أطلّ الموت ثانية على الشواطئ الليبية، بعد العثور على جثة مُهاجر غير نظامي قذفتها أمواج البحر المتوسط، في وقت تعرَّض فيه 68 مهاجراً للغرق قبالة السواحل الليبية، قبل محاولة إنقاذهم.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الليبي، (فرع مصراتة)، إن فريق الجثامين، التابع للجمعية، انتشل جثة مجهول الهوية لأحد المهاجرين من فوق شاطئ البحر بمنطقة الدافنية، التابعة لمصراتة، وذلك بعد الإبلاغ عنها من الجهات الأمنية، مشيرة إلى أنها اتخذت الإجراءات اللازمة بعد تسليم الجثة إلى الجهات المختصة، بالتنسيق مع الهيئات القضائية.
ونهاية الأسبوع الماضي، قالت وكالة «نوفا» الإيطالية إن 51 ألفاً و700 مُهاجر غير نظامي وصلوا إلى السواحل الإيطالية، خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن 16 ألفاً و500 مهاجر من هؤلاء المهاجرين وصلوا من شرق ليبيا إلى إيطاليا، بينما وصل إلى 35 ألفاً و200 مهاجر من غربها.
وعرفت ليبيا ظاهرة الجثث التي تتقاذفها أمواج المتوسط إلى الشاطئ، لكنها قلّت، خلال الأشهر الماضية، إلى حد كبير، بالنظر إلى الرقابة التي تفرضها أجهزة مكافحة الهجرة غير النظامية على الساحل.
في سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن إنقاذ 68 مهاجراً غير نظامي قبالة السواحل الليبية، بينهم 5 أطفال وامرأة حامل، كانوا على متن 3 قوارب غير صالحة للإبحار.
ونقل موقع «ليبيا الأحرار»، اليوم الجمعة، عن منظمة «أطباء بلا حدود»، أن «5 مهاجرين رفضوا إنزالهم وبقوا على متن القوارب المصنوعة من الألياف الزجاجية»، ووصفت الوضع بأنه «مثير للقلق».
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن «الافتقار إلى خيارات آمنة وقانونية، إضافة إلى العنف الذي يعانيه المهاجرون في ليبيا، لا يترك لهم خياراً سوى عبور البحر وزيادة عدد الضحايا».
وتُكثف ليبيا عمليات «الهجرة الطوعية» لمهاجرين غير نظاميين إلى دولهم، حيث سهّلت خروج آلاف المهاجرين من البلاد عبر المنافذ الجوية والبرية، خلال الأشهر الماضية. ويقول «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» في ليبيا إنه رحّل عشرات المهاجرين غير النظاميين إلى بلدهم بنغلاديش، الأسبوع الماضي، في حين يُجهّز لترحيل آخرين ريثما ينتهي من تجهيز الوثائق الخاصة بهم.
وتقول «المنظمة الدولية للهجرة»، عبر مكتبها في ليبيا، إن وفداً تابعاً للاتحاد الأوروبي زار مركز المهاجرين، التابع للمنظمة الدولية للهجرة في طرابلس، الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن فريقها قدَّم إحاطة شاملة حول خدمات المساعدة المباشرة، التي تقدمها المنظمة في ليبيا للمهاجرين والمجتمعات الضعيفة في البلاد، بما في ذلك الحماية والصحة والدعم النفسي الاجتماعي، ومساعدات العودة الإنسانية الطوعية.
وأجرت المنظمة الدولية 3 دورات تدريبية للبحث والإنقاذ في البحر ببنغازي لـ61 ضابطاً من الإدارة العامة لأمن السواحل «GACS»، في يناير (كانون الثاني) الحالي، لافتة إلى أن إجمالي ضباط إنفاذ القانون الليبيين المدرَّبين في إدارة الحدود الإنسانية وصل إلى 314 فرداً.
وشملت التدريبات، وفق المنظمة، «تعزيز الهجرة المنظمة والإنسانية مثل منع الاصطدامات في البحر، والإشارات البحرية، ومبادئ الأرصاد الجوية».