حريق «ستوديو الأهرام» يثير انتقادات وقلقاً في مصر

جدّد الحديث عن إجراءات حماية المنشآت

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتفقد موقع الحريق (مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتفقد موقع الحريق (مجلس الوزراء)
TT

حريق «ستوديو الأهرام» يثير انتقادات وقلقاً في مصر

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتفقد موقع الحريق (مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتفقد موقع الحريق (مجلس الوزراء)

أثار حريق اندلع في «ستوديو الأهرام»، بمنطقة الجيزة غرب القاهرة، في الساعات الأولى من صباح السبت، قلقاً وانتقادات في مصر، مجدِّداً الحديث بشأن إجراءات حماية المنشآت، لا سيما أن النيران أضرت بواحد من أعرق استوديوهات التصوير السينمائي في العالم العربي، الذي أُسّس قبل 80 عاماً.

وبدأت السلطات المصرية التحقيق لمعرفة أسباب الحريق الذي امتدت آثاره إلى عدد من المباني المجاورة. وأوضحت وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني، في إفادة رسمية عقب تفقدها موقع «ستوديو الأهرام»، أن «الحريق اندلع في ديكور (الحارة الشعبية) الذي يشهد تصوير أحد الأعمال الرمضانية»، مؤكدة «نجاح جهود الحماية المدنية في السيطرة عليه».

لم يسفر الحريق عن خسائر بشرية (مجلس الوزراء)

وقالت إن «المنطقة التي نشب بها الحريق كانت بعيدة عن البلاتوهات والاستوديوهات والمباني الرئيسية والتاريخية لـ(ستوديو الأهرام)»، مؤكدة أن «المباني الرئيسية لم تُصب بأذى». ووجهت وزيرة الثقافة المصرية بـ«تشكيل لجنة متخصّصة، بشكل عاجل، تتولّى حصر الخسائر والأضرار بدقة».

وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عقب تفقده موقع الحريق، أن «الحكومة ستتحمّل تكلفة إعادة الوضع كما كان». وقال: «الأهالي لا ذنب لهم، ومن واجبنا إعادة الشيء لأصله»، مشيراً إلى عدم وجود خسائر بشرية جراء «الحريق المؤسف»، على حد وصفه.

ووجه مدبولي بـ«التأكد من السلامة الإنشائية للمباني، وتشكيل لجنة عاجلة فورية مكونة من شركات المقاولات المعتمدة في محافظة الجيزة، للوقوف على حجم الضرر وإعداد مقايسات هندسية تضمن الوقت اللازم وتكلفة إعادة المباني لأصلها قبل الحريق».

وتفقد مدبولي موقع الحريق والعقارات السكنية المتضررة منه، حيث تسبّبت النيران في تضرّر واجهات 7 عقارات، وبعض الوحدات السكنية، حسب إفادة مجلس الوزراء المصري.

الحكومة تعهدت بإعادة الوضع كما كان (مجلس الوزراء)

ووجه رئيس الوزراء المصري «بمنح مبلغ 15 ألف جنيه (الدولار يعادل 47.78 جنيه مصري)، دفعة للأهالي المتضررة منازلهم، لاستئجار وحدات سكنية بديلة، لحين الانتهاء من تأهيل المباني التي كانوا يقطنون بها وإعادتها لوضعها الأصلي»، كما وجّه السجل المدني بإصدار بطاقات رقم قومي بديلة لمن فقدها في الحريق.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو للحريق، وعمليات إطفائه، مثيرين تساؤلات عن السبب في اندلاعه، وسط انتقادات لما عدوه «غياباً لإجراءات الحماية المدنية»، في مبنى بهذه القيمة التاريخية. ليتصدّر هاشتاغ «ستوديو الأهرام» الترند، وسط حزن ومخاوف من «ضياع مبنى بهذه القيمة التاريخية».

وكتب طارق العوضي، المحامي وعضو لجنة «العفو الرئاسي»، عبر حسابه على موقع «إكس»، يقول: «(ستوديو الأهرام)... خسارة فادحة».

وقال حساب باسم «أحمد بكري» إنه «لولا أجهزة الأمن والإطفاء لكانت حدثت أكبر كارثة بالمنطقة»، مشيراً إلى وجود محطة وقود على بُعد شارع من «ستوديو الأهرام».


مقالات ذات صلة

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا رجل إطفاء هندي يعمل على إخماد حريق في مدرسة (أ.ب)

مقتل نحو 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق في مستشفى بالهند

لقي ما لا يقل عن عشرة أطفال حديثي الولادة حتفهم في حريق يُعزى إلى عطل كهربائي في وحدة حديثي الولادة داخل مستشفى في جانسي بشمال الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
المشرق العربي الحريق في موقف السيارات بالحمرا اندلع جراء انفجار مولّد كهربائي (الشرق الأوسط) play-circle 00:39

حريق هائل يلتهم عشرات السيارات بمنطقة الحمرا في بيروت (فيديو)

اندلع حريق كبير في مولّد كهرباء في موقف للسيارات في شارع الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي لكاتدرائية نوتردام في باريس، التي تستعد لإعادة فتحها في 7 ديسمبر (كانون الأول)، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طائرة مليئة بالطرود المتجهة إلى وجهتها النهائية بمركز في لويزفيل بولاية كنتاكي الأميركية 9 ديسمبر 2016 (رويترز)

ليتوانيا تحمّل روسيا مسؤولية طرود متفجرة أشعلت حرائق

قال أحد معاوني الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا، اليوم (الثلاثاء)، إن روسيا تقف وراء إرسال طرود متفجرة من ليتوانيا إلى دول أوروبية.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».