مشروع قانون جديد ينظم المؤسسات السجنية في المغرب

يمنع سجن أي شخص دون سند من سندات الاعتقال المنصوص عليها

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)
TT

مشروع قانون جديد ينظم المؤسسات السجنية في المغرب

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)

ناقشت لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون جديدا ينظم المؤسسات السجنية في البلاد.

ومن أبرز مقتضيات هذا المشروع أنه يمنع إيداع أي شخص في مؤسسة سجنية، دون سند من سندات الاعتقال المنصوص عليها في القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية. وينص على أنه يعدّ إيداع شخص أو الاحتفاظ به بالمؤسسة السجنية، دون سند قانوني، اعتقالا تعسفيا ويعرض مرتكبه للعقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي.

وحسب المشروع ذاته، فإن على موظف السجن التأكد من استيفاء سند الاعتقال للشروط المنصوص عليها في القانون، المتعلق بالمسطرة الجنائية، وتدوين عملية الاعتقال بسجل الاعتقال عند تسليم شخص لمؤسسة سجنية من أجل تنفيذ سند الاعتقال، وأيضا تدوين التاريخ الفعلي للإيداع في السجن، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة الوضع تحت الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي)، أو مدة تدبير الاحتفاظ بالنسبة للأحداث. كما نص المشروع أيضا على أن تقدم لجميع المعتقلين قدر الإمكان تسهيلات للحصول على المساعدة والاستشارة القانونية، وفق الشروط والكيفيات المحددة بنص تنظيمي. وبشأن التواصل مع العالم الخارجي، نص المشروع على أن تحرص المؤسسة السجنية على ضمان الحفاظ على علاقة المعتقل بذويه وتحسينها، إذا تبين لها أن في ذلك فائدة له تيسيرا لإعادة إدماجه ضمن وسطه العائلي بعد الإفراج عنه. كما يجوز للمعتقل تلقي الصحف والمجلات والكتب على نفقته، وذلك بعد المراقبة التي سيحددها نص تنظيمي. كما يحق للمعتقلين والمعتقلات أيضا الاستفادة من زيارة زوجاتهم وأزواجهن أو أصولهم أو فروعهم أو إخوتهم، ويمكن لمدير المؤسسة السجنية الترخيص لأي شخص آخر بزيارة المعتقل بعد موافقته، كلما كان ذلك مفيدا لتأهيله، «شريطة الحفاظ على الأمن والنظام داخل المؤسسة، وما لم يكن ممنوعا من ذلك بموجب أمر صادر عن السلطة القضائية المختصة أو بسبب عقوبة تأديبية».

وبخصوص ظروف الاعتقال، نص المشروع على أنه يجب أن يتم الاعتقال في ظروف إنسانية وآمنة وملائمة للصحة، وأن تستجيب أماكن الاعتقال لمتطلبات الصحة والسلامة «لا سيما النظافة والمساحة الدنيا المخصصة لكل معتقل والحيز الهوائي والتدفئة، والإضاءة والإنارة والتهوية مع مراعاة حالة الطقس». كما نص المشروع أيضا على أن تتكفل إدارة المؤسسة السجنية بتوفير الماء الصالح للشرب، وتغذية المعتقلين وفق نظام غذائي متوازن يستجيب لضرورة الحفاظ على صحتهم. ويشتمل نظام التغذية على ثلاث وجبات يومية، تحدد كميتها ونوعيتها بنص تنظيمي. ويمكن، بعد استشارة طبيب المؤسسة السجنية، تحديد أنظمة غذائية خاصة بالمعتقلين المرضى والنساء الحوامل والمرضعات والرضع والأطفال المرافقين لأمهاتهم.

وعلاوة على ذلك، توفر إدارة المؤسسة السجنية للمعتقلين في حدود الإمكان، بدلا موحدة ومناسبة تتلاءم مع فصول السنة، ويخصص للأحداث (القاصرين) والنساء لباس يميزهم عن باقي المعتقلين. كما نص المشروع على أنه عند إخراج المعتقلين من المؤسسة السجنية، يجب إلزامهم بارتداء لباس يميزهم، غير أنه يجب أن يمثلوا أمام السلطات القضائية المختصة بلباسهم المعتاد.



سلطات شرق ليبيا تطارد «مهربي مهاجرين» إلى الحدود السودانية

عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد اعتقالهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)
عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد اعتقالهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)
TT

سلطات شرق ليبيا تطارد «مهربي مهاجرين» إلى الحدود السودانية

عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد اعتقالهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)
عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد اعتقالهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)

ألقت السلطات الأمنية في شرق ليبيا القبض على 75 مهاجراً غير نظامي، بعد مطاردتهم في منطقة العوينات (جنوب غرب)، قبل أن يتمكن عدد آخر من الفرار إلى داخل الأراضي السودانية.

وقالت إدارة العلاقات والتعاون، فرع المنطقة الشرقية، إنها تلقت معلومات عن «محاولة عدد من السيارات تُقلُّ مهاجرين غير نظاميين التسلل إلى الأراضي الليبية عبر منطقة العوينات»، مشيرة إلى أن رئيس جهاز مكافحة الهجرة، اللواء صلاح محمود الخفيفي، أمر بتوجيه دوريات صحراوية إلى المنطقة المُبلَّغ عنها، بالتنسيق مع الغرفة الأمنية بمنطقة الجنوب الشرقي.

وأوضحت الإدارة أنه بعد مطاردةٍ استمرت قرابة 3 ساعات، تمكنت الدوريات من ضبط 3 سيارات، وعلى متنها 75 مهاجراً غير قانوني، مشيرة إلى فرار عدد آخر من السيارات إلى الأراضي السودانية. لكن لم تحدد عددها.

وتستضيف شرق ليبيا الآلاف من السودانيين الفارّين من الحرب. وسبق أن أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد المهاجرين السودانيين في ليبيا بلغ 98700، منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن عميد بلدية الكفرة، عبد الرحمن عقوب، قدَّر عددهم بأكثر من 100 ألف شخص.

عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد ضبطهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)

ولا تزال أفواج المهاجرين غير النظاميين تتسرب من الحدود الليبية المترامية إلى داخل البلاد، في حين تُواصل السلطات عمليات الترحيل، وفق برنامج «العودة الطوعية»، الذي ترعاه الأمم المتحدة. بينما أعلن جهاز مكافحة الهجرة في شرق ليبيا، أمس الخميس، ترحيل 56 مهاجراً مصرياً عبر منفذ أمساعد البري.

ووفق إحصاء سابق للمنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد المهاجرين بمراكز الاحتجاز الرسمية في ليبيا وصل إلى 5 آلاف فرد، «لكنَّ هذا العدد لا يمثل سوى جزء بسيط من المحتجَزين في البلاد، سواء أكانوا من الطلقاء أم المُغيَّبين في سجون سرية»، وفقاً لبعض المختصين في هذا الملف.

وسبق أن رصدت المنظمة، في نهايات عام 2023، وجود 704 آلاف و369 مهاجراً غير نظامي في ليبيا، 79 في المائة منهم رجالاً، و11 في المائة نساء، و10 في المائة أطفالاً.

وأعلن «جهاز دعم الاستقرار» بغرب ليبيا ضبط 12 مهاجراً غير قانوني من جنسيات مختلفة، خلال دوريات ليلية عند المدخل الغربي لمدينة مصراتة، وعدّ الجهاز، في تصريح صحافي، مساء الخميس، هذه الخطوة في إطار «خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن الوطني، ومكافحة شبكات تهريب البشر التي تسعى للاستفادة من هذه الظاهرة بطرق غير قانونية»، مبرزاً أنه جرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة المهاجرين غير النظاميين إلى جهات الاختصاص؛ لاستكمال الإجراءات.

مهاجرون غير شرعيين بأحد مراكز الاعتقال في طرابلس (رويترز)

وسبَق لحكومتي «الوحدة الوطنية» بالعاصمة طرابلس، ونظيرتها بشرق ليبيا، عقد مؤتمرات دولية بشأن ملف الهجرة غير النظامية، انتهت جميعها إلى توصيات تتعلق بسبل مكافحة الظاهرة، لكن متابعين لهذا الملف يرون ضرورة «القضاء أولاً على سوق السمسرة في المهاجرين، المنتشرة في غالبية المدن الليبية، ثم إنهاء الصراع السياسي»، مشيرين إلى أن هناك «تجارة رائجة تديرها عصابات ومجموعات مسلحة، وأحياناً جهات أمنية رسمية».