بدأ مجلس النواب الليبي في مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة، للعام الحالي، المقدم من حكومة «الاستقرار»، التي يرأسها أسامة حمّاد، وتحظى بدعم سلطات شرق ليبيا، بينما أعلنت «وكالة الأنباء الليبية» الرسمية، الاثنين، استيلاء جهة أمنية على مقرها التاريخي في العاصمة طرابلس.
وأعلن عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، انطلاق أعمال جلسة مغلقة (الاثنين)، بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد، برئاسة فوزي النويري النائب الأول لرئيسه، لمناقشة بند الموازنة، من دون الإشارة إلى آلية تشكيل «الحكومة الجديدة الموحدة»، التي قال أعضاء في المجلس إن النقاش سيطالها، بالإضافة إلى تداعيات قرار فرض ضريبة على سعر صرف الدولار.
بدوره، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه تلقى خلال اجتماع مساء الأحد، من مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة، رسالة واضحة برغبة الشعب الليبي في رؤية تحرك متجدد نحو الوحدة الوطنية ومسار الانتخابات، مشيراً إلى أن المجلس «يلعب دوراً حاسماً في الدفع باتجاه السلام والمصالحة والدفاع عن القضايا المحلية، التي تؤثر على الحياة اليومية لليبيين».
كما تعهد نورلاند بمواصلة بلاده دعم الانتخابات البلدية، وتمكين الحكومة المحلية من استجابة احتياجات الشعب الليبي، مشيراً إلى أنه بحث مع محمود السقوطري عميد بلدية مصراتة وأعضاء المجلس البلدي، الحكم المحلي في مصراتة والقضايا المحلية التي تؤثر على الحياة اليومية لليبيين.
والتقى نورلاند في مصراتة بممثلات لمنظمات المجتمع المدني، وقال إنهن «يلعبن دوراً رئيسياً في ضمان مساعدة أصوات النساء لتشكيل القرارات بشأن القضايا المركزية التي تواجه المجتمع الليبي». وأشار أيضاً إلى اجتماعه مع مجموعة من الشباب الليبيين من عدة مدن من المشاركين في مبادرة ممولة أميركياً للتغلب على الانقسامات بين الليبيين.
وأعرب نورلاند، عقب زيارته المنطقة الحرة بمصراتة، عن أمله في تعزيز العلاقات بين الشركات الأميركية والمنطقة الحرة، التي قال إنها «تلعب دوراً حيوياً في جهود ليبيا، لتحفيز التجارة والنشاط الاقتصادي».
وتزامنت تحركات نورلاند مع اجتماع «حراك 17 فبراير»، بنواب مصراتة في مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، لمناقشة المساعي لحلحلة الانسداد السياسي والخروج بـ«حكومة جديدة موحدة» لإجراء الانتخابات.
في غضون ذلك، أعلن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، في بيان مقتضب مساء الأحد عبر منصة «إكس»، أن 12 بلدية استفادت منذ بداية العام الحالي من مبادرة الإسكان الشبابي والأسر المحتاجة، وتسلمت صكوك المرحلة الأولى التي ستشمل مستفيدين من كل المدن الليبية.
وأكد الدبيبة، خلال اجتماع لمتابعة استعدادات الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة، لتنفيذ موسم الحج للعام الحالي، ضرورة استكمال إجراءات الحجيج المختارين من أهالي درنة، وفق معايير واضحة، وتوفير الظروف الجيدة للحجاج الليبيين، واختيار عناصر الإشراف والإدارة المؤهلة لخدمتهم.
من جهته، أعلن عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، فتح تحقيق مع اللجنة المشرفة على تموين إدارة الدعم المركزي، عقب تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر توزيع وجبات التموين، بشكل عشوائي وغير لائق، لعناصر الوزارة.
وخلص تحقيق أجرته الوزارة، بشأن أحداث الشغب بملعب طرابلس عقب مباراة لكرة القدم مؤخراً، إلى تبرئة عناصر جهاز الدعم المركزي، وتحميل المسؤولية في المقابل لمجموعة تابعة لجهاز الاستقرار قامت باقتحام الملعب بأسلحتها.
وأشاد عبد الله اللافي، النائب بالمجلس الرئاسي، في لقائه (الاثنين)، مع وفد ياباني برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية للشؤون البرلمانية فوكازاوا يوئيتشي، بدور اليابان في دعم الحل السلمي للأزمة السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش الترتيبات النهائية لاستئناف سفارة اليابان لعملها في العاصمة طرابلس.
بموازاة ذلك، أعلنت «وكالة الأنباء الليبية» الرسمية، الاثنين، استيلاء جهة أمنية لم تحددها، على مقرها التاريخي في العاصمة طرابلس بعد اقتحامه، ومنع العاملين من الدخول إليه، تزامناً مع استعداد الوكالة للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها.
وقالت الوكالة، في بيان، إن موظفيها فوجئوا مساء الأحد، وعقب الدوام الرسمي، بجهة أمنية تقتحم المبنى الذي يضم عدة مكاتب إدارية ومالية ومخازن، وقفل أبوابه بالشمع الأحمر.
وبعدما طالبت رئاسة مجلس النواب والمجلس الرئاسي والنائب العام سرعة التدخل لوقف هذا «الاعتداء الصارخ»، عدّت الوكالة أن هذا الإجراء «غير المسبوق ليس في ليبيا فحسب بل في مختلف أنحاء العالم؛ يتزامن للأسف الشديد مع الاستعدادات لإحياء اليوم العالمي للعمال، واليوم العالمي لحرية الصحافة، ما يلقي بظلال ثقيلة على نفوس العاملين بها».
وكان لافتاً صدور البيان من فرع الوكالة في بنغازي بشرق البلاد، فيما قال إبراهيم هدية المدير العام للوكالة لـ«الشرق الأوسط» إن نشر البيان من بنغازي جاء حرصاً على أمن الزملاء في طرابلس، لافتاً إلى أنه يمثل المؤسسة في علاقتها مع الغير وأمام القضاء.
وتحدثت تقارير إعلامية عن قيام جهاز المخابرات الليبية التابع لحكومة «الوحدة»، بإغلاق مقر الوكالة بتحريض من جهات وزارية، علماً بأن «وكالة الأنباء الليبية» توحدت منذ عام 2021، ونقلت تبعيتها بموجب قانون إلى مجلس النواب، وأصبح مقر إدارتها العامة في بنغازي.