المياه تطمس سوسة الليبية... ودرنة تطالب بـ«تدخل دولي»

عشرات القتلى والمفقودين... وحكومة الدبيبة تستنفر للمساعدة الكاملة

TT

المياه تطمس سوسة الليبية... ودرنة تطالب بـ«تدخل دولي»

متطوعو الهلال الأحمر الليبي يستكملون عملية إنقاذ المواطنين (الهلال الأحمر)
متطوعو الهلال الأحمر الليبي يستكملون عملية إنقاذ المواطنين (الهلال الأحمر)

عزلت الفيضانات والسيول التي ضربت شرق ليبيا نتيجة «العاصفة دانيال» بعض المدن والمناطق، في وقت تزايدت أعداد الضحايا والمفقودين، بعدما طمست المياه مئات المنازل، مسببة «أضراراً مادية ضخمة» أصابت الممتلكات العامة والخاصة؛ ما دفع السلطات المحلية في مدينة درنة إلى المطالبة بالتدخل الدولي لإغاثة المواطنين.

ووسط جهود محلية متواصلة منذ ليلة (الأحد)، تحدث جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، عن «وضع كارثي» تعيشه مدينة سوسة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في الجبل الأخضر، التي انعزلت عن باقي محيطها بسبب انهيار الطرق، وتغول المياه داخل منازلها.

وقال أسامة علي، الناطق باسم جهاز الإسعاف، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الاثنين: «سوسة باتت تحت المياه بالكامل، وجميع منازلها غرقت»، لافتاً إلى وقوع 7 ضحايا منهم 3 نساء بالمدينة، في حصيلة أولية.

ويعوّل الناطق باسم الجهاز، على تدخل الإنقاذ الجوي؛ كونه السبيل الوحيد لإغاثة المواطنين العالقين في منازلهم. ورأى أن الطريق الرابطة بين سوسة والمرج «أصبح خطيراً جداً»، خصوصاً طريق وادي الكوف. وانتهى إلى أن جميع فرق الطوارئ التابعة لجمعية الهلال الأحمر الليبي (فرع البيضاء) تواصل الاستجابة الكاملة بإخلاء بعض المنازل المتضررة بالفيضانات وتنظيف مجرى مياه الأمطار.

وفيما يتعلق بالأوضاع في مدينة البيضاء، نوّه علي إلى أن الجهاز فقد سيارتي إسعاف أثناء عمليات إنقاذ العائلات، ولم يتبق لديه إلا مثلهما، كما لفت إلى خروج ثلاثة مستشفيات من الخدمة بعد إخلائها تماماً من المرضى، في ظل وقوع خسائر مادية فادحة مع انقطاع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة.

وخيّمت الأوضاع المأساوية ذاتها على مدينة درنة على ساحل البحر المتوسط (شمال شرق ليبيا)، حيث أعلن مجلسها البلدي، أن «الوضع كارثي» بعد انهيار سدين بالمدينة، وأصبح الأمر يستدعي «تدخلاً دولياً عاجلاً».

كما طالب المجلس البلدي «الجهات المختصة بفتح ممر بحري بسبب انهيار معظم الطرق» وقال: «المدينة باتت خارج السيطرة».

وأعلن الهلال الأحمر الليبي (فرع البيضاء)، أنه فقد حسين بوزينوبة أحد متطوعيه، أثناء محاولته إخراج إحدى العائلات العالقة منذ الساعة 7 مساء الأحد في حي الجنين. ونبّه على جميع متطوعيه اتباع سبل الوصول الآمن، والالتزام بتعليمات القادة في الميدان «للحفاظ على سلامتكم».

وأحصى محمد مسعود، المستشار الإعلامي لحكومة حماد، وقوع 150 قتيلاً على الأقل جراء الفيضانات في درنة ومناطق الجبل الأخضر وضواحي المرج، غير أن جهاز الإسعاف والطوارئ، قال إنه لا توجد حصيلة مبدئية لعدد ضحايا العاصفة «لصعوبة حصرهم واستمرار إدراجهم تحت خانة المفقودين»، علماً أن مصدراً في الجهاز، يتحدث عن «أعداد كبيرة» لا تزال مفقودة.

وأعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية، الاثنين، أن المنخفض تحرك باتجاه الحدود الليبية - المصرية، متوقعاً عودة الاستقرار الجوي لمناطق الشرق الليبي وتكون أكثر استقراراً، الثلاثاء.

تسببت السيول التي شهدتها مدن بشرق ليبيا في انجراف عشرات السيارات (الهلال الأحمر)

وفي سياق الإجراءات المتخذة، عطّلت مراقبة التربية والتعليم ببنغازي، الدراسة حتى الخميس المقبل، مطالبة العاملين في المؤسسات التعليمية بتجهيز المدارس؛ تحسباً لإمكان استقبال بعض المتضررين جراء السيول.

ووجّه محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء، رفقة الدبيبة، الاثنين، الوزارات والجهات المسؤولة كافة، بضرورة التحرك الفوري وتقديم جميع أنواع الدعم اللازم للخروج من الأزمة والتواصل مع البلديات المنكوبة، وتسهيل خروج العالقين والاهتمام بهم.

وقدم المنفي، تعازيه لأسر وذوي الضحايا الذين قضوا نحبهم جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت المرج والجبل الأخضر ودرنة والمناطق المحيطة بها، متمنياً عودة وسلامة المفقودين الذين قطع بهم الاتصال.

وقال الدبيبة: إن حكومته بدأت في تحويل أموال لجميع البلديات المتضررة من السيول شرق البلاد، مضيفاً خلال اجتماع عاجل لحكومته: «أعطيت تعليمات واضحة بتسخير الإمكانات كافة لإغاثة المناطق المنكوبة... وتوفير كل المساعدات والاحتياجات». وتابع: «أوجّه كل المسؤولين بالتوجه لمناطق شرق ليبيا شخصياً... نحن اليوم وحدة واحدة... وسأكلف شركات متخصصة معالجة الأضرار في جميع المناطق الليبية».

ونقل مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية التابعة لحكومة حماد، أن لجنة الطوارئ والاستجابة بالحكومة توجّهت إلى مدينة درنة للوقوف على الأوضاع وأعمال الإنقاذ والأضرار التي خلّفها الإعصار الذي ضرب المدينة، وتقديم المساعدة اللازمة للمواطنين.


مقالات ذات صلة

في عام... آيسلندا تشهد سابع ثوران بركاني (صور)

أوروبا ثوران بركاني بالقرب من جريندافيك بآيسلندا (إ.ب.أ)

في عام... آيسلندا تشهد سابع ثوران بركاني (صور)

ثار بركان ليل الأربعاء - الخميس، في شبه جزيرة ريكيانيس، جنوب غربي آيسلندا، في سابع ثوران تشهده البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (ريكيافيك)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية يقر بحدوث «أخطاء» في إدارته للفيضانات

برر رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية كارلوس مازون، اليوم (الجمعة)، بشكل مسهب إدارته للفيضانات القاتلة في 29 أكتوبر، واعترف بحدوث «أخطاء».

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلّفت 219 قتيلاً

أعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، عن خطة مساعدات بقيمة 10.6 مليار يورو لدعم آلاف المواطنين والشركات المنكوبة في جنوب شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)
تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)
TT

دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)
تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)

وجدت دعوات تحجيب النساء «جبراً»، التي تنتصر لها السلطة في العاصمة الليبية، عدداً من المؤيدين، لكنها خلقت أيضاً تياراً واسعاً من الرافضين لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات.

فبعد إعلان السلطة، ممثلة في عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، عن إجراءات واسعة ضد النساء، من بينها «فرض الحجاب الإلزامي»، بدت الأوضاع في ليبيا متجهة إلى التصعيد ضد «المتبرجات»، في ظل صراع مجتمعي محتدم.

