حزب منشق عن «النهضة» التونسية يعقد مؤتمره الانتخابي الأول

يحدد من خلاله مواقفه من المشهد السياسي والمسار الذي أقره الرئيس سعيد

رئيس حزب «العمل والإنجاز» عبد اللطيف المكي (غيتي)
رئيس حزب «العمل والإنجاز» عبد اللطيف المكي (غيتي)
TT

حزب منشق عن «النهضة» التونسية يعقد مؤتمره الانتخابي الأول

رئيس حزب «العمل والإنجاز» عبد اللطيف المكي (غيتي)
رئيس حزب «العمل والإنجاز» عبد اللطيف المكي (غيتي)

​يعقد حزب «العمل والإنجاز» الذي أسسه عبد اللطيف المكي، القيادي السابق في حركة «النهضة» التونسية، مؤتمره الانتخابي الأول، اليوم السبت، تحت شعار «الثبات والعمل». ويناقش الحزب الذي أعلن عن تشكيله في 28 من يونيو (حزيران) 2022، خمس قضايا، أهمها اللائحة السياسية التي سيحدد من خلالها الحزب المنشق عن حركة «النهضة» من جديد مواقفه من المشهد السياسي كله، سواء بالنسبة للمسار السياسي الذي أقره الرئيس قيس سعيد سنة 2021، وما تبعه من إقصاء للمنظومة السياسية السابقة برمتها، أو كذلك موقفه من مواصلة اعتقال قيادات سياسية سابقة، بتهمة «التآمر ضد أمن الدولة».

المكي أعلن أنه في خلاف كبير مع راشد الغنوشي رئيس «النهضة» (د.ب.أ)

ومن المنتظر أن يتمخض هذا المؤتمر الذي يتواصل إلى غدٍ (الأحد)، عن انتخاب هياكل هذا الحزب الفتي، وفي مقدمتها الأمانة العامة التي قد تؤول إلى المكي، باعتباره من أهم القيادات البارزة في هذا الحزب.

وكان المكي قد أعلن أنه في خلاف كبير مع راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة»، علاوة على المكتب السياسي والمجلس الوطني. وجاء هذا التصريح في وقت شهدت فيه حركة «النهضة» نزيفاً من الاستقالات، كان آخرها استقالة جماعية شملت 113 قيادياً في سبتمبر (أيلول) 2021، مرجعين سببها إلى الخيارات السياسية الخاطئة التي اتبعتها قيادة الحركة، وانفراد فئة معينة بالقرار السياسي. وكان من بين المستقيلين: عبد اللطيف المكي وزير الصحة السابق، ووزير الفلاحة الأسبق محمد بن سالم، والقيادي سمير ديلو، إضافة إلى النائبة البرلمانية جميلة الكسيكسي.

وحاول المكي من خلال عدة مواقف سياسية سابقة الابتعاد عن سياسة حركة «النهضة» في تعاملها مع المشهد السياسي الحالي، غير أنه ساير التيار المعارض للمسار السياسي للرئيس سعيد؛ حيث عارض بقوة الاستفتاء على دستور تونسي جديد، ودعا إلى ما سمّاه «تفكيك أسباب الأزمة» في تونس. وأوضح أن حزب «العمل والإنجاز» سيحاول من خلال أنشطته السياسية «استشراف أفق سياسي واقتصادي آخر، يخرج تونس من واقع الأزمة إلى أفق رحب لخلق الثروة» على حد تعبيره.

سمير ديلو أحد أبرز القيادات المستقيلة من حركة «النهضة» (إ.ب.أ)

ولئن عدّه بعض المراقبين «ذراعاً جديدة» لحركة «النهضة» التي أخفقت في تزعم المشهد السياسي في تونس، وعرفت نكسات سياسية متتالية خلال الأشهر الماضية، فإن نتائج الأنشطة السياسية لحزب «العمل والإنجاز» لا تزال محدودة، كما أن القيادات السياسية المعارضة -وخصوصاً اليسارية منها- لا تعتقد في إمكانية ابتعاد هذا الحزب عن نظام الحكم نفسه الذي اعتمدته حركة «النهضة» بعد ثورة 2011.

ويدعم المتابعون هذه الفكرة، من خلال التزام الحزب الجديد بموقف «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة التي تدعمها قيادات حركة «النهضة»، وتعد المسار السياسي للرئيس التونسي «انقلاباً سياسياً» على نظام الحكم المنتخب الذي كان قائماً قبل 2021. وهو الرأي نفسه لقوى تونسية رأت في هذه الإجراءات «انقلاباً على الدستور»، بينما عدّتها قوى سياسية أخرى «تصحيحاً لمسار ثورة 2011».

وأكد المكي (مؤسس هذا الحزب) أنه سيمنع -انطلاقاً من أخلاقياته- الخوض في الصراعات الآيديولوجية، قائلاً: «لن نخوض إلا في برامج من أجل الإنجاز والتنمية، تفادياً للصدامات الماضية مع الأحزاب ذات التوجهات اليسارية والقومية».



«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)

شددت جامعة الدول العربية على أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا تمثل «بلطجة» لا يُمكن للمجتمع الإقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فوراً، وأضافت أن «غارات الاحتلال تستهدف زرع الفوضى في سوريا مستغلة في ذلك بعض الأحداث التي وقعت أخيراً في محافظة السويداء، والتي أدانتها السلطات السورية نفسها ووصفتها في بيان لها بـ(الأعمال المشينة)، وتعهدت بالتحقيق فيها وتوقيع الجزاء على من يثبت ارتكابه لأي انتهاكات أو مخالفات».

وأدانت الأمانة العامة للجامعة، الأربعاء، «بأشد العبارات الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي». واعتبرت أن هذه الغارات «تُمثل اعتداء صارخاً على سيادة دولة عربية عضو في (الجامعة) وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكاً للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي».

وأعربت الجامعة العربية عن «كامل التضامن مع سوريا إزاء تلك الهجمات الإسرائيلية»، مناشدة الحكومة «العمل بسرعة على نزع فتيل الفتنة، ومعالجة الاحتقانات القائمة عبر الحوار، والعمل على احتواء كافة مكونات الشعب السوري في الإطار الوطني».