مصر تواصل جهود إسقاط المساعدات على شمال قطاع غزة

وسط تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية في رفح الفلسطينية

المساعدات المصرية في طريقها للفلسطينيين (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات المصرية في طريقها للفلسطينيين (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر تواصل جهود إسقاط المساعدات على شمال قطاع غزة

المساعدات المصرية في طريقها للفلسطينيين (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات المصرية في طريقها للفلسطينيين (المتحدث العسكري المصري)

واصلت مصر إسقاط المساعدات الإنسانية على شمال قطاع غزة، وقال المتحدث العسكري المصري، العقيد غريب عبد الحافظ، إن «طائرات النقل العسكرية المصرية، ونظيراتها من الدول المشارِكة ضمن التحالف الدولي، واصلت (الثلاثاء) أعمال الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية، وذلك بصفة يومية على شمال قطاع غزة». وأضاف أن «ذلك يأتي مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري للتخفيف عن الفلسطينيين».

وكانت القوات الجوية المصرية، بالتعاون مع نظيرتها من الإمارات، قد كثفت، (الاثنين)، من طلعاتها من مطار العريش لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات الغذائية والطبية على شمال قطاع غزة. وبحسب المتحدث العسكري المصري، فإن ذلك يأتي «في إطار الدور المصري الفاعل لدعم الجهود الإقليمية والدولية كافة لتوفير الاحتياجات الإنسانية والمعونات الإغاثية، في ظل الأزمة التي يعاني منها الفلسطينيون بقطاع غزة».

وشهدت الآونة الأخيرة تكثيفاً لعمليات الإنزال الجوي للمساعدات، لا سيما لمناطق شمال قطاع غزة، التي يتعذر إيصال الإغاثة إليها من الجنوب.

في حين دعت مصر، مساء الاثنين، إلى تكثيف الجهود كافة من أجل التوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، مجدّدة تحذيرها من التداعيات الإنسانية لتنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح الفلسطينية.

جانب من المساعدات المصرية (المتحدث العسكري المصري)

وتتوسط قطر والولايات المتحدة ومصر في مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن هذه الجهود لم تثمر عن اتفاق حتى الآن. وسبق أن نجحت الوساطة المصرية - القطرية، في وقف للقتال لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أطلقت خلاله «حماس» سراح ما يزيد على 100 من المحتجزين لديها، في حين أطلقت إسرائيل سراح نحو 3 أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.

من جهته، شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء الاثنين، على «أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 الخاص بعمل الآلية الأممية لتنسيق ومراقبة دخول المساعدات، والتغلب على العوائق التي تضعها إسرائيل في هذا الصدد». وجدد شكري في تصريحات له «التأكيد على موقف بلاده، فيما يتعلق بالتحذير من مخاطر أي عملية عسكرية في مدينة رفح لعواقبها الإنسانية الكارثية، ورفضها التام محاولات تهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه»، محذراً من «التداعيات الإقليمية الخطرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة بشكل بات يهدد استقرار وسلامة الإقليم والعالم».

المساعدات المصرية خلال التجهيز (المتحدث العسكري المصري)

وكانت مصر حذّرت، أكثر من مرة، من تداعيات تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح بقطاع غزة، مؤكدة أن عواقب ذلك ستكون وخيمة. وطالبت بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية؛ للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل: مقتل أحد كبار قادة «حماس» في غزة

المشرق العربي فلسطيني يبكي قرب جثمان قريب له قُتل في قصف إسرائيلي على مدرسة بحي الشيخ رضوان بغزة (أ.ف.ب)

إسرائيل: مقتل أحد كبار قادة «حماس» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد كبار قادة «حماس» قُتل في غارة بطائرة دون طيار إسرائيلية بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تتلقى لقاحاً ضد شلل الأطفال في مستشفى دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

الصحة الفلسطينية: 69 % تلقوا الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال في غزة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، إن 69 % من أطفال قطاع غزة (من عمر يوم وحتى 10 سنوات) تلقوا الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال.

المشرق العربي خيام النازحين الفلسطينيين على شاطئ مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة تدخل شهرها الثاني عشر... ولا مؤشرات على هدنة

دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» شهرها الثاني عشر من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية الدامية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية دخان يتصاعد جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي يوم أمس السبت (ا.ف.ب)

«حزب الله» يعلن قصف شمال إسرائيل رداً على مقتل مسعفين بجنوب لبنان

أعلن «حزب الله» اللبناني أنه أطلق وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل رداً على هجوم أسفر، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، عن مقتل ثلاثة مسعفين بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

إردوغان يدعو لتشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، إن الدول الإسلامية يتعين عليها أن تشكل تحالفاً ضد ما وصفه «بالتهديد التوسعي المتزايد» من جانب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

