الجيش السوداني يشن غارات على مدينة الضعين شرق دارفور

احتدام المعارك في أحياء وسط مدينة أم درمان

لاجئون سودانيون فروا من الحرب يصطفون أثناء انتظار ركوب شاحنة للذهاب إلى مركز عبور للاجئين بالقرب من الرنك (أ.ف.ب)
لاجئون سودانيون فروا من الحرب يصطفون أثناء انتظار ركوب شاحنة للذهاب إلى مركز عبور للاجئين بالقرب من الرنك (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يشن غارات على مدينة الضعين شرق دارفور

لاجئون سودانيون فروا من الحرب يصطفون أثناء انتظار ركوب شاحنة للذهاب إلى مركز عبور للاجئين بالقرب من الرنك (أ.ف.ب)
لاجئون سودانيون فروا من الحرب يصطفون أثناء انتظار ركوب شاحنة للذهاب إلى مركز عبور للاجئين بالقرب من الرنك (أ.ف.ب)

قال سكان إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن صباح اليوم الثلاثاء غارات جوية على عدد من الأحياء في مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور.

وأبلغ أحد السكان، وكالة «أنباء العالم العربي»، أن القصف الذي استهدف سوق الزريبة المحاذي لمعسكر النيم في مدينة الضعين وعددا من الأحياء المجاورة، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وسط المدنيين وعدد من الجرحى لم يتم حصرهم حتى الآن.

كانت قوات الدعم السريع أحكمت سيطرتها في الأشهر القليلة الماضية، على 4 ولايات من أصل 5 ولايات، وسيطرت كذلك على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وولايات كردفان الثلاث.

في مدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، والتي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الكبرى، تستمر عمليات الكر والفر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أحياء وسط المدينة.

تأتي المواجهات بين الطرفين بعد أيام قليلة من تقدم الجيش من معسكرات في كرري شمال أم درمان والتحامها مع قوات سلاح المهندسين جنوب المدينة. ونجح الجيش في فك الحصار عن سلاح المهندسين الذي فرضته قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل (نيسان) الماضي، وإدخال إمداد إلى القاعدة الهندسية الأكبر في البلاد والمجاورة كذلك للسلاح الطبي.

وقال شهود لوكالة «أنباء العالم العربي» إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع في شارع العرضة الذي يفصل بين سوق أم درمان والسوق الشعبية شمالا والأحياء المحيطة بسلاح المهندسين جنوبا وينتهي شرقا في محيط هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني، ويمتد غربا إلى ضاحية أمبدة غربي أم درمان.

كما دارت مواجهات بالأسلحة الخفيفة في الأجزاء الجنوبية من حي ودنوباي العريق وغرب موقف مواصلات الشهداء بوسط المدينة.

وذكر الشهود أن اشتباكات متقطعة تدور كذلك بين الجيش وقوات الدعم السريع، في الجزء الغربي من حي المهندسين غرب سلاح المهندسين. وأشار الشهود إلى أن مناوشات تجري بين الجيش وقوات الدعم السريع، في الأجزاء الشمالية لضاحية أمبدة المجاورة المحلية كرري شمال المدينة، حيث يحاول الجيش التقدم في محور غرب مدينة أم درمان.

ويسيطر الجيش على كامل محلية كرري المجاورة لولايتي الشمالية ونهر النيل شمال البلاد، كما يسيطر الجيش على أحياء العمدة، حي العرب، المسالمة، المظاهر، القمائر، ودنوباوي، سوق أم درمان، الأجزاء الشمالية من السوق الشعبية، المهندسين، بانت، العباسية، الموردة، الفتيحاب بوسط مدينة أم درمان، إضافة إلى عدد من أحياء ضاحية أمبدة الواقعة غرب السوق الشعبية.

