تساؤلات عن تكرار وقوع الحرائق في مصر

جددت واقعة اشتعال النيران في محطات صرف صحي كبرى في العاصمة المصرية، تساؤلات عن أسباب تكرار الحرائق؛ خصوصاً أنها تأتي بعد أيام قليلة من اندلاع حريق ضخم التهم جزءاً رئيسياً من استوديو مصري عريق، إلى جانب حوادث أخرى، منها التهام النيران لمزرعة من 5 أفدنة في مدينة الإسماعيلية.

ونشب حريق محطة الصرف الصحي، صباح الأربعاء، بعد انفجار نتيجة تسرب مواد بترولية لنفق الصرف الصحي بمحافظة القليوبية (إحدى محافظات إقليم القاهرة الكبرى)، الأمر الذي أدى لإشعال الحريق في خمسة مواقع أخرى في النطاق ذاته، وجميعها تتبع «الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي»، وفق إفادة رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس ممدوح رسلان.

آثار الحريق غطت مناطق سكنية (محافظة القليوبية - فيسبوك)

وانتعشت فرضية «المؤامرة»، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالات حول أسباب تكرار الحرائق في الفترة الأخيرة... وفي الوقت الذي اتهم بعض المغردين جماعة «الإخوان» المصنفة رسمياً «تنظيماً إرهابياً»، بالمسؤولية عن الحرائق، وجه آخرون اللوم للحكومة، فيما عزا فريق آخر تكرار الحرائق : «للرغبة في طمس بعض المعلومات».

«ثمة بعض الفساد بالمحليات يكون وراء السبب الرئيسي لغالبية الحرائق»، وفق رأي عضو مجلس النواب أحمد قورة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الإهمال المتكرر وعدم قيام بعض الموظفين بواجباتهم، إلى جانب استفادة محتملة لدى البعض من الحرائق، أمور تجعل هناك ضرورة لاتخاذ مزيد من الإجراءات التي تمنع وقوع الحوادث».

وطالب قورة الأسبوع الماضي، الحكومة بتشكيل «لجان فنية متخصصة بكل محافظة على مستوى الجمهورية، تتولى المرور على جميع المؤسسات والمنشآت الحيوية والجماهيرية داخل مختلف المدن والمراكز والأحياء للتأكد من توافر جميع وسائل الحماية والسلامة والأمن الصناعي لحمايتها من نشوب حوادث الحرائق بداخلها».

عدد من المسؤولين خلال تفقد مواقع الحريق (محافظة القليوبية - فيسبوك)

ويؤكد مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية الأسبق، اللواء علاء عبد الظاهر، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك إجراءات مشددة متعلقة بالحماية المدنية من خلال اشتراط إجراءات السلامة قبل الحصول على التراخيص، مع تعديلات قانونية جرى إدخالها لتتم مراجعتها بشكل سنوي لمنع التلاعب أو تعرض أجهزة الإطفاء للتلف.

وكشفت إحصائية لـ«الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، عن تسجيل 45 ألفاً و435 حادث حريق في عام 2023، انخفاضاً من 49 ألفاً و341 في 2022، بنسبة بلغت 8 في المائة، فيما تصدرت «النيران الصناعية»، على غرار أعقاب السجائر والمواد المشتعلة إلى جانب الماس الكهربائي، مسببات الحرائق بنسبة 49.6 في المائة.

ويشير عبد الظاهر، إلى أن حوادث الحرائق موجودة في العالم ولها عدة أسباب؛ من بينها ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يجعلنا نشاهد الحرائق الكبيرة في الأيام التي تزداد فيها درجات الحرارة بمصر، لكن في الوقت نفسه يؤكد: أن «استيفاء جميع متطلبات الحماية المدنية وتنفيذها بدقة شديدة، سيكونان سبباً للحد من الخسائر، حتى مع ارتفاع تكلفتها في بعض الأحيان».

ويقلل مساعد وزير الداخلية الأسبق من «الحديث السوشيالي» عن فكرة «المؤامرة»، مؤكداً أنها مجرد «استغلال سياسي» للأحداث يحاول البعض الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.