مصر: معارِض «أهلاً رمضان» الحكومية تُظهر «غضباً» من الغلاء

تدافع على سلع وشكاوى من حجبها... وهجوم ضد مسؤولين

المصيلحي خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)
المصيلحي خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)
TT

مصر: معارِض «أهلاً رمضان» الحكومية تُظهر «غضباً» من الغلاء

المصيلحي خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)
المصيلحي خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)

أظهرت مشاركات لمصريين في فعاليات معارض «أهلاً رمضان» التي تقيمها الحكومة للتخفيف من ارتفاع الأسعار، غضباً من الغلاء وحجب بعض السلع عن المشترين.

وتداول مستخدمون لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، على نطاق واسع مشاهد لبعض معارِض «أهلاً رمضان» في محافظتي المنوفية (دلتا مصر)، وقبلها في القليوبية (القريبة من القاهرة)، قبل أيام، تظهر تدافعاً للمواطنين، وشكاوى من عدم توفر السلع وحجب بعضها، ومن ارتفاع أسعارها. لكن الحكومة المصرية تشير إلى أنها تتوسع في منافذ بيع السلع «المخفضة» لمواجهة غلاء الأسعار.

وبحسب مواقع إخبارية محلية، فإن منفذ «أهلاً رمضان» في منطقة شبين الكوم بالمنوفية شهد تدافعاً وزحاماً شديداً، فلجأ المنظمون لإغلاق أبوابه مؤقتاً، ما عدّه مراقبون مؤشراً على الأوضاع الاجتماعية والأعباء الاقتصادية المتزايدة جراء ارتفاع الأسعار. وتواكب مع ذلك إفادات لمواطنين أكدوا وجود ندرة في توفير بعض السلع.

السلع في معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)

وكان محافظ المنوفية، إبراهيم أبو ليمون، افتتح، الاثنين الماضي، أحد أكبر معارِض «أهلاً رمضان» في مدينة شبين الكوم. وتفقد المحافظ المعرض للاطمئنان على مدى توافر السلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة وتنافسية عن نظيرتها في الخارج للتخفيف عن المواطنين قبل حلول شهر رمضان.

والسبت الماضي شهد افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة في محافظة القليوبية تكدساً كبيراً من المواطنين؛ الأمر الذي تسبب في حالة استياء كبير من قِبل المواطنين و«هجوم شديد» على وزير التموين والتجارة الخارجية، على المصيلحي، الذي كان يفتتح المعرض؛ ما دعا الوزير المصري إلى «مغادرة المعرض من تدافع المواطنين».

وتصدر وسم وزير التموين «الترند» في مصر، ودشن نشطاء هاشتاغ «#وزير_التموين» بسبب زيادة أسعار الكثير من السلع بمصر. وقال حساب باسم «أيمن» إنه «فور مغادرة الوزير للمعرض لم نجد السلع». بينما أشار حساب آخر باسم «منى» إلى أن «مسؤولي المعرض قاموا ببيع السلع بأسعار غير التي كانت مدونة وقت وجود الوزير المصري».

ودخل الإعلامي المصري أحمد موسى، على خط «الهجوم» على وزير التموين، وقال خلال برنامجه على إحدى القنوات الفضائية، السبت الماضي، إن «ما حدث في المعرض مشهد غير جيد، وينذر بوجود أزمة كبيرة». كما هاجم التجار المشاركين في معارض «أهلاً رمضان» بسبب «حجبهم السلع والمنتجات الغذائية».

بعض السلع في معرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة (وزارة التموين)

لكن المصيلحي قال في تصريحات له، بعد افتتاحه معرض شبرا الخيمة، إنه «يتم طرح كميات كبيرة من السلع الغذائية والاستهلاكية واللحوم والدواجن في معارض (أهلاً رمضان) بتخفيضات تصل إلى 25 و30 في المائة عن مثيلاتها في السوق المحلية». كما أكد أن «الأسعار متميزة جداً وجميع العارضين في (أهلاً رمضان) بمعرض شبرا الخيمة قاموا بعمل تخفيضات حقيقية على السلع المعروضة في المعرض للمستهلك».

أيضاً نشرت وزارة التموين المصرية، على صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك» فيديو لمعرض «أهلاً رمضان» بشبرا الخيمة والإقبال عليه، وأكدت أن «المعرض يستقبل المواطنين لشراء المنتجات الغذائية ونسب تخفيضات تتراوح من 15؜ إلى 30 في المائة على السلع الأساسية».

في السياق، كانت منصات «السوشيال ميديا» قد شهدت خلال الأيام الماضية تفاعلاً كبيراً مع أزمة السكر في البلاد، وتصدر هاشتاغ «#كيلو_السكر» الترند.

وسبق أن واجه وزير التموين المصري، الشهر الماضي، طلبات إحاطة وأسئلة من نواب البرلمان المصري، داخل مجلس النواب، تمحورت حول ارتفاع الأسعار وعدم توافر بعض السلع الاستراتيجية، وطالب عدد من النواب الوزير بتقديم «استقالة فورية» من منصبه لـ«عدم قدرته على ضبط الأسعار للسلع الأساسية، بالإضافة إلى ضبط قضايا فساد بالوزارة في الفترة الأخيرة أبرزها لمستشار الوزير». وبرّر وزير التموين حينها الأزمة الاقتصادية في مصر، بوجود تحديات كثيرة خلال السنوات الثلاث الماضية ساهمت في رفع الأسعار عالمياً، منها جائحة «كورونا» والحرب الروسية - الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب الحرب في السودان.

وطالب النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) بضرورة زيادة منافذ معرض «أهلاً رمضان» في المحافظات سواء بأماكن ثابتة أو متنقلة؛ وذلك لتحقيق وصول السلع المعروضة إلى المواطنين كافة، خاصة في المناطق النائية والأماكن المحرومة، لافتاً إلى أن «توفر المعارض يواجه احتكار بعض التجار للسلع، وتخفيف العبء عن المواطنين بدعم أمنه الغذائي، خاصة خلال شهر رمضان».


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
TT

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

قال إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعة.

وأوضح في حوار مع «وكالة الأنباء الألمانية» بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى: «حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان».

وأضاف: «نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها». وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، «يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان».

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

وأضاف: «إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن فسيكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن». وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم. ورأى في كثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقاً «دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. المنزل بعد المنزل والمنطقة بعد المنطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب».

وحذر إيغلاند من أن الوضع «على وشك الانفجار» مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية. وقال: «لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك».

وأضاف: «أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في ثني المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضاً هو الأمر الوحيد الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية».

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، الأحد، بأن السودان «يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم»، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، وأضاف: «أن واحداً من كل 3 في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي».

نازحون في مخيم أقيم في القضارف (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، «فقد أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع».

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة... يواجه السودان حالياً، أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار «إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا».