المتقاعدون في تونس يتظاهرون للمطالبة بزيادة المعاشات

جلسة ثالثة في قضية اغتيال بلعيد دون إصدار أحكام قضائية

يعاني جل المتقاعدين في تونس من تدهور المقدرة الشرائية وارتفاع تكلفة العلاج وفقدان أدوية الأمراض المزمنة (أ.ف.ب)
يعاني جل المتقاعدين في تونس من تدهور المقدرة الشرائية وارتفاع تكلفة العلاج وفقدان أدوية الأمراض المزمنة (أ.ف.ب)
TT

المتقاعدون في تونس يتظاهرون للمطالبة بزيادة المعاشات

يعاني جل المتقاعدين في تونس من تدهور المقدرة الشرائية وارتفاع تكلفة العلاج وفقدان أدوية الأمراض المزمنة (أ.ف.ب)
يعاني جل المتقاعدين في تونس من تدهور المقدرة الشرائية وارتفاع تكلفة العلاج وفقدان أدوية الأمراض المزمنة (أ.ف.ب)

احتج متقاعدون في تونس، الأربعاء، للمطالبة بزيادة المعاشات قصد مجابهة تدهور مقدرتهم الشرائية بسبب غلاء الأسعار، وارتفاع معدلات التضخم.

وتجمع المتقاعدون أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة، حاملين لافتات كتب عليها «الأسعار في تضخم والمعاشات في تفحم»، و«نعم لاعتماد الأجر الأدنى المضمون حداً أدنى لمعاشات المتقاعدين»، و«صرف مستحقات المتقاعدين حق». وكان فرع المتقاعدين بالاتحاد العام التونسي للشغل قد دعا المتقاعدين للاحتجاج، وانتقد في بيان «تدهور المقدرة الشرائية، وارتفاع تكلفة العلاج، وفقدان أدوية الأمراض المزمنة»، مؤكداً أن التضخم «ابتلع نسبة الزيادات في الجرايات». وانتقد المتقاعدون غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى عدم توفر كثير من المواد الأساسية، خاصة الدواء، وكذا «الارتفاع غير المبرر لفواتير الماء والكهرباء»، محذرين من تدهور الوضع مع تطبيق الحكومة شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويتجاوز عدد المتقاعدين في تونس مليوناً و200 ألف متقاعد، بينهم أكثر من 380 ألفاً في القطاع العام و800 ألف في القطاع الخاص، بحسب أرقام الجامعة. وتشرف ثلاثة صناديق اجتماعية عمومية على التصرف في أنظمة الضمان الاجتماعي، هي الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والصندوق الوطني للتأمين على المرض. وقال عبد القادر النصري، أمين عام جامعة المتقاعدين التابعة لاتحاد الشغل، في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء العالم العربي» إن المتقاعد «يعيش وضعاً متردياً وسيئاً بسبب المعاش الضعيف وغلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار بشكل كبير وغياب الأدوية وارتفاع تكاليفها... ولذلك نركز مطالبنا خاصة على الرفع في الأجر الأدنى المضمون، وزيادة المعاشات، وصرف مستحقاتنا لدى الصناديق الاجتماعية».

شكري بلعيد ومحمد البراهمي (الشرق الأوسط)

من جهة ثانية، استأنفت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، (الثلاثاء)، جلسات الاستماع إلى بقية المتهمين في قضية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، التي تعود إلى سنة 2013، لكن الجلسة لم تسفر عن إصدار أي أحكام قضائية، فيما تضغط هيئة الدفاع عن بلعيد من أجل إصدار أحكام أولية ضد المتهمين.

وذكرت مصادر حقوقية تونسية أن أربعة متهمين، من بينهم الإرهابي أحمد المالكي المُكنى بـ«الصومالي»، رفضوا دخول بهو المحكمة والمثول أمام الدائرة القضائية، والدفاع عن أنفسهم ضد التهم الخطيرة الموجهة لهم، علاوة على محمد العوادي، قائد الجناح العسكري لـ«تنظيم أنصار الشريعة» المحظور.

وأضافت المصادر نفسها أن جلسات المحاكمة قد تطول لأشهر؛ نظراً للعدد الكبير للمتهمين الذين يتجاوز 30 متهماً، علاوة على التعقيدات الكثيرة التي ترافق هذه القضية، والتداخل الملحوظ بين الجوانب القضائية والقانونية والملفات السياسية.

في المقابل، أوضحت المحكمة التي عقدت الثلاثاء والجمعة الماضيين لاستنطاق ثلاثة متهمين، أنهم أنكروا جميعهم علمهم بعملية الاغتيال التي وقعت قبل نحو 11 سنة، حيث نفى المتهم رياض الورتاني علمه بالتخطيط لعملية الاغتيال، موضحاً أنه لم يكن ينتمي للجناح العسكري لـ«أنصار الشريعة» المتشدد، ولا علم له به.

كما قال في اعترافاته إنه لم يكن يعرف أي شيء عن منفذي عملية اغتيال شكري بلعيد، إلا بعد اغتيال محمد البراهمي، وذلك بجد أن سجد الإرهابي لطفي الزين، وهو أحد المتهمين الرئيسيين إلى جانب كمال القضقاضي، بعد اغتيال البراهمي، ولما استفسره عن سبب سجوده أكد له أنهم وراء عملية اغتيال شكري بلعيد، وأن القضقاضي هو منفذ العملية، أحد أبناء التنظيم، فقرر الانسلاخ عن التنظيم على حد تعبيره.

