ملك المغرب يعقد اجتماعاً ثالثاً بشأن تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال

بموازنة إجمالية تقدر بـ 12 مليار دولار على مدى 5 سنوات

العاهل المغربي خلال ترؤسه جلسة العمل المخصصة لبرنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال (ماب)
العاهل المغربي خلال ترؤسه جلسة العمل المخصصة لبرنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال (ماب)
TT

ملك المغرب يعقد اجتماعاً ثالثاً بشأن تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال

العاهل المغربي خلال ترؤسه جلسة العمل المخصصة لبرنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال (ماب)
العاهل المغربي خلال ترؤسه جلسة العمل المخصصة لبرنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال (ماب)

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لبرنامج إعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة من الزلزال، وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي المغربي.

وتندرج جلسة العمل الجديدة هذه استكمالا للتوجيهات التي أصدرها الملك محمد السادس خلال اجتماعي 9 و14سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي أرست أسس برنامج مدروس ومندمج وطموح، يهدف إلى توفير استجابة قوية ومتماسكة وسريعة واستباقية.

وذكر البيان أنه بميزانية إجمالية متوقعة تقدر بـ120 مليار درهم (12 مليار دولار)، تمتد على مدى خمس سنوات، تغطي النسخة الأولى من البرنامج المندمج والمتعدد القطاعات، المقدم إلى الملك محمد السادس، الأقاليم والمحافظات الـ6 المتضررة من الزلزال (مراكش، الحوز، تارودانت وشيشاوة وأزيلال وورزازات)، وتستهدف 4.2 مليون نسمة.

وتم تصميم هذا البرنامج، بحسب البيان، وفقا لمنطق التقارب وعلى أساس التشخيص الدقيق للاحتياجات، وتحليل الإمكانات الإقليمية والفاعلين المحليين، ويتضمن مشاريع تهدف، من جهة، إلى إعادة بناء المساكن، ورفع مستوى البنية التحتية المتضررة، وفقا لآلية الطوارئ المقررة في اجتماع 14 سبتمبر، ومن ناحية أخرى، تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمناطق المستهدفة وتتمحور حول أربعة مكونات رئيسية هي إعادة إسكان المتضررين، وإعادة بناء المساكن وتأهيل البنية التحتية، وفتح الأقاليم وتطويرها، والإسراع في تقليص العجز الاجتماعي، خاصة في المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال، وتشجيع النشاط الاقتصادي والتشغيل، وتعزيز المبادرات المحلية.

كما يتضمن البرنامج أيضا إحداث منصة كبيرة بكل منطقة من الاحتياطات الأساسية (خيام، بطانيات، أسرّة، أدوية، مواد غذائية، إلخ) لمواجهة الكوارث الطبيعية بشكل فوري، وخلال جلسة العمل دعا العاهل المغربي الحكومة إلى تفعيل الرؤية المطروحة على مستوى كل إقليم ومحافظة معنية. وشدد مرة أخرى على أهمية الاستماع المستمر للسكان المحليين من أجل تقديم الحلول المناسبة لكل منطقة، مع إيلاء الأهمية اللازمة للبعد البيئي، وضمان احترام التراث الفريد وتقاليد وأساليب حياة السكان المحليين في كل منطقة. مؤكدا على ضرورة الحوكمة المثالية، ورفع شعار السرعة والكفاءة والدقة والنتائج المقنعة، بحيث يصبح برنامج إعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة نموذجا للتنمية الترابية المتكاملة والمتوازنة.

وسيتم توفير التمويل لهذا البرنامج الرئيسي من الاعتمادات المخصصة من الميزانية العامة للدولة، ومساهمات السلطات المحلية، وحساب التضامن المخصص لإدارة آثار الزلزال، وكذلك من خلال التبرعات والتعاون الدولي.

في سياق ذلك، وفي إطار مهام «صندوق الحسن الثاني» في مجال دعم تنفيذ البرامج والمشاريع ذات المنافع الهيكلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، أصدر الملك محمد السادس تعليماته حتى يتمكن «صندوق الحسن الثاني» من إنجاز مساهمة بمبلغ ملياري درهم (200 مليون دولار) في تمويل هذا البرنامج.

وحضر لقاء العمل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ومستشار الملك فؤاد علي الهمة، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، ووزيرة إعداد التراب الوطني التعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف الموازنة فوزي لقجع، والفريق أول محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقائد المنطقة الجنوبية.


مقالات ذات صلة

اليابان: زلزال بقوة 7.6 قبالة الساحل الشمالي للبلاد... يتسبب بموجتي «تسونامي»

آسيا هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذر من موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار (أ.ب)

اليابان: زلزال بقوة 7.6 قبالة الساحل الشمالي للبلاد... يتسبب بموجتي «تسونامي»

ضرب زلزال كبير الساحل الشمالي لليابان الاثنين سجّلت في أعقابه هيئة الأرصاد الجوية الوطنية موجتي تسونامي بلغ ارتفاعهما 40 سنتيمتراً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
علوم يؤكد الباحثون أن الصدوع التي تقع على أعماق سحيقة في باطن الأرض يمكن أن تلتحم من جديد بعد انكسارها نتيجة الهزات الأرضية (بيكسباي)

الأرض «تضمد جروحها» بعد الزلازل القوية

توصل فريق من علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة إلى أن الصدوع الزلزالية العميقة في باطن الأرض يمكن أن تلتئم في غضون ساعات بعد حدوث الهزات الأرضية القوية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
آسيا جانب من الأضرار جراء زلزال ضرب إندونيسيا عام 2022 (أرشيفية - رويترز)

زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب غرب إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 6.6 درجة جزيرة صغيرة شمال غربي سومطرة في غرب إندونيسيا الخميس.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا منازل متضررة جراء الزلزال في دكا (رويترز)

زلزال في وسط بنغلاديش يوقع 9 قتلى على الأقل

ضرب زلزال بقوة 5.5 درجة، الجمعة، وسط بنغلاديش، موقعاً تسعة قتلى على الأقل وأكثر من 300 جريح، وفق حصيلة أعلنتها الحكومة.

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا لم ترد على الفور أي معلومات عن وقوع خسائر محتملة أو أضرار ناجمة عن الزلزال (رويترز)

زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب قبالة سواحل اليابان

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 5.6 درجات على مقياس ريختر البحر قبالة سواحل اليابان، بحسب ما سجله مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مصر تحذر من اتساع التوتر بسبب انتهاكات إسرائيل في «الضفة»

فلسطيني أمام أنقاض أحد المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني أمام أنقاض أحد المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر تحذر من اتساع التوتر بسبب انتهاكات إسرائيل في «الضفة»

فلسطيني أمام أنقاض أحد المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني أمام أنقاض أحد المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

حذرت مصر من «خطورة الأوضاع بالضفة الغربية في ظل التصاعد المقلق لعنف المستوطنين واستمرار سياسات مصادرة الأراضي». وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن «هذا النهج يُنذر بتوسيع دوائر التوتر ويفرض مسؤولية عاجلة على المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات ومنع تدهور الأوضاع على الأرض».

التأكيدات المصرية جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري، الخميس، من السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تناول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية المبذولة لدعم مسار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية.

واستعرض عبد العاطي خلال الاتصال الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وعلى رأسها «تثبيت وقف إطلاق النار في غزة»، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «2803»، وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، متناولاً المشاورات الجارية لنشر «قوة الاستقرار الدولية».

كما شدد على «أهمية المضي في خطوات تشكيل (لجنة التكنوقراط) الفلسطينية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة»، مؤكداً «الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديمغرافية للقطاع».

وأكدت مصر السبت الماضي خلال «منتدى الدوحة» رفض «تهجير الفلسطينيين» من خلال معبر رفح، وذلك بعد ساعات من موقف مماثل عبّرت عنه «المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر»، برفض «التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر». وقال وزير الخارجية المصري حينها إن معبر رفح «لن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين، بل فقط لإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية والطبية».

ووفق إفادة للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الخميس، فقد أعرب وزير الخارجية المصري عن «أهمية العمل المشترك لزيادة حجم المساعدات الإنسانية بكميات تلبي احتياجات قطاع غزة التي تدخل القطاع يومياً»، مؤكداً «الحرص على مواصلة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة».

فلسطينيون نازحون يسيرون أمام المباني المدمرة في حي تل الهوى بمدينة غزة الشهر الجاري (أ.ف.ب)

وكان من المقرر فتح معبر رفح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في الشهر ذاته، غير أن إسرائيل أبقته مغلقاً في كلا الاتجاهين منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قائلة إنه على «حماس» الالتزام بإعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون في غزة؛ الأحياء منهم والأموات.

كما شكّل معبر رفح بعداً جديداً للتوتر بين مصر وإسرائيل، وذلك بعد أن قال مكتب منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في بيان، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إنه «بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وبتوجيه من المستوى السياسي، سيُفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة حصرياً لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة».

في حين ردت هيئة الاستعلامات المصرية حينها، نقلاً عن مصدر مصري مسؤول، بنفي ذلك، مؤكدة أنه «إذا تم التوافق على فتح معبر رفح، فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، طبقاً لما ورد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام».

وتحدث عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي مع غوتيريش، الخميس، عن الدور الذي تضطلع به «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا) في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أنه «دور غير قابل للاستبدال، ولا يمكن الاستغناء عنه»، مثمّناً «اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتجديد ولاية (الأونروا) لمدة ثلاث سنوات إضافية، بما يعكس الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة وضرورة استمرار مهامها».

وأشار وزير الخارجية المصري إلى تلقيه اتصالاً هاتفياً من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة «الأونروا»، فيليب لازاريني، حول دور الوكالة المحوري في توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات للفلسطينيين، خاصة في هذه الظروف الدقيقة.


المعارضة الجزائرية تستنكر مشروع «دولة القبائل المستقلة»

عناصر «ماك» خلال مظاهرة في فرنسا (ناشطون)
عناصر «ماك» خلال مظاهرة في فرنسا (ناشطون)
TT

المعارضة الجزائرية تستنكر مشروع «دولة القبائل المستقلة»

عناصر «ماك» خلال مظاهرة في فرنسا (ناشطون)
عناصر «ماك» خلال مظاهرة في فرنسا (ناشطون)

في الوقت الذي توالت فيه ردود أفعال المعارضة الجزائرية تجاه ما يُسمّى «دولة القبائل المستقلة»، التي يعتزم انفصاليون إعلانها الأحد المقبل في باريس، بدا سكان منطقة القبائل مشغولين بروتينهم اليومي، غير مكترثين بـ«الحدث» الذي حذّرت بعض الأحزاب ذات الحضور الواسع في المنطقة من تداعياته وعواقبه.

فرحات مهني زعيم التنظيم الانفصالي «ماك» (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

وخلال استضافته على قناة «بربر تلفزيون» الناطقة بالأمازيغية، عبّر عثمان معزوز، رئيس حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» المعارض، بشكل واضح، عن رفضه مشروع الانفصال الذي تطرحه «حركة الحكم الذاتي» المعروفة اختصاراً بـ«ماك».

وقال معزوز بنبرة صارمة: «البلاد لن تُقسّم... لقد حُسِم هذا الأمر من طرف الذين حرروا الوطن، ومن طرف الديمقراطيين ومناضلي التعددية».

وشدّد معزوز على أن حزبه «لن يقبل المس بسلامة البلاد الترابية، ولن يقبل أيضاً بأن يتم تمييز منطقة أو عدة مناطق... والإقدام على أمر مثل هذا يعني تقديم حلٍّ زائف لمنطقة القبائل».

عثمان معزوز رئيس «التجمع من أجل الديمقراطية» (إعلام حزبي)

من جهته، أفاد يوسف أوشيش، السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» المعارض، وصاحب الشعبية الأكبر في منطقة القبائل، خلال تجمعات عقدها خلال الأيام الأخيرة، بأن حزبه «اختار طريق الوحدة الترابية للجزائر، مثل الغالبية الساحقة من الجزائريين، ومثل الغالبية الساحقة من سكان تيزي وزو وبجاية والبويرة، بخلاف أولئك الذين اختاروا طريق الخيانة»، في إشارة إلى «ماك» وزعيمها فرحات مهني، الذي يتحدّر من تيزي وزو، كبرى محافظات القبائل الناطقة بالأمازيغية.

«تنظيم الانفصال ضعيف»

وأكد أوشيش أن «القوى الاشتراكية تنتمي إلى صف الوطنيين، وإلى أولئك الذين ضحّوا بحياتهم من أجل أن تحيا الجزائر موحدة، وغير قابلة للتجزئة». مبرزاً أن «إطلاق ما يُسمى (استقلال القبائل) من عاصمة أوروبية يعد تهديداً لبلادنا، وتطوراً خطيراً».

كما أوضح أن التشكيلات السياسية «اختارت عدم تبني موقف المتفرج إزاء هذا الأمر الخطير والادعاء الكاذب، الذي يهدف إلى عزل منطقة القبائل عن بقية الوطن، في حين أن حركة (ماك) ضعيفة للغاية، وأقلّية حدّ التلاشي».

يوسف أوشيش السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» المعارض (أ.ف.ب)

من جهته، نشر القيادي في «حزب العمال» رمضان تعزيبت على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه «جزائري من القبائل، ومناضل من أجل ترسيم تمازيغت لغةً وطنيةً ورسميةً منذ مراهقتي؛ ومثل غيري من ملايين أبناء القبائل، أُعلن أنني لم أفوِّض أي شخص ليتحدث باسمي بشأن ما يُسمى (استقلال القبائل)»، مشيراً إلى أن الجزائر «انتُزِعت من نير الاستعمار بفضل نضال وحدويّ خاضه الشعب الجزائري، بغضّ النظر عن اللغة».

وأكّد تعزيبت أن المناضلين «حافظوا، جيلاً بعد جيل، ومن كل مناطق الوطن، أمازيغ وعرباً، على الخيط الناظم للشعلة الثورية إلى غاية الثورة المسلحة المجيدة (1954- 1962)، التي انتهت بهزيمة الاستعمار الفرنسي المدعوم من الحلف الأطلسي».

رمضان تعزيبت قيادي حزب «العمال» (إعلام حزبي)

أما نور الدين آيت حمودة، البرلماني السابق والناشط الأمازيغي المعروف، فنشر «رسالة وداع مؤلمة»، كما وصفها، موجّهة إلى فرحات مهني، قال فيها إن «تاريخاً مشتركاً من النضال والصداقة جمعني به، بدأ في الحركة الثقافية الأمازيغية، وفي نشاط حزب (التجمع) من أجل الثقافة والديمقراطية». وأضاف أنه يستحضر بكثير من التقدير «الأيام الصعبة التي قضيناها في السجن، ودورك مناضلاً في ساحة الأغنية ومدافعاً عن قيم الحرية والعدالة».

وأفاد آيت حمودة بأنه اختلف مع مهني حول حادثة مقاطعة الدراسة في منطقة القبائل عام 1994، «أما نقطة اللاعودة فكانت عام 2018، حين أعلن انفصال منطقة القبائل من منفاه بباريس، متجاهلاً تاريخ المنطقة ونضالاتها».

نور الدين آيت حمودة مناضل اللغة الأمازيغية (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

وأضاف آيت حمودة: «لقد بلغت الخيانة ذروتها عندما رفع مهني العلم الإسرائيلي في مظاهرات بباريس، مدعوماً من إسرائيل واليمين الفرنسي المتطرف». مؤكداً أن «هذه التصرفات قطعت صلة فرحات مهني بالقبائل العميقة وقيمها الثابتة»، مشدداً على أن «أرض القبائل لا تُباع ولا تُرهن»، وأنه «يفضل شرف السجن على الانزلاق لخدمة المصالح الأجنبية».

«مهني أعلن قيام دولة بلا شعب»

وهاجم التلفزيون العمومي فرحات مهني، الذي سمّى نفسه رئيس «حكومة القبائل في المنفى»، واصفاً إياه بأنه «أصبح أداة في خدمة الصهيونية»، مشيراً إلى أنه «يستعد يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) (الحالي)، من منفاه في باريس، لإعلان استقلال دولة بلا شعب، وإيجاد كيان وهمي موجود فقط في أوهام عقله المتردّي».

وفي 20 أبريل (نيسان) 2024 أعلن فرحات مهني، وهو مطرب أمازيغي في الأصل، رئيس «الحكومة القبائلية المؤقتة»، عن قيام «دولة القبائل» أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وصرح بأن الخطوة «ليست عدائية تجاه الجزائر، بل هي نتيجة سنوات من الشعور بالإقصاء والمطالب، التي لم تُجدِ في تحقيق تغيير داخلي».

وأثار إعلان الانفصال استنكاراً سياسياً وإعلامياً رسمياً داخل الجزائر؛ حيث شددت تصريحات عديدة على أن «هذه الخطوة لا تُمثل أي تغيير عملي على الأرض، بل تُعد تهديداً خطيراً لوحدة البلاد».

ولم يقتصر هذا الرفض على الداخل فحسب؛ بل امتد ليشمل تجمعات مضادة في فرنسا نفسها نظّمتها الجالية الجزائرية الرافضة للإجراء الانفصالي.


تخوفات للوسطاء من «تغييرات ديموغرافية» تهدد «اتفاق غزة»

أطفال يجرون عربة أمام جدارية على مبنى مدمر في مخيم المغازي للاجئين خارج دير البلح (أ.ف.ب)
أطفال يجرون عربة أمام جدارية على مبنى مدمر في مخيم المغازي للاجئين خارج دير البلح (أ.ف.ب)
TT

تخوفات للوسطاء من «تغييرات ديموغرافية» تهدد «اتفاق غزة»

أطفال يجرون عربة أمام جدارية على مبنى مدمر في مخيم المغازي للاجئين خارج دير البلح (أ.ف.ب)
أطفال يجرون عربة أمام جدارية على مبنى مدمر في مخيم المغازي للاجئين خارج دير البلح (أ.ف.ب)

أثارت تحركات إسرائيل في مناطق سيطرتها في قطاع غزة، تحذيرات متكررة من الوسطاء، لا سيما المصريين، من رفض تقسيم القطاع أو تغيير جغرافيته أو ديموغرافيته.

تلك التحذيرات المتكررة، تشي بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بوجود تخوفات جادة وحقيقية لدى الوسطاء من تحركات إسرائيل على الأرض ترسخ لعدم انسحابها وتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وصولاً لانهيارها.

وأبلغ وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، وفداً أوروبياً برئاسة المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، كريستوف بيجو، «رفض مصر القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية للقطاع».

ذلك الرفض الذي نقلته وزارة «الخارجية المصرية»، مساء الثلاثاء، سبقه تشديد عبد العاطي، في كلمة بـ«منتدى الدوحة»، السبت الماضي، على أنه «لا يمكن القبول بتقسيم قطاع غزة».

وبالمنتدى ذاته، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «نحن الآن في اللحظة الحاسمة... لا يمكننا أن نعدّ أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة».

ووسط تلك المخاوف، جرى اتصال هاتفي بين عبد العاطي، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الثلاثاء، وبحث الجانبان «الجهود الجارية لتنفيذ خطة الرئيس دونالد ترمب وتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وأهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن هناك تخوفات واضحة ومتكررة وجدية من الوسطاء إزاء هندسة إسرائيل ديموغرافيا جديدة على الأرض - خاصة مع تجريف مساحات واسعة تتم على الأرض - ابتلعت كثيراً من الأراضي، بخلاف تصريحات إسرائيلية تعزز ذلك، مشيراً إلى أن هذا يهدد الاتفاق برمته.

وأظهرت تحركات ميدانية إسرائيلية متواصلة، سعياً لفرض منطقة عازلة جديدة في قطاع غزة بعمق يقارب 3 كيلومترات غرب الخط الأصفر الذي يفصل بين مناطق سيطرة الاحتلال (شرق الخط الأصفر)، والمواقع التي تعمل فيها حركة «حماس» (غرب الخط).

ووفق مصادر ميدانية في الفصائل الفلسطينية في غزة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن «إسرائيل تسابق الزمن قبل الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، عبر تثبيت حقائق ميدانية جديدة على الأرض عبر نسف المنازل وتسوية الأراضي بما يسمح لها بكشف المنطقة التي تريد أن تصبح منطقة عازلة جديدة في القطاع».

نقل معدات ثقيلة تابعة للجنة مصرية برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر للبحث عن رفات الرهينة الإسرائيلي الأخير بحي الزيتون (أ.ف.ب)

وتتوافق تلك التطورات الميدانية، مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الأحد الماضي، من داخل قطاع غزة خلال تفقده قواته، إذ قال إن «الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً، وخط دفاع متقدماً للمستوطنات، وخط هجوم».

ورفض عضو المكتب السياسي في حركة «حماس»، حسام بدران، حينها، تصريحات زامير، وقال إنها «تكشف بوضوح عن تنصّل الاحتلال من بنود الاتفاق، ومحاولته فرض وقائع جديدة على الأرض»، مشدداً على أن «أي بحث في ترتيبات المرحلة الثانية مرهون أولاً بضغط واضح من الوسطاء والولايات المتحدة وكل الأطراف المعنية لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود المرحلة الأولى كاملة».

استغلال للثغرات

وتلك التحركات الإسرائيلية يراها الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، محاولة فرض أمر واقع بعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستغلال لثغرات في خطة ترمب، مؤكداً أن خطة ترمب للسلام في خطر كبير في ضوء ما تفعله إسرائيل على أرض الواقع. وبحسب تقارير أميركية سابقة يُفترض أن يُعلن ترمب انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية قبل عيد الميلاد.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من المواقع التي ما زال يوجد بها في قطاع غزة، والتي تشكل نحو 53 في المائة من مساحة القطاع، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب.

ووسط تلك المخاوف، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق ما ذكرته المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان في مؤتمر صحافي، الاثنين.

ويتوقع عكاشة أن يتحرك ترمب في تقييد بعض خطوات نتنياهو، من دون أن يكون هناك تقييد كامل وهو ما سيجعل الاتفاق أمام تهديدات عديدة، كما رجح أن تزداد تحركات الوسطاء، لا سيما المصري والقطري، لتعزيز فرص صموده والمضي في المرحلة الثانية.

فيما أكد نزال أن إسرائيل تحاول «هندسة المرحلة الثانية ونحن على أبوابها وفق ما تريد، وفرض الأمر الواقع»، مشيراً إلى أن الدور الأميركي عليه أن يتحرك لإنهاء عدم الثقة المتصاعدة في صمود الاتفاق، ويضع حداً لذلك خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض أواخر الشهر الحالي.