المغرب: تلاميذ متضررون من الزلزال يعودون لمقاعد الدراسة

نصب 150 خيمة في إقليم الحوز مجهزة بجميع المعدات التعليمية والتكوينية اللازمة

أطفال ببلدة أسني يستأنفون دراستهم في الخيام (الشرق الأوسط)
أطفال ببلدة أسني يستأنفون دراستهم في الخيام (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: تلاميذ متضررون من الزلزال يعودون لمقاعد الدراسة

أطفال ببلدة أسني يستأنفون دراستهم في الخيام (الشرق الأوسط)
أطفال ببلدة أسني يستأنفون دراستهم في الخيام (الشرق الأوسط)

بينما التحقت مجموعة من التلاميذ في إقليم الحوز الواقع بجهة مراكش - آسفي (وسط المغرب) الاثنين، بمقاعد الدراسة في خيام نصبتها السلطات بمناطق الزلزال بعد تضرر مدارسهم، تقرر نقل مجموعة أخرى من التلاميذ إلى مدينة مراكش، حيث جرى توفير مدارس وأماكن الإقامة إلى جانب المأكل والمشرب، لهم وللطاقم التربوي.

وفي ظروف جيدة، بقرية أمزميز (إقليم الحوز)، استأنف التلاميذ دراستهم على غرار بقية المناطق المتضررة من الزلزال، وتوجهوا منذ الساعات الأولى إلى الخيام التي نصبتها القوات المسلحة الملكية، بالقرب من الثانوية الإعدادية (الفارابي)، بانتظار تجهيز وحدات المدارس المتنقلة.

وبغية تمكين التلاميذ من مواصلة دراستهم في أفضل الظروف، جرى بإقليم الحوز نصب 150 خيمة مجهزة بجميع المعدات التعليمية والتكوينية اللازمة، بالإضافة إلى ألواح شمسية.

كؤوس حليب في استقبال أطفال المناطق المنكوبة قبيل استئناف دراستهم (الشرق الأوسط)

وقال مدير «الثانوية الإعدادية الفارابي» بأمزميز، حسن كونين، إن الطاقم التربوي والإداري، معبأ لاستقبال التلاميذ في أفضل الظروف، وتأمين استئناف الدراسة على نحو جيد. وقال في تصريح لـ«وكالة الأنباء المغربية» (ماب): «بالطبع هناك عوائق مرتبطة بالزلزال، لكننا عازمون بقوة، بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، على التغلب على التحديات، والعودة إلى مسار الحياة الطبيعية، واستعادة ثقة التلاميذ وأولياء أمورهم».

وبعد ترديد النشيد الوطني، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح ضحايا الزلزال، عاد التلاميذ إلى أقسامهم في أجواء من الحماس والأمل بأن يتكلل العام الدراسي الجديد بالنجاح. وعبر كثير منهم عن سعادتهم بالعودة إلى الدراسة، والالتقاء بأصدقائهم وأساتذتهم القدامى والجدد.

وبخصوص تحويل تلاميذ للدراسة في مراكش، أفادت مصالح وزارة التعليم بأن الأمر يتعلق في مرحلة أولى، بنقل 789 تلميذاً من «ثانوية ويركان» إلى الثانوية التأهيلية «محمد الخامس». ونقل 385 تلميذاً من «ثانوية تنمل التأهيلية» (قرية تضررت بالزلزال) إلى «ثانوية بنيوسف» التأهيلية، بالإضافة إلى نقل 347 تلميذاً من «ثانوية مجمع إغيل» (مركز الزلزال) إلى «معهد القاضي عياض للتربية الأصيلة».

العاهل المغربي خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً لمساعدة متضرري زلزال الحوز (الشرق الأوسط)

وتم استعمال حافلات لنقل التلاميذ والأساتذة، إلى المدارس، حيث سيقضون فترة هناك قبل إعادة بناء مدارسهم المهدمة. وحسب المصدر ذاته، سيستفيد من هذه المبادرة 6 آلاف تلميذ في مرحلة أولى كانوا يتابعون دراستهم في 6 مدارس تضررت بالزلزال بجماعات قروية؛ هي: ثلاث نيعقوب، وإيغيل، ويركان، وأنوغال وأزغور (منطقة الحوز).

أما في منطقة آسني (ضواحي مراكش)، فقد جرى أيضاً نصب خيام من طرق الجيش المغربي، وجرى تزويدها بالطاولات والوسائل البيداغوجية لمباشرة عملية التعليم. وأفاد مصدر من وزارة التعليم في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بأنه جرى التواصل مع عائلات التلاميذ في المنطقة منذ نهاية الأسبوع الماضي، من أجل إرسال أبنائهم للدراسة، وفعلاً لوحظ إقبال كبير للتلاميذ على التوجه إلى الخيام، وقال: «أعطينا الأولوية في اليوم الأول للدعم النفسي للتلاميذ»، و«إن عدداً منهم فقدوا عائلاتهم وزملاءهم وهدمت بيوتهم، ويحتاجون دعماً نفسياً قبل استئناف الدراسة».

وكانت وزارة التعليم المغربية، أعلنت في 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، تضرر 530 مؤسسة تعليمية و55 داخلية بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة.

جندي مغربي يحمل طاولة دراسية داخل خيمة في أمزميز بالحوز (الشرق الأوسط)

وتوجد هذه المؤسسات في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

وضرب زلزال بقوة 7 درجات هذه المناطق يوم الجمعة 8 سبتمبر الحالي، مخلفاً نحو 3 آلاف قتيل.


مقالات ذات صلة

رصد تسونامي منخفض في جزيرة يابانية نائية بعدما ضربها زلزال

آسيا أصدرت اليابان تحذيراً من احتمال وقوع تسونامي في جزيرتي إيزو وأوجاساوارا النائيتين على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب طوكيو (أرشيفية - أ.ب)

رصد تسونامي منخفض في جزيرة يابانية نائية بعدما ضربها زلزال

أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أنه تم رصد تسونامي منخفض في جزيرة هاشيجوجيما اليابانية النائية بعدما ضرب المنطقة زلزال بلغت قوته 5.9 درجة جزر إيزو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم زلزال بقوة 6.5 درجة يقع قبالة كولومبيا البريطانية في كندا

زلزال بقوة 6.5 درجة يقع قبالة كولومبيا البريطانية في كندا

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن زلزالاً بلغت قوته 6.5 درجة وقع قبالة ساحل مدينة بورت ماكنيل في إقليم كولومبيا البريطانية في كندا اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
آسيا  صبي يمشي على أرضية منزل تم بناؤه حديثًا بينما تظهر أنقاض منزل قديم سقط أثناء زلزال في جتلان، ميربور، باكستان 25 سبتمبر 2019 (رويترز)

زلزال بقوة 5.75 درجة يضرب باكستان

قال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، اليوم (الأربعاء)، إن زلزالا بقوة 5.75 درجة ضرب باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
تكنولوجيا دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على توقّع الزلزال أمراً مستبعداً؛ فهل ينجح الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)

ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب

تسبب الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في نواحي مراكش بوسط البلاد، ليل 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، في مقتل نحو 3 آلاف شخص، وألحق أضراراً بنحو 60 ألف بناية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

عام على «حرب غزة»... «مسار مُعقد» لجهود الوسطاء يترقب انفراجة

فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

عام على «حرب غزة»... «مسار مُعقد» لجهود الوسطاء يترقب انفراجة

فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

عقبات عديدة على مدار عام حاصرت جهود الوسطاء خلال مساعيهم لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء أطول حرب بين إسرائيل و«حماس» التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولا تزال مستمرة، وسط ترقب لانفراجة تنهي الأزمة التي طالت شظاياها دول أخرى في المنطقة، ومخاوف من اتساعها لحرب إقليمية.

الوساطة التي بدأت مع الساعات الأولى للحرب، تراوح مكانها منذ عدة أسابيع مع استمرار «التعنت الإسرائيلي»، ورغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في استمرار الحرب التي حوّلت مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني المحاصر إلى ركام.

وبحسب رصد «الشرق الأوسط» واجهت جهود الوسطاء عدة «تعقيدات» على مدار العام أبرزها، تمسك «حماس» في الأشهر الأولى من المفاوضات بوقف دائم لإطلاق النار، بجانب إصرار نتنياهو على السيطرة على «محور فيلادليفا» والجانب الفلسطيني من معبر رفح المتاخمين لحدود مصر بخلاف الرغبة المصرية، فضلاً على وضع شروط بخصوص عودة النازحين من الجنوب للشمال لم تقبلها «حماس».

تلك العقبات التي لم تحلها 4 مقترحات رئيسية قدمها الوسطاء على مدار عام، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها قادت إلى «مسار معقد» بسبب تراخٍ أميركي في الضغط على نتنياهو. وتوقع الخبراء أن تستمر الأزمة بانتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

دبابة إسرائيلية تعمل بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

وبعد أن تسلمت إسرائيل 109 من رهائن كانوا لدى «حماس» بموجب هدنة أبرمها الوسطاء في 24 نوفمبر 2024 استمرت أسبوعاً، قلب نتنياهو الطاولة وعاد للحرب، «وكان كلما يقترب (الوسطاء) من اتفاق في غزة يواجهون سياسات إسرائيلية استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد»، وفق تصريحات صحافية لوزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، قبل شهر.

ومع قرب إبرام اتفاق تهدئة ثانٍ خلال محادثات شهدتها باريس في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، رفض نتنياهو الاتفاق بدعوى «وجود فجوات كبيرة» لم يحددها، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية وقتها، قبل أن يعتبر مطالب «حماس» «وهمية وغير جادة في حل وسط»، وذلك عقب مفاوضات استضافتها القاهرة في 13 فبراير (شباط) الماضي. كما لم تسفر محادثات «باريس 2» في نهاية فبراير الماضي، عن جديد، مع حديث إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن «(حماس) بعيدة عما ترغب إسرائيل بقبوله»، وكذلك لم تصل مفاوضات بالدوحة في 18 مارس (آذار) الماضي، لانفراجة، وتكرر التعثر في محادثات القاهرة في 7 أبريل (نيسان) 2024، مع تمسك «حماس» بوقف إطلاق دائم لإطلاق النار قبل إبرام أي تهدئة.

وباعتقاد الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن «نتنياهو كان واضحاً منذ الشهور الأولى، في عرقلة المفاوضات تحت أي ذريعة، غير عابئ بوساطة واشنطن»، لافتاً إلى أن عدم الضغط الحقيقي من إدارة بايدن شجعه على الاستمرار في إشعال الحرب.

رد فعل فتاة فلسطينية بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين قرب مخيم جباليا (أ.ف.ب)

ويتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، قائلاً: «ما أوصلنا لهذا المسار المعقد، هو التراخي الأميركي في الضغط على نتنياهو، الذي حرص على مواصلة الحرب لضمان البقاء السياسي، مما جعل التوصل لاتفاق صعباً، لا سيما بالأشهر الأولى».

وكان مايو (أيار) الماضي الأقرب لإبرام اتفاق، مع طرح الوسيط المصري مقترحاً يفضي لوقف دائم لإطلاق النار، غير أن نتنياهو هدد باجتياح رفح الفلسطينية، ومع قبول «حماس» بالمقترح المصري في الـ6 من الشهر ذاته، وحديث الرئاسة المصرية عن «تطورات إيجابية»، نفذ نتنياهو تهديده، واتهمته الدوحة في 14 من الشهر ذاته بـ«إدخال المفاوضات في طريق مسدود».

وعاد مسار المفاوضات سريعاً في 31 مايو الماضي بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خريطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار، وسط ترحيب من «حماس»، وتمسك نتنياهو باستمرار الحرب.

وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في أغسطس (آب) الماضي، عن أنها اطلعت على وثائق غير منشورة تظهر أن نتنياهو «يعرقل المفاوضات ووضع شروطاً جديدة قبل انعقاد محادثات روما، منها السيطرة على (محور فيلادلفيا)»، بينما نفى مكتب نتنياهو ذلك، وأرسل وفداً في محادثات استضافتها الدوحة في 16 من الشهر ذاته، أسفرت عن تقديم واشنطن مقترحاً جديداً بهدف سد الفجوات المتبقية، على أن تبحث في جولة بالقاهرة، ولم تذهب هي الأخرى لانفراجة.

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وكانت تلك الشهور الأخرى، بحسب أنور، «دليلاً جديداً للتأكيد على مواصلة حكومة نتنياهو إفساد المفاوضات وانتهاج سياسة حافة الهاوية»، و«نتيجة تلك السياسة الإسرائيلية، تزايدت العقبات أمام التوصل لاتفاق»، وفق الرقب.

وأمام كل هذه المعوقات كان الدوران المصري والقطري بالمقابل يتمسكان باستمرار المفاوضات، وفق تأكيد وزير الخارجية المصري، في كلمة بالأمم المتحدة أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي تصريحات صحافية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أيام.

هذا التمسك بمواصلة المفاوضات، لا سيما من الوسيطين المصري والقطري، يعني أن «هناك ترقباً لانفراجة قد تأتي مع رفض جبهة لبنان فصل غزة عن أي اتفاق أو تسوية قد تتم، ومع تزايد الضغوط على نتنياهو لمنع اتساع الحرب»، بحسب أنور، الذي أشار إلى أن «فرص الانفراجة الكبرى ستكون بعد انتهاء الانتخابات الأميركية».

في المقابل، يعتقد الرقب أن فرص عقد اتفاق بغزة قبل الانتخابات الأميركية لا تتجاوز 10 في المائة، مع سعي نتنياهو للبقاء في «محور فيلادلفيا»، مرجحاً أن «تستمر الحرب عاماً جديداً حتى لو وصل رئيس أميركي جديد للحكم».