المغرب يحبط هجوماً لمهاجرين سريين على سبتة

مهاجرون غير شرعيين يحاولون عبور السياج الحدودي لسبتة (من فيديو متداول على وسائل التواصل)
مهاجرون غير شرعيين يحاولون عبور السياج الحدودي لسبتة (من فيديو متداول على وسائل التواصل)
TT

المغرب يحبط هجوماً لمهاجرين سريين على سبتة

مهاجرون غير شرعيين يحاولون عبور السياج الحدودي لسبتة (من فيديو متداول على وسائل التواصل)
مهاجرون غير شرعيين يحاولون عبور السياج الحدودي لسبتة (من فيديو متداول على وسائل التواصل)

تصدت السلطات المغربية، مساء السبت، لمحاولة مجموعة من المهاجرين السريين، المنحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء، اقتحام مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا، شمال المغرب.

وأظهرت صور فيديو جرى نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً كبيراً من المهاجرين يتوجهون إلى السياج الحدودي بين مدينتي الفنيدق وسبتة. وقدر عددهم بنحو 1000 مهاجر سري، حسب مصدر مسؤول من سلطات مدينة المضيق.

وذكر المصدر ذاته أن المقتحمين عمدوا إلى استخدام العنف والأسلحة البيضاء خلال الهجوم، وأنه جرى «بفضل التنسيق المحكم والوجود الأمني الآني توقيف جميع المقتحمين والتعرف على بعض المنظمين والمحرضين الذين سيجري تقديمهم إلى العدالة».

وجرى تسجيل نحو 50 إصابة في صفوف القوات العمومية المغربية و30 إصابة في صفوف المقتحمين، الذين نقلوا لتلقي العلاجات الضرورية بالمستشفى المحلي لمدينة الفنيدق.

مهاجرون غير شرعيين في طريقهم نحو السياج الحدودي لسبتة (من فيديو متداول على وسائل التواصل)

وتتكرر عمليات اقتحام المهاجرين للسياج الحدودي لسبتة، في محاولة للعبور نحو أوروبا.

ففي أبريل (نيسان) الماضي أحبطت السلطات المغربية محاولة للهجرة غير شرعية لنحو 150 مهاجراً باتجاه سبتة، وأصيب في الحادث 14 عنصراً من أفراد القوات العمومية، إضافة إلى 6 مهاجرين نقلوا إلى المستشفى.

وتعدّ مدينتا سبتة ومليلية، المحتلتان من طرف إسبانيا، منفذاً تقليدياً للمهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون ولوجهما عبر تسلّق سياجات حدودية عالية تتخللها أسلاك شائكة.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، وقع حادث مأساوي حين حاول نحو ألفي مهاجر اقتحام معبر حدودي بين الناظور ومليلية المحتلة ما تسبب بمقتل 23 منهم وفق السلطات المغربية.


مقالات ذات صلة


إيطاليا تشيد بإجراءات مكافحة المغادرة من ليبيا وتونس

الرئيس التونسي في لقاء سابق مع رئيسة الحكومة الإيطالية بقصر قرطاج لبحث تدفقات المهاجرين من تونس نحو سواحل إيطاليا (أ.ب)
الرئيس التونسي في لقاء سابق مع رئيسة الحكومة الإيطالية بقصر قرطاج لبحث تدفقات المهاجرين من تونس نحو سواحل إيطاليا (أ.ب)
TT

إيطاليا تشيد بإجراءات مكافحة المغادرة من ليبيا وتونس

الرئيس التونسي في لقاء سابق مع رئيسة الحكومة الإيطالية بقصر قرطاج لبحث تدفقات المهاجرين من تونس نحو سواحل إيطاليا (أ.ب)
الرئيس التونسي في لقاء سابق مع رئيسة الحكومة الإيطالية بقصر قرطاج لبحث تدفقات المهاجرين من تونس نحو سواحل إيطاليا (أ.ب)

قال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوزي، إن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لمنع المغادرة من تونس وليبيا «تعمل بشكل جيد للغاية»، وفق ما ذكره تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وأوضح الوزير، في تصريحات نشرت، الثلاثاء في موقع صحيفة «لاستامبا»، ووسائل إعلام إيطالية أخرى، أن «الإجراءات الوقائية» سمحت بتخفيض عدد الوافدين غير النظاميين على البلاد بنسبة 60 في المائة، مقارنة بعام 2023، و38 في المائة مقارنة بعام 2022، مضيفاً أنه للعام الثاني على التوالي ارتفعت عمليات الإعادة للمهاجرين بنسبة 16 في المائة.

مهاجرون سريون في محاولة للوصول إلى شواطئ أوروبا (أ.ف.ب)

وتنتظر روما قرارات محكمة العدل الأوروبية بشأن مدى قانونية مركزي الاحتجاز اللذين أنشأتهما إيطاليا على الأراضي الألبانية بموجب اتفاقية موقعة بين البلدين لإدارة تدفقات الهجرة، ودراسة طلبات اللجوء خارج الحدود الإيطالية. وتابع الوزير موضحاً أن سلطات بلاده تأمل في استئناف عمليات نقل المهاجرين غير النظاميين إلى مركزي الاستقبال في ألبانيا في أقرب وقت ممكن. مجدداً التأكيد على أن «الإجراءات الوقائية لمكافحة المغادرات من ليبيا وتونس تعمل بشكل جيد للغاية».

وإلى جانب ليبيا، تعد تونس، التي يبعد بعض سواحلها أقل من 150 كيلومتراً عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، نقطة الانطلاق الرئيسة في شمال أفريقيا للمهاجرين الساعين لعبور البحر الأبيض المتوسط. وقد وقعت عدة حوادث غرق في الأسابيع الأخيرة، بسبب الظروف الجوية السيئة.

جل المهاجرين الأفارقة يقصدون تونس للانطلاق من سواحلها نحو جزيرة لامبيدوسا الإيطالية (أ.ف.ب)

وفي 18 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لقي 20 مهاجراً على الأقل متحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء حتفهم في غرق سفينة قبالة سواحل صفاقس (وسط شرق). وفي 12 من الشهر نفسه أعلن خفر السواحل أنه أنقذ في اليوم السابق 27 مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء، غادروا من منطقة جبنيانة في ولاية صفاقس، لكن تم العثور على 15 آخرين مفارقي الحياة، وفُقد آخرون. وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عُثر على 15 جثة مجهولة الهوية قبالة سواحل المهدية. وقبلها بشهر واحد فقط، أنقذ خفر السواحل 36 مهاجراً، من بينهم 20 تونسياً و16 مصرياً، بعدما انجرف قاربهم المعطل نحو ولاية نابل في شرق البلاد. ومنذ مطلع العام، سجل «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» ما بين 600 و700 وفاة، أو اختفاء لمهاجرين أبحروا من السواحل التونسية، بعد تسجيل أكثر من 1300 وفاة واختفاء عام 2023. وتواجه تونس، المثقلة بالديون، أزمة اقتصادية خطيرة تتسم بتباطؤ النمو (مع توقع بنحو واحد في المائة)، وارتفاع معدل التضخم، ونسبة البطالة (حوالي 7 في المائة و16 في المائة على التوالي)، مما يدفع في بعض الأحيان عائلات بأكملها إلى الهجرة عبر قوارب الموت. في سياق قريب، قال الحرس الوطني التونسي إنه عثر على جثة طفل مفقود عمره خمس سنوات، كان ضمن 19 مهاجراً تونسياً غرق قاربهم قبالة السواحل الشمالية للبلاد. وعثر على جثة الطفل صبيحة الاثنين، بعد عمليات تمشيط، وتعد الوفاة الثانية التي شهدها القارب المنكوب. ونجا من القارب، الذي تسربت إليه المياه عندما كان في طريقه إلى سواحل الجزر الإيطالية القريبة يوم 29 ديسمبر الحالي، 12 شخصاً. وأفاد الحرس الوطني بأن وحدات من البحرية أنقذت خمسة أشخاص آخرين كانوا يصارعون الموت سباحة بعد أن قفزوا من المركب. كما أعلن عن ضبط أربعة أشخاص لاحقاً يشتبه بتورطهم في تنظيم رحلة الإبحار، ونقل المهاجرين لاجتياز الحدود البحرية بطريقة غير قانونية.