نائبة برلمانية تتهم أطرافاً إقليمية بمحاولة «زعزعة استقرار تونس»

المسدي أكدت وجود مؤامرة «تخريبية» تستهدف العبث بأمن المواطنين

فاطمة المسدي عضو مجلس نواب الشعب التونسي (الشرق الأوسط)
فاطمة المسدي عضو مجلس نواب الشعب التونسي (الشرق الأوسط)
TT

نائبة برلمانية تتهم أطرافاً إقليمية بمحاولة «زعزعة استقرار تونس»

فاطمة المسدي عضو مجلس نواب الشعب التونسي (الشرق الأوسط)
فاطمة المسدي عضو مجلس نواب الشعب التونسي (الشرق الأوسط)

قالت فاطمة المسدي، عضو مجلس نواب الشعب التونسي عن مدينة صفاقس: إن تونس تتعرض لمؤامرة «تخريبية» تستهدف العبث بأمنها.

وأضافت المسدي في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم (الأربعاء)، أن إشعال مهاجرين غير شرعيين من دول أفريقيا جنوب الصحراء النار في سيارة لقوات الأمن، واعتداءهم على عناصر من الشرطة بالولاية الواقعة في جنوب تونس «مسألة خطيرة جداً، وتهدد الأمن القومي للبلاد»، متهمة أطرافاً إقليمية لم تسمّها بالتدخل «لزعزعة استقرار تونس».

من أشغال جلسة برلمانية خُصصت لمناقشة أزمة المهاجرين غير الشرعيين في تونس (إ.ب.أ)

وكانت السلطات التونسية قد ألقت مؤخراً القبض على 20 مهاجراً غير شرعي بتهمة الضلوع في هذا الهجوم. وفتح القضاء التونسي تحقيقاً ضدهم. وتابعت النائبة بالبرلمان التونسي موضحة: «هاجم 200 من المهاجرين غير الشرعيين قوات الأمن بينما كانت تقوم دورية أمنية بمحاولة احتجاز وإتلاف سفن حديدية تستخدم فى أعمال الهجرة غير الشرعية». مشيرة إلى أنهم «حاصروا سيارة الأمن وأحرقوها بالكامل وهم يهتفون الله أكبر»؛ وهو ما أسفر عن إصابة أحد رجال الأمن بجروح خطيرة، يتلقى العلاج منها بالمستشفى الآن.

وأبرزت المسدي، أنه «لولا تدخل بعض سكان المنطقة لإنقاذ رجال الأمن من أيدي المهاجرين لكانت كارثة محققة». كما أوضحت، أنه للحد من تهديدات الأمن القومي، جرى تجميع المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء بعيداً عن المناطق العمرانية في غابات الزياتين بصفاقس، «لكنهم قاموا بأعمال عنف وحرق لغابات الزياتين من أجل أن يستعملوها في التدفئة، وأحرقوا البيوت، وقاموا بحرق سيارة الأمن مؤخراً».

عدد من المهاجرين الأفارقة في مدينة صفاقس (رويترز)

وهذه ليست المرة الأولى التي يُتهَم فيها مهاجرون أفارقة بالاعتداء على تونسيين؛ إذ لقي مواطن حتفه على يد مهاجر غير شرعي في يوليو (تموز) الماضي؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مواطنين ومهاجرين غير شرعيين. وعن هذه الحادثة، قالت المسدي: «قتلوه من أجل سرقة بعض الأموال، وهذا مرعب».

وبخصوص تحول صفاقس نقطةً للمهاجرين غير الشرعيين في طريقهم إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، قالت المسدي: «لا أريد أن تكون صفاقس مركزاً للجرائم الإرهابية. نحن تخلصنا من الجرائم الإرهابية التي كانت تحت حكم تنظيم (الإخوان) في تونس، ولا نريد عودة هذه الجرائم على يد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء»، مؤكدة، أن الحل ليس هو نقلهم من المناطق المأهولة بالسكان، بل في ترحيلهم من تونس. لكنها أشارت في المقابل أيضاً إلى أن الحل «ليس أمنياً فقط. الحل يجب أن يكون دبلوماسياً، ويجب ألا تكون صفاقس ضحية لملف إقليمي كبير، يتحمل الاتحاد الأوروبي جزءاً كبيراً منه». ودعت النائبة بالبرلمان الحكومة إلى التحرك «للحد الفوري من هذه الظاهرة». وقالت بهذا الخصوص: «هذه مؤامرة، وهناك بعض الأطراف التي تدفع من أجل بث الفوضى فى تونس، ويجب أن نبحث عن تمويلات، ومعرفة مَن يدعم هؤلاء؟».

وتساءلت المسدي: «كيف تم فتح الحدود لهم من الأساس؟»، قبل أن تضيف: «على الحكومة فتح تحقيقات، والتحرك على المستويين الدبلوماسي والأمني من خلال التعاون مع دول شمال أفريقيا للتصدي للهجرة غير الشرعية، والتفاوض مع الاتحاد الأوروبي ليكون هذا الملف على طاولة المفاوضات... وإذا لم تكن الحكومة القادرة على إيجاد الحلول فسيكون للبرلمان دور وردة فعل». وعن احتمال مساءلة الحكومة أمام البرلمان في حالة عدم اتخاذها إجراءات بهذا الصدد، قالت المسدي: «كل شيء ممكن، نحن ننتظر ماذا ستفعل الحكومة، وبعدها لكل حادث حديث».



السودان... تصاعد وتيرة القتال في الخرطوم والجزيرة والفاشر

أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش في الخرطوم 26 سبتمبر (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش في الخرطوم 26 سبتمبر (رويترز)
TT

السودان... تصاعد وتيرة القتال في الخرطوم والجزيرة والفاشر

أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش في الخرطوم 26 سبتمبر (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش في الخرطوم 26 سبتمبر (رويترز)

تصاعدت حدة القتال، يوم الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، في عدد من الجبهات، مع سقوط العشرات من القتلى والجرحى، خلال الـ24 ساعة الماضية، في صفوف الجانبين، منذ أن بدأ الجيش شن هجوم من ثلاثة محاور، يوم الخميس، وُصف بأنه الأوسع منذ بداية الحرب، لاسترداد العاصمة الخرطوم من قبضة قوات «الدعم السريع».

وقال شهود عيان إن المعارك تجددت في وسط الخرطوم، وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة في منطقة المقرن، جراء القذائف المدفعية التي يطلقها الجيش من الجهة المقابلة في مدينة أم درمان. وأضافوا أن الطيران الحربي للجيش نفّذ غارات جوية متتالية على منطقة قلب الخرطوم التي تسيطر عليها قوات «الدعم السريع».

ومنذ اندلاع الحرب في البلاد، منتصف أبريل (نيسان) 2023، تسيطر قوات «الدعم السريع» بالكامل على مدينة الخرطوم، بما في ذلك المواقع العسكرية والسيادية، وتُحاصر مقر القيادة العامة للجيش السوداني، الواقع شرق المدينة.

وقال شهود إنهم يسمعون دويَّ الرصاص والأسلحة الثقيلة في مناطق واسعة من مدن العاصمة المثلثة الخرطوم.

وفي حين تتحدث منصات إعلامية، محسوبة على الجيش السوداني، عن تقدم قواته وانتشارها في مساحات واسعة عند ملتقى مقرن النيلين الأبيض والأزرق، تؤكد قوات «الدعم السريع» أنها قضت على كل التحركات العسكرية للجيش، التي حاولت عبور الجسور إلى الخرطوم، وأجبرت بقية القوات على التراجع إلى أم درمان.

وقال مصدر في قوات «الدعم السريع»، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتهم تسيطر بالكامل على مواقعها وارتكازاتها وسط الخرطوم، ولا صحة لما يتردد عن تقدم يُذكَر للجيش السوداني في المدينة. وأضاف أن «قوات كبيرة من الجيش حاولت الانتحار، فجر الخميس، بعبور الجسور التي تربط بين أم درمان والخرطوم، لكن قواتنا تصدّت لهذه المحاولة وأفشلتها، وقُتل منهم المئات قبل أن يعودوا أدراجهم».

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا بالعاصمة السودانية (أرشيفية - رويترز)

واستعاد الجيش السوداني، قبل أشهر، بعض الأراضي في مدينة أم درمان؛ ثاني أكبر مدن العاصمة، لكنه لم يتمكن من إحكام سيطرته بالكامل على المناطق التي تنتشر فيها قوات «الدعم السريع». أما في وسط البلاد، فقد عادت المواجهات بين الطرفين في مدينة المناقل جنوب غربي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، كما جرت اشتباكات في منطقة الفاو، على تخوم ولاية القضارف في شرق البلاد.

وتداولت منصات الجيش مقاطع مصوّرة تُظهر قوات الجيش وهي تصدّ محاولة هجوم لقوات «الدعم السريع» على مدينة الفاو، وتُكبّدهم خسائر في الأرواح والعتاد. وذكرت أن الطيران الحربي للجيش تدخّل وشارك في ضرب قوات «الدعم السريع»، التي احتشدت، منذ أيام، لاجتياح منطقة الفاو.

من جهة ثانية قالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، عاصمة ولاية شمال دارفو، إن قوات «الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الثقيلة سوق المواشي والأحياء المجاورة لها، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والمصابين المدنيين.

يأتي هذا التصعيد في المدينة بعد يوم واحد من مقتل 18 مدنياً وجَرح أكثر من 40، جراء قصف عشوائي استهدف عدداً من الأحياء السكنية بالمدينة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، منذ منتصف أبريل 2023، حرباً خلفت نحو 18 ألف قتيل، وفق الأمم المتحدة، وتسببت في نزوح نحو 8.5 مليون شخص داخل السودان، ولجوء نحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار.