ما دلالة عودة إعلامي موالٍ لـ«الإخوان» في تركيا إلى مصر؟

محكمة بالقاهرة رفعت اسم حسام الغمري من «قوائم الإرهاب»

مجموعة من «شباب الإخوان» خلال تجمع لهم بتركيا في وقت سابق (صفحات على «فيسبوك» و«تلغرام»)
مجموعة من «شباب الإخوان» خلال تجمع لهم بتركيا في وقت سابق (صفحات على «فيسبوك» و«تلغرام»)
TT

ما دلالة عودة إعلامي موالٍ لـ«الإخوان» في تركيا إلى مصر؟

مجموعة من «شباب الإخوان» خلال تجمع لهم بتركيا في وقت سابق (صفحات على «فيسبوك» و«تلغرام»)
مجموعة من «شباب الإخوان» خلال تجمع لهم بتركيا في وقت سابق (صفحات على «فيسبوك» و«تلغرام»)

دفعت عودة الإعلامي الموالي لتنظيم «الإخوان» في تركيا حسام الغمري، لمصر، إلى تساؤلات حول دلالة هذه العودة. وكانت تركيا قد اتخذت مجموعة من الإجراءات ضد إعلاميين محسوبين على «الإخوان» كان من بينها ترحيل الغمري من أراضيها في فبراير (شباط) الماضي، بعد أن تم توقيفه لفترة. وعقب ذلك، بث الغمري مجموعة من الفيديوهات التي هاجم فيها قيادات «الإخوان في تركيا»، وتخليهم عن شباب التنظيم.

وطالبت السلطات التركية في مارس (آذار) عام 2021، القنوات الموالية للتنظيم في تركيا بوقف «برامجها التحريضية ضد مصر»، أو التوقف نهائياً عن البث من الأراضي التركية، حال عدم الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي المطبَّق في تركيا، وفي العام نفسه أعلنت فضائية «مكملين»، وهي واحدة من ثلاث قنوات تابعة لـ«الإخوان» تبث من إسطنبول، وقف بثها نهائياً من تركيا.

حسام الغمري مع ابنه في مصر (الثلاثاء) (صفحة حسام الغمري على «فيسبوك»)

وأعلن الغمري (مساء الاثنين) عودته إلى أرض مصر. وعبّر الغمري عن «سعادته للعودة إلى وطنه». وقال: «كل الشكر لمن فتح لي بوابة العودة إلى حضن الوطن». وكتب عبر صفحته بموقع «فيسبوك»: «نعم أنا الآن في مصر، في وطني، عدت إلى مصر، والسعادة تغمرني... أعود إلى بلادي بأمل أن تفتح عودتي باباً لكل من كان يحلم مثلي بالعودة».

ووفق الباحث المصري المتخصص في الشأن الأصولي، عمرو عبد المنعم، فإن عودة الغمري إلى مصر تحمل دلالات، من بينها، أنها «تعكس حالة (التردي) التي تعاني منها بعض الجمعيات والمؤسسات الموالية لـ(الإخوان) في تركيا وفي الخارج، التي لم تعد لها القدرة على رعاية عناصر التنظيم، سواء في تركيا أو خارجها»، كما أن عودته لمصر «تكذب الادعاءات التي يروجها التنظيم بأن من يوفق وضعه (القانوني) من عناصره في الخارج، سيكون مصيره السجن في مصر، والحقيقة أن الغمري عاد إلى مصر من دون أي اتهامات ولم يتم توقيفه من قِبل السلطات المصرية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «رسالة الغمري عقب عودته إلى مصر تحمل دلالات أخرى واضحة المعاني لشخص عاصر الكثير من مشاكل التنظيم في تركيا، خاصة بعد تخلي (قيادات الإخوان في تركيا) عن عناصر التنظيم والشباب، وانشغال القيادات بالصراعات على قيادة التنظيم». ودلل على ذلك بأن «أمنية الغمري بعودة الباقين من عناصر (الإخوان) لمصر، تشير إلى أن كثيرين من (الإخوان في تركيا) أو في الخارج، لديهم هذه الأمنية للعودة للقاهرة».

ونشرت الجريدة الرسمية في مصر قبل أيام قرار محكمة جنايات القاهرة برفع اسم حسام الغمري من «قائمة الإرهابيين»، والصادر في القضية رقم 590 لسنة 2021.

وشهدت العلاقات المصرية - التركية تطورات إيجابية تسارعت وتيرتها على مدار الأشهر الماضية، وأعلن البلدان أوائل يوليو (تموز) الماضي رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفير، بعد 10 سنوات من خفضها إلى مستوى القائم بالأعمال عقب خلافات بين البلدين بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو (تموز) عام 2013.

واتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب إردوغان، على «تعزيز مسار العلاقات بين البلدين». وأكّدا خلال لقائهما في نيودلهي الشهر الحالي، حرصهما على «تعزيز التعاون الإقليمي كنهج استراتيجي راسخ في إطار المصلحة المشتركة».


مقالات ذات صلة

آسيا استنفار أمني إندونيسي عقب عملية إرهابية (متداولة)

إندونيسيا تدرس تخفيف عقوبات السجن لـ180 عضواً سابقاً بـ«الجماعة الإسلامية»

تعتزم وكالة مكافحة الإرهاب في إندونيسيا التوصية بتخفيف عقوبات السجن لأعضاء «الجماعة الإسلامية» السابقين المسجونين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
آسيا آصف علي زرداري (أرشيفية)

الرئيس الباكستاني يتعهد باستئصال الإرهاب من البلاد

أدان بشدة الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري «الهجوم الإرهابي الذي شهدته نقطة تفتيش في وزيرستان الجنوبية».

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
أفريقيا جنود فرنسيون يؤمِّنون المنطقة التي هاجمها انتحاري عند مدخل مدينة غاو شمال مالي في 10 فبراير 2013 (أ.ب)

مقتل أكثر من 20 مدنياً في هجمات على قرى بوسط مالي

قال مصدران إن مسلحين يشتبه بأنهم متشددون قتلوا أكثر من 20 شخصاً، في سلسلة من الهجمات على قرى في منطقة موبتي بوسط مالي، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باماكو )
مدخل مكتب قناة «آرزو» التلفزيونية في كابل (صورة أرشيفية)

كابل: إطلاق سراح 7 موظفين في قناة تلفزيونية تحت إشراف قضائي

أُطلق سراح 7 موظفين في قناة تلفزيونية أفغانية أوقفتهم سلطات «طالبان» مطلع ديسمبر، ووضعوا تحت إشراف قضائي.

«الشرق الأوسط» (كابل)

«أطباء بلا حدود» تحذّر من وضع «صعب للغاية» عند حدود جنوب السودان

سودانيون فروا من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان يعبرون الحدود بين السودان وتشاد في أدري بتشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)
سودانيون فروا من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان يعبرون الحدود بين السودان وتشاد في أدري بتشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

«أطباء بلا حدود» تحذّر من وضع «صعب للغاية» عند حدود جنوب السودان

سودانيون فروا من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان يعبرون الحدود بين السودان وتشاد في أدري بتشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)
سودانيون فروا من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان يعبرون الحدود بين السودان وتشاد في أدري بتشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)

حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم (الاثنين) من أن الوضع عند حدود جنوب السودان «صعب للغاية»، مع فرار آلاف الأشخاص من السودان المجاور إثر اشتداد القتال.

وقالت المنظمة غير الحكومية إنه في كل يوم من شهر ديسمبر (كانون الأول)، عبر أكثر من خمسة آلاف شخص الحدود من السودان إلى جنوب السودان حيث تستشري أعمال عنف مختلفة ومنتظمة، بالإضافة إلى كوارث مناخية.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 تدور حرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في السودان، وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشارت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن «تدفق الأشخاص على مدينة الرنك (قرب الحدود شمال شرق) والمناطق المحيطة بها تسبب في استهلاك شديد للموارد الشحيحة أصلاً، ما ترك النازحين في مواجهة أزمة».

وقال إيمانويل مونتوبيو، منسق الطوارئ لمنظمة «أطباء بلا حدود» في الرنك، في بيان «الوضع صعب للغاية (والموارد) غير كافية بتاتاً».

وما زال أكثر من 100 جريح، عدد كبير منهم يعاني إصابات خطرة، ينتظرون الخضوع لعمليات جراحية هناك. وفي الوقت الراهن، يؤوي مركزا العبور في الرنك المصممان لاستيعاب ثمانية آلاف شخص كحد أقصى، أكثر من 17 ألف شخص، وفق المنظمة.

وقالت روزلين موراليس، نائبة المنسق الطبي لمنظمة «أطباء بلا حدود» في جنوب السودان، إن آلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود يواجهون «نقصاً حاداً في الغذاء والمأوى والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية».