البرهان: القوات المسلحة تتقدم في كل المحاور ولا عملية سياسية في السودان قبل انتهاء الحرب

متحدث باسم «قوى الحرية والتغيير»: لوقف النار فوراً

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان «حميدتي» أيام تحالفهما (أرشيفية)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان «حميدتي» أيام تحالفهما (أرشيفية)
TT

البرهان: القوات المسلحة تتقدم في كل المحاور ولا عملية سياسية في السودان قبل انتهاء الحرب

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان «حميدتي» أيام تحالفهما (أرشيفية)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان «حميدتي» أيام تحالفهما (أرشيفية)

قال رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إن قواته تتقدم في كل محاور القتال ضد «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال تفقُّده قوات بولاية كسلا: «قريباً ستلتقي كل القوات في كل شبر من أرض هذا الوطن»، بحسب بيان لـ«مجلس السيادة».

وأشاد البرهان بـ«المستوى العالي لاستعداد القوات النظامية بجميع وحداتها بالمنطقة الشرقية، وجاهزيتها لتنفيذ المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية»، مؤكداً أن القوات المسلحة «ماضية في معركتها حتى دحر هذا التمرد وهزيمته نهائياً».

البرهان يصافح جنوده في الجيش السوداني (وكالة أنباء العالم العربي)

كان البرهان أكد، الثلاثاء، أنه لن تكون هناك عملية سياسية في البلاد، إذا لم تنتهِ الحرب الدائرة مع «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات حول خطط لدمج «الدعم» في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.

ونقل بيان لـ«مجلس السيادة» عن البرهان قوله خلال تفقده قوات بـ«الفرقة الثانية مشاة» بالجيش في ولاية القضارف: «كيف يمكن عمل اتفاق وسلام مع شخص لا يلتزم، وكل يوم له رأي؟ لذا نقول: لن يكون هناك سلام إلا بعد نهاية هذا التمرد»، في إشارة إلى قوات دقلو.

ووجَّه البرهان رسالة «للسياسيين الذين يتحدثون عن دعاة الحرب»، قائلاً إن «دعاة الحرب هم مَن يبحثون عن السلاح من خارج البلاد ليقتلوا به السودانيين». وأضاف أن على «الطرف الآخر الذي يقول: (لا، للحرب)، ويدعو للسلام، أن يُخرِج المتمردين من بيوت الناس ومن المدن، فنحن لسنا دعاة حرب».

وشدد قائد الجيش على أن «المعركة الآن أخذت طابعاً مختلفاً عن العشرة أشهر الماضية، وقد أصبحت لازمة وواجبة لإعادة كرامة الشعب الذي انتُهِكت حقوقه، لأننا ذهبنا للسلام في جدة صادقين، وتم الاتفاق على كثير من الالتزامات والعهود، لكن لم ينفذها أحد».

إلى ذلك، أكد عمار حمودة، المتحدث باسم «قوى الحرية والتغيير» في السودان، أن البلاد بحاجة إلى وقف إطلاق النار بصورة عاجلة بسبب الظروف الكارثية للأوضاع الإنسانية، التي اقتربت من المجاعة.

قادة عسكريون خلال تجمع مؤيد للجيش في القضارف بشرق السودان في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)

وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «هناك المزيد من المعاناة في الطريق إذا لم نصل إلى وقف سريع لإطلاق النار. الآن هناك شبه مجاعة في السودان، والوضع الإنساني كارثي، ولذلك فإن مسألة وقف إطلاق النار أصبحت ضرورة».

وأوضح حمودة قائلاً إن «المرحلة الأولى من الوصول إلى سلام هي إيقاف الحرب وإسكات صوت البنادق وطي صفحة العملية العسكرية ثم بدء المباحثات السياسية، وهذا أمر بديهي ومعروف ولا جديد فيه».

ورداً على سؤال عن دور القوى المدنية في السودان، ومن بينها «قوى الحرية والتغيير»، في فرض وقف إطلاق النار، قال حمودة: «مسألة وقف إطلاق النار في يد العسكريين، ونحن (القوى المدنية) ليس لنا غير أن نضغط في اتجاه أن ينصاعوا لصوت العقل».

ومضى حمودة يقول: «الجيش رد بصورة مبدئية، لكنه لم يحدد أين ومتى سيجتمع معنا، ونحن في انتظار ذلك، لأن الاتفاق مع طرف واحد لا يجدي، فالمطلوب هو إيقاف الحرب، والحرب لها أكثر من طرف، وبالتالي التواصل مع الطرف الثاني يصبح ضرورة».

وتحدث عن التحركات المقبلة للقوى المدنية في محاولة الوصول إلى حلول للأزمة، وقال: «في الفترة المقبلة سنحض كل دول الجوار والدول الإقليمية الفاعلة على العمل على إنهاء الحرب، وعدم صب الزيت على النار، وعدم تشجيع الأطراف للمضي بشكل أكبر في الحرب، وكذلك تشجيع الأطراف على العودة إلى منبر جدة (مفاوضات بين الطرفين المتحاربين برعاية السعودية)، ومواصلة جهود الحوار وصولاً إلى وقف إطلاق النار، ثم بدء العملية السياسية التي تحل جذر المشكلة».


مقالات ذات صلة

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

شمال افريقيا جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

تسبب تعطل سد رئيسي، يقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، عن العمل جراء الحرب في فيضانات غمرت مناطق واسعة من ولاية النيل الأبيض.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

تسارع خطى تكوين حكومة سودانية «موازية» في مناطق «الدعم السريع»

تتسارع المشاورات بين «قوى سياسية» سودانية وحركات مسلحة من جهة، وممثلين عن «الدعم السريع» من الجهة الأخرى، في العاصمة الكينية نيروبي، لبحث تكوين حكومة «موازية».

أحمد يونس (كمبالا)
أفريقيا عبور أكثر من خمسة آلاف شخص الحدود من السودان إلى جنوب السودان حيث تستشري أعمال عنف مختلفة (أ.ب)

تحذيرات من وضع «صعب للغاية» عند حدود جنوب السودان مع تدفق اللاجئين

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين من أن الوضع عند حدود جنوب السودان «صعب للغاية»، مع فرار آلاف الأشخاص من السودان المجاور إثر اشتداد القتال.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا سودانيون فروا من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان يعبرون الحدود بين السودان وتشاد في أدري بتشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)

«أطباء بلا حدود» تحذّر من وضع «صعب للغاية» عند حدود جنوب السودان

حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم (الاثنين) من أن الوضع عند حدود جنوب السودان «صعب للغاية».

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

وزير الخارجية السوداني: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إنَّ حكومته أكَّدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الذي زار البلاد السبت، تمسكها بـ«منبر جدة» لحل الأزمة.

وجدان طلحة (بورتسودان)

«الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
TT

«الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)

قالت «قوات الدعم السريع» السودانية إنها استعادت السيطرة على قاعدة لوجيستية رئيسية في شمال دارفور، اليوم (الأحد)، بعد يوم من استيلاء قوات منافسة متحالفة مع الجيش السوداني عليها، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل (نيسان) 2023، ووقعت بعض أعنف المعارك في شمال دارفور، حيث يقاتل الجيش والقوات المشتركة المتحالفة، وهي مجموعة من الجماعات المتمردة السابقة، للحفاظ على موطئ قدم أخير في إقليم دارفور الأوسع.

وقال الجيش والقوات المشتركة في بيانين إنهما سيطرا، أمس، على قاعدة «الزرق» التي استخدمتها «الدعم السريع» خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهراً قاعدة لوجيستية لنقل الإمدادات من الحدود القريبة مع تشاد وليبيا.

وقالا إن قواتهما قتلت العشرات من جنود «الدعم السريع» ودمرت مركبات واستولت على إمدادات أثناء الاستيلاء على القاعدة.

ويقول محللون إن الحادث قد يؤجج التوتر العرقي بين القبائل العربية التي تشكل قاعدة «الدعم السريع»، وقبيلة الزغاوة التي تشكل معظم القوات المشتركة.

واتهمت «الدعم السريع» مقاتلي القوات المشتركة بقتل المدنيين وحرق المنازل والمرافق العامة القريبة أثناء الغارة.

وقالت في بيان اليوم: «ارتكبت حركات الارتزاق تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق، وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة».