محكمة تونسية تقضي بسجن صحافي عُرف بانتقاده للرئيس

بتهمة «الإساءة لموظف عمومي»

الصحافي محمد بوغلاب (الشرق الأوسط)
الصحافي محمد بوغلاب (الشرق الأوسط)
TT
20

محكمة تونسية تقضي بسجن صحافي عُرف بانتقاده للرئيس

الصحافي محمد بوغلاب (الشرق الأوسط)
الصحافي محمد بوغلاب (الشرق الأوسط)

قال محامي الصحافي التونسي البارز، محمد بوغلاب، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن محكمة بتونس العاصمة قضت، ليلة أمس الأربعاء، بالسجن ستة أشهر على موكله بتهمة «الإساءة لموظف عمومي».

وقال المحامي جمال الدين بوغلاب، وهو شقيق محمد: «هذا يوم أسود للقضاء ولحرية الصحافة... وهي رسالة للصحافة والصحافيين: اصمتوا أو مكانكم السجن». واعتقل بوغلاب، الذي يعدّ من أكبر المنتقدين للرئيس قيس سعيد، الشهر الماضي. وقالت نقابة الصحافيين إن احتجازه يهدف إلى إسكات أصوات الصحافيين.

وكانت فرقة أمنية، متخصّصة في الجرائم التكنولوجية، قد استدعت بوغلاب، في 22 مارس (آذار) الماضي، على أثر شكوى تقدّمت بها موظفة بوزارة الشؤون الدينية تتّهمه فيها بـ«الإساءة إليها والمسّ من سُمعتها من الناحية الأخلاقية»، وذلك في منشورات على صفحته عبر «فيسبوك»، وكذلك في مداخلاته الإعلامية. ويومها طرح الصحافي تساؤلات حول سبب سفر هذه الموظفة إلى الخارج، برفقة وزير الشؤون الدينية. وعدّ بوغلاب سفر الموظفة «شكلاً من أشكال الفساد وهدراً المال العام».

ويعزز سجن بوغلاب مخاوف النشطاء من تضييق أكبر على الحريات قبل الانتخابات الرئاسية المتوقعة هذا العام. وسيطر سعيد على صلاحيات واسعة، في عام 2021، عندما أغلق البرلمان المنتخَب وانتقل إلى الحكم بمراسيم. ومنذ ثورة تونس عام 2011، شكلت حرية الصحافة مكسباً رئيسياً للتونسيين، وأصبحت وسائل الإعلام التونسية من أكثر وسائل الإعلام انفتاحاً في الدول العربية. لكن سياسيين وصحافيين ونقابات يقولون إن حرية الصحافة تواجه تهديداً خطيراً في ظل حكم سعيد الذي وصل إلى السلطة عام 2019 في انتخابات حرة. غير أن سعيد يرفض مثل هذه الاتهامات، ويكرر أنه لن يصبح «دكتاتوراً»، وأن الحريات «مكفولة في تونس». ويقبع ثلاثة صحافيين هم: شذى الحاج مبارك، ومحمد بوغلاب، ولطفي الحيدوري، في السجن، في حين يواجه صحافيون وناشطون آخرون تحقيقات قضائية بسبب تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو انتقادات لاذعة للسلطات في وسائل الإعلام.

وبالنسبة لرئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، زياد دبار، فإنّ هذه القضية «ما هي إلا محاولة جديدة لترهيب الصحافيين وإسكاتهم، من خلال استغلال أجهزة الدولة»، موضحة أنه تجري حالياً محاكمة نحو 20 صحافياً، على خلفية عملهم.



الأمم المتحدة: حرب السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم

النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
TT
20

الأمم المتحدة: حرب السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم

النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم (الخميس)، إن الحرب الدائرة في السودان تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يربو على 30 مليون شخص إلى مساعدات في العام الجاري، من بينهم 16 مليون طفل يحاولون الحياة في ظروف مأساوية.

وقالت راسل لمجلس الأمن الدولي إن أطفال السودان يتحملون «معاناة وعنفاً رهيباً لا يمكن تصوره»، في حين لا تلوح في الأفق نهاية للصراع المستمر منذ نحو عامين.

صورة من فيديو يُظهر آثار المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في مطار الخرطوم في 20 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
صورة من فيديو يُظهر آثار المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في مطار الخرطوم في 20 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

ويعيش نحو 1.3 مليون طفل في أماكن تشهد مجاعة، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 770 ألف طفل من «سوء التغذية الحاد المتفاقم» العام الجاري، وسيموت العديد منهم ما لم تصل إليهم مساعدات.

ومنذ نشوب الصراع لقي 20 ألف شخص على الأقل حتفهم، إلا أن العدد قد يكون أعلى بكثير، وتشرد ما يربو على 14 مليون شخص.

صورة تُظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (رويترز)
صورة تُظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (رويترز)

وذكرت راسل أن 80 في المائة من بين أكثر من 900 واقعة خطيرة ضد الأطفال، والتي تم تسجيلها في الشهور الستة الأخيرة من 2024، كانت أعمال قتل وتشويه، خاصة في دارفور والخرطوم وولاية الجزيرة. وأضافت: «للأسف، نعلم أن هذه الأعداد مجرد جزء من الأعداد الحقيقية».