هل يرجح «زلزال المغرب» سلامة توقعات الهولندي هوغربيتس؟

الهولندي فرانك هوغربيتس (بابليك دومين)
الهولندي فرانك هوغربيتس (بابليك دومين)
TT

هل يرجح «زلزال المغرب» سلامة توقعات الهولندي هوغربيتس؟

الهولندي فرانك هوغربيتس (بابليك دومين)
الهولندي فرانك هوغربيتس (بابليك دومين)

عاد باحث الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، ليتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي من جديد، عقب تدوينة «غامضة» توقّع خلالها وقوع هزة أرضية قوية، قبل أيام من وقوع «زلزال المغرب» (فجر السبت) والذي تسبب في وقوع مئات القتلى والجرحى.

وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن الزلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وأن مركزه يقع في إقليم الحوز، بينما ذكرت وسائل إعلام مغربية أن «الزلزال هو الأقