الجيش السوداني يقصف مدن شمال دارفور بـ«البراميل المتفجرة»

أنباء عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وسط المدنيين

صور لقصف بلدة كبكابية (منصات التواصل الاجتماعي)
صور لقصف بلدة كبكابية (منصات التواصل الاجتماعي)
TT

الجيش السوداني يقصف مدن شمال دارفور بـ«البراميل المتفجرة»

صور لقصف بلدة كبكابية (منصات التواصل الاجتماعي)
صور لقصف بلدة كبكابية (منصات التواصل الاجتماعي)

خلف قصف جوي نفذه طيران الجيش السوداني، فجر الاثنين، قتلى وجرحى وسط المدنيين بعد استهدافه مناطق شمال إقليم دارفور (غرب البلاد)، وفق ما أفادت مصادر محلية.

ووفق المصادر ذاتها، يجري حصر أعداد الضحايا والمرافق السكنية والصحية والتعليمية التي تعرضت لأضرار كبيرة جراء الضربات، بينما تتحدث «الدعم السريع» و«تنسيقة تقدم»، عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين.

وأكد قادة محليون أن سلاح الجو السوداني شن ليل الأحد - الاثنين غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء الشرقية لعاصمة الولاية الفاشر ومنطقة كبكابية المأهولة بالسكان.

عائلة سودانية دمّر القصف منزلها في كبكابية (مواقع التواصل)

وخلال الأسابيع الماضية، شن الجيش الكثير من الضربات الجوية على مناطق شمال دارفور، حيث تنتشر «قوات الدعم السريع». ودعا الأسبوع الماضي المواطنين «إلى الابتعاد عن مناطق» تجمعات «ميليشيا الدعم السريع» بمختلف أنحاء البلاد، التي تعد «أهدافاً عسكرية مشروعة لضربات القوات الجوية».

وقال إنه يرصد تعمد «الميليشيا المتمردة» اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية من خلال استخدامها الأعيان المدنية والمنازل مواقع عسكرية في جنوب كردفان، وشمال شرق دارفور وكل مناطق وجودها.

وأكد مقيمون في كبكابية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش السوداني «قصف المنطقة بالبراميل المتفجرة، واستهدف بشكل مباشر منازل المدنيين العزل والمستشفى العام ومدرسة ابتدائية، وأن ذلك أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من سكان المنطقة ونفوق عدد من الحيوانات».

جانب من دمار سببته اشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في دارفور الملاصقة لمنطقة كردفان (أرشيفية - أ.ف.ب)

وعبر زعماء الإدارات الأهلية ببلدة كبكابية عن «استنكارهم ورفضهم لاستمرار تكرار ضرب المواطنين بطيران الجيش السوداني، وتدمير مناطقهم».

بدورها، قالت «قوات الدعم السريع»، في بيان الاثنين، «إن الغارات الجوية المتتالية التي ضربت مدينة كبكابية أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل، جراء إسقاط البراميل المتفجرة على أحياء ومساكن المواطنين».

وأضافت: «أدت عمليات القصف، إلى جانب فقدان الأرواح البريئة والجرحى، إلى تدمير 15 منزلاً ومدرسة كبكابية، كما شهدت مدن الفاشر وكتم هجمات جوية أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين».

وذكر البيان «أن الطيران الغادر شن قبل ثلاثة أيام غارات مماثلة على شمال دارفور وقتل 3 من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، كما أصيب 11 آخرون، كما استهدفت الغارات مناطق بوسط البلاد تسببت في سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين الأبرياء».

وأدانت «الدعم»، «تكرار الغارات العشوائية منذ اندلاع الحرب، والسلوك الهمجي في استهداف الأبرياء العزل».

عائلة سودانية فرت من الصراع في دارفور تنتظر العبور إلى تشاد (رويترز)

من جانبها، أكدت «تنسيقة القوى الديمقراطية والمدنية» (تقدم)، في بيان، «شن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة عمليات قصف جوي في ولاية شمال دارفور بمدن الفاشر وكبكابية وكتم أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل».

وأضافت: «سبق هذا القصف الجوي طلعات جوية على منطقة الهدرة جنوب كردفان أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين».

وأعربت «تنسيقية تقدم» عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي.

نازحون سودانيون غرب دارفور (أرشيفية - أ.ب)

وطالب التحالف، الذي يضم أكبر الأحزاب والقوى المدنية في البلاد، «بالتوقف فوراً عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، ووقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها».

وجددت «تقدم» دعوتها للأطراف المتقاتلة، الجيش و«الدعم السريع»، إلى «الاحتكام لصوت العقل والتوجه صوب حلول سلمية لتجنيب البلاد ويلات الحرب التي يدفع ثمنها الملايين من أبناء الشعب السوداني».

وشددت «على الالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة السودانيين والسودانيات من شبح المجاعة التي تطرق الأبواب بعنف، وهي معطيات تستوجب وقف هذه الحرب العبثية الآن وفوراً».


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية السودانية، تهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الحرب لوقفها.