بين الرفض والقبول

تفاعل الشارع الليبي بشكل متباين مع تصريحات الطرابلسي، بين من رفضها جملة وتفصيلاً، ومن قال إنه «ينفذ شرع الله ويسعى لنشر الفضيلة»، في وقت شرعت فيه أجهزة أمنية في إغلاق صالات رياضية ونوادٍ نسائية، بينما لم تعلّق سلطات البلاد، ممثلة في المجلس الرئاسي أو «الوحدة»، على هذا الأمر، وهو ما عده مقربون منهما «رضاً وقبولاً» بما تعهد به الطرابلسي.

الدبيبة والمنفي لم يعلّقا على تصريحات الطرابلسي (المجلس الرئاسي الليبي)

وبين هذا التيار وذاك، ظهرت شكاوى من التضييق والتحريض ضد «متبرجات»، أعقبتها دعوات للنائب العام بضرورة التدخل لحمايتهن وتفعيل القانون. وأمام تصاعد هذا الاتجاه الذي حذرت منه منظمات دولية، عدّت زهراء لنقي، عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، أن الهدف منه «إشغال الناس عن القضايا الجوهرية، مثل الفساد المالي والإداري وتهريب الأموال».

وقالت الزهراء لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التوجه «يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تفعلها حكومة (الوحدة) بين الحين والآخر، في إطار توجّه منهجي لعودة المنظومة الأمنية القمعية، وكبت الحريات العامة، وملاحقة المجتمع المدني عبر توظيف خطاب متشدد».

منظمة «العفو الدولية» قالت إن تصريحات الطرابلسي من شأنها «ترسيخ التمييز ضد النساء» (وزارة الداخلية)

وسبق لمنظمة «العفو الدولية» القول إن تصريحات الطرابلسي من شأنها «ترسيخ التمييز ضد النساء والفتيات، والانتقاص من حقوقهن في حرية التعبير والدين، والمعتقد والخصوصية الجسدية، بما في ذلك خطط لإنشاء شرطة الأخلاق لفرض الحجاب الإلزامي».

من جهته، عدّ جمال الفلاح، رئيس «المنظمة الليبية للتنمية السياسية»، أن هذه الإجراءات «قسّمت المجتمع بين جماعة مؤيدة، وأخرى تعد هذا التوّعد إهانة للمرأة الليبية، التي ترفض فرض الحجاب عليها بالقوة».

وقال الفلاح الذي يرى أن المرأة الليبية «قيادية ورائدة في مجالات عدة»، لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كنا نتحدث عن الأخلاق والفضيلة، فليبيا اليوم تعج بالربا وفساد السلطة والمسؤولين، بالإضافة إلى الرشى في أوساط من هم في السلطة؛ ولذلك كان من الأولى التركيز على قضايا الرشوة والابتزاز والقتل خارج القانون».

جمال الفلاح رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية (الشرق الأوسط)

وكان الطرابلسي قد قال في مؤتمر صحافي في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، باللهجة الليبية: «نلقى واحد مقعمز (جالس) هو وبنت برقدهم في الحبس، والبنت بترقد هي وأهلها في الحبس. والنساء اللي تسوق من غير ستر شعرها بنستلم منها السيارة... لا نعرف زميل لا صديق لا شريك لا موظف».

وسيلة للإلهاء

أمينة الحاسية، رئيس مجلس إدارة ملتقى التغيير لتنمية وتمكين المرأة، ربطت بين توجه سلطات طرابلس لتفعيل الحجاب «جبراً»، والأزمة السياسية في البلاد، وهو ما ذهبت إليه أيضاً لنقي.

تقول الحاسية لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يضع المسؤولون في ليبيا المرأة في مكان بين السياسة والدين؛ ولو تريد الدولة حقاً المحاسبة فعليها أن تبدأ أولاً بمواجهة الفساد، وتدع المرأة وشأنها»، مضيفة: «هم الآن في وضع سياسي سيئ».

زهراء لنقي عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي (الشرق الأوسط)

وعدت لنقي التركيز على المرأة وزيها وشعرها «زوبعة يستهدفون الإلهاء من ورائها»، معتقدة أن حكومة طرابلس «تسعى لأن تكون سلطة دينية وهي ليست كذلك... و 90 في المائة؜ من الليبيات تقريباً يرتدين الزي نفسه داخل ليبيا. هذه في رأيي زوبعة للإلهاء عن القضايا الجوهرية لا أقل ولا أكثر».

حماية الآداب العامة

غير أن صمت السلطة حيال ما ذهب إليه الطرابلسي توقف بعد قرار أصدره الدبيبة، وتم تداوله على نطاق واسع، وهو القرار الذي قضى باستحداث إدارة بالهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية، تسمى «الإدارة العامة لحماية الآداب العامة».

وحدد القرار، الذي لم تنفه حكومة الدبيبة، مهام إدارة «حماية الآداب العامة»، من بينها ضبط الجرائم التي ترتكب في الأماكن العامة، والمقاهي والمطاعم ودور العرض والفنادق، وغيرها من الأماكن العامة أو المخصصة للارتياد العام بالمخالفة للتشريعات الخاصة بحماية الآداب العامة، ومكافحة الأفعال التي تتنافى مع توجهات المجتمع، وتسيء إلى قيمه وأخلاقه ومبادئه، وتطبيق التشريعات النافذة، بالإضافة إلى القيام بأعمال البحث والتحري، وجمع الاستدلال في الجرائم المتعلقة بالآداب العامة.

وتوجه مقربون من الإعلامية الليبية، زينب تربح، ببلاغ إلى النائب العام، بعد شكايتها في مقطع فيديو من مضايقات وهي تقود سيارتها من طرف مجهولين لكونها حاسرة الرأس، وقالت إيناس أحمدي، إحدى المقربات من الإعلامية، إن تربح «تتعرض لحملة شرسة من العنف والتعدي»، مشيرة إلى أن الحملة «ما زالت في بدايتها، وما زالت تأخذ أشكالاً أكثر تعنيفاً دون أي رادع».

وانتشر على تطبيق «تيك توك» تأييد واسع لرغبة سلطة طرابلس في تفعيل الحجاب، كما أسبغ بعض المعجبين على الطرابلسي أوصافاً عديدة، تعود لشخصيات تاريخية، وعدّوه «حامياً للإسلام والأخلاق». وهنا تلفت الحاسية إلى «تغول التيار الديني في غرب ليبيا، وتأثيره على من هم في السلطة، لما يملكه من مال وسلاح وميليشيات»، وقالت بهذا الخصوص: «أصبحت هناك حالات تعد على صالات الرياضة والنوادي النسائية بالقوة، وقد حاولوا أن يغلقوها بحجج كثيرة، من بينها الدين والحجاب. وربما نقول إن الطرابلسي له علاقة بهذه التشكيلات المسلحة وهذا التوجه الديني».

أمينة الحاسية في لقاء سابق مع سيتفاني ويليامز (الشرق الأوسط)

ووسط تباين مجتمعي، يراه كثيرون أنه سيتفاعل في قادم الأيام كلما تعددت حالات التضييق على «المتبرجات»، قالت المحامية الليبية ثريا الطويبي، إن ما ذهب إليه الطرابلسي، «جاء مخالفاً للإعلان الدستوري، الذي نص على حماية الحقوق وصيانة الحريات». مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يعد لباس المرأة من الحقوق والحريات الشخصية، ما لم يكن فاضحاً أو خادشاً للحياء العام، وليس من اختصاص وزير الداخلية وضع القيود على لباس المرأة، أو تنقلها وسفرها للخارج».

المحامية الليبية ثريا الطويبي (الشرق الأوسط)

واتساقاً مع ذلك، تعتقد الحاسية أن ليبيا تعيش راهناً في فوضى، ومواجهة من تيار ديني يريد الهيمنة على زمام الأمور والقوانين ودسترة هذه المشكلات، لكنها قالت جازمة: «الليبيون والليبيات سيرفضون هذا الإلزام، إلا لو فرض عليهم بقوة السلاح».