اليونان: إحالة 9 مصريين للمحاكمة في حادث غرق سفينة مهاجرين

سفينة تحمل مهاجرين غير قانونيين قرب جزيرة كريت اليونانية (رويترز)
سفينة تحمل مهاجرين غير قانونيين قرب جزيرة كريت اليونانية (رويترز)
TT

اليونان: إحالة 9 مصريين للمحاكمة في حادث غرق سفينة مهاجرين

سفينة تحمل مهاجرين غير قانونيين قرب جزيرة كريت اليونانية (رويترز)
سفينة تحمل مهاجرين غير قانونيين قرب جزيرة كريت اليونانية (رويترز)

أفادت مصادر قضائية يونانية، اليوم الجمعة، بأن 9 رجال مصريين كانوا على متن سفينة مهاجرين غرقت قبالة اليونان العام الماضي، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، سيحاكمون الشهر المقبل بتهمة تهريب البشر.

وما زالت ملابسات حادث غرق السفينة «أدريانا» في يونيو (حزيران) تثير الجدل بين السلطات اليونانية والجماعات المؤيدة لحقوق الناجين والمهاجرين، مما يعني أن المحاكمة ستكون أول فرصة رسمية لسماع شهادات بعض الأشخاص الذين كانوا حاضرين في ذلك الوقت.

ويتهم ناجون خفر السواحل اليوناني بالتسبب في غرق القارب.

وتقول السلطات، التي راقبت «أدريانا» لساعات، إن سفينة خفر السواحل كانت على بعد 70 متراً عندما غرقت السفينة.

ونفى خفر السواحل ارتكاب أي سلوك يخالف القانون.

ولم تتضح بعد الأحداث التي جرت من وقت إبلاغ خفر السواحل بوجود السفينة وحتى لحظة انقلابها.

ووفقاً لتقرير صدر في ديسمبر (كانون الأول)، قالت وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) إنها رصدت السفينة من الجو قبل خفر السواحل، لكن السفارة اليونانية لم ترد على مكالمات الوكالة وعروضها للمساعدة.

ولم تتمكن «فرونتكس» من التوصل إلى استنتاج حول سبب غرق السفينة.

وكانت سفينة الصيد المكتظة تحمل مئات المهاجرين من باكستان وسوريا ومصر عندما غرقت قبالة بلدة بيلوس الجنوبية في المياه الدولية، أثناء إبحارها من ليبيا إلى إيطاليا. ونجا نحو 104 رجال، فيما جرى انتشال 82 جثة فقط.

وكان هذا أسوأ حادث كارثي منذ سنوات، وسلط الضوء مجدداً على المخاطر التي يواجهها المهاجرون الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

وقال أحد المصادر لـ«رويترز» إن المصريين التسعة المحتجزين احتياطياً منذ يونيو (حزيران) متهمون بالتسبب في الحادث والانضمام إلى منظمة إجرامية وتهريب مهاجرين وتهم أخرى. ونفوا جميعاً ارتكاب أي أعمال غير قانونية. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 21 مايو (أيار) في مدينة كالاماتا.

وعارضت جماعات مؤيدة لحقوق الإنسان احتجاز الرجال.

وقال مركز «ليسفوس» القانوني غير الحكومي: «يجب أن يحظى هؤلاء الناجون بالدعم لا أن يوجهوا اتهامات. حان الوقت لإسقاط التهم الموجهة إليهم».

وفي العام الماضي، روى ناجون أن خفر السواحل قام بمحاولة فاشلة لقطر سفينة الصيد مما أدى إلى انقلابها.

وتتعارض هذه الأقوال مع روايات الحكومة اليونانية وخفر السواحل التي قالت إن السفينة رفضت المساعدة.

وفي سبتمبر (أيلول)، رفع 40 ناجياً دعوى قضائية ضد السلطات اليونانية متهمين إياها بالتقاعس عن إنقاذ من كانوا على متن السفينة والتسبب في غرقها.


مقالات ذات صلة

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

شمال افريقيا مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

حسمت مصر إشاعات فرض ضريبة جديدة على الجوالات المستوردة من الخارج بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الشيوخ المصري أثناء مناقشة قانون «المسؤولية الطبية» (وزارة الشؤون النيابية والقانونية المصرية) play-circle 03:01

مصر: جدل متصاعد بسبب قانون «المسؤولية الطبية»

تصاعد الجدل في مصر بسبب قانون «المسؤولية الطبية» عقب موافقة مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) نهائياً على القانون.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تؤكد التزامها بسداد الديون

أكدت الحكومة المصرية، الأربعاء، التزامها بسداد ما عليها من التزامات وديون، وذلك تزامناً مع إعلان صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

أيدت محكمة الجنايات المستأنفة بالقاهرة، الأربعاء، الحكم بالإعدام على كريم محمد سليم المشهور بـ«سفاح التجمع»، بتهمة قتل 3 سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية بمصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مقتل 10 جنود سودانيين في هجوم بالمسيّرات على قاعدة عسكرية

مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
TT

مقتل 10 جنود سودانيين في هجوم بالمسيّرات على قاعدة عسكرية

مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)
مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)

لقي 10 جنود من عناصر الجيش السوداني وأصيب عدد آخر في هجوم بطائرات مسيّرة شنته «قوات الدعم السريع» على قاعدة عسكرية بمدينة شندي شمال البلاد، في توسع جديد في نطاق استخدام المسيّرات الهجومية الانتحارية. وأدان الجيش السوداني استخدام الطائرات المسيّرة، قائلاً إنها «تعكس عجزهم عن مواجهة الجنود مباشرة».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن سرباً من المسيّرات الانتحارية هاجمت فجر الأربعاء، معسكراً لتدريب مشاة الجيش السوداني في منطقة المعاقيل جنوب المدينة. وأضافوا أنهم «سمعوا دوي سلسلة انفجارات في أرجاء المدينة».

وهو الهجوم الأول الذي يسفر عن وقوع خسائر في الأرواح، منذ أن بدأت «قوات الدعم السريع» توسعاً في نطاق استخدام المسيّرات الهجومية والانتحارية لاستهداف مناطق في شمال البلاد ظلت خارج دائرة الحرب.

وأفادت مصادر محلية بأن منظومة الدفاعات الأرضية وأجهزة التشويش تصدت للمسيّرات، لكن عدداً منها أصاب الهدف بدقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسط الجنود بالمنطقة العسكرية.

الجيش يستنكر حرب المسيّرات

في المقابل، قال قائد الفرقة الثالثة مشاة، اللواء حمدان عبد القادر داؤد، إن استخدام الطائرات المسيّرة، «يعكس عجزهم عن مواجهة الجنود مباشرة»، واصفاً ذلك بأنه «محاولات يائسة لفرفرة مذبوح».

عناصر من الجيش السوداني بمدينة القضارف نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

ويكثف طرفا القتال، الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» من استخدام المسيّرات في المعارك التي تدور في جبهات القتال وعلى وجه الخصوص بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد. ويستخدم الجيش مسيّرات إيرانية الصنع من طراز «مهاجر 6» ومسيّرات أخرى صينية الصنع.

وأعرب داؤد لدى تفقده المعسكر المستهدف عن «ثقته الكاملة في قدرة القوات المسلحة السودانية على تحقيق الانتصار في وقت قريب». ووفقاً لشعبة التوجيه المعنوي بالفرقة، تأتي زيارة القائد للوقوف على استعدادات القوات، ومتابعة برامج التدريب في إطار تقييم الجاهزية القتالية لدحر «ميليشيا الدعم السريع المتمردة».

وتقع قاعدة المعاقيل العملياتية على بعد 177 كيلومتراً عن شمال العاصمة السودانية الخرطوم. ونقلت صحيفة «السوداني» المحلية عن مصدر عسكري، أن الهجوم على قاعدة المعاقيل العملياتية تم بنحو 11 مسيّرة انتحارية، أسقطت قوات الدفاع الأرضية 10 منها، فيما أصابت مسيّرة عنبر للجنود، ما أدى إلى مقتل 10 وإصابة 5 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى.

ويعد الهجوم على مدينة شندي بالمسيّرات الرابع من نوعه خلال أشهر قليلة.

ولم يتسن لــ«الشرق الأوسط» التأكد بدقة من مصادر مستقلة عن أعداد ضحايا الهجوم، فيما يتحدث سكان بالمنطقة عن أن الأعداد أكبر من الإحصائيات المنقولة عن المصادر العسكرية.

جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

وشنت «الدعم السريع» في الأشهر الماضية هجمات بالمسيّرات استهدفت عدة مناطق تقع تحت سيطرة الجيش، خاصة مدن عطبرة والدامر، ومروي وشندي وكوستى وربك والقضارف، مستهدفة مقرات عسكرية ومطارات وقواعد جوية. وقال الجيش إن دفاعاته تصدت لها بنجاح، لكن شهوداً سمعوا أصوات انفجارات قوية في بعض المناطق المستهدفة.

وفي وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تعرض المهبط الجوي بالفرقة الثالثة مشاة شندي لهجوم بأربع طائرات مسيّرة انتحارية بالتزامن، تم إسقاطها قبل أن تصل إلى الأرض، حسب المصادر العسكرية.

إسقاط طائرة إيرانية

وفي السياق، أعلنت «قوات الدعم السريع»، الأربعاء، إسقاط طائرة مقاتلة إيرانية الصنع من طراز «شاهد 129»، في مدينة الخرطوم بحري. وقالت في بيان على منصة «تلغرام»، إن الطائرة ظلت تقصف المدنيين في بحري وأم درمان، ما يكشف بجلاء عن حجم الإمدادات العسكرية التي تحصّل عليها الجيش السوداني، حسب البيان.

وأدانت «قوات الدعم السريع» ما سمته التدخل السافر في الشأن السوداني، داعية المجتمع الدولي لإدانة هذه التدخلات التي تهدد السودان والمنطقة، لا سيما أمن البحر الأحمر.

وواصل الجيش السوداني في شن هجمات من عدة محاور على مواقع «قوات الدعم السريع» الحصينة في مدينة الخرطوم بحري، التي تحولت في الأيام الماضية إلى مسرح عمليات عسكرية نشطة.

وتتوغل قوات الجيش بحذر في بحري بعد أن حققت تقدماً ملحوظاً، ببسط سيطرتها على كامل أحياء الحلفايا والسامراب شمال المدينة، وتقدماً طفيفاً في منطقة شمبات.

تصاعُد الدخان في أم درمان خلال اشتباكات سابقة بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (رويترز)

وبحسب المتابعات الميدانية يخطط الجيش لشق طريقه للالتحام مع قواته في سلاح الإشارة أقصى جنوب بحري، كمرحلة أولى للانفتاح على كامل المدينة التي لا تزال تنتشر فيها مجموعات كبيرة من «قوات الدعم السريع».

ووفقاً لمصادر محلية تدور اشتباكات بين الطرفين بمناطق متفرقة في ضاحية شمبات، فيما تحاول قوات الجيش اختراق المنطقة عبر الشوارع الداخلية للأحياء السكنية للوصول إلى سلاح الإشارة.

ويعد تقدم الجيش في بحري الأكبر من نوعه منذ إعلانه إطلاق أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، (أم درمان والخرطوم وبحري).

وتتمركز «قوات الدعم السريع» في أحياء بحري القديمة إلى منطقة كافوري شرق المدينة، ويمتد وجودها بكثافة في مناطق شرق النيل، كما يهدف الجيش من توغله في مدينة بحري إلى تنفيذ عمليات عسكرية لفك الحصار عن قيادته المركزية في قلب الخرطوم.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، فضلاً عن أجزاء كبيرة من كردفان غرب البلاد.