أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن إجراء تمارين مشتركة بين البحريتين الجزائرية والروسية، الجمعة المقبل، بمناسبة توقف فرقاطة روسية بميناء عاصمة البلاد. وقالت إن النشاط العسكري المقرر «يهدف إلى تعزيز التعاون العملياتي المشترك بين البحريتين الجزائرية والروسية».
وأكدت الوزارة عبر حسابها بالإعلام الاجتماعي، مساء (الاثنين)، أن الفرقاطة التي وصلت في اليوم نفسه هي قطعة من الأسطول الروسي للبحر الأسود، وتحمل اسم «الأميرال غريغوروفيتش»، مشيرة إلى أن التمرين سيتم «بالواجهة البحرية الوسطى». كما أوضحت أن وصولها إلى المياه الإقليمية الجزائرية يأتي في إطار «تجسيد برنامج التعاون العسكري الثنائي الجزائري- الروسي».
ويشمل التمرين تنفيذ اجتماعات فنية وتدريبات على الرصيف، ومناورات تكتيكية، وعمليات للمنع البحري، وتفعيل مركز العمليات البحرية المشترك الجزائري- الروسي لقيادة التمرين.
ويدوم توقف القطعة البحرية الروسية بالجزائر حتى 12 من الشهر الجاري.
وتُعد الفرقاطة الروسية الجديدة الثالثة من نوعها التي ترسو في مواني الجزائر خلال الأشهر القليلة الماضية؛ إذ سبق لفرقاطة «ميركوري 734» أن توقفت في شهر أغسطس الماضي. كما شهد التعاون العسكري بين الجزائر وموسكو كثافة في السنتين الماضيتين، عكستها زيارات متبادلة على أعلى مستوى في القطاعين العسكريين بالبلدين.
كان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، قد زار روسيا نهاية يوليو (تموز) الماضي، والتقى وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي صرح يومها بأن العلاقات الروسية- الجزائرية «تتطور بشكل ديناميكي وإيجابي»، مبرزاً أن روسيا والجزائر «تنتهجان سياسة خارجية مستقلة، وتدافعان عن مصالحهما الوطنية، رغم الضغوط غير المسبوقة من قبل الغرب». وكان يشير ضمناً إلى مساعي بعض أعضاء بالكونغرس الأميركي لتفعيل عقوبات ضد الجزائر بحجة «التقارب العسكري مع روسيا».
كما زار شنقريحة بكين منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأبدى اهتماماً مركَّزاً بصناعة السفن الحربية الصينية.
وبمناسبة زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو، في يونيو (حزيران) الماضي، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن شويغو، أن الجزائر تريد شراء عتاد حربي روسي، يتمثل في دبابات وطائرات وأنظمة دفاع مضادة للطائرات.
كما أفادت تقارير متخصصة بأن القيادة العسكرية الجزائرية مهتمة بشكل خاص بالحصول على غواصات متطورة، وطائرات «سو– 57» و«سو– 34»، و«سو– 30»، كما تريد أنظمة الدفاع الجوي الجديدة، مثل «إس– 400»، و«فايكينغ»، و«أنتيي– 4000».
ويأتي ذلك في سياق رغبة الجزائر في رفع وارداتها من الأسلحة، وزيادة مهمة شهدتها موازنة الجيش في قانون المالية لسنتي 2023 و2024.
في سياق ذي صلة، أكد الرئيس بوتين، أمس (الاثنين)، خلال مراسم قبول أوراق اعتماد سفراء جدد، من بينهم سفير الجزائر، أن بلده «يقدر المسار السياسي المتوازن للجزائر»؛ مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي الروسي- الجزائري «يتقدم بوتيرة جيدة».
ولفت بوتين إلى أنه في الفترة بين 2024 و2025 ستحصل الجزائر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي: «وبالطبع سنكثف التنسيق مع الشركاء الجزائريين، بشأن القضايا الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية».
ونقلت وكالة الأنباء ذاتها عن نائب مدير «مركز تنمية صادرات المنتجات الزراعية» بوزارة الزراعة الروسية، أندريه كوتشيروف، أن روسيا ضاعفت صادراتها من المنتجات الزراعية إلى الجزائر، بأكثر من الضعف خلال عام.
وأوضح أن روسيا «هي واحدة من أكبر 5 مصدرين للمنتجات الزراعية إلى الجزائر؛ إذ بلغت قيمة صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والصناعية إلى الجزائر بحلول نهاية عام 2021 نحو 336 مليون دولار، وارتفع هذا الرقم بحلول نهاية عام 2022 إلى 699 مليون دولار»، مبرزاً أن الدولة المغاربية «واحدة من أكثر البلدان النامية ديناميكية في القارة الأفريقية».