مصر: الخلاف حول «دعم مرشح رئاسي» يُربك «الحركة المدنية»

حزبان جمدا نشاطهما بعد تصويت على عدم مساندة أي متنافس

اجتماع سابق للحركة المدنية المصرية (الحركة)
اجتماع سابق للحركة المدنية المصرية (الحركة)
TT

مصر: الخلاف حول «دعم مرشح رئاسي» يُربك «الحركة المدنية»

اجتماع سابق للحركة المدنية المصرية (الحركة)
اجتماع سابق للحركة المدنية المصرية (الحركة)

أثار إعلان حزبين سياسيين داخل «الحركة المدنية المصرية» (تجمع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة) تجميد نشاطهما، أحاديث عن «وجود خلافات داخل صفوفها قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية بالبلاد والمقرر عقدها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وأكدت مصادر قيادية داخل «الحركة المدنية» لـ«الشرق الأوسط»، (الثلاثاء): «تقدم حزبا (المصري الديمقراطي الاجتماعي) الذي يرأسه المرشح الرئاسي فريد زهران، و(العدل)، بخطاب للحركة المدنية أعلنا فيه تجميد نشاطهما لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية».

وأرجع نائب رئيس حزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) محمود سامي، قرار حزبه وحزب «العدل» تجميد نشاطهما بالحركة، إلى أنها «أصدرت بياناً في وقت سابق أعلنت عبره أنها لن تتقدم بمرشح أو تدعم مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة».

وأضاف سامي لـ«الشرق الأوسط» أن «9 من أحزاب (الحركة المدنية) قد صوتت بالموافقة على عدم الدفع بمرشح أو دعم أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية، في حين وافقت 3 أحزاب هي (المصري الديمقراطي الاجتماعي) و(العدل) و(الإصلاح والتنمية) على دعم ترشح فريد زهران، وهذا هو سبب الخلاف».

وأشار إلى أن قرار الحزبين يعد «تجميداً لعضويتهما بالحركة المدنية لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية وليس انسحاباً»، وذلك بهدف «رفع الحرج عن الحركة».

تأتي التحركات داخل أحزاب المعارضة المصرية في وقت يواصل مرشحو الانتخابات الرئاسية حملاتهم الدعائية، التي بدأت في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وتنتهي في 29 من الشهر ذاته.

وتضم قائمة المشاركين في الانتخابات إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، كلاً من فريد زهران، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر.

ويبدأ تصويت المصريين في الخارج بالانتخابات الرئاسية أيام 1 و2 و3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفي الداخل أيام 10 و11 و12 من الشهر ذاته. وفي حالة الإعادة تجرى عملية التصويت أيام 5 و6 و7 يناير (كانون الثاني) المقبل في الخارج، وفي الداخل أيام 8 و9 و10 من الشهر ذاته.

القيادي بحزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» (عضو الحركة المدنية)، طلعت فهمي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة سبق وأن ربطت مشاركتها بالانتخابات الرئاسية سواء عبر التقدم بمرشح أو دعم أي من المرشحين بتوافر الضمانات التي طالبت بها، لكنها رصدت بعض (التجاوزات) خلال تحرير التوكيلات الشعبية، ما رجح عدم توافر هذه الضمانات»، بحسب إفادته.

وأشار فهمي إلى أنه «من غير المنطقي أن تعلن الحركة دعم مرشح رئاسي في حين أنها ربطت مشاركتها في وقت سابق بتوافر ضمانات للانتخابات الرئاسية».

وحول موقف «الحركة المدنية» من المشاركة بالانتخابات الرئاسية خلال الفترة المقبلة، أوضح فهمي أن «الموقف الثابت الآن استناداً لما سبق، أن الحركة ليس لها مرشح ولن تدعم أي مرشح، لكن الموقف من الانتخابات نفسها ما زال محل نقاش، وسنرى إذا ما كانت الحركة ستدعو الناخبين إلى عدم المشاركة أو إلى إبطال أصواتهم».


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تواجه «سرقة الكهرباء» بإلغاء الدعم التمويني

شمال افريقيا أحد أحياء وسط العاصمة المصرية القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

الحكومة المصرية تواجه «سرقة الكهرباء» بإلغاء الدعم التمويني

شددت الحكومة المصرية من إجراءات مواجهة «سرقة الكهرباء» باتخاذ قرارات بـ«إلغاء الدعم التمويني عن المخالفين»، ضمن حزمة من الإجراءات الأخرى.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

تطوّر اختبار «اللهجة الفلاحي» إلى «وصم اجتماعي» في مصر بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، مع انتشاره عبر مواقع التواصل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي لكنها عاشت «المساكنة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

رغم حرارة الطقس، كان زوار سوق «ديانا» يتدفقون ويتحلقون حول المعروضات التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة.

منى أبو النصر (القاهرة )

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
TT

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، التزاماً بالتعهدات التي قطعها وفده في محادثات جنيف في وقت سابق من أغسطس (آب).

وقال في تدوينة على منصة «إكس»: «أصدرت أمراً إدارياً استثنائياً لجميع القوات، بما فيها (قوة حماية المدنيين)، حول عدد من الالتزامات الخاصة بتعزيز حماية المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية»، ودعا حميدتي جميع القادة في المستويات كافة للتقيد بالأوامر، وتنفيذ التعليمات وقواعد الاشتباك أثناء القتال، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وكل من يخالف هذه الأوامر يعرّض نفسه للمساءلة القانونية.

وذكر أن هذا الأمر الاستثنائي يأتي تماشياً مع مخرجات محادثات جنيف، ويتَّسق مع الأوامر الإدارية الروتينية التي نصدرها كل 3 أشهر، وتستند تلك الأوامر إلى أحكام قانون «قوات الدعم السريع» لسنة 2017، ووفاءً للتعهدات التي التزمت بها «قوات الدعم السريع» في محادثات جنيف.

أرشيفية تُظهر عناصر من «قوات الدعم السريع» بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

«قوة حماية المدنيين»

وتُتَّهَم «قوات الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، بما في ذلك مجازر عديدة في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها تنفي ذلك. وأعلن حميدتي في أغسطس تشكيل قوة لحماية المدنيين، شرعت فوراً في أداء مهامها في ولايتي الخرطوم والجزيرة.

وتتكون القوة -حسب رئيس وفد «قوات الدعم السريع» للتفاوض في جنيف، عمر حمدان- من 27 عربة قتالية، مدعمة بقوات محترفة للتعامل مع التفلّتات التي تصدر من قواته. والأسبوع الماضي أكّد حميدتي التزامه الكامل بمخرجات محادثات جنيف، التي قاطعها وفد الجيش، وبتعهداته في تلك المحادثات، وعلى رأسها الاستجابة لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.

ووافق طرفا القتال في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، على توفير ممرَّين آمنَين للمساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، وتطوير إطار عمل لضمان الالتزام بـ«إعلان جدة»، للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام.

وتلقّى الوسطاء الدوليون خلال محادثات جنيف التزامات قوية من «قوات الدعم السريع»، بإصدار توجيهات قيادية إلى جميع المقاتلين بالامتناع عن ارتكاب أي انتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها القوات.

صناديق تحتوي على مساعدات مخزَّنة في مستودع تديره مفوضية العون الإنساني (رويترز)

قوافل المساعدات

وفي موازاة ذلك استمر دخول قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر «أدري» مع الحدود التشادية، لتوزيعها على المتضررين في إقليم دارفور غرب السودان. وقالت مفوضية اللاجئين، يوم السبت، إن شاحنات تابعة لها نقلت 200 شحنة إغاثة أساسية من تشاد إلى السودان عبر المعبر، بوصفها جزءاً من قافلة مساعدات الأمم المتحدة.

وأوضحت المفوضية الأممية أن «هذه الإمدادات التي تشمل الأغطية البلاستيكية والبطانيات وأدوات المطبخ، ستدعم الأسر المتضررة من النزاع في ولاية غرب دارفور»، ويزور البلاد هذه الأيام وفد رفيع من الأمم المتحدة برئاسة النائبة الخامسة للأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وكبار المسؤولين من الوكالات الأممية.

من جانبه، جدّد مجلس السيادة السوداني لدى لقائه الوفد الأممي التزامَه بفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر التي تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة والشركاء في محادثات جنيف. وقالت أمينة محمد إن زيارتها للسودان جاءت للوقوف على تطورات الأوضاع، مشيدةً بالخطوة التي اتخذتها حكومة السودان بفتح معبر أدري لمرور المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب. وأكدت المسؤولة الأممية أن المنظمة الدولية ترحب بتعاون الحكومة السودانية من أجل إيصال الغذاء للمحتاجين.

بدوره قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض في تصريحات صحافية: «على الرغم من توجّس حكومة السودان من معبر أدري، إلا أن الحكومة تعاونت في فتح هذا المعبر».