«الخارجية السودانية» تدعو لتجريم التعامل مع «الدعم السريع»

مقتل 10 مدنيين في انفجار لغم بولاية نهر النيل

قائد قوات «الدعم السريع» السودانية محمد حميدتي يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة الخميس في أوغندا (إكس)
قائد قوات «الدعم السريع» السودانية محمد حميدتي يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة الخميس في أوغندا (إكس)
TT

«الخارجية السودانية» تدعو لتجريم التعامل مع «الدعم السريع»

قائد قوات «الدعم السريع» السودانية محمد حميدتي يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة الخميس في أوغندا (إكس)
قائد قوات «الدعم السريع» السودانية محمد حميدتي يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة الخميس في أوغندا (إكس)

دعت وزارة الخارجية السودانية إلى تجريم التعامل دولياً مع «قوات الدعم السريع» التي وصفتها بـ«الميليشيا»، وطالبت بالإسراع في تصنيفها «جماعة إرهابية». وقالت «الخارجية السودانية»، في بيان (مساء السبت)، إنها «تابعت باهتمام ما تضمنه التقرير الأخير لفريق مراقبي الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1591) بشان دارفور، والحرب التي تشنها الميليشيا المتمردة (تقصد الدعم السريع) وداعموها على الشعب السوداني».

ونقلت «الخارجية السودانية» عن التقرير الأممي أن عدد «ضحايا التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ترتكبها الميليشيا المتمردة وحلفاؤها في ولاية غرب دارفور وحدها، بلغ ما بين 10 و15 ألف مدني؛ من بينهم النساء والأطفال والشيوخ».

ورأت أن «استمرار إمدادات الأسلحة المتقدمة التي توفرها وتسهل وصولها للمتمردين دول بعينها، سماها التقرير، وتصل في رحلات جوية مرات عدة أسبوعياً، في انتهاك لقرارات (مجلس الأمن) ذات الصلة، هي التي تمكن الميليشيا المتمردة من توسيع عملياتها العسكرية، وارتكاب الفظائع ضد المدنيين، وإطالة الحرب، وامتدادها جغرافياً».

كما طالبت «الخارجية السودانية» مجلس الأمن بـ«الاضطلاع بمسؤوليته تجاه الدول التي تغذي استمرار الحرب في السودان بتزويدها الميليشيا بالسلاح والدعم السياسي والإعلامي، واعتبارها مرتكبة لجريمة العدوان التي تعاقب عليها العدالة الجنائية الدولية».

وكان تقرير صادر عن لجنة الخبراء بالأمم المتحدة اتهم «قوات الدعم السريع» بـ«استغلال عائدات تعدين الذهب في السودان» لتمويل حربها ضد الجيش السوداني. وزعم التقرير الذي أعده محققو الأمم المتحدة، ونشرته «بلومبرغ»، الأحد، أن «الدعم السريع» تتلقى إمدادات من دولة إقليمية عبر تشاد. ويقول التقرير إن «العنف الذي تمارسه (الدعم السريع) والميليشيات المتحالفة معها ربما يكون قد أدى إلى مقتل ما يصل إلى 15 ألف شخص في إقليم دارفور خلال العام الماضي». وهو رقم يفوق التقديرات الأممية السابقة بشأن حصيلة ضحايا الصراع المستمر بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وأعاد التقرير نشأة «الدعم السريع» إلى رحم «ميليشيات الجنجويد» التي شكلتها الحكومة السودانية إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير لسحق تمرد في دارفور. ورأى معدو التقرير أن «الدعم» شكلت «شبكة معقدة من التمويل وخطوط الإمداد العسكرية الجديدة عبر شرق تشاد، وليبيا وجنوب السودان، وهي تسيطر الآن على معظم أنحاء دارفور (حيث تجري عمليات تنقيب عن الذهب)».

وقال الخبراء إن «الشبكات المالية التي أنشأتها (الدعم السريع) قبل وأثناء النزاع، مكنتها من الحصول على الأسلحة وتمويل الحملات الإعلامية ودفع الرواتب وشراء الدعم من الجماعات السياسية والمسلحة».

كما رصد الخبراء في تقريرهم أنه منذ يوليو (تموز) نشرت «الدعم السريع» أسلحة ثقيلة ومتطورة، بما في ذلك «الطائرات من دون طيار، ومدافع الـ(هاوتزر)، وقاذفات الصواريخ المتعددة، والأسلحة المضادة للطائرات، مثل منظومات الدفاع الجوي المحمولة». وأضافوا أن «قوة النيران الجديدة كان لها أثر كبير على توازن القوى في دارفور وفي عموم البلاد».

في غضون ذلك؛ قُتل 10 مدنيين بولاية نهر النيل السودانية شمال البلاد، إثر انفجار لغم أرضي بحافلة كانت تقلهم، وفق ما أفاد به مسؤول طبي الأحد.

وقال المسؤول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قتل 10 من المدنيين على أثر انفجار لغم في حافلة كانت تقلهم من منطقة شرق الجزيرة متجهة إلى مدينة شندي بولاية نهر النيل»، والتي تبعد 150 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم. ويُعد الحادث الأول منذ اندلاع المعارك في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

والأسبوع الماضي، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي تحذيراً نُسب إلى الجيش السوداني لسكان شندي جاء فيه: «تم عمل متاريس حولية مزودة بألغام أرضية عالية الحساسية، ومزودة بمتفجرات بعيدة المدى، وعلى الجميع أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر وعدم المرور بهذه المناطق»، ولكن لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش في هذا الصدد.

وتسبب النزاع بالسودان في نزوح نحو 7.5 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وفق «الأمم المتحدة».


مقالات ذات صلة

البرهان عن صراعات حزب البشير: لن نقبل ما يُهدد وحدة السودان

شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يخاطب حضور مؤتمر اقتصادي في مدينة بورتسودان اليوم الثلاثاء (الجيش السوداني)

البرهان عن صراعات حزب البشير: لن نقبل ما يُهدد وحدة السودان

أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان رفضه للصراعات داخل حزب «المؤتمر الوطني» (المحلول) الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا رئيس وفد التفاوض في «قوات الدعم السريع» عمر حمدان خلال مؤتمر صحافي بنيروبي يوم 18 نوفمبر (الشرق الأوسط)

«قوات الدعم السريع» السودانية: خياراتنا مفتوحة لتشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا

أكد رئيس وفد التفاوض في «قوات الدعم السريع» السودانية، عمر حمدان، في مؤتمر صحافي أنهم لا يرفضون السلام، لكن هذا يتوقف على مبادرة جادة وبضمانات دولية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مناقشات أممية موسعة لوقف النار فوراً في السودان

مناقشات أممية موسعة لوقف النار فوراً في السودان

انخرط مجلس الأمن في نقاشات حول مشروع قرار بريطاني لمطالبة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» بوقف القتال فوراً والسماح بتسليم المساعدات الإنسانية.

علي بردى (واشنطن) محمد أمين ياسين (نيروبي)
تحليل إخباري محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»

تحليل إخباري بعد خطاب «حميدتي»... هل بدأت الموجة الثانية من الحرب السودانية؟

العنوان الأبرز لخطاب قائد «قوات الدعم السريع»، هو «الانتقال للحرب الشاملة، على عكس ما ذهب البعض لتفسيره بأنه إقرار بالهزيمة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا أرشيفية لحميدتي (رويترز)

مصر تنفي اتهامات حميدتي بشن غارات على قواته

نفت مصر اتهامات قائد «قوات الدعم السريع» في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لها بشن ضربات جوية على قوات مجموعته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».