مصر تؤكد حرصها على دعم لبنان وتعزيز التعاون

مدبولي أشاد بالعلاقات السياسية بين البلدين

رئيس الوزراء المصري يلتقي وزير الزراعة اللبناني (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يلتقي وزير الزراعة اللبناني (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تؤكد حرصها على دعم لبنان وتعزيز التعاون

رئيس الوزراء المصري يلتقي وزير الزراعة اللبناني (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يلتقي وزير الزراعة اللبناني (مجلس الوزراء المصري)

أكدت مصر حرصها على «تعزيز التعاون مع لبنان»، وشدد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، على «دعم بلاده للبنان، مع الأخذ في الحسبان الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية وتبعاتها على جميع الدول لا سيما مصر ولبنان». جاءت تصريحات مدبولي خلال لقاء مع وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج، الأحد، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة).

وقال مدبولي إن القاهرة وبيروت تربطهما علاقات تاريخية وثيقة للغاية على جميع الأصعدة، مؤكداً أن «مصر حريصة على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك». ولفت إلى أن الحكومة تقوم بتسهيل دخول الصادرات اللبنانية إلى السوق المصرية، أُسوة بجهود الحكومة اللبنانية لتيسير تدفق الصادرات المصرية إلى لبنان من السلع المختلفة، فضلاً عن دعم معدلات التبادل التجاري بين البلدين بما يرقى لمستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين.

وخلال اللقاء، أكد الحاج «عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر ولبنان، وأهمية استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين في الملفات ذات الأولوية في الأطر الدولية بما يخدم مصلحة الدولتين»، مشدداً على «تقدير بلاده العميق لحرص القيادة السياسية المصرية الدائم على دعم لبنان، وهو ما يعد محل تقدير كبير من الجانب اللبناني».

كما أشار الحاج إلى وجود كثير من فرص التعاون، وتبادل الخبرات بين القاهرة وبيروت في مجال الزراعة خصوصاً الاستزراع السمكي.

من جانبه، تحدث وزير الزراعة المصري، السيد القصير، خلال اللقاء عن «استمرار جهود التعاون والتنسيق بين وزارتي الزراعة في مصر ولبنان»، معرباً عن تقديره لقيام الجانب اللبناني بتذليل العقبات التي تقف أمام تدفق الصادرات الزراعية المصرية إلى السوق اللبنانية. كما أعرب عن تطلعه أيضاً لبحث جميع أوجه التعاون المشترك بين مصر ولبنان، والعمل على تذليل أي عقبات قد تواجه الجانب اللبناني في مصر.

وفي هذا السياق، وجَّه رئيس الوزراء المصري بضرورة التنسيق بين وزارتي الزراعة المصرية واللبنانية لـ«دفع مجالات التعاون المشترك في قطاع الزراعة».

كما عقد القصير والحاج مباحثات أخرى، الأحد، تناولت الموضوعات المتعلقة بتبادل المنتجات الزراعية بين البلدين، وإزالة المعوقات التي قد تؤثر في انسيابية السلع الزراعية بين الجانبين اللبناني والمصري. وأشار وزير الزراعة اللبناني إلى رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرة المصرية في مجال الاستزراع السمكي بهدف «تدريب الجانب اللبناني في هذا الأمر».


مقالات ذات صلة

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

شمال افريقيا وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

تحولت الدرجة العلمية (الدكتوراه) التي حصل عليها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في الحكومة المصرية الجديدة، محمد عبد اللطيف، إلى مادة للجدل.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مشاركون في مؤتمر لقوى سياسية سودانية بالقاهرة مايو الماضي (الشرق الأوسط)

«قوى سودانية» تجتمع في القاهرة بحثاً عن «توافق» لوقف الحرب

دعت مصر إلى مؤتمر يجمع القوى السياسية السودانية بهدف «الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)

مصر: خطط تسويقية «مرنة» بقناة السويس لمواجهة «توترات» البحر الأحمر

وضعت هيئة قناة السويس المصرية خطة تسويقية ضمن ما وصفته بـ«استراتيجية مرنة» تستهدف «تقليل تأثير تداعيات الأزمة على سلاسل الإمداد العالمية».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا الوزير بدر عبد العاطي (وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج)

مصر تدعو مجدداً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

شددت مصر مجدداً على «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)
شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)
TT

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)
شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

قال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إن «مأساة شعب فلسطين، هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر، وهي (جريمة إبادة جماعية) تجاوزت بشاعتها كل الحدود»، وأكد أن مؤسسات غربية اتهمت الإسلام زوراً بأنه «دين العنف».

ولفت إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي، لو تُركت ولم تواجه بالفقه الصحيح والعلم الخالص، وأن الحل الأنجع لانحسار تلك الظاهرة هو التمسك بخاصية الأمة الإسلامية الكبرى، وهي الوسطية». جاء حديث شيخ الأزهر على هامش زيارته للعاصمة الماليزية كوالالمبور، الجمعة.