رئاسيات الجزائر تمر بـ«سلاسة» وسط تساؤلات عن المستقبل

سيدة جزائرية وإلى جوارها طفل في أثناء مشاركتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية بالبلاد (إ.ب.أ)
سيدة جزائرية وإلى جوارها طفل في أثناء مشاركتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية بالبلاد (إ.ب.أ)
TT

رئاسيات الجزائر تمر بـ«سلاسة» وسط تساؤلات عن المستقبل

سيدة جزائرية وإلى جوارها طفل في أثناء مشاركتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية بالبلاد (إ.ب.أ)
سيدة جزائرية وإلى جوارها طفل في أثناء مشاركتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية بالبلاد (إ.ب.أ)

بينما كان المترشحون الثلاثة للرئاسة الجزائرية، يصوتون، السبت، في مكاتب الاقتراع لـ«تأدية الواجب الانتخابي»، كما جاء في تصريحاتهم، كانت عائلات من منطقة تيبازة غربي العاصمة، بصدد إطلاق نداء عبر منصات التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن مصير العشرات من أبنائها امتطوا أمواج البحر قبل عدة أيام، في رحلة هجرة سرية إلى سواحل أوروبا، بحثاً عن عيش أفضل.

الصورتان السابقتان ربما تعبران بدرجة ما عن جدل وتساؤلات بين أوساط الجزائريين عن مستقبل قطاع واسع من الشباب طالما كان هدفاً لبرامج المترشحين؛ وبينما يرى المتحمسون للمشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية وأبرزها الرئاسية أملاً في مستقبل يرونه مشرقاً، يتذرع الداعون للمقاطعة بالأوضاع الاقتصادية التي تدفع شباباً في العشرينات من العمر إلى مغادرة البلاد مع الحرص على نشر فيديوهات «توثق اللحظة» وهم يستقلون ما يسميه الإعلام المحلي «قارب الموت».

سيدة جزائرية عقب الإدلاء بصوتها (السبت) في الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

ورغم تكرار وقائع «الهروب» بحثاً عن الهجرة في العديد من مدن الساحل شرقاً وغرباً، خلال الأيام الأخيرة؛ فإنها توارت وربما اختفت في معالجات وسائل الإعلام التي ضبطت البوصلة على سابع استحقاق تعددي رئاسي، نتيجته تبدو محسومة للرئيس المترشح عبد المجيد تبون، ويشارك فيها اليساري يوسف أوشيش، والإسلامي عبد العالي حساني.

في بلدية براقي بالضاحية الجنوبية للعاصمة، قال رجل ثلاثيني التقته «الشرق الأوسط» بينما كان يرتشف قهوة مع أبناء الحي، إن أنصار المترشحين الثلاثة «حاولوا إقناعنا بالمشاركة في الانتخاب... كان هذا هاجسهم، أي رفع نسبة المشاركة وليس الدعاية لبرامجهم».

وزاد الرجل مشترطاً عدم ذكر اسمه: «الانتخابات الرئاسية موعد في أجندة سياسية وحسب، والتصويت الذي لا ينعكس إيجاباً على حياة البلاد وساكنيها، لن أشارك فيه، على الأقل هذا رأيي، ويلزمني وحدي».

لكن في بلدة بن طلحة (القريبة من براقي)، والتي شهدت عام 1997 مذبحة مروعة على أيدي متشددين خلفت أكثر من 300 ضحية، أكد رجل ستيني أنه «لم يتخلف أبداً عن أي انتخاب». وقال إنه «متذمر من الذين ينشرون اليأس وسط المجتمع، بدعوتهم إلى العزوف عن الانتخابات. فما هو البديل إذا لم ننتخب؟».

بالنسبة لكثير من الشبان الجزائريين فإن أكثر ما يشغل بالهم هي التحديات الاقتصادية (رويترز)

ورداً على المقاطعين، نشر صحافي بارز من جريدة «لوسوار دالجيري» الناطقة بالفرنسية والمؤيدة لترشح الرئيس تبون، فيديو يهاجم فيه دعاة المقاطعة، بل إنه شبههم بـ«الجماعة الإسلامية المسلحة»، حينما هددت بقتل كل من أدلى بصوته، في انتخابات الرئاسة لعام 1995، والتي شهدت فوز الجنرال اليمين زروال مرشح الجيش، أمام الإسلامي الراحل محفوظ نحناح، مؤسس «حركة مجتمع السلم» والتي يقودها راهناً المرشح في الانتخابات الحالية حساني.

