سلطات طرابلس تفكّك «عصابة» لتهريب المهاجرين عبر دول الجوار

أعلنت توقيف 120 شخصاً من 5 دول أفريقية

جانب من عملية القبض على مهاجرين غير نظاميين في الصحراء الجنوبية الليبية (اللواء 444 قتال)
جانب من عملية القبض على مهاجرين غير نظاميين في الصحراء الجنوبية الليبية (اللواء 444 قتال)
TT

سلطات طرابلس تفكّك «عصابة» لتهريب المهاجرين عبر دول الجوار

جانب من عملية القبض على مهاجرين غير نظاميين في الصحراء الجنوبية الليبية (اللواء 444 قتال)
جانب من عملية القبض على مهاجرين غير نظاميين في الصحراء الجنوبية الليبية (اللواء 444 قتال)

فكّكت السلطات الأمنية بالعاصمة الليبية طرابلس «تشكيلاً عصابياً» قالت إنه «تورط في تهريب مهاجرين غير نظاميين من دول جوار أفريقية عبر الحدود والاتجار بهم»، وذلك بعد اشتباكات واسعة مع عناصره في وسط الصحراء الجنوبية.

وتكثر في ليبيا عمليات الإعلان عن ضبط «تشكيلات عصابية» تمتهن تهريب المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود المترامية مع دول الجوار والاتجار بهم أو استغلالهم في العمل بالسخرة، ومساومة أسرهم على دفع الفدية نظير إطلاق سراحهم.

جانب من عملية القبض على مهاجرين غير نظاميين في الصحراء الجنوبية الليبية (اللواء 444 قتال)

وقال «اللواء 444 قتال»، مساء الاثنين، إن أفراده قبضوا على «تشكيل عصابي، بعد اشتباكات مباشرة مع عناصره وسط الصحراء الليبية مترامية الأطراف، أسفرت عن استهداف شاحنة وحرقها وضبط 6 آليات، وإلقاء القبض على جميع من كانوا بها من المهربين».

و«اللواء 444 قتال» هو قوة عسكرية تتبع حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ويتمركز بالعاصمة. وأوضح، في بيان، أنه أوقف 120 مهاجراً غير شرعي من دول السودان والنيجر وتشاد وإثيوبيا وإريتريا، «بعد العثور عليهم تائهين وسط الصحراء الليبية».

ورحّل جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، 600 مصري من المهاجرين غير النظاميين، عن طريق البر، وفق برنامج «العودة الطوعية» الذي أطلقته الأمم المتحدة للتخفيف من تكدس آلاف المهاجرين في مراكز الإيواء في ليبيا.

مصريون تقول السلطات بغرب ليبيا إنهم دخلوا البلاد بطرق غير مشروعة (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة)

ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، تستضيف ليبيا 175132 مهاجراً من النيجر (25 في المائة من إجمالي السكان المهاجرين)، و165924 آخرين من الجنسية المصرية (24 في المائة)، بالإضافة إلى 123607 مهاجرين من تشاد (18 في المائة)، و30095 آخرين من نيجيريا (4 في المائة)، و14783 من غانا (2 في المائة)، و12581 من مالي (2 في المائة).

وبحسب حقوقيين ليبيين، فإن العام الحالي يعد من أكثر السنوات، في تنفيذ عمليات الإبعاد والترحيل البري والجوي والإجلاء الإنساني للمهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء من ليبيا، وهو ما يُسهم بشكلٍ فعال في التخفيف من حجم الاكتظاظ بمراكز الإيواء.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين، إن سلطات خفر السواحل أعادت من البحر المتوسط، 662 مهاجراً غير نظامي في الفترة من 12 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وذلك في عملية جديدة تواجه بـ«انتقادات حادة» في الأوساط الحقوقية في ليبيا.

وتبرر جمعيات حقوق الإنسان، ومنظمات أممية رفضها لإعادة المهاجرين، «لما يتعرضون له في مراكز الإيواء من انتهاكات، بعد وضعهم في أماكن مكتظة تفتقد أساسيات الحياة الكريمة».

إنفوغراف بأعداد مهاجرين أعادتهم السلطات الليبية من البحر الاثنين (المنظمة الدولية للهجرة)

وفي نهاية الأسبوع الماضي، دافع عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عن بلاده في مواجهة تدفقات المهاجرين غير النظاميين، وقال إن هذه الأزمة «تخصّ أوروبا في المقام الأول، لكون المهاجرين يقصدون دولها وليس ليبيا»، التي قال إنها «دولة عبور وليست مستقراً».

ووعد الطرابلسي بإعادة أي مهاجر دخل ليبيا بطريقة غير مشروعة، إلى بلده بطريقة شرعية ونظامية وفق برنامج «العودة الطوعية»، متمنياً أن تساعد دول، من بينها إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، في حل أزمة تدفقات المهاجرين على ليبيا.

ورصدت المنظمة الدولية للهجرة، في آخر تقاريرها، اعتراض 13611 مهاجراً في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، منهم 10352 رجلاً و943 امرأة و494 قاصراً و2443 شخصاً لا تتوفر بيانات جنسهم، وذلك منذ بداية العام حتى 11 نوفمبر الحالي، بالإضافة إلى وفاة 939 مهاجراً.


مقالات ذات صلة

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

شمال افريقيا من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

عثرت السلطات الأمنية في مدينة صبراتة الليبية على «وكر» يضم 90 مهاجراً غير نظامي، تديره إحدى عصابات الاتجار بالبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية للقاء تكالة مع القائمة بالبعثة الأممية (البعثة)

تصاعد أزمة «الدولة» الليبي بعد إعلان تكالة فوزه

تصاعدت أزمة النزاع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الثلاثاء، بعد إعلان رئيسه السابق محمد تكالة فوزه مجدداً برئاسته، وسط اعتراض خالد المشري.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا احتجاج سابق لمرضي ضمور العضلات أمام مقر الحكومة بطرابلس (رابطة مرضى ضمور العضلات في ليبيا)

ليبيا: ضحايا «ضمور العضلات» يشكون التجاهل وبطء العلاج

يطالب مرضى ضمور العضلات في ليبيا بإنشاء مستشفى متخصص لخدمتهم، ووحدات رعاية بالمستشفيات الكبرى في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ضجة «إلزامية الحجاب» في ليبيا... تعارض دستوري وصمت حكومي

ضجة «إلزامية الحجاب» في ليبيا... تعارض دستوري وصمت حكومي

يرصد محللون ليبيون عقبات دستورية وقانونية وسياسية محتملة تعترض تفعيل ما ذهب إليه الطرابلسي، بخصوص فرض الحجاب على طالبات المدارس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية قيد الصيانة في مايو الماضي (الصفحة الرسمية للشركة)

الديون والأعطال والرواتب... أزمات متراكمة تحاصر شركات الطيران الليبية

قدّر تقرير حديث صادر عن هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا إجمالي ديون «الخطوط الليبية» بنحو 1.12 مليار دينار؛ لعدة أسباب، من بينها انخفاض عدد الطائرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
TT

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

تنظم الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، بالتزامن مع زيارة السفير الفرنسي المعتمد لدى المغرب، كريستوف لوكورتيي، والوفد المرافق له، إلى الأقاليم الجنوبية، أياماً اقتصادية، بمشاركة نحو خمسين من رؤساء الشركات وصناع القرار الاقتصادي من المغرب وفرنسا.

ويرافق السفير الفرنسي، كريستوف لوكورتييه، وفد يضم عدداً من الشخصيات الرفيعة المستوى، من بينهم جان هيلبرون، المستشار السياسي الثاني، وستيفان سولي، نائب القنصل المكلف بالشؤون القنصلية في القنصلية العامة لفرنسا بأكادير.

وحل بمطار الحسن الأول بمدينة العيون، مساء أمس الاثنين، السفير الفرنسي المعتمد لدى المغرب، والوفد المرافق له، في زيارة تدوم يومين إلى الأقاليم الجنوبية. وكان في استقبال الوفد الدبلوماسي الفرنسي، الذي يزور مدينتي العيون والداخلة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عبد السلام بكرات، والي جهة العيون - الساقية الحمراء.

وتهدف زيارة السفير الفرنسي ومعاونيه المكلفين بالقضايا الثقافية والتعليمية والاقتصادية، إلى لقاء السكان والسلطات المحلية للاستماع إليهم، وتقييم التحديات والاحتياجات في هذه الجهات، وتحديد سبل العمل التي يمكن لفرنسا اتخاذها لدعم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، «تماشياً مع المواقف التي عبرت عنها فرنسا ورئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى المملكة المغربية».

وبحسب «وكالة الأنباء الرسمية» وصحف محلية، سيستهل الوفد الدبلوماسي الفرنسي أولى محطات الزيارة الأولى من نوعها إلى المنطقة، بعقد سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة بالجهة، والوقوف على عدد من المشاريع والورشات التنموية الكبرى، المنجزة في إطار النموذج التنموي، وذلك للاطلاع على الوضع العام بالأقاليم الجنوبية.

كما يضم الوفد ثلاثين من رؤساء الشركات الفرنسية المنتسبين لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، بالإضافة إلى كلوديا غوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، وأنياس همروزيان، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب مستشارة التعاون والعمل الثقافي، وجان مارك ميريو، المدير العام للمهمة العلمانية الفرنسية والمكتب المدرسي والجامعي الدولي.