مرشحو الرئاسة المصرية يوصدون الباب أمام «عودة الإخوان»

أكدوا استمرار التعامل مع الجماعة بوصفها «تنظيماً إرهابياً»

لافتة انتخابية للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في القاهرة (إ.ب.أ)
لافتة انتخابية للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في القاهرة (إ.ب.أ)
TT

مرشحو الرئاسة المصرية يوصدون الباب أمام «عودة الإخوان»

لافتة انتخابية للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في القاهرة (إ.ب.أ)
لافتة انتخابية للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي في القاهرة (إ.ب.أ)

قبل أيام من بدء تصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية، عكست تصريحات المرشحين الأربعة، بشأن التعامل مع «الإخوان»، مواقف تبدو متطابقة، تتلخص في رفض عودة «الجماعة المحظورة» إلى الحياة السياسية.

وتجري الانتخابات داخل مصر، الأحد المقبل، لمدة ثلاثة أيام. فيما أنهى المصريون في الخارج تصويتهم في الاستحقاق قبل نحو أسبوع.

ويشارك في الانتخابات إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يسعى لولاية ثالثة تستمر حتى 2030، كل من: فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

ويثير مستقبل جماعة «الإخوان المسلمين» جدلاً واسعاً من وقت لآخر في مصر، بعد أن صنفتها السلطات «تنظيماً إرهابياً»، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى الجماعة، عام 2013.

وفي أغسطس (آب) 2014، قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر بحل حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية للتنظيم.

ويؤكد المستشار محمود فوزي رئيس حملة السيسي أنه «لا عودة لـ(الإخوان) في الحياة السياسية»، وقال في لقاء تلفزيوني قبل يومين، إن «الحديث عن عودة الإخوان له ثلاثة أبعاد، بعد شعبي، وسياسي، وقانوني»، موضحاً أنه «في البعد الشعبي نرى جميعا أن المصريين عبروا عن رأيهم في الإخوان في ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وبالتالي رأي الشعب واضح».

وحول البعد السياسي قال فوزي «كل من تلوثت يديه بدماء المصريين غير مقبول»، مؤكدا أن «البعد القانوني واضح فهي مصنفة جماعة إرهابية، وبالتالي العودة غير مطروحة». وأعاد تأكيد رفض السيسي في أكثر من مرة «عودة الإخوان»، عادّا أنه «لا يمكن للرئيس أن يتجاوز إرادة الشعب الرافضة لعودتهم».

ولا تختلف كثيرا مواقف المرشحين الثلاثة الآخرين، بشأن الموقف من الإخوان، وقال فريد زهران في مقابلة تلفزيونية سابقة «لو أصبحت رئيسا لمصر، فسأرفض أي دور لـ(الإخوان) في الحياة السياسية، خاصة أنها جماعة خالفت القانون والدستور». فيما أكد عبد السند يمامة في لقاء تلفزيوني مماثل على أنه «لا تصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية»، لافتا إلى أنه «يجب أن نحارب فكر الإخوان بالديمقراطية».

الموقف نفسه أكده المرشح حازم عمر، الذي قال أيضا إنه «لا تصالح مع الإخوان»، متابعا «الإخوان قامروا بمستقبل الشعب المصري».

مؤتمر انتخابي للمرشح المعارض فريد زهران (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن حديث المرشحين عن جماعة الإخوان هو «طرح عام دون رؤية واضحة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «باستثناء الرئيس السيسي وموقفه الواضح من الإخوان، فإن تصريحات المرشحين الثلاثة حول الجماعة هو كلام عام يفتقر للرؤية السياسية الواضحة، فليس لديهم مقاربة متماسكة حول الموقف من الإخوان أو السلفيين، ولم يخوضوا في التفاصيل».

وبحسب فهمي، يبدو أن «المرشحين يتجنبون الخوض في موضوعات وقضايا جدلية مثل قضية الإخوان، وقضايا أخرى كثيرة».

ويعد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، تطابق مواقف المرشحين من الإخوان «مجاراة لموقف الدولة الرافض لعودة الإخوان»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنها «كذلك تتماشى مع الموقف الشعبي».

ونهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، أثير جدل واسع بشأن إمكانية عودة الإخوان إلى المشهد، مع إعلان عضو مجلس النواب السابق أحمد الطنطاوي، عزمه على الترشح للرئاسة، قبل أن يتعثر في جمع المستندات المطلوبة للترشح.

وتعرض الطنطاوي، وهو أحد أفراد «الحركة المدنية» المعارضة، لهجوم حاد بعدما ألمح في مقابلة إعلامية، إلى إمكانية عودة الجماعة للمشهد السياسي، حين قال إنه «يرفض استبعاد أي فصيل سياسي من الساحة».

تصريحات الطنطاوي تزامنت حينها مع ظهور تلفزيوني للقيادي البارز في التنظيم حلمي الجزار، في إحدى القنوات التابعة لـ«الإخوان» تبث من خارج مصر، عبر فيه عن «إعجابه بالمرشح المحتمل»، فضلا عن دعوة إعلاميين آخرين – محسوبين على الإخوان - إلى جمع «توكيلات» لدعم ترشح الطنطاوي.


مقالات ذات صلة

السيسي يتعهد بـ«أقصى جهد» للحد من ارتفاع الأسعار

شمال افريقيا الرئيس المصري خلال فعالية سابقة في القاهرة  (الرئاسة المصرية)

السيسي يتعهد بـ«أقصى جهد» للحد من ارتفاع الأسعار

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«مواصلة أقصى جهد لمكافحة التضخم والحد من ارتفاع الأسعار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جنود من الجيش المصري (رويترز - أرشيفية)

رئيسا الأركان المصري والتركي يتطلعان لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين

أكد رئيس أركان الجيش المصري الفريق أسامة عسكر ونظيره التركي متين غوراك خلال محادثات في أنقرة تطلعهما لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مشيعون يصلون على جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي بغزة (أ.ب)

تقرير: تقدم إيجابي بشأن مفاوضات الهدنة في غزة

المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة في قطاع غزة تشهد «تقدماً إيجابياً»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)

مصر ترفع «تسوية الموقف التجنيدي للمغتربين» إلى 7 آلاف دولار

أعادت مصر تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، ابتداء من مطلع مايو (أيار) الحالي ولمدة شهرين.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)

مصر: الإعلان عن تدشين مدينة تحمل اسم السيسي في سيناء

دشن «اتحاد القبائل العربية» في شبه جزيرة سيناء المصرية، الأربعاء، مدينة جديدة تحمل اسم «السيسي» في رفح بشمال سيناء.

عصام فضل (القاهرة)

محامون تونسيّون يتظاهرون ضد «التضييقات» على عملهم

جانب من إضراب المحامين التونسيين بالعاصمة في يناير الماضي (إ.ب.أ)
جانب من إضراب المحامين التونسيين بالعاصمة في يناير الماضي (إ.ب.أ)
TT

محامون تونسيّون يتظاهرون ضد «التضييقات» على عملهم

جانب من إضراب المحامين التونسيين بالعاصمة في يناير الماضي (إ.ب.أ)
جانب من إضراب المحامين التونسيين بالعاصمة في يناير الماضي (إ.ب.أ)

نفّذ محامون تونسيّون، اليوم (الخميس)، إضراباً عن العمل في محاكم تونس العاصمة، احتجاجاً على ما عدّوه «تضييقات» يتعرضون لها أثناء الدفاع عن الحقوق والحريات، وتردي ظروف العمل بالمحاكم.

وبحسب ما أوردته وكالة «أنباء العالم العربي»، فقد شارك عشرات المحامين في وقفة احتجاجيّة أمام مقر قصر العدالة بالعاصمة، وقال رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس العاصمة، العروسي زقير، خلالها، إن المحامين يواجهون تضييقات بهدف «تعطيلهم عن القيام بواجباتهم بالسلاسة المطلوبة». مضيفاً أن «كلّ يومٍ نُواجه فيه إجراءات جديدة، وتصرّفات غير مسبوقة من جميع المتدخّلين في الشأن القضائي... ونحن أمام منعرج هام في تاريخ العدالة والمحاماة التونسيّة». وتابع زقير موضحاً أن المحامي الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه «لا يُمكنه الدفاع عن موكليه... وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا، فسيقع اللجوء إلى تصعيد أشكال النضال». بدورهم، انتقد المحامون ما وصفوه بحرمانهم من حقّ الاطّلاع على ملفّات موكليهم أو زيارتهم في السجون، خلال تنفيذ وقفة احتجاجية ويوم غضب أمام قصر العدالة، حيث تم منع الصحافيين من تغطيتها داخل المحكمة، ما أجبر المحامين على الخروج إلى الشارع، واستكمال الوقفة قبالة قصر العدالة ومقر هيئة المحامين.

ويأتي إضراب المحامين وتنفيذ وقفتهم الاحتجاجية بمحاكم تونس الكبرى كافة، احتجاجاً على ما عدّوه تضييقات يتعرض لها الدفاع أثناء ممارسته حقّه في الدفاع عن الحقوق والحريات، وتنديداً بتردي ظروف العمل داخل المرفق القضائي، وفق رئيس الهيئة الفرعية للمحامين بتونس.

وتابع زقير موضحاً أن فرع تونس للمحامين سيتخذ خطوات تصعيدية إثر هذا التحرك إذا لم تستجب وزارة العدل لمطالبهم. مبرزاً أن الخطوات التصعيدية تشمل مقاطعة الجلسات الجنائية. كما انتقد استمرار التضييقات التي يتعرض لها المحامون في تونس، والتي بلغت حسبه حدّ حرمانهم من الحصول على بطاقات زيارة لمنوبيهم الموقوفين، كما يقتضيه القانون.

المتهمون بالتآمر ضد أمن الدولة (الموقع الرسمي لغازي الشواشي)

ويتعلق الأمر بما تعرّض له محامو هيئة الدفاع عن السياسيين الموقوفين، فيما يعرف بالقضية الأولى المتعلقة بـ«التآمر على أمن الدولة» من «تضييقات غير مسبوقة»، وفق تعبيره.

وسبق أن نظّم المحامون التونسيون بالقصرين في يناير (كانون الثاني) الماضي وقفة احتجاجية، أمام مبنى المحكمة الابتدائية بالقصرين، «احتجاجاً على الواقع المتردي للمرفق القضائي بالجهة».

وقال رئيس الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين، شكري الشخاري، وقتها في تصريحات إعلامية على هامش الوقفة، إنّ هذا التحرك الاحتجاجي لمحامي الجهة «يأتي من أجل الدفاع على حرمة المرفق القضائي المتردي بالقصرين».

مبرزاً أنّ المرفق القضائي «يحتاج بنية تحتية قوية تليق بالجهة، وتتوفر فيها مواصفات المحكمة، كما نريد أن يكون هناك عدد من القضاة والأطر القضائية التي تكفي الجهة».

وذكر الشخاري في هذا الصدد أنّ محكمة الاستئناف بالقصرين معطلة لأسباب كثيرة، تتمثل في غياب رؤساء الدوائر والمستشارين وغيرهم، وقال إن محكمة الناحية تم إفراغها من القضاة، والأمر نفسه بالنسبة للمحكمة الابتدائية، وفي مقدمتها النيابة العمومية.


مصر تقيّد زراعة الأرز مع اقترابها من خط «الشح المائي»

قلّصت مصر زراعة الأرز ضمن استراتيجية قومية لترشيد استهلاك المياه (الشرق الأوسط)
قلّصت مصر زراعة الأرز ضمن استراتيجية قومية لترشيد استهلاك المياه (الشرق الأوسط)
TT

مصر تقيّد زراعة الأرز مع اقترابها من خط «الشح المائي»

قلّصت مصر زراعة الأرز ضمن استراتيجية قومية لترشيد استهلاك المياه (الشرق الأوسط)
قلّصت مصر زراعة الأرز ضمن استراتيجية قومية لترشيد استهلاك المياه (الشرق الأوسط)

حذّرت الحكومة المصرية المزارعين من تجاوز المساحات المخصصة لزراعة الأرز، في 9 محافظات بالوجه البحري، مؤكدة أن مخالفة بعض المزارعين «تؤثر سلباً» على عملية توزيع المياه، بينما تتأهب البلاد لموسم «أقصى الاحتياجات المائية».

وتقترب مصر من خط «الشح المائي»، بنصيب يقارب 500 متر مكعب للفرد سنوياً، وفق وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، في وقت تتحسب فيه من تأثيرات «سد النهضة» الإثيوبي، على حصتها من مياه نهر النيل، والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب سنوياً، ولا تفي باحتياجاتها.

ودعا الوزير سويلم، المزارعين، الخميس، إلى «ضرورة الالتزام بزراعة الأرز فقط في المناطق المصرح لها»، والمحددة بعدد من المحافظات وهي (الإسكندرية، والبحيرة، والغربية، وكفر الشيخ، والدقهلية، ودمياط، والشرقية، والإسماعيلية، وبورسعيد)، مؤكداً أن «الوزارة ملتزمة بتوفير المياه للمساحات المقررة».

حذّرت الحكومة المصرية المزارعين من تجاوز المساحات المخصصة لزراعة الأرز (وزارة الموارد المائية)

وتحتاج زراعة الأرز إلى وفرة كبيرة في المياه، وفي إطار استراتيجية مصرية لترشيد استهلاك المياه، قلصت الحكومة المصرية مساحة الأرز المزروعة بشكل تدريجي منذ عام 2015، كما حظرت زراعته في محافظات الوجه القبلي.

وكانت المساحة المزروعة من الأرز مليوناً و400 ألف فدان عام 2015 - 2016، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بينما بلغت المساحة الإجمالية في السنوات الأخيرة أقل من 1.1 مليون فدان.

ووفق قرار وزاري صادر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإنه مصرح بزراعة الأرز في مساحة إجمالية (724200) فدان، بالإضافة لمساحة 200 ألف فدان تزرع بسلالات الأرز الموفرة للمياه، ومساحة 150 ألف فدان تزرع على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبياً بشبكة الري والصرف والأراضي التي بـها مشاكل بالتربة بالمحافظات المصرح لها بزراعة الأرز بالدلتا.

وعدّ وزير الري، في بيان، أن «قيام بعض المزارعين بمخالفة القرار الوزاري وزراعة الأرز في غير المساحات المصرح بالزراعة يؤثر سلباً على عملية توزيع المياه بالمحافظة الواقع بها المخالفة»، وحذّر من توقيع «غرامة مالية» على المخالف.

وينادي عدد من الخبراء، الحكومة المصرية بإعادة النظر في تقييد زراعة الأرز، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد. ووفق خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، فإن «الأرز هو أهم محصول اقتصادي في مصر بعد تدهور القطن المصري طويل التيلة، ويمكن الاستفادة من تصديره بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في السوق المحلية، الذي يحتاج لحوالي 5 ملايين طن سنوياً، أي إنتاج 1.1 مليون فدان».

«سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل (رويترز)

وتواجه مصر تحديات كبيرة في الموارد المائية، فيما تترقب استعداد إثيوبيا لـ«ملء خامس» لبحيرة «سد النهضة»، الذي تقيمه منذ 2011، خلال الأشهر المقبلة، وسط تحذيرات من «أزمة مياه لمصر والسودان».

وقال سويلم، خلال مؤتمر بغداد الدولي للمياه، مطلع الأسبوع، إن «الممارسات الأحادية غير التعاونية» لإثيوبيا تشكّل «خرقاً للقانون الدولي» و«خطراً وجودياً» على أكثر من 150 مليون مواطن، في إشارة إلى عدد سكان مصر والسودان.

ووفق الوزير، فإن نصيب الفرد في مصر من الموارد المائية المتجددة يمثل نحو 50 في المائة من خط الفقر المائي العالمي (نصيب الفرد وفقاً للتعريف العالمي لخط الفقر المائي يبلغ 1000 متر مكعب سنوياً).

وأنفقت مصر 10 مليارات دولار (الدولار يعادل نحو 47.85 جنيه) خلال الخمس سنوات الماضية؛ لتعزيز كفاءة المنظومة المائية في مصر، كما أشار سويلم، الذي أوضح أن «السياسات الخاصة بإعادة استخدام المياه أسهمت بنحو 26 مليار متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية في التوازن المائي، كما تضطر مصر إلى استيراد نسبة كبيرة من غذائها بقيمة تبلغ 15 مليار دولار سنوياً، وهو ما يعادل 40 مليار متر مكعب من المياه على الأقل من المياه الافتراضية».


ليبيا: مخاوف من تزايد «هشاشة» الوضع الأمني

السفيرة الكندية لدى ليبيا تتوسط المبعوث الأميركي والقائم بأعمال السفارة (السفارة الأميركية)
السفيرة الكندية لدى ليبيا تتوسط المبعوث الأميركي والقائم بأعمال السفارة (السفارة الأميركية)
TT

ليبيا: مخاوف من تزايد «هشاشة» الوضع الأمني

السفيرة الكندية لدى ليبيا تتوسط المبعوث الأميركي والقائم بأعمال السفارة (السفارة الأميركية)
السفيرة الكندية لدى ليبيا تتوسط المبعوث الأميركي والقائم بأعمال السفارة (السفارة الأميركية)

جدد الجمود السياسي، الذي تعانيه ليبيا، مخاوف قطاعات عديدة بالبلاد، ولا سيما في طرابلس، من العودة إلى دائرة الصراع والاقتتال في ظل التناحر بين تشكيلات مسلحة، في وقت تكثّف فيه الدبلوماسية الأميركية مساعيها لاستئناف المسار السياسي.

وعلى خلفية اضطرابات ومخاوف مما يوصف بـ«هشاشة» الوضع الأمني في غرب ليبيا، تحدثت «كتيبة شهداء سوق الجمعة» عن «مخاطر محدقة» بطرابلس، ودعت إلى «نبذ الفرقة والاحتكام لصوت العقل، ولمّ الشمل، وتوحيد الكلمة، والتعاهد على العمل المشترك».

وقالت الكتيبة، في بيان تلاه أحد منتسبيها خلال وقفة احتجاجية، مساء الأربعاء، إنها على تواصل مفتوح مع الأطراف كافة، وطالبت بالالتزام بالعمل المؤسسي، وإنهاء المظاهر المسلحة التي «تزعزع الأمن وتهدد السلم والاستقرار».

قوة أمنية تحرس شوارع العاصمة (الشرق الأوسط)

ونوّه المحتجون إلى أنهم «لا يتبعون أي جهة أمنية أو عسكرية داخل أو خارج منطقة سوق الجمعة»، وأنهم اجتمعوا «بقصد العمل على وحدة الصف ورأب الصدع وإصلاح الخلل»، مشددين على ضرورة «طي صفحة الماضي، وإعادة المهجّرين، وإطلاق سراح المسجونين المظلومين دون قيد أو شرط»، متعهدة بـ«الضرب على يد الظالم وإنصاف المظلوم».

وتأتي احتجاجات «كتيبة شهداء سوق الجمعة» على خلفية مزاعم عن اجتماع ضمّ أسامة جويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، وأيوب أبوراس، قائد كتيبة «ثوار طرابلس»، والميليشياوي هيثم التاجوري، وبعض قيادات الزاوية، بقصد مناقشة كيفية الهجوم على العاصمة لطرد عبد الرؤوف كارة، آمر «قوة الردع الخاصة»، وعبد الغني الككلي، آمر جهاز «دعم الاستقرار». وهذه النوعية من الأخبار تظل هواجس تقل أو تزيد كلما توترت الأوضاع بين التشكيلات المسلحة.

وشهدت طرابلس العاصمة حراكاً دبلوماسية أميركياً وفرنسياً متزايداً خلال الأيام الماضية، لجهة العمل على منع أي تصعيد، والحفاظ على الوضع السائد في البلاد لحين العودة إلى المسار السياسي وإجراء الانتخابات العامة.

تجدد المخاوف في طرابلس من تزايد «هشاشة» الوضع الأمني (أ.ف.ب)

كما لوحظ أن مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، يكثّف من زيارته إلى العاصمة برفقة القائم الأعمال، جيرمي برنت، وكذلك يفعل السفير الفرنسي مصطفى مهراج؛ بقصد بحث سبل تحريك العملية السياسية، إيذاناً ببدء ستيفاني خوري، نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا، مهامها.

واستكمالاً لهذا التحرك، قال نورلاند، في تصريح صحافي، إنه التقى مع القائمة بالأعمال، السفيرة الكندية لدى ليبيا، إيزابيل سافارد في تونس، اليوم الخميس، مشيراً إلى أنهم أكدوا «التزامهم المشترك بدعم السيادة الليبية والعملية السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة، والتي يمكن أن توحد البلاد ومؤسساتها».

سيتفاني خوري نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا (البعثة)

وسبق أن التقى نورلاند، رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ونائبيه موسى الكوني وعبد الله اللافي، كما عقد اجتماعاً وصفه بـ«المفيد» مع السفير التركي لدى ليبيا يلماز، مؤكداً أنه ناقش دعم الولايات المتحدة وتركيا للعملية السياسية للأمم المتحدة نحو إجراء انتخابات، و«رغبتنا في رؤية تقدم على المسارين الأمني والاقتصادي».

في شأن مختلف، قالت وزارة المواصلات بحكومة «الوحدة» المؤقتة، إن الوزير محمد الشهوبي ناقش مع سفيرة النمسا لدى ليبيا، باربرا غروس، رفقة المستشار التجاري جورج كرن، وممثلين عن بعض الشركات النمساوية الكبرى، سبل تذليل الصعوبات التي تواجه الشركات النمساوية ذات الخبرة الواسعة للعودة إلى السوق الليبية.

في سياق قريب، أوضحت منصة «حكومتنا» التابعة لـ«الوحدة»، أن فعاليات الدورة الـ15 لمعرض ليبيا للبناء والإنشاءات «ليبيا بيلد»، تتواصل على أرض معرض طرابلس الدولي، بمشاركة 265 عارضاً من دول مختلفة.

وكان وزير الإسكان والتعمير، أبو بكر الغاوي، قد افتتح فعاليات المعرض الذي يُعد من أكبر المعارض في ليبيا بقطاع مواد البناء والتشييد بمشتقاته المختلفة.

أما فيما يتعلق بقطاع التعليم، فقد قالت وزارة التربية والتعليم إن الوزير موسى المقريف، تابع الاستعدادات لامتحانات شهادتي إتمام مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي الجاري، وذلك خلال زيارته للمركز الوطني للامتحانات والاجتماع بإداراته.

وأوضحت الوزارة، اليوم الخميس، أن المجتمعين ناقشوا التجهيزات الخاصة بالامتحانات ووضع الجداول والأسئلة، ومناقشة امتحانات مدارس التعليم الأجنبي في ليبيا، مشيرة إلى أن المقريف أكد ضرورة انتهاء الامتحانات في مواعيدها المحددة مسبقاً، وانتهاء العام الدراسي بشكل كامل قبل بداية شهر أغسطس (آب) المقبل؛ كي يتاح للمعلمين أخذ إجازاتهم دون أعباء إضافية.

من جهة ثانية، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا تدشين واستئناف أعمال مشروع محطة غرب طرابلس البخاري، بما يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية في أنحاء البلاد.

فنيان من الشركة العامة للكهرباء في طرابلس يباشران إصلاح عطل (الشركة العامة للكهرباء)

وأوضحت الشركة، في بيان نشرته حكومة «الوحدة الوطنية»، اليوم الخميس، أن المشروع يتألف من أربع وحدات بقدرة إنتاجية إجمالية 1400 ميغاوات، ستتم إضافتها للشبكة فور جهوزيتها.

ووفقاً للبيان، فقد أكد رئيس مجلس إدارة الشركة، محمد المشاي، حرصه على زيادة اعتمادية مكونات الشبكة العامة الكهربائية بزيادة وحدات توليد جديدة، ضمن حزمة من المشاريع الاستراتيجية، التي تهدف للوصول إلى احتياطي يفوق الطلب.


السيسي يتعهد بـ«أقصى جهد» للحد من ارتفاع الأسعار

الرئيس المصري خلال فعالية سابقة في القاهرة  (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال فعالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يتعهد بـ«أقصى جهد» للحد من ارتفاع الأسعار

الرئيس المصري خلال فعالية سابقة في القاهرة  (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال فعالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«مواصلة أقصى جهد لمكافحة التضخم، والحد من ارتفاع الأسعار». وأكد السيسي خلال احتفال أقيم بمناسبة بـ«عيد العمال»، الخميس، أن «الدولة المصرية سوف تواصل العمل على زيادة معدلات التشغيل وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية وزيادة مستويات الأجور».

وعانت مصر خلال الأشهر الماضية من أزمة غلاء بسبب تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، ونقص العملة الأجنبية. ووصل التضخم في مصر إلى مستوى قياسي يزيد على 35 في المائة خلال 2023، كما لجأت الحكومة المصرية خلال الأشهر الأخيرة إلى تشديد إجراءاتها لـ«ضبط الأسواق» في البلاد، ومواجهة «عمليات تخزين السلع الغذائية».

ولفت السيسي في كلمة خلال الاحتفال بـ«عيد العمال» الذي أقيم بأحد المجمعات الصناعية في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، إلى «أهمية تضافر جهود الدولة المصرية لتوفير حياة كريمة لجميع فئات المجتمع»، مشدداً على «تمسك الدولة المصرية بالحفاظ على حقوق العمال»، مشيراً إلى «جهود عمال مصر لإعادة تشييد البنية التحتية المتطورة في جميع أنحاء مصر، مما يؤسس لانطلاقة اقتصادية في جميع المجالات لا سيما الصناعية».

كما وجه السيسي بـ«مزيد من جلسات الحوار بين أطراف العمل الثلاثة (الحكومة، وأصحاب العمل، والعمال) لمناقشة مختلف القضايا والتشريعات التي تخص العمل والعمال، ومن بينها مشروع (قانون العمل) لضمان أن يحقق هذا القانون التوازن المنشود في علاقة العمل والحماية الحقيقية والناجزة لحقوق العمال»، داعياً إلى سرعة إعداد مشروع قانون، ودعوة مجلس النواب المصري (البرلمان) لسرعة مناقشته في أقرب وقت، تمهيداً لإصداره من أجل زيادة قيمة الحد الأدنى للإعانات التي يصرفها صندوق إعانات الطوارئ للعمال «من 600 إلى 1500 جنيه بحد أدنى للعامل».

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

وفي محاولة لتخفيف الضغوط على الأسر منخفضة الدخل، رفعت الحكومة المصرية، في مارس (آذار) الماضي، الحد الأدنى لأجور موظفي الدولة بنسبة 50 في المائة، ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهرياً (الدولار يساوي 47.94 جنيه في البنوك المصرية)، ضمن ما وصفته الحكومة المصرية حينها بأنه «أكبر حزمة لتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين بقيمة 180 مليار جنيه».

ووجه الرئيس المصري وزارة العمل، الخميس، بـ«ضرورة تعظيم دورها في تنمية المهارات والموارد البشرية لتلبية احتياجات سوق العمل بالداخل والخارج والاستمرار في تطوير منظومة التدريب المهني لتوفير العمالة المصرية الماهرة، والاستفادة من تجارب القطاع الخاص الناجحة في هذا الشأن». كما دعا إلى «إعداد استراتيجية وطنية متكاملة للعمل على نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، وضمان تحقيق اشتراطاتها، وتأمين بيئة العمل بين أصحاب الأعمال والعمال لضمان حماية المواطنين كافة سواء من العمال وأصحاب عمل والجمهور، وإعداد حملات توعوية لأصحاب العمل حول الالتزام بالسلامة والصحة المهنية».

وتراهن الحكومة المصرية على «تدفقات دولارية» ضخمة حصلت عليها مصر أخيراً، بما في ذلك اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، واستثمارات عربية، أسهمت في توفير العملة الصعبة. وسمح البنك المركزي المصري للجنيه بالانخفاض، في مارس الماضي، وأعلن «المركزي» التحول إلى نظام صرف مرن، وفق «آليات السوق».

في السياق، طالب السيسي بـ«استمرار العمل على زيادة معدلات تشغيل ذوي الهمم ودمجهم في سوق العمل، وزيادة معدلات تشغيل النساء وتمكينهن اقتصادياً وضمان التوفيق بين واجباتهن الأسرية وواجبات عملهن؛ إضافة إلى تحقيق الحماية القانونية الواجبة للعمال من خلال زيادة معدلات التفتيش على المنشآت الخاضعة لقانون العمل لضمان إنفاذ أحكام القانون وتطبيق الحد الأدنى للأجر».


رئيسا الأركان المصري والتركي يتطلعان لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين

جنود من الجيش المصري (رويترز - أرشيفية)
جنود من الجيش المصري (رويترز - أرشيفية)
TT

رئيسا الأركان المصري والتركي يتطلعان لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين

جنود من الجيش المصري (رويترز - أرشيفية)
جنود من الجيش المصري (رويترز - أرشيفية)

قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية غريب عبد الحافظ في بيان، (الخميس)، إن رئيس الأركان الفريق أسامة عسكر ونظيره التركي متين غوراك أكدا خلال محادثات في أنقرة تطلعهما لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين؛ وفق «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف عبد الحافظ في بيان عبر «فيسبوك» أنّ الجانبين ناقشا التعاون العسكري والأزمات الإقليمية والدولية «المؤثّرة على الأمن القومي لكلا البلدين، وتوافق الرؤى ووجهات النظر تجاهها».

وذكر البيان أنّ رئيس الأركان المصري التقى أيضاً وزير الدفاع التركي يشار غولر، الذي «أشاد بتوافق الرؤى بين البلدين فيما يتعلق بتطوير التعاون العسكري المصري - التركي».

كما التقى رئيس الأركان برئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، واستمع إلى عرض لمجموعة من الشركات المتخصصة في الصناعات الدفاعية، كما قام بجولة تفقدية شملت عدداً من الشركات، منها شركة «بايكار» للطائرات، وكذلك زيارة مقر القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة التركية، وفق البيان المصري.

وفي فبراير (شباط) الماضي، زار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصر للمرة الأولى منذ تولي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الحكم، حيث رحب السيسي بالرئيس التركي لفتح «صفحة جديدة» في العلاقات بين البلدين.

وشهدت مسيرة تحسن العلاقات بين مصر وتركيا مصافحة بين إردوغان والسيسي خلال افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، ثم التقيا ثانية خلال «قمة العشرين» بنيودلهي في سبتمبر (أيلول) الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء.

ورفعت وزارتا الخارجية المصريّة والتركيّة العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.


«تواصل» يرشح رئيسه للمنافسة على «رئاسيات» موريتانيا

أمادي ولد سيد المختار رئيس حزب تواصل (الشرق الأوسط)
أمادي ولد سيد المختار رئيس حزب تواصل (الشرق الأوسط)
TT

«تواصل» يرشح رئيسه للمنافسة على «رئاسيات» موريتانيا

أمادي ولد سيد المختار رئيس حزب تواصل (الشرق الأوسط)
أمادي ولد سيد المختار رئيس حزب تواصل (الشرق الأوسط)

أعلن حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية» (تواصل)، أكبر أحزاب المعارضة في موريتانيا، أنه قرر ترشيح رئيس الحزب، أمادي ولد سيد المختار، للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 29 من يونيو (حزيران) المقبل.

وأوضح الحزب، ذو التوجه الإسلامي، في بيان أصدره في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء أن المكتب السياسي للحزب «انحاز في قراره لخيار قواعده»، وتطبيقاً لنتائج الشورى، وانسجاماً مع تطلعات الشعب الموريتاني المشروعة.

ودعا المكتب في بيان صدر عنه كافة مرشحي المعارضة للتنسيق لرفض تكرار التزوير، وأكد مد يده لهم من أجل «وضع برنامج مشترك في هذا الصدد». معلناً وضع جميع مستشاريه وخبراته وطواقم تمثيله في مكاتب التصويت تحت تصرفهم.

ولد الغزواني خلال تقديم ملف ترشحه للمجلس الدستوري (صحافة محلية)

وقال المكتب إنه «بهذا الترشيح يعول على الله -عز وجل- أولاً، ثم على تعلق المواطن الموريتاني الكبير بتغيير واقعه، من خلال التصويت ضد مرشح النظام الذي أوصل حال البلاد والعباد إلى هذا المستوى غير المسبوق من التردي».

كما أكد الحزب تعويله على بذل وتضحية «التواصليين والتواصليات»، ودعاهم لمواصلة ما عرفوا به من جدية وتفانٍ وإتقان، «حتى يتحقق التغيير في انتخابات يونيو المقبلة».

من أجواء حملة الانتخابات الموريتانية السابقة (الشرق الأوسط)

في المقابل، نظم «تجمع كفاءات»، مساء أمس الأربعاء، تظاهرة سياسية في قصر المؤتمرات بنواكشوط، داعمة لترشح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية رئاسية ثانية في انتخابات يونيو المقبلة.

وفي حشد جماهيري، حضره مئات الأطر والسياسيين، ومثَّل فيه حزب «الإنصاف» نائب رئيسه محمد يحيى ولد حرمه؛ جدد «تجمع كفاءات» انخراطه في دعم الغزواني في مسعاه لنيل مأمورية رئاسية ثانية، تستمر ما بين 2024 و2029. وقال «إن أهم ما يميزنا في كفاءات هو أن رئيس الجمهورية شخصياً هو من يترأس تجمعنا فعلياً واستحقاقياً، نعم نحن تجمع كفاءات وهو الكفاءة الأولى. وقد واكبنا مشروعه، وأسمهما من مواقع متعددة في تعبئة الناخبين، وتقديم الدعم لطواقم الحملات الانتخابية من خلال التعامل المحترف مع قواعد البيانات».

من جهته، قال رئيس التجمع، القطب ولد سيداتي، إن الموريتانيين اليوم أمام فرصة «لن يضيعها المواطن الموريتاني الفطن، وسينتهزها كما انتهز التي قبلها، وإننا ننتظر إجماعاً جديداً كالذي شاهدناه ذات مساء قبل خمسة أعوام».

بدوره نظم «تحالف المساواة والتنمية» ببلدية أم لحياظ مهرجاناً داعماً لترشيح غزواني، بقيادة نخبة من أبناء المنطقة المكونة من أم لحياظ، اعوينات ازبل، تمبدغة اطويل، انوال، ولاته. ويهدف المهرجان، إضافة إلى دعم ترشح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى دعوة كافة الناخبين إلى التسجيل على اللوائح الانتخابية لضمان ولوجهم إلى الاستحقاقات الرئاسية القادمة، وضمان إعادة انتخاب ولد الغزواني «من أجل المحافظة على الإنجازات».

كما نظم حلف «الأمل»، بقيادة الحسن ولد عوان، مهرجاناً حاشداً في جكني دعماً لرئيس الجمهورية، أمس (الأربعاء)، و«تثمينا للإنجازات التي تحققت في المقاطعة وفي عموم البلاد؛ خلال المأمورية الأولى للرئيس ولد الشيخ الغزواني، وطالت كافة المجالات التنموية والخدمية».


المغرب يطور بذوراً مقاومة للجفاف لمواجهة قلة التساقطات

باحث من مركز «إيكاردا» يعاين سنابل القمح في قرية مرشوش الصغيرة (أ.ف.ب)
باحث من مركز «إيكاردا» يعاين سنابل القمح في قرية مرشوش الصغيرة (أ.ف.ب)
TT

المغرب يطور بذوراً مقاومة للجفاف لمواجهة قلة التساقطات

باحث من مركز «إيكاردا» يعاين سنابل القمح في قرية مرشوش الصغيرة (أ.ف.ب)
باحث من مركز «إيكاردا» يعاين سنابل القمح في قرية مرشوش الصغيرة (أ.ف.ب)

يشير عالم الزراعة، وولتاو تاديسي ديغو، باعتزاز إلى «سنابل قمح جملية»، تغطي حقلاً لاختبار بذور مقاومة للجفاف في المغرب، تمثل أملاً في مستقبل أفضل لبلد يعاني جفافاً منتظماً، ويتعرض باستمرار لتداعيات التغير المناخي. يمتد هذا الحقل على مساحة 120 هكتاراً في قرية مرشوش الصغيرة، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة الرباط، وهو تابع منذ سنة 2013 للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الذي يعنى بتطوير بذور مختلفة، لا سيما على صعيد الحبوب، تكون قادرة على التكيف مع المخاطر المناخية.

باحث من مركز «إيكاردا» يجري تجاربه على الحبوب المقاومة للجفاف (أ.ف.ب)

ترسم بساتين القمح والشعير الخضراء بسنابلها الناضجة صورة مناقضة لواقع الموسم الزراعي الحالي، المهدد بجفاف حاد للعام السادس توالياً، وهو ما ينذر بمحصول ضعيف من الحبوب، علماً أنها تشكل أساس الغذاء والواردات الزراعية للمغرب. وتراجعت المساحة المزروعة بالحبوب من نحو 3.7 مليون هكتار العام الماضي إلى 2.5 مليون هكتار هذا العام بسبب الجفاف، وفقاً للمصرف المركزي (بنك المغرب). ويتوقع أن يؤدي شح الأمطار إلى تراجع محصول الحبوب إلى 25 مليون قنطار فقط، في مقابل 55.1 مليون العام الماضي، بحسب المصدر نفسه. وفي ظل هذا الوضع، يشير العالم الإثيوبي تاديسي ديغو لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «الفرق الواضح في الجودة بين حقلنا وباقي الحقول، ومن البديهي أن استعمال بذور مقاومة على نطاق واسع بسرعة بات ضرورياً». هذا العالم بات يدير برنامج تطوير القمح اللين في مركز إيكاردا، الذي له ستة مختبرات وبنك لجينات البذور في الرباط.

* إمكانات هائلة

لا تكمن أهمية هذه البذور فقط في قدرتها على النضج من دون مياه غزيرة، لكن أيضاً في إنتاجيتها المرتفعة. فبينما كان مردود القمح العام الماضي بالمغرب يراوح في المتوسط بين طن إلى طنين لكل هكتار، بلغ أربعة أطنان في الهكتار الواحد في قرية مرشوش، وفق تاديسي ديغو.

هيئة علمية من المعهد الوطني للبحث الزراعي في زيارة لحقول القمح بقرية مرشوش الصغيرة (أ.ف.ب)

وسجلت هذه النتيجة على الرغم من أن مرشوش لم تستفد سوى من نحو 200 ملّيمتر من الأمطار، أي نصف معدل الأمطار في الظروف العادية، وذلك بفضل أنواع مقاومة للجفاف، فضلاً عن إدارة زراعية فضلى مع اختيار الموعد الأنسب لنثر البذور، وكميات متكيفة، واللجوء الاستثنائي للري (10 ملّم مياه على جزء من الـ120 هكتاراً). كما ارتفع محصول الشعير من معدل 1.5 طن إلى طنين في الهكتار بفضل البذور المقاومة للظروف المناخية القاسية، بحسب ما يؤكد الخبير في تطوير زراعة الشعير في منظمة إيكاردا، ميغيل سانشيز غارسيا. وكنتيجة لذلك باتت هذه الإمكانات الهائلة تثير اهتماماً واسعاً عبر العالم، في ظل المنحى المتصاعد للتقلبات المناخية، حيث تعمل المنظمة الدولية في 17 بلداً بأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وطورت أكثر من 300 سلالة واعدة من بذور القمح، جلها في مختبراتها بالمغرب، اعتماداً على تلاقح سلالات مختلفة، يتم توزيعها سنوياً لتستعمل في تسعين برنامجاً للبذور المقاومة للجفاف عبر العالم، وفق ما أفاد مدير الموارد الجينية في «إيكاردا»، أحمد عمري. تختبر سلالات البذور الواعدة هذه محلياً لثلاثة أعوام على الأقل، قبل تسويق الأجود منها. وفي العقد الأخير، حظي أكثر من 70 صنفاً من بذور القمح هذه بمصادقة السلطات المختصة في عدة بلدان.

* بطء المنظومة

في المغرب تم ترخيص ستة أصناف جديدة لبذور القمح والشعير العام الماضي، لكنها ليست بعد في متناول المزارعين، وذلك لغياب منظومة «ناجعة» للتسويق، وفق خبراء الفرع المحلي للمنظمة الدولية. تعرض الأصناف الجديدة بمجرد الترخيص لها على الشركات المتخصصة في تسويق البذور، لكن عرضها للبيع يستغرق خمس سنوات. وفي هذا السياق، يقر مسؤول قسم التطوير في المعهد الوطني للبحث الزراعي (رسمي)، موحا فراحي، بوجود «بطء في منظومة المصادقة على البذور يجب مراجعته بسرعة».

الحبوب المقاومة للجفاف قد تمثل حلاً سحرياً لأزمة قلة التساقطات (أ.ف.ب)

ويأسف أيضاً لضعف اهتمام القطاع الخاص، إذ تفضل الشركات العاملة في هذا الميدان استيراد «بذور أجنبية لضمان أرباح سريعة، رغم أنها غير ملائمة للظروف المناخية للمغرب»، موضحاً أن المملكة «اختارت تحرير هذا القطاع خلافاً لمصر أو إثيوبيا». ويتسبب ذلك بربح هام بالنسبة لبلد يعاني موجات جفاف منتظمة، ويشهد مستوى مرتفعاً من استهلاك الحبوب، يقدر بنحو 200 كيلوغرام من القمح للفرد سنوياً، أي أكثر بثلاث مرات من المعدل العالمي، وفق بيانات رسمية. ويأمل عمري أن يتم تدارك هذا التأخر مع اعتماد المخطط الزراعي الجديد «الجيل الأخضر» (2020-2030)، الذي يسعى إلى توسيع نطاق استعمال البذور المقاومة للجفاف.


البرهان يوافق على إعلان الطوارئ في الخرطوم


الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
TT

البرهان يوافق على إعلان الطوارئ في الخرطوم


الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)

قال والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، أمس (الأربعاء)، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وافق على توصية من حكومة الولاية بإعلان حالة الطوارئ فيها.

وأوضح أن اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة في الولاية بصدد إصدار عدد من المراسيم الولائية لتطبيق حالة الطوارئ، والتعامل مع ما وصفه بالوجود الأجنبي في العاصمة «الذي أصبح يشكّل تهديداً للأمن القومي، ويشارك أفراد منهم في القتال إلى جانب الميليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع)».

وذكر حمزة أنّ حكومته ستعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية ومعتمدية اللاجئين للتعامل مع ملف الأجانب.

وكان الجيش السوداني استعاد في الفترة الماضية أجزاء من العاصمة الخرطوم من أيدي «قوات الدعم السريع»، بما في ذلك مناطق كبيرة من أم درمان القديمة. لكن «قوات الدعم السريع» ما زالت تسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة السودانية، كما أنها تستعد أيضاً لشن هجوم واسع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وإذا تحقق لها ذلك، ستكون هذه القوات قد أكملت سيطرتها على كامل ولايات دارفور بغرب البلاد.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس، إنها عالجت أكثر من 100 جريح، منهم 11 طفلاً، مع تصاعد وتيرة العنف في الفاشر. وذكرت المنظمة عبر منصّة «إكس» أنّ كثيراً من الجرحى في الفاشر مصابون بطلقات نارية، مشيرة إلى أنها تعمل على توسيع نطاق عملياتها مع تفاقم أزمة سوء التغذية في مخيم زمزم بشمال دارفور الذي يشهد «كارثة حادة»، بحسب وصف المنظمة.


مسؤول مصري: نتوقع تسلم رد «حماس» على الصفقة «خلال ساعات»

مجموعة من الجنود الإسرائيليين عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ب)
مجموعة من الجنود الإسرائيليين عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ب)
TT

مسؤول مصري: نتوقع تسلم رد «حماس» على الصفقة «خلال ساعات»

مجموعة من الجنود الإسرائيليين عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ب)
مجموعة من الجنود الإسرائيليين عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ب)

أفادت شبكة «إيه. بي. سي نيوز» الإخبارية الأميركية، اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن مسؤول مصري بأنه من المتوقع أن تسلم حركة «حماس» ردها على الصفقة المقترحة مع إسرائيل «خلال ساعات»، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف المسؤول المصري أن «الأجواء إيجابية» في المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين بين «حماس» وإسرائيل، حسبما أوردت الشبكة.

وأردف: «المفاوضات مستمرة مع جميع الأطراف من أجل حل عدد من المشكلات العالقة».

وقال القيادي في «حماس» يوسف حمدان، في وقت سابق اليوم، إن العرض الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين يقترب من موقف الحركة وشروطها، لكنه لا يزال يتضمن «بنوداً ملغمة قد تؤدي لتفجير الاتفاق عند التنفيذ».

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ربط مسار خطته الرامية إلى اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بالمفاوضات الجارية برعاية مصرية لتحقيق «هدنة» مع حركة «حماس» وتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين.

وتماشى نتنياهو مع ضغوط وتهديدات اليمين المتطرف في حكومته، وأعلن أنه «سيجتاح رفح مع اتفاق هدنة أو من دونه»، مُقللاً من فرص الاتفاق مع (حماس) بعد يوم من إشارات تفاؤل حول اتفاق وشيك.

وقال نتنياهو في اجتماع مع عائلات جنود قُتلوا في غزة وآخرين محتجزين لدى «حماس»، إنه «لا يوجد أي تغيير لأهداف الحرب»، مضيفاً: «كل ما حددناه بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، (كما هو) لا يوجد تغيير».

وأكد نتنياهو: «سندخل رفح، ولن نستسلم لـ(حماس)، سندخلها ونقضي على كتائب (حماس) هناك. باتفاق أو من دونه».


زيارة بوغدانوف إلى بورتسودان تخلط أوراق موسكو وكييف في السودان

الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
TT

زيارة بوغدانوف إلى بورتسودان تخلط أوراق موسكو وكييف في السودان

الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)
الفريق البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان الأحد الماضي (سونا)

أعادت زيارة المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إلى بورتسودان، السبت الماضي، خلط الأوراق على الساحة السودانية، خاصة بعد تصريحاته المؤيدة لمجلس السيادة السوداني الذي يرأسه قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وإعلانه أن زيارته قد تؤدي إلى زيادة التعاون في عدد من المجالات. فالجيش السوداني المدعوم أيضاً من أوكرانيا، بات يحظى بدعم الدولتين المتحاربتين، روسيا وأوكرانيا، في تناقض مصالح مدهش.

وزار بوغدانوف بورتسودان ليومين متتاليين، التقى خلالهما معظم المسؤولين السودانيين، بمن فيهم رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ونائبيه في الجيش، الفريق شمس الدين كباشي والمجلس السيادي، مالك عقار، ووزير الخارجية، فضلاً عن شخصيات اجتماعية وبعثات دبلوماسية عربية، حيث دارت مباحثاته معهم حول العلاقات بين البلدين في ظل الحرب.

اعتراف بشرعية «مجلس السيادة»

واقتصرت تصريحات بوغدانوف على القول إن بلاده «تعترف» بشرعية مجلس السيادة وتدعم الحكومة، وإن زيارته جاءت «للتعبير عن الموقف الرافض للتدخلات الأجنبية وتحكم القوى الغربية بمصائر الشعوب». ونقلت عنه وزارة الخارجية السودانية تعهده للبرهان بأن تكون لزيارته «ما بعدها»، ومساندة موسكو للسودان في المحافل الدولية، وتطوير الشراكة السودانية الروسية إلى شراكة استراتيجية.

الخارجية الروسية أكدت من جانبها، أن موسكو تولي اهتماماً كبيراً لتطوير العلاقات مع السودان في كل المجالات، وشددت على ضرورة التوصل إلى تسوية للأزمة العسكرية عبر الحوار بين السودانيين، ومن دون تدخل خارجي.

ورأت وسائل إعلام أن زيارة نائب الوزير الروسي إلى بورتسودان واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السودانيين هدفت إلى إعادة ترتيب العلاقات التي شابها نوع من الغموض على خلفية تقارير حول الدعم الروسي لأحد طرفي الصراع القائم في السودان، وكذلك ما يتعلق بالدور الذي قامت به مجموعات «فاغنر» في هذا البلد.

الفريق البرهان لدى لقائه الوفد الروسي برئاسة بوغدانوف في بورتسودان (سونا)

ونقلت وسائل إعلام تفاصيل حول مجريات الزيارة، ورأى معلقون أن زيارة بوغدانوف عكست محاولة لاستعادة النفوذ الروسي في السودان من خلال عرض المزيد من التعاون مع السلطات الشرعية.

ووفقاً لتحليلات، فقد عكست تصريحات بوغدانوف، مسعى من جانب موسكو لتبديد الالتباس في العلاقة مع السودان، على خلفية تقارير حول تقديم موسكو دعماً عسكرياً إلى قوات الدعم السريع، الذي زار موسكو في وقت سابق. كما أشارت تقارير، إلى أن نشاط مجموعة «فاغنر» في السودان، وخصوصاً في قطاع تعدين الذهب كان عنصر توتر في وقت سابق.

يشار إلى أن هناك حالة من عدم اليقين إزاء مواقف روسيا في السودان، بسبب علاقاتها مع قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، الذي زار موسكو عشية الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

ومعروف بشكل واسع أن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، تدعم «قوات الدعم السريع»، ومتورطة في تعدين الذهب بشكل غير قانوني في السودان، حسب تصريحات لدبلوماسيين غربيين في الخرطوم. وقالت «فاغنر» العام الماضي إنها لم تعد تعمل في السودان.

وبدأت روسيا تسليم وقود الديزل إلى السودان هذا الشهر، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.

سر الغزل الروسي

وكانت موسكو قد أبدت اهتماماً بقاعدة بحرية على ساحل السودان على البحر الأحمر. ورست سفن حربية روسية في بورتسودان في فبراير (شباط) 2021، وشرعت الفرقاطة الروسية «أدميرال غريغورفيتش» في إنزال معدات لإقامة منشأة عسكرية في قاعدة «فلامنغو» البحرية السودانية شمال بورتسودان، كما رست المدمرة الأميركية «يو إس إس ونستون تشرشل»، في بورتسودان في توقيت قريب من وصول الفرقاطة الروسية.

ونتيجة للتوتر الذي صاحب عملية «فلامنغو»، أبلغت الحكومة السودانية قائد القوة الروسية أنها علقت الاتفاق الذي تم في عام 2017 بين الرئيس السابق عمر البشير، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن القاعدة العسكرية، لحين مصادقة البرلمان المنتخب عليها، فانسحبت القوة الروسية، لكن موسكو ما تزال متمسكة بالاتفاقية من جهتها.

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الخرطوم فبراير 2023 (أ.ف.ب)

وفي مواصلة «الغزل الروسي»، أعلن بوغدانوف دعمه للجيش السوداني، في الوقت الذي تدعم فيه مجموعة «فاغنر» الروسية قوات «الدعم السريع» قبل مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن قوات خاصة أوكرانية تقاتل مع الجيش ضد «الدعم السريع»، استجابة لطلب وجههه البرهان إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لمساعدته في حربه مع «الدعم السريع».

وذكرت الصحيفة أن الدافع الفعلي لقتال القوات الأوكرانية إلى جانب الجيش، هو استهداف مصالح روسيا في السودان، لذلك أرسلت 100 من قواتها الخاصة لاستهداف «فاغنر» في الخرطوم، شاركت في القتال وساعدت على إخراج البرهان من حصار فرضته «قوات الدعم السريع» على القيادة العامة، كما ساهمت لاحقاً في استرداد مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.

طمع روسي في البحر الأحمر

وإزاء تنافس الدولتين المتحاربتين، فإن المحللين يذهبون إلى أنهما نقلتا حربهما إلى السودان بالفعل. إذ إن «فاغنر» ما تزال متهمة بمساندة «الدعم السريع»، وأوكرانيا متهمة بدعم الجيش.

لكن تصريحات بوغدانوف أربكت المشهد. فموسكو الرسمية أعلنت دعمها للجيش، بينما ظلت مجموعة «فاغنر» مع «الدعم السريع»، مع أنها صارت من أدوات الجيش الروسي بعد مقتل زعيمها.

يقول المحامي والمحلل السياسي حاتم إلياس لـ«الشرق الأوسط»، إن إشهار روسيا دعمها للجيش السوداني ينطلق من طمعها في البحر الأحمر، وإنفاذ وعد الرئيس السابق عمر البشير، ومن خلفه الإسلاميون السودانيون، مرجحاً وجود تفاهمات بين الإسلاميين والروس.

ويشير إلياس إلى التقارب الآيديولوجي بين الإسلاميين السودانيين وإيران، الذي يجعلهم يتوجهون نحو حلف «إيران روسيا»، وينظرون إليه من خلال مصالحهم المشتركة في الدعم مقابل النفوذ في البحر الأحمر. ويتابع: «يبدو أنهم يريدون تنفيذ وعدهم للحليفين الروسي والإيراني الذي أُبرم في عهد البشير، بقواعد عسكرية على البحر الأحمر».

خشية من قاعدة روسية

ويصف الصحافي المتخصص في الشؤون الدولية، الفاتح وديدي، تصريحات بوغدانوف بأنها إشارات روسية بتوفير الدعم للجيش مقابل قاعدة بحرية على الساحل السوداني. ويقول: «لقاءات بوغدانوف لها أهمية خاصة لموسكو، لأنها تبدي اهتماماً بإنشاء قاعدة على ساحل البحر الأحمر».

ووفقاً لوديدي، تقوم السياسات السودانية بشأن الوجود الدولي على البحر الأحمر على «مناورة» مع موسكو. فهي لا ترفض الوجود الروسي من حيث المبدأ، لكنها لا تستطيع قبوله ضمن التقاطعات الحالية، فتلجأ لتأجيله والإبقاء على العلاقة بحجة أن قيام قاعدة روسية في البحر الأحمر يتطلب مصادقة «برلمان منتخب». ويتابع: «السياسات السودانية، برغم المغانم التي قد تحصل عليها، لكنها في الوقت ذاته تخشى خطورة وعواقب الأمر».

ويرى وديدي أن «جيوسياسات السودان» وارتباطاتها بالأمن الإقليمي والدولي ما زالت تحمل وصمة نظام الإسلاميين. ويقول: «المجلس العسكري، لا يزال يستلهم الكاتالوغ القديم ودفاتر الرئيس السابق عمر البشير، الذي كان يجيد لعبة الرقص على كل الحبال».

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي 23 سبتمبر (أ.ف.ب)

ويرى وديدي أن تصريحات بوغدانوف في بورتسودان امتداد لـ«غزل سياسي روسي» ابتدأه بوتين في العقد الأخير، ضمن بحثه عن شراكة تفتح له مجاهل أفريقيا، وتضخ دماء جديدة في شرايين اقتصاد بلاده، مقابل الوعد بغطاء دبلوماسي للدول الأفريقية في المحافل الأممية.

ويشير إلى القمم الأفريقية الروسية العديدة التي نظمتها روسيا بوصفها شريكاً تجارياً، بقوله: «موسكو تغازل القادة الأفارقة بحمايتهم من التدخلات في شؤون دول ذات سيادة»، ويتابع: «شراكات روسيا الأفريقية تواجه انتقادات غربية مباشرة، بجانب إضرارها بمواطني البلدان المعنية، ويعدُّها الغرب شراكات فوقية عبَّد الطريق لها (طباخ بوتين) زعيم (فاغنر) السابق».

الشراكات الروسية في أفريقيا

ويقطع وديدي بأن الشراكات الروسية الأفريقية أضرت بأمن واقتصاديات بلدان العالم الثالث، وجرفت مواردها، سيما المعادن والذهب، وفاقمت انتهاكات حقوق الإنسان وتفشي الفساد وتآكل دمقرطة تلك المجتمعات.

ويرى وديدي أن السودان تحول لشريك لروسيا في مواجهة عزلتها، وإنه صوت وحيداً من بين 17 دولة أفريقية ضد قرار أممي يطالب روسيا بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا، ومقابله حصل على دعم سياسي كبير من الكرملين، خاصة في معركة خروج بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) وطرد رئيسها فولكر بيرتيس.

وحسب وديدي، فإن أوكرانيا تنطلق في مساندتها للجيش السوداني من تكتيكات حربها ضد المرتزقة الروس، مستخدمة تكتيك «عمليات الذراع الطويلة»، في مطاردة المصالح الروسية الأفريقية، لذلك استجابت لطلب البرهان من زيلينسكي، فهدفها الرئيسي محاربة الجماعات الممولة روسياً.

ويقول محلل سياسي، طلب عدم كشف اسمه: «هذه أغرب زيارة يقوم بها مسؤول أجنبي، فهو التقى بعدد من القادة السودانيين كل على حدة، كأنه يعلم أن هناك رؤى متصارعة بينهم، وإن ما أخفي من الزيارة أكثر بكثير من المعلن».