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في قطر ومصر بدعم أميركي لإنجاز اتفاق هدنة، لكن جهودهم باءت بالفشل حتى الآن إثر تمسك إسرائيل وحركة «حماس» بمواقفهما. ودعت مصر مجدداً، مساء الخميس، إلى «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مع استمرار الجهود الدولية لدخول أكبر كميات من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة». كما أكدت «ضرورة الضغط على إسرائيل لفتح مزيد من المعابر الإسرائيلية مع القطاع في إطار تحمل مسؤولياتها بوصفها القوة القائمة بالاحتلال».

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

وزار الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الجمعة، «مركز القرآن الكريم» بدار القرآن بالعاصمة الماليزية كوالالمبور. وقال إن القرآن الكريم نزل ليعلن احترام الإنسان، ويؤكد تكريمه وتفضيله على سائر المخلوقات، ويفتح أمامه آفاق العلم وأبواب المعرفة دون حدود، ويدفعه للتفكير والنظر والبحث والتأمل، بعدما حرر فيه عقله من أغلال الجهل والجمود والتقليد، والاتباع الأعمى بغير حجة ولا دليل، مضيفاً أن «القرآن الكريم لا يزال يتعرض للحملات المضللة في عصرنا هذا من بعض أقلام ينتمي أصحابها إلى الإسلام، ممن يؤمنون بالمذاهب الأدبية النقدية في الغرب، خصوصاً ما يسمى الهيرمينوطيقا»، لافتاً إلى أن تلك المذاهب «تقوم على قواعد من صُنع هؤلاء، ومنها إلغاء كل حقيقة دينية فوقية، والتمسك بالذاتية الإنسانية بوصفها مصدراً أوحد للمعرفة، وأن الإنسان وحده قادر على أن يمتلك الحقيقة، وهو وحده معيار الحق والباطل، ومقياس كل حقيقة، ولا توجد سلطة تعلو عليه أو على العالم».

ويقوم شيخ الأزهر بجولة لجنوب شرقي آسيا تضم ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا، بناءً على عدد من الدعوات الرسمية التي قدمتها الدول الثلاثة.

الطيب خلال زيارته إلى «مركز القرآن الكريم» بدار القرآن جاكيم بالعاصمة الماليزية (مشيخة الأزهر)

وأكد الطيب خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة «العلوم الإسلامية الماليزية» بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية في دراسات القرآن الكريم والسنة الشريفة، الجمعة، أن «السبيل العلمي الذي يضمن تأسيس روح الوحدة بين المسلمين واستمرارها، هو النهج التعليمي الوسطي المنفتح الذي لا يعرف الإقصاء، ولا شيطنة المخالفين، ولا الإدانة الجاهزة لمذاهب إسلامية تلقتها جماهير الأمة بالقبول، ولا تزال تستمسك بها».

وأضاف: «كُتب علينا نحن المسلمين في الآونة الأخيرة أن نوضع جميعاً - بإسلامنا ونبينا الكريم - في قفص الاتهام من قبل مؤسسات غربية سياسية ودينية، واتُّهم الإسلام زوراً وبهتاناً - أو جهلاً - بأنه دين العنف والتطرف والسيف والحرب، وهي تهم قديمة بالية، كنا نظن أن العقل الغربي المعاصر قد تخطاها بعدما توافرت لديه الحقائق والوثائق العلمية والتاريخية الشاهدة على زيف هذه الادعاءات». وأوضح أنه قد بُذلت جهود ومحاولات كثيرة من أجل توضيح الحقيقة على الجانبين؛ الغربي والإسلامي، لكنها «لم تؤت ثمارها المرجوة لعقبات كثيرة أهمها، عقبة التعميم المعيب من بعض الغربيين الذين يعممون أحكامهم المسيئة على الإسلام والمسلمين، انطلاقاً من تصرفات فئة شاردة، انحرفت بفهم الإسلام؛ إما إلى حرفية شديدة الانغلاق والتزمُّت، وإما إلى عنف مسلح اتخذته أسلوباً في التعبير ومنهجاً في الحوار».

جانب من حضور احتفالية «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

وأشار شيخ الأزهر إلى أن بعض المسلمين في الشرق لم يتخلصوا من هذا العيب حين وضعوا الغرب كله في سلة واحدة، ونظروا إليه على أنه «شر مُستطير وعدو متربص بالإسلام والمسلمين تجب مواجهته، وتحين الفُرص لتحجيم آثاره قدر المستطاع».

وعبَّر عن أمله في أن تكون «هبَّة شباب الجامعات الأوروبية والأميركية لنصرة القضية الفلسطينية في غزة تُسهم بشكل كبير في تجاوز هذه العقبة، وتكشف لنا عن منابع الخير في نفوس الأحرار في العالم».

ومنحت جامعة «العلوم الإسلامية الماليزية» الدكتوراه الفخرية في دراسات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لشيخ الأزهر، حيث سلمه إياها ولي العهد، تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور رئيس وزراء ماليزيا، داتؤ سري أنور إبراهيم، ورئيس الجامعة، محمد رضا وحيدين.