذه المنتجات «استنزفت الفرشة المائية بالبلاد؛ ما أدى إلى قرار الحكومة المغربية العام الماضي رفع دعم هذه الزراعات خاصة الأفوكادو». وأوضح أن زراعة الأفوكادو مربحة جداً؛ وهو ما دفع إلى زيادة مساحات زراعة هذه الفاكهة. واختتم العنبي حديثه قائلاً: «في المقابل، لم يصل المغرب إلى حل، خاصة وأن وقف الدعم كان الهدف منه وضع حد لازدياد المساحات، لكن ما حصل كان العكس تماماً».


مقالات ذات صلة

مصر تعوّل على تعيين «مبعوث أممي» لمواجهة «الندرة المائية»

شمال افريقيا جانب من آخر جولة مفاوضات بشأن «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا في ديسمبر الماضي (الري المصرية)

مصر تعوّل على تعيين «مبعوث أممي» لمواجهة «الندرة المائية»

تعوّل مصر على تعيين «مبعوث أممي للمياه» لمواجهة «الندرة المائية» التي تعانيها البلاد.

عصام فضل (القاهرة)
الولايات المتحدة​ ريتنو مارسودي (الشرق الأوسط)

الأمين العام للأمم المتحدة يعين مبعوثة خاصة للمياه

عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإندونيسية ريتنو ال بي مارسودي، مبعوثة خاصة له حول المياه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي أرشيفية لمزارع عراقي على مركبه في ذي قار بالأهوار (أ.ف.ب)

موجة جفاف كبيرة تضرب أهوار العراق وخشية من هجرة سكانها

تزداد التحذيرات الرسمية والشعبية من مخاطر جفاف معظم مناطق الأهوار الجنوبية في العراق وما ينجم عن ذلك من هجرة سكانها واندثار النظام البيئي.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية جندي تركي مشارك في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

أنقرة وبغداد إلى «اجتماع أمني رابع» لتعزيز التعاون

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الاجتماع الرابع للآلية الأمنية المشتركة بين تركيا والعراق سيعقد في أنقرة الأسبوع المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا جانب من المظاهرات ضد انقطاع المياه في بداية الأزمة الشهر الماضي (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)

خطة بـ200 مليون دولار لمواجهة «أزمة العطش» بالجزائر

تبحث الحكومة الجزائرية خطة عاجلة لمواجهة شح مياه الشرب في عدد من مناطق البلاد؛ لتفادي احتجاجات شعبية أخرى، بعد تلك التي شهدتها محافظة تيارت يوميْ عيد الأضحى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة، تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، في وقت لا تزال فيه البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

وتأتي هذه المخاوف بعد دعوة مستشار رئيس المجلس الرئاسي، زياد دغيم، البعثة الأممية، قبيل توقيع اتفاق المصرف المركزي، إلى «قيادة آلية حوار مع مجلس النواب، للوصول إلى قانون ميزانية موحدة، أو الاتفاق على ترتيبات مالية مؤقتة».

المصرف المركزي بالعاصمة طرابلس (صفحة المصرف على فيسبوك)

وعدَّ رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني» الليبي، أسعد زهيو، مطالبة المجلس الرئاسي في هذا التوقيت «بدايةً لظهور قضية خلافية جديدة». ويعتقد زهيو أن هذا المطلب من المجلس الرئاسي يعد «نوعاً من الضغط على كل من البعثة ومجلسَي النواب و(الأعلى للدولة) للقبول بمشاركته، وحليفه المتمثل في رئيس حكومة (الوحدة الوطنية) عبد الحميد الدبيبة، في إدارة عوائد الثروة النفطية». ولفت زهيو إلى مطالبة المجلس الرئاسي بتعيينه مجلس إدارة المصرف المركزي، أو تشكيل لجنة ترتيبات مالية مؤقتة بقيادة محمد المنفي.

البرلمان الليبي أقر مشروع قانون ميزانية موحدة لعام 2024 بقيمة 37 مليار دولار (النواب)

وكان البرلمان الليبي قد أقر في يوليو (تموز) الماضي، مشروع قانون ميزانية موحدة لعام 2024، بقيمة 180 مليار دينار (37 مليار دولار)، إلا أن المجلس الأعلى للدولة رفضها، وقال حينها إنها «أُقرَّت دون التشاور معه»؛ وعدَّ ذلك «مخالفة للاتفاق السياسي والتشريعات النافذة».

وخلال رسالته إلى خوري، قال مستشار المنفي، إن قانون الميزانية الذي أقره البرلمان «خلا من اشتراطات دستورية، توجب تقديم مشروع قانون الميزانية من السلطة التنفيذية، والتشاور مع المجلس الأعلى للدولة قبل تقديم المشروع».

وأوضح زهيو لـ«الشرق الأوسط» أن دغيم «يعرف أن البرلمان لن يقبل التخلي عن مشروع القانون الذي سبق أن أقره قبل 3 أشهر؛ وحتى لو قبل فلن يكون الوصول لهذا القانون متاحاً حالياً، نظراً لانقسام المجلس الأعلى للدولة».

من اجتماع سابق لأعضاء المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

ونجحت البعثة الأممية في التوصل لاتفاق ينهي الصراع على إدارة المصرف المركزي، بتعيين قيادة جديدة له. ووفقاً لبنود الاتفاق، تُسند للمحافظ الجديد بالتشاور مع البرلمان مهمة ترشيح أعضاء مجلس إدارة الجديد للمصرف خلال أسبوعين من تسلم مهامه.

من جهته، يعتقد المحلل السياسي الليبي، محمد امطيريد، أن دعوة المجلس الرئاسي لقانون جديد للميزانية، عبارة عن «نوع من الضغط لضمان تقاسم الإيرادات مع القوى الأبرز بالمنطقة الشرقية، المتمثلة في القيادة العامة لـ(الجيش الوطني) بقيادة المشير خليفة حفتر».

غير أن دغيم دافع في تصريحات صحافية عن مطلب «الرئاسي»، وقال إن «السبب الرئيسي لتفجير الأزمة الحالية هو عدم وجود قانون ميزانية يعيد للمصرف المركزي دوره الفني، بعيداً عن الدور السياسي أو تحديد أولويات الإنفاق».

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى هي «الوحدة الوطنية» المؤقتة ومقرها طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية مكلفة من البرلمان، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب، بقيادة أسامة حماد.

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة (الوحدة)

ولم يبتعد المحلل السياسي الليبي، فرج فركاش، عن الآراء السابقة؛ حيث عدَّ ما يحدث مناورة من قبل مستشار المجلس الرئاسي «لضمان حصول الأطراف بالمنطقة الغربية على نصيبهم من كعكة تقاسم (المركزي)، مثلما تحاول بقية القوى الأخرى». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن كافة الأطراف في الساحة «تسعى للحصول على نصيب من الثروة»، بما يمكن توصيفه بمعركة «كسر العظم»، كون هذا «هو السبيل الوحيد لبقائهم في سُدة السلطة؛ خصوصاً وأن لديهم حلفاء وموالين ينفقون عليهم».

يشار إلى أن مستشار المنفي قال إن «وجود قانون ميزانية موحد لسنة 2024، يتطلب 3 اشتراطات دستورية لم تتحقق فيما أصدره البرلمان»، مشيراً إلى أن «الاشتراطات تتمثل في تقديم مشروع قانون للميزانية من السلطة التنفيذية، على أن تتشاور تلك السلطة مع المجلس الأعلى للدولة بشأنه؛ ثم يقر مجلس النواب المشروع، وفق التعديل السادس للإعلان الدستوري».