معدلات المشاركة

وعلى صعيد مجريات الاقتراع، أكد محمد شرفي رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» أن نسبة التصويت داخل البلاد حتى الخامسة مساءً (بالتوقيت المحلي) سجلت 26.45 في المائة (من إجمالي 23.4 مليون ناخب يحق لهم التصويت بالداخل)، وبين المقيمين بالخارج بلغت 18.31 في المائة (من إجمالي 865 ألف ناخب يحق لهم التصويت بالخارج). كما أعلنت سلطة الانتخابات مد وقت التصويت إلى الساعة الثامنة مساءً بدلاً من السابعة مساءً (بالتوقيت المحلي)

وكانت نسبة التصويت قد بلغت، وفق الإفادات الرسمية، حتى الساعة الواحدة ظهراً (بالتوقيت المحلي) 13.11 في المائة داخل البلاد، بعدما سجلت حتى العاشرة صباحاً 4.56 في المائة.

أما التصويت بالنسبة للجزائريين في الخارج، فقد وصل حتى الواحدة ظهراً، إلى 16.18 في المائة، فيما كانت النسبة 14.50 في المائة حتى العاشرة صباحاً.

أوراق الاقتراع في أحد مراكز التصويت للانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

وفي الصباح تجمع عدد كبير من الصحافيين، أمام المدرسة الابتدائية ببوشاوي غربي العاصمة، منتظرين قدوم الرئيس المترشح الذي وصل في الساعة الحادية عشرة، مرفوقاً بزوجته ومدير الأمن بالرئاسة اللواء بلقاسم لعريبي، ومدير الإعلام بالرئاسة كمال سيدي السعيد.

«ديمقراطية حقيقية»

وبعد أن وضع الورقة في الصندوق، صرح تبون أمام الصحافة مشيراً بيده إلى مجموعة من الناخبين في مكتب التصويت: «أرى طابوراً من الشباب (بصدد الانتخاب) أتمنى للجزائر أن تكون منتصرة دائماً»، مبرزاً أن الحملة «كانت نظيفة جداً، والفرسان الثلاثة كانوا في المستوى وأعطوا صورة مشرفة جداً عن الديمقراطية في الجزائر... أتمنى أن نكون قدوة للآخرين».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم السبت عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية (الرئاسة الجزائرية)

ورأى تبون أن «هذا الانتخاب مفصلي وأتمنى ممن سيفوز بنتيجته أن يواصل المشوار حتى نصل إلى نقطة اللاعودة بخصوص الأشواط التي قطعتها البلاد في التنمية، وان نبني ديمقراطية حقيقية وليس مجرد شعارات».

أما المرشح يوسف أوشيش والذي أدلى بصوته في بلدته بمنطقة القبائل شرق العاصمة، فعبر عن «الفخر بالانتماء إلى هذا الشعب وهذه الأمة»، مناشداً الجزائريين «التخلي عن العزوف».

وقال أوشيش حاثاً على المشاركة «تعهدت خلال الحملة بتكريس التغيير، يمكن للأغلبية الصامتة أن تصبح أغلبية فاعلة، هذا ندائي للجميع حتى يغتنموا الفرصة لبناء الجزائر التي نطمح إليها».

وأدلى المرشح الإسلامي عبد العالي حساني بصوته في منطقة بئر خادم بالضاحية الجنوبية للعاصمة، ورأى أن حملته الانتخابية «كانت متميزة» وأنها تضمنت «برنامجاً سياسياً يتناول قضايا الوطن والشعب والأجيال الصاعدة»، وزاد: «عرضنا حلولاً لكل المشاكل من خلال 62 تعهداً»، ويرمز الرقم إلى عام 1962 الذي استعادت فيه الجزائر استقلالها بعد 7 سنوات من كفاح مسلح مرير ضد الاستعمار الفرنسي.

المرشح الإسلامي لرئاسة الجزائر عبد العالي حساني يدلى بصوته (السبت) في الانتخابات (أ.ف.ب)

وأضاف حساني «نقبل بأي اختيار يراه الشعب مناسباً له، بشرط أن يكون هذا الاختيار حراً بعيداً عن كل إكراه... نأمل أن يخرج الشعب بكثافة للتصويت، وأن يسعى إلى أن يقدم رأيه لأن ارتفاع نسبة المشاركة سيزيد الاستحقاق مصداقية».

ويشار إلى أن نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات الرئاسية 2019 بلغت 39,93 في المائة. وبينما تم تحديد تاريخ دور ثانٍ فيها؛ لكن سلطة الانتخابات لم تعلن هذه المرة عن أي أجل بعد تاريخ 07 سبتمبر، وهو ما عده مراقبون أنه «إغفال» ترك انطباعاً بأن الاستحقاق «محسوم من دوره الأول».

وتراوحت معدلات المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية حتى الآن بين 50,7 في المائة في 2014 (انتخابات الولاية الرابعة للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة) و75,68 في المائة في 1995 حين شهدت البلاد أول انتخابات رئاسية تعددية.