حذرت فرق الإنقاذ، التي تبحث وسط الركام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، بأن البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن والحجر والخشب، المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير، تقلل فرص العثور على ناجين، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وفي مركز للجيش جنوب مدينة مراكش التاريخية، غير بعيد من مركز الزلزال، قال أحد أفراد الإنقاذ العسكري، طالباً عدم الكشف عن هويته بسبب قواعد الجيش التي تمنع التحدث لوسائل الإعلام: «من الصعب انتشال أحياء؛ لأن معظم الجدران والأسقف تحولت إلى تراب عندما سقطت، ودفنت من كان بالداخل ولم يغادر».
وذكرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، في أحدث تقرير لها عن حصيلة الضحايا، اليوم الاثنين، أن أقوى زلزال يضرب المغرب منذ عام 1900 على الأقل أودى بحياة ما لا يقل عن 2862 شخصاً، كما أصيب آلاف آخرون، وما زال كثيرون في عداد المفقودين.
ومع بناء كثير من البيوت من الطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت وكتل النسيم (لبنة بناء مسامية خفيفة الوزن)، انهارت المباني بسهولة لتتحول إلى أكوام حطام عندما وقع الزلزال في وقت متأخر مساء الجمعة الماضي، دون إتاحة جيوب هوائية يمكن أن توفرها المباني الخرسانية الجاهزة في مواجهة الزلازل.
وقال خبراء إنه حتى المنازل أو المباني الخرسانية تفتقر في كثير من الأحيان إلى تصميم مضاد للزلازل في منطقة غير معتادة مثل هذه الهزات القوية، مما يترك الناجين وعمال الإنقاذ يتنقلون بين أكوام الأنقاض مع عدم وجود أي جدران تقريباً حيث كانت تقف منازل ذات يوم.
وقال أنطونيو نوغاليس، منسق عمليات «منظمة رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود»، وهو فريق إنقاذ إسباني، لقناة «تي في إي» الإسبانية: «هذا النوع من الانهيار يسبب صعوبة في ولوج الهواء بسبب أنواع المواد، مثل الطوب اللبن».
وأضاف: «الصلب والخرسانة يسهلان إمكانية وجود ناجين، لكن هذه المواد (الطين والطوب وهي شائعة في المغرب) تعني أن فرص إخراج أحياء (من تحت الأنقاض) تقل منذ اللحظات الأولى».