ضربت هزة أرضية، بلغت قوتها 4.7 درجات على مقياس ريختر، منطقة الريف الواقعة شمال المغرب، مساء أمس الجمعة، ما أعاد المخاوف من احتمال حدوث زلزال كبير، كالذي ضرب إقليم الحوز قبل شهور، وخلف وراءه عشرات القتلى والقرى المدمرة.
وقال المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل إن الهزة وقعت في سواحل إقليم الدريوش، على بعد 72 كيلومتراً من إقليم الناظور، و29 كيلومتراً من الحسيمة شمال المغرب، وبلغ عمق الهزة 16 كيلومتراً، مما أدى إلى شعور السكان بها بشكل قوي.
وشعر بهذه الهزة جل قاطني منطقة الريف على الساعة الثامنة و17 دقيقة، بأقاليم الحسيمة والدريوش والناظور، غير أن هذا النشاط الزلزالي بدأ فعلاً في 2021.
وقال ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن الهزة الأرضية التي هزت أمس الجمعة منطقة الدريوش، الواقعة شمال المملكة، لا علاقة لها بزلزال الحوز. وأوضح جبور في تصريح لموقع «سيت أنفو» المغربي أن الهزة الأرضية التي وصلت قوتها إلى 4.7 درجات على «سلم ريشتر»، تعود لنشاط البحر الأبيض المتوسط المستمر منذ ثلاث سنوات.
وأضاف المتحدث نفسه أنه يتم تسجيل العشرات من الهزات الأرضية بشكل يومي وسط البحر الأبيض المتوسط، وفي غالب الأحيان لا يشعر بها المواطنون، لأن قوتها تكون ضعيفة، بالتالي يجب على المواطنين الاطمئنان. لكن رغم ذلك سادت حالة من الهلع والرعب وسط سكان المنطقة، التي لا يزال سكانها يتذكرون جيداً الزلزال المدمر، الذي ضرب قبل سنوات إقليم الحسيمة، وخلف وراءه مئات القتلى والمنازل المدمرة، وأثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية بالإقليم.
وحسب ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، فإن هذا النشاط «يعود إلى سنة 2021، حيث كان حينها في مستويات عالية، ومع مرور سنتين، وتحديداً في فترة زلزال الحوز، خف نشاطه، ليعود أمس بشكل مفاجئ».
وبخصوص المخاوف التي أبداها بعض السكان من احتمال عودة الهزة الأرضية خلال نهاية الأسبوع أو ما بعده، قال جبور في تصريح لموقع «هسبريس» المغربي: «لا يمكن معرفة إن كان هذا النشاط سيستمر في التصاعد، أم أن أمس كان عبارة عن هزة متوسطة نسبياً». لكن جبور توقع في المقابل أن تشهد منطقة الشمال «استمرار هذا النشاط لمدة أطول. وبالنسبة للحوز، هناك تراجع واضح منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، مع استمراره بمعدل منخفض».
في سياق ذلك، نفى مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء حدوث أي تسونامي بالقرب من مدينة أكادير، أو بالمنطقة، مشيراً إلى أن الزلزال الذي ضرب ليلة أمس وسط المحيط الأطلسي «لم يكن له أي تأثير ولم يكن محسوساً، وفيما يخص الإنذار بحدوث تسونامي فقد أصدرته بعض مواقع الرصد لكن تم إلغاؤه في حينه»، مضيفاً أن ما يحدث من ارتفاع للأمواج بالمنطقة «يتعلق فقط بظاهرة مناخية، وليس تسونامي أو زلزالاً».