وتسيطر قوات الدعم الدعم السريع، على أحياء أبروف، بيت المال، مكي، الشهداء، الملازمين، هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني، الأجزاء الجنوبية من السوق الشعبي، العرضة، الدوحة، تعويضات بيت المال بوسط مدينة أم درمان، وضاحية أمبدة الممتدة إلى حدود ولاية شمال كردفان، إلى جانب أحياء الشقلة، المربعات، صالحة، جبل أولياء التي تربط جنوب مدينة أم درمان بولاية النيل الأبيض وسط البلاد، كما تسيطر الدعم السريع على كامل مدينتي الخرطوم وبحري على الضفة الشرقية لنهر النيل، فيما يحتفظ الجيش بمقراته في سلاح المدرعات جنوب الخرطوم والقيادة العامة شرقها، وسلاح الإشارة جنوب مدينة بحري ومعسكري الكدرو وحطاب في الشمال.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.


مقالات ذات صلة

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الثلاثاء)، أن انتصارات الجيش ستتواصل، وإن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون يحتفلون في مروي في الولاية الشمالية شمال السودان في 11 يناير 2025... بعد أن أعلن الجيش دخول عاصمة ولاية الجزيرة الرئيسية ود مدني (أ.ف.ب)

الجيش السوداني ينفي تورّطه في هجمات على مدنيين بولاية الجزيرة

نفى الجيش السوداني، اليوم (الثلاثاء)، تورطه في هجمات على مدنيين في ولاية الجزيرة التي استعاد عاصمتها ود مدني من «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون يفرون من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة (أ.ف.ب)

أنباء عن تنكيل جماعي بعشرات المدنيين في ولاية الجزيرة السودانية

وثقت هيئة «محامو الطوارئ» (منظمة حقوقية) أكثر من 7 تسجيلات مصورة، قالت إنها «لانتهاكات وتصفيات عرقية في ولاية الجزيرة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم  (أرشيفية - أ.ب)

البرهان يرفض السلام قبل القضاء على «الدعم السريع»

أوضح البرهان، أنه قدم «شرحاً وتنويراً للقادة في دول غرب أفريقيا»، وأبلغهم أن السودان «يواجه غزواً واستعماراً جديدين»...

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أكثر من 120 قتيلاً بقصف على أم درمان

أفاد مسعفون سودانيون بأن أكثر من 120 شخصاً قُتلوا، أمس (الاثنين)، في قصف استهدف منطقة بأم درمان الواقعة ضمن الخرطوم الكبرى.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الاقتراع على المجالس المحلية، نهاية يناير (كانون ثاني) الحالي، في عملية تبدو «أكثر تعقيداً» من سابقتها التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب «المفوضية العليا للانتخابات»، وسط تحديات أمنية تهيمن على المشهد الليبي، وفق مراقبين.

وجاء الإقرار الرسمي بأن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستكون ساخنة من زاوية «لوجيستية»، خصوصاً مع «زيادة أعداد الناخبين ومراكز الاقتراع ثلاثة أضعاف ما كان بالمرحلة الأولى»، حسب تصريحات رئيس المفوضية عماد السايح، الذي لم يحدد موعد إجرائها بعد، لكنه رأى ضرورة «توفير الدعم اللازم لها».

رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات عماد السايح (مفوضية الانتخابات)

ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بلدية بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 9 بلديات في المنطقة الجنوبية، حسب قرار صادر عن المفوضية الأسبوع الماضي.

ويرصد المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية، كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة، وفي طليعتها طرابلس وبنغازي»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى رغبة المفوضية في «الذهاب بعيداً لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي».

وفي 16 نوفمبر الماضي أجريت انتخابات المجموعة الأولى في 58 بلدية، شهدت إقبالاً كبيراً بلغ 74 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وفي المنطقة الشرقية، أعلن رئيس المفوضية عماد السايح عن بدء الاستعدادات للجولة الثانية من الانتخابات، بلقاء مع مسؤولي مكاتب الإدارة الانتخابية، واطمأن إلى استكمال « التحضيرات اللازمة لتنظيم الانتخابات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة».

رئيس البرلمان عقيلة صالح لدى الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وبخصوص الإجراءات الأمنية، أكد وزير الداخلية بحكومة شرق ليبيا، اللواء عصام أبو زريبة، أن «إدارة حماية وتأمين الانتخابات على أتم الاستعداد دائماً للتنسيق لإجراء أي اقتراع، من خلال غرف أمنية خاصة بها في المناطق كافة».

وبهذا الخصوص قال أبو زريبة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستعدون للانتخابات دائماً، ونجدد نشاط منتسبينا من خلال عقد ورش العمل الخاصة بالشأن ذاته لرفع مستوى الأداء».

ومع ذلك، فإن ناشطين ومتابعين عبّروا عن مخاوف مما وصفوها بـ«توترات قبلية» في شرق ليبيا واكبت الجولة الأولى، الأمر الذي نفاه أبو زريبة قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «صراع ديمقراطي تنافسي بين مكونات المجتمع، كون التركيبة السكانية قبلية».

في المقابل، يبدو التحدي الأمني أكثر وضوحاً في المنطقة الغربية، حسب متابعين، ومثال على ذلك فإنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 5 دوائر انتخابية تابعة لمدينة الزاوية، علماً بأنها تشهد عملية عسكرية «مثيرة للجدل» ضد ما وصفتها حكومة غرب ليبيا ضد «أوكار مخدرات وتهريب وقود».

وازداد الغموض والتساؤلات بعد مظاهرات اندلعت في مدن بغرب ليبيا هذا الأسبوع، عقب بث اعتراف نجلاء المنقوش، في لقاء تلفزيوني بتفاصيل اجتماعها السري في إيطاليا، العام قبل الماضي، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين.

وفي هذا السياق، أبدى المحلل السياسي، أيوب الأوجلي، قلقاً مما عدّها «مجموعات مسلحة تأتمر بأمر قادة سياسيين يسيطرون على المشهد»، ولم يستبعد أن «تقف هذه المجموعات في وجه إجراء هذه الانتخابات، والاستفادة من الثغرات الأمنية لعرقلتها»، وفق رؤيته.

مسن ليبي يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وقال الأوجلي إن عقد الانتخابات «سيبطل حالة القوة القاهرة، التي منعت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال 2021، ومن ثم يهدد استمرار هؤلاء القادة السياسيين في المشهد الليبي».

في مقابل التحديات السياسية أو الأمنية التي لازمت الحالة الليبية منذ 2011، تتمسك الأكاديمية والباحثة أمل العلوي بـ«بالتفاؤل»، استناداً إلى «نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، ووصول من يمثلون شرائح كثيرة إلى تمثيل ناخبيهم في المجالس، بما يعزز الاستقرار».

وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح الجولة الأولى هو «مدعاة للتفاؤل بالمضي خطوات عملية وجادة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي يطمح لها كل الليبيين».

يُشار إلى أن الجولة الأولى من الاقتراع البلدي مضت على «نحو سلس ودون تسجيل خروقات بالمنطقة الغربية»، وفق وصف وزير الداخلية المكلف في حكومة غرب ليبيا، عماد الطرابلسي، ولقيت إشادة من نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري في لقاء مع الطرابلسي الشهر الماضي.

ووفق مراقبين، لا تبدو الصورة قاتمة في مجملها، إذ يراهن البعض على الدعم الدولي الواسع من قبل مجلس الأمن والبعثة الأممية، والدول الكبرى للجولة الأولى للانتخابات المحلية، وهو ما عدّه الأوجلي «بصيص أمل» نحو نجاح مساعي الاحتكام لصندوق الاقتراع.

جانب من عمليات الإشراف على نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية السابقة (مفوضية الانتخابات)

وعلاوة على ذلك، هناك أيضاً الدعم القبلي لهذه الانتخابات، وهو ما أظهره ملتقى رعاه المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي لأعيان وحكماء ومشايخ ليبيين، رأوا في الاقتراع البلدي «مؤشراً على رغبة الليبيين في تحقيق الاستقرار».