مصر ترفع «تسوية الموقف التجنيدي للمغتربين» إلى 7 آلاف دولار

ضمن مساعٍ لتوفير «سيولة»

جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر ترفع «تسوية الموقف التجنيدي للمغتربين» إلى 7 آلاف دولار

جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)

ضمن مساعٍ للحكومة المصرية إلى «توفير سيولة دولارية»، أعادت مصر تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، ابتداء من مطلع مايو (أيار) الحالي ولمدة شهرين، مقابل 7 آلاف دولار أو يورو (الدولار يساوي 47.85 جنيه في البنوك المصرية)، بزيادة قدرها ألفا دولار أو يورو على العام الماضي، عندما طرحت المبادرة للمرة الأولى.

ولم تعلن الحكومة المصرية عن إجمالي الأعداد التي تقدمت للمبادرة في المرة الأولى، الصيف الماضي. لكنها تشترط أن «يتم تحويل الأموال من الخارج وليس من داخل مصر خلال المهلة المحددة ضمن المبادرة عبر حسابات مخصصة باثنين من البنوك». ووعدت الحكومة بـ«تيسيرات جديدة للمغتربين». وسيكون على المصريين المغتربين تقديم طلبات تسوية المواقف التجنيدية بشكل نهائي عبر الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة.

ورأى نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، عادل حنفي، أن «إعادة تفعيل المبادرة أمر مهم، يأتي استجابة لمطالب الجاليات المصرية بالخارج»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة سوف «تحل مشكلات آلاف الأسر المصرية»، لافتاً إلى «وجود تسهيلات مصرية للترويج للمبادرة وشرح مزاياها والتعامل مع الصعوبات التي تواجه بعض الشباب في التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني».

وتتعلق المبادرة بمن حل عليهم الدور في سن التجنيد بدءاً من سن (18 عاماً) من تاريخ التسجيل على الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة، وحتى سن (30 عاماً)، وأيضاً بمن تجاوزوا سن (30 عاماً).

مزايا المبادرة

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق صلاح حليمة عدّد مزايا إعادة تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج» مجدداً؛ خصوصاً من أجل المساهمة في حل المشكلات التي تواجه بعض المصريين بالخارج في السفر والتنقل خلال فترة استكمال دراستهم، مشيراً إلى أن «التحرك الحكومي يأتي في إطار سياسة الدولة المصرية في محاولة البحث عن حلول للتعامل مع التحديات التي تواجه المغتربين».

وأضاف صلاح حليمة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مصريين في سن التجنيد يصعب عودتهم للبلاد من أجل تأدية الخدمة العسكرية لأسباب دراسية أو طبية أو وجودهم برفقة عائلاتهم، وغيرها من الأمور التي كانت تسبب مشكلات في تسوية الأوراق القانونية لهم عند تجديد جواز السفر أو الإقامة في الدول الموجودين بها»، متوقعاً «وجود إقبال كبير على التفاعل مع المبادرة والاستجابة لها».

ويقدر عدد المصريين في الخارج بنحو 12 مليون شخص، وفق تصريحات سابقة لوزيرة الهجرة المصرية، سها جندي، يتمركز الجزء الأكبر منهم في دول الخليج والولايات المتحدة.

وتزامنت إعادة تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، الأربعاء، مع موافقة الحكومة المصرية على «تمديد استقبال تحويلات استيراد السيارات للمصريين بالخارج لمدة شهر».

جذب العملة

وينظر مراقبون لهذه المبادرات بعدّها «أحد مساعي الحكومة لتوفير سيولة من العملات الأجنبية بشكل مباشر». وقال الخبير الاقتصادي المصري، كريم العمدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة تحاول جذب عملة أجنبية من الخارج لدعم الوضع الاقتصادي داخل البلاد»، لافتاً إلى أن «مثل هذه المبادرات توفر السيولة الدولارية خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن كونها تُقدم للمغتربين تسهيلات لأبنائهم وأسرهم في مصر».

وكان «مجلس الوزراء المصري» قد وافق، خلال اجتماعه، الأربعاء، على طلب وزارة الهجرة المصرية بـ«السماح باستقبال التحويلات من الخارج لمدة شهر من تاريخ انتهاء العمل بمبادرة إعفاء سيارات المصريين بالخارج من الجمارك والرسوم في مقابل إيداع قيمتها بالدولار بوصفها وديعة في البنوك المصرية، من دون فائدة لمدة 5 سنوات على أن تصرف بالعملة المحلية وقت استردادها». وجاء قرار الحكومة المصرية بشأن مبادرة سيارات المصريين بالخارج بعد «انتهاء تمديد العمل بالمبادرة في نهاية أبريل (نيسان) الماضي».

وعانت مصر خلال الأشهر الماضية من أزمة حادة في ظل تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، ونقص العملة الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع مستويات الاقتراض الخارجي. لكن «تدفقات دولارية» ضخمة حصلت عليها مصر أخيراً، بما في ذلك اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، واستثمارات عربية، أسهمت في توفير العملة الصعبة. ومطلع مارس (آذار) الماضي، سمح البنك المركزي المصري للجنيه بالانخفاض، وإعلان التحول إلى نظام صرف مرن، وفق «آليات السوق».


مقالات ذات صلة

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

شمال افريقيا وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية لقادة قمة «الدول الثماني النامية» داخل القصر بـ«العاصمة الإدارية» (الرئاسة المصرية)

مصر: «العاصمة الإدارية» تنفي بناء قصر الرئاسة الجديد على نفقة الدولة

أكد رئيس مجلس إدارة شركة «العاصمة الإدارية الجديدة» أن «خزانة الدولة لم تتحمل أي أعباء مالية عند بناء القصر الجديد».

أحمد عدلي (القاهرة )

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
TT

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة، وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي المستمر».

وقال إن «القوات الجوية تظل دائماً الذراع القوية للقوات المسلحة المصرية، التي تمتلك القدرة على تنفيذ مختلف المهام التي تسند إليها على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية». جاء ذلك خلال زيارة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، لإحدى القواعد الجوية، الأحد، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري فإن «الزيارة تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة، للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد القتالي لتنفيذ المهام كافة التي توكل إليها».

وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالمرور على «معرض أرضي» لعدد من الطائرات والمقاتلات متعددة المهام، واستمع إلى شرح تفصيلي لأحدث الأنظمة القتالية والأسلحة ومعدات الطيران التي زودت بها تلك الطائرات. وناقش عدداً من الطيارين في أسلوب التخطيط والتنفيذ للمهام المكلفين بها لتأمين المجال الجوي المصري تحت مختلف الظروف، كما تابع تنفيذ إقلاع عدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ إحدى المهام التدريبية التي أكدت «قدرة وكفاءة عناصر القوات الجوية على أداء المهام بدقة عالية».

زيارة وزير الدفاع المصري تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة (المتحدث العسكري المصري)

جولة وزير الدفاع المصري تأتي وسط توترات إقليمية عدة، أبرزها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والمستجدات في لبنان وسوريا. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تفقد وزير الدفاع قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال البلاد، مؤكداً حينها أهمية القاعدة باعتبارها «قوة ردع على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي»، وقدرتها على «صد أي عدائيات».

وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، الأحد، قام القائد العام للقوات المسلحة بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي التي تنفذ بمشاركة القوات الجوية المصرية وعناصر من القوات الجوية للدول الصديقة والشقيقة. ورحب بطياري الدول المشاركة بالدورات التدريبية المختلفة على أرض مصر، مؤكداً حرص القوات المسلحة على «دعم آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات مع جيوش الدول الصديقة والشقيقة».

من جانبه، قال قائد القوات الجوية المصرية، الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، إن «مقاتلي القوات الجوية يمتلكون القدرة لتأمين حدود الدولة والدفاع عن سماء مصر وترابها في ظل التحديات الراهنة».

قام وزير الدفاع المصري بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي (المتحدث العسكري المصري)

تأكيدات الجيش المصري جاءت غداة إعلان الحكومة الأميركية «الموافقة على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار».

وبحسب إفادة رسمية لـ«الخارجية الأميركية» فإن الوزارة أبلغت الكونغرس بموافقتها على «بيع تجهيزات خاصة بـ555 دبابة من طراز (إيه1 أم1 أبرامز) الأميركية الصنع بقيمة 4.69 مليار دولار، و2183 صاروخ جو - أرض من طراز (هلفاير) بقيمة 630 مليون دولار، وذخائر موجّهة بقيمة 30 مليون دولار». (الدولار الأميركي يساوي 50.88 جنيه في البنوك المصرية).

وكانت واشنطن قد علقت خلال السنوات القليلة الماضية نحو 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد ربطها باشتراطات تتعلق بملف «حقوق الإنسان». وفي سبتمبر الماضي، قررت الولايات المتحدة عدم تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، لتحصل القاهرة على كامل قيمتها البالغة 1.3 مليار دولار، في خطوة عدها مراقبون آنذاك مؤشراً على «إدراك واشنطن لأهمية القاهرة في المنطقة».

القوات البحرية المصرية توقع عقد اتفاق مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» (المتحدث العسكري المصري)

في سياق آخر، وقعت «شعبة المساحة البحرية المصرية»، الأحد، عقد اتفاق تقني مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» في مجالات الملاحة، وذلك بحضور قائد القوات البحرية، الفريق أشرف عطوة.

وأفاد المتحدث العسكري المصري، بأن ذلك «في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري المشترك بين القوات البحرية المصرية والفرنسية لدعم وتعزيز قدرات القوات البحرية».

وأضاف أن الاتفاق يهدف إلى «بحث سبل تبادل المعرفة والخبرات في مجالات الهيدروغرافيا وعلوم المحيطات، واستكشاف فرص التعاون المستقبلي بين (شعبة المساحة البحرية) و(إدارة الهيدروغرافيا الفرنسية) لتعزيز القدرات العملية لكلا الطرفين».

وكذا «تطبيق إطار العمل الخاص بـ(المنظمة الهيدروغرافية الدولية)، الذي يمثل نقلة نوعية في تطوير خدمات الملاحة والمساحة وأعمال المسح البحري بما يحقق توطين التكنولوجيا وصناعة الخرائط الرقمية والبحرية وفقاً للمستويات الدولية، ويعزز المصالح المشتركة، ويدعم القدرات لكل الأنشطة البحرية المصرية، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة للدولة».