يذكر أن هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي سبق أن وجهت اتهامات مباشرة إلى قيادات حركة النهضة، وقالت إنها كانت خلال فترة حكمها بين سنة 2011 و2013 جهاز أمن يوازي وزارة الداخلية، وهو الذي أشرف على تنفيذ عمليات الاغتيال على حد قولها.



استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
TT

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

أدى قرار استبعاد المئات من الإدراج على «قوائم الإرهاب» في مصر، بقرار من محكمة الجنايات، إلى إعادة الجدل بشأن إمكانية «المصالحة» مع جماعة «الإخوان»، في ظل تضمين القرار أسماء عدد من قيادات الجماعة «المحظورة» رسمياً، أو محسوبين عليها، وعلى رأسهم يوسف ندا، ووجدي غنيم، وأمير بسام، ويحيى حامد، والأخير شغل منصباً وزارياً خلال حكم الجماعة بين عامي 2012 و2013.

وقررت محكمة الجنايات رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهابيين استجابة لطلب النائب العام في قضية «تمويل جماعة الإخوان»، التي بدأ تحريكها عام 2014، بينما تضمنت حيثيات القرار إجراء «الأمن الوطني» تحريات تكميلية بشأن 808 أشخاص سبق إدراجهم في القضية البالغ عدد المتهمين فيها أكثر من 1500 شخص.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر جدلاً بشأن تداعيات القرار، فبينما فسره البعض بوصفه «يمهد لإمكانية التصالح مع الإخوان»، نفى آخرون ذلك وبينهم برلمانيون مصريون، مشددين على أن «الإجراء طبيعي وقانوني ولا يمثل بداية لأي مصالحة مع الإخوان»، التي صنفت «إرهابية» بأحكام قضائية.

وذكر عدد من المدونين تأكيدات على استمرار إدراج بعض الأسماء على القوائم، لكن في قضايا أخرى بخلاف القضية التي جرى رفع اسمهم فيها.

ودشن عدد من المتابعين وسم «لا تصالح مع الإخوان» للتعبير عن رفضهم القرار، مستذكرين الضباط والجنود الذين سقطوا ضحايا للعمليات الإرهابية.

ودخل عضو مجلس النواب (البرلمان) النائب محمود بدر على خط السجال مستبعداً في تدوينة عبر حسابه على «إكس»، أن يكون القرار مقدمة للمصالحة مع «الإخوان»، مؤكداً أن الإدراج على القوائم «إجراء احترازي» لم تعد هناك حاجة لتطبيقه على الأسماء التي صدر قرار برفعها.

وأضاف أن بعض الشخصيات رحلت عن الحياة على غرار القرضاوي ونجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والبعض الآخر صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية، والبعض صدر بحقه قرار بالعفو الرئاسي ويمارس حياته بشكل اعتيادي، ولم تعد هناك ضرورة لتطبيق هذا الإجراء الاحترازي بحقه.

وهنا يشير الصحافي المتخصص بالملف القضائي محمد بصل لـ«الشرق الأوسط»، إلى صعوبة تحديد أعداد المدرجين على قوائم «الإرهاب» بسبب وجود كثير من القضايا وتكرار أسماء بعض الشخصيات في أكثر من قائمة، الأمر الذي يؤدي أيضاً لصعوبة تحديد الأعداد الفعلية التي استفادت من قرار المحكمة الأخير، مشيراً إلى أن الأعداد الفعلية للمدرجين تقدر بـ«الآلاف».

وأضاف أن النيابة العامة والجهات القضائية وحدهما القادرتان على حصر الأسماء غير المتكرر إدراجها في قوائم أخرى لتحديد استفادتها من قرار المحكمة، مشيراً إلى أن القضية التي فتح التحقيق فيها قبل سنوات، لم يصدر أي قرار بحبس أي متهم فيها حتى الآن، ولم تتم إحالة المتهمين فيها للمحاكمة، وكان الإدراج على قوائم الإرهاب الإجراء القانوني الوحيد المتخذ بحق المتهمين.

لكن النائب محمود بدر كشف في تدوينته، عن وجود 4408 أشخاص وكيانات مدرجة على القوائم، بحسب آخر تحديث في 12 أغسطس (آب) الماضي.

ويفرّق مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، بين «الإجراء القضائي الذي يهدف إلى رفع الصفة عن أشخاص طبقت عليهم إجراءات استثنائية في ظروف محددة كانت الدولة تواجه فيها مخاطر وجودية، ومتورطين في جرائم عنف وتحريض من الجماعة، لا يوجد مجال للتصالح معهم».

ويؤكد مستشار مركز الأهرام لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطوة رفع الأسماء من القوائم مهمة، خصوصاً مع وجود كثيرين يستحقون حذف أسمائهم من هذه القوائم».

ووفق بيان النيابة العامة، الأحد، فإن الـ716 الذين شملهم القرار، «ثبت توقفهم عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها».

ويقول محامي عدد من المتهمين في القضية محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون لا يحدد مدة معينة لانتهاء الجهات المعنية من التحريات حول المتهمين، ومن ثم لا يمكن توقع أي توقيتات بشأن الفصل في مصير باقي الأسماء المدرجة على «قوائم الإرهاب» في القضية.

وعادة ما تتجاهل السلطات المصرية أي حديث عن مبادرة للتصالح مع «الإخوان»، التي كان آخرها ما طرحته الجماعة، في رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال «المرشد العام»، حلمي الجزار (مقيم في لندن)، في أغسطس الماضي، عن مبادرة تشمل إطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

لكن الجزار عاد بعد شهر من طرح المبادرة، مؤكداً أن حديثه عبارة عن بحث لتسوية سياسية للوضع، لا يقتصر فقط على «الإخوان»؛ لكن يشمل كل الأطراف في الداخل والخارج.