أحمد يونس (كمبالا )
شمال افريقيا امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية بالقاهرة)

المدارس السودانية في مصر بانتظار انفراجة بعد 3 شهور من إغلاقها

تأمل الجالية السودانية في مصر انفراجة في أزمة المدارس السودانية العاملة في البلاد، والمغلقة منذ نحو 3 أشهر لحين استيفائها الشروط المطلوبة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

آلاف الأسر تفرقت حيث خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية

وجدان طلحة (بورتسودان)

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
TT

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

أدى قرار استبعاد المئات من الإدراج على «قوائم الإرهاب» في مصر، بقرار من محكمة الجنايات، إلى إعادة الجدل بشأن إمكانية «المصالحة» مع جماعة «الإخوان»، في ظل تضمين القرار أسماء عدد من قيادات الجماعة «المحظورة» رسمياً، أو محسوبين عليها، وعلى رأسهم يوسف ندا، ووجدي غنيم، وأمير بسام، ويحيى حامد، والأخير شغل منصباً وزارياً خلال حكم الجماعة بين عامي 2012 و2013.

وقررت محكمة الجنايات رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهابيين استجابة لطلب النائب العام في قضية «تمويل جماعة الإخوان»، التي بدأ تحريكها عام 2014، بينما تضمنت حيثيات القرار إجراء «الأمن الوطني» تحريات تكميلية بشأن 808 أشخاص سبق إدراجهم في القضية البالغ عدد المتهمين فيها أكثر من 1500 شخص.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر جدلاً بشأن تداعيات القرار، فبينما فسره البعض بوصفه «يمهد لإمكانية التصالح مع الإخوان»، نفى آخرون ذلك وبينهم برلمانيون مصريون، مشددين على أن «الإجراء طبيعي وقانوني ولا يمثل بداية لأي مصالحة مع الإخوان»، التي صنفت «إرهابية» بأحكام قضائية.

وذكر عدد من المدونين تأكيدات على استمرار إدراج بعض الأسماء على القوائم، لكن في قضايا أخرى بخلاف القضية التي جرى رفع اسمهم فيها.

ودشن عدد من المتابعين وسم «لا تصالح مع الإخوان» للتعبير عن رفضهم القرار، مستذكرين الضباط والجنود الذين سقطوا ضحايا للعمليات الإرهابية.

ودخل عضو مجلس النواب (البرلمان) النائب محمود بدر على خط السجال مستبعداً في تدوينة عبر حسابه على «إكس»، أن يكون القرار مقدمة للمصالحة مع «الإخوان»، مؤكداً أن الإدراج على القوائم «إجراء احترازي» لم تعد هناك حاجة لتطبيقه على الأسماء التي صدر قرار برفعها.

وأضاف أن بعض الشخصيات رحلت عن الحياة على غرار القرضاوي ونجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والبعض الآخر صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية، والبعض صدر بحقه قرار بالعفو الرئاسي ويمارس حياته بشكل اعتيادي، ولم تعد هناك ضرورة لتطبيق هذا الإجراء الاحترازي بحقه.

وهنا يشير الصحافي المتخصص بالملف القضائي محمد بصل لـ«الشرق الأوسط»، إلى صعوبة تحديد أعداد المدرجين على قوائم «الإرهاب» بسبب وجود كثير من القضايا وتكرار أسماء بعض الشخصيات في أكثر من قائمة، الأمر الذي يؤدي أيضاً لصعوبة تحديد الأعداد الفعلية التي استفادت من قرار المحكمة الأخير، مشيراً إلى أن الأعداد الفعلية للمدرجين تقدر بـ«الآلاف».

وأضاف أن النيابة العامة والجهات القضائية وحدهما القادرتان على حصر الأسماء غير المتكرر إدراجها في قوائم أخرى لتحديد استفادتها من قرار المحكمة، مشيراً إلى أن القضية التي فتح التحقيق فيها قبل سنوات، لم يصدر أي قرار بحبس أي متهم فيها حتى الآن، ولم تتم إحالة المتهمين فيها للمحاكمة، وكان الإدراج على قوائم الإرهاب الإجراء القانوني الوحيد المتخذ بحق المتهمين.

لكن النائب محمود بدر كشف في تدوينته، عن وجود 4408 أشخاص وكيانات مدرجة على القوائم، بحسب آخر تحديث في 12 أغسطس (آب) الماضي.

ويفرّق مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، بين «الإجراء القضائي الذي يهدف إلى رفع الصفة عن أشخاص طبقت عليهم إجراءات استثنائية في ظروف محددة كانت الدولة تواجه فيها مخاطر وجودية، ومتورطين في جرائم عنف وتحريض من الجماعة، لا يوجد مجال للتصالح معهم».

ويؤكد مستشار مركز الأهرام لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطوة رفع الأسماء من القوائم مهمة، خصوصاً مع وجود كثيرين يستحقون حذف أسمائهم من هذه القوائم».

ووفق بيان النيابة العامة، الأحد، فإن الـ716 الذين شملهم القرار، «ثبت توقفهم عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها».

ويقول محامي عدد من المتهمين في القضية محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون لا يحدد مدة معينة لانتهاء الجهات المعنية من التحريات حول المتهمين، ومن ثم لا يمكن توقع أي توقيتات بشأن الفصل في مصير باقي الأسماء المدرجة على «قوائم الإرهاب» في القضية.

وعادة ما تتجاهل السلطات المصرية أي حديث عن مبادرة للتصالح مع «الإخوان»، التي كان آخرها ما طرحته الجماعة، في رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال «المرشد العام»، حلمي الجزار (مقيم في لندن)، في أغسطس الماضي، عن مبادرة تشمل إطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

لكن الجزار عاد بعد شهر من طرح المبادرة، مؤكداً أن حديثه عبارة عن بحث لتسوية سياسية للوضع، لا يقتصر فقط على «الإخوان»؛ لكن يشمل كل الأطراف في الداخل والخارج.