ليبيا تواجه «الحمى القلاعية» بإغلاق مزيد من أسواق الماشية

سلطات بنغازي تعلن وصول اللقاحات الأسبوع المقبل

قطيع من الأغنام قيد الفحص الطبي في ليبيا (الشرطة الزراعية)
قطيع من الأغنام قيد الفحص الطبي في ليبيا (الشرطة الزراعية)
TT

ليبيا تواجه «الحمى القلاعية» بإغلاق مزيد من أسواق الماشية

قطيع من الأغنام قيد الفحص الطبي في ليبيا (الشرطة الزراعية)
قطيع من الأغنام قيد الفحص الطبي في ليبيا (الشرطة الزراعية)

زادت السلطات الليبية من وتيرة إغلاق أسواق الماشية في البلاد، بهدف مواجهة مرض «الحمى القلاعية»، الذي ينتشر في بعض المدن، بينما تسارع الحكومتان المتنازعتان على السلطة في مكافحته بإجراءات احترازية، وتشكيل لجان لحصر الأضرار.

وأغلقت السلطات المعنية بقطاع الصحة الحيوانية عدة أسواق، من بينها زليتن وقصر بن غشير ومنطقة أبوقرين، وترهونة وسرت وأجدابيا، بقصد السيطرة على انتشار المرض، الذي تعاني منه ليبيا منذ بداية فبراير (شباط) الماضي، حفاظاً على الثروة الحيوانية.

واجتمع وزير الزراعة والثروة الحيوانية في حكومة «الاستقرار» المكلفة من مجلس النواب، يونس بوحسن، في مقر الوزارة ببنغازي، مع منسقي قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية بالبلديات والإدارات والمراكز الفنية التابعة لها، من أجل البحث في آخر مستجدات تنفيذ خطة عمل الوزارة للسيطرة ومكافحة مرض «الحمى القلاعية».

قطيع من الأغنام قبيل خضوعها لفحص طبي (الشرطة الزراعية)

ونقلت حكومة «الاستقرار»، اليوم (الثلاثاء)، عن مركز الصحة الحيوانية أن اللقاحات الخاصة بمرض «الحمى القلاعية» ستصل البلاد خلال الأسبوع المقبل عبر منفذ بنينا الجوي، مشيرة إلى أن وزارة الزراعة ستشرع من خلال مكاتب الصحة الحيوانية بالبلديات في تشكيل فرق عمل ميداني وحقلي لبدء تلقيح الأغنام والأبقار والماعز ضد المرض.

كما شدّد وزير الزراعة على المجتمعين بضرورة التعاون التام مع الأجهزة الرقابة كافة، وتقديم جميع البيانات والمستندات المطلوبة من قبلهم، وأيضاً مع غرف العمليات المشكلة من قبل الحكومة للسيطرة على المرض. كما تم الاتفاق على تشكيل لجان الحصر الخاصة بالثروة الحيوانية، وتحديد آليات عملها خلال شهر رمضان.

من جانبها، عقدت كلية البيطرة بجامعة طرابلس، بتعاون مع مركز الصحة الحيوانية، ورشة عمل حول مرض «الحمى القلاعية» في ليبيا، حضرها أساتذة جامعات ومربون ومراقبون للصحة الحيوانية بالبلديات. وبحثت الورشة أسباب وطرق انتقال المرض، وكيفية مواجهته. ووفق بيانات المركز الوطني للصحة الحيوانية، فإن إجمالي عدد الإصابات بالمرض بلغ 1294 حالة، نفق منها 796 رأساً، في حين تصل أعداد الماشية في ليبيا 5.2 مليون رأس.

وقال جهاز الشرطة الزراعية في ليبيا، مساء (الاثنين)، إن عدداً من المسؤولين بالجهاز اجتمعوا مع مسؤولين بالمجلس البلدي الغريقة (شرق) ، موضحاً أنه تمت مناقشة تشكيل لجنة لوضع آلية لمتابعة ومكافحة مرض «الحمى القلاعية»، التي من بينها تحديد مكان لعزل المواشي والأغنام التي ثبتت إصابتها.

وكانت الحكومة المكلفة قد وجّهت جهاز الحرس البلدي بشنّ حملات مكثفة على أسواق الماشية ومحال بيع اللحوم، ومنع انتقال الماشية بين المدن بشكل نهائي، إضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي لتوعية المواطنين بمدى خطورة الوباء، وطلب التبليغ عن أي حالات اشتباه، مع ضرورة إحاطة رئيس الوزراء بتقرير يومي عن الوضع الوبائي، والإجراءات المتخذة حياله.


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

 القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
TT

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

 القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة، التابع للجيش المتمركز بشرق البلاد. لكن القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، تجاهل الرد على هذه الدعوة.

وكانت حكومة الدبيبة قد دخلت على خط مطالبة البعثة الأممية بشأن ما وصفته بـ«الجرائم التي تم توثيقها في مقاطع الفيديو من داخل سجن قرنادة العسكري التابع لحفتر»، وقالت إنها «تظهر ممارسات تعذيب بشعة، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان».

اجتماع سابق بين حفتر وخوري في بنغازي (أرشيفية - الجيش الوطني)

وأعلنت «الوحدة» أنها سارعت إلى مطالبة الجهات المختصة، وعلى رأسها النائب العام، بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الانتهاكات. وشددت، مساء الثلاثاء، على «ضرورة محاسبة جميع المتورطين فيها دون استثناء، لضمان تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً».

كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لمتابعة هذه القضية، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز حقوق الإنسان في ليبيا، وضمان مساءلة كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم.

في سياق ذلك، طالبت البعثة الأممية في بيان، الأربعاء، بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وقالت إن هذه المقاطع تتسق مع الأنماط المُوثَّقة لانتهاكات حقوق الإنسان في مرافق الاحتجاز في مختلف مناطق ليبيا.

وأعلنت البعثة «مواصلتها التحقق من ظروف المقاطع المتداولة»، وأوضحت أنها تنسق مع قيادة الجيش الوطني لتأمين وصول موظفي حقوق الإنسان، التابعين للبعثة، ومراقبين مستقلين آخرين إلى سجن قرنادة بشكل مستمر، وكذلك إلى مراكز الاحتجاز الأخرى.

ولم يعلق حفتر على هذه الدعوات، كما التزم الناطق الرسمي باسمه، اللواء أحمد المسماري، الصمت حيالها.

وُتظهر الفيديوهات المتداولة «العديد من المحتجزين، سواء من الليبيين أو الأجانب، وهم يتعرضون للضرب المبرح، ويُجبرون على اتخاذ أوضاع مجهدة على يد الحراس، الذين يرتدون الزي الرسمي». و«تتماشى التفاصيل المعمارية، التي ظهرت في المقاطع، بما في ذلك نوع البلاط على الأرض والرسوم على الجدران، وقضبان الزنازين، مع صور السجن من تقارير مؤكدة»، بحسب وكالة «رويترز».

إلى ذلك، قال عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، إنه ناقش، مساء الثلاثاء، مع سفير المملكة المتحدة، مارتن لونغدن، تطورات العملية السياسية في ليبيا، ودعم التعاون المشترك بين البلدين، والعديد من القضايا والملفات المتعلقة بدعم السلام والاستقرار في ليبيا، من خلال مسار تقوده البعثة الأممية، وآخر تطورات مشروع المصالحة الوطنية.

ونقل اللافي عن لونغدن إشادته بجهود المجلس الرئاسي في ملف المصالحة الوطنية، وحرصه الدائم على مشاركة كل الأطراف الليبية، معرباً عن أمله بأن تعبر البلاد حالة الجمود السياسي، من خلال مصالحة وطنية شاملة، يتوافق فيها كل اللليبيين.

من جهة أخرى، أعرب القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمى بيرنت، خلال لقائه، الأربعاء، مدير المنطقة الحرة في مصراتة، محسن الساقورتي، عن تقديره لدور مصراتة بوصفها مركزاً اقتصادياً في ليبيا، وتعهد بمواصلة السعي لفتح المزيد من الفرص لتوسيع الشراكات الاقتصادية والتجارية، بين الولايات المتحدة والليبيين في جميع أنحاء البلاد.

في غضون ذلك، ورداً على إعلان مصرف ليبيا المركزي، تراجع الإيرادات النفطية خلال العام الماضي، عما كانت عليه عام 2023، عدّت المؤسسة الوطنية للنفط، هذا التراجع في الإيرادات، نتاجاً لظروف ومستجدات خارجة عن إرادة الجميع بكل المقاييس، ونفت كونه ناجماً عن سوء إدارة أو تقدير من المسؤولين فيها، وفي الشركات والحقول والمرافق التابعة لها.

وجددت المؤسسة، التزامها بمبدأ الشفافية والمكاشفة في كل وقت وحين، مشيرة إلى أنها لا ولن تعمد إلى إخفاء البيانات والمعلومات ذات العلاقة بثروات وأرزاق الشعب الليبي، مهما كانت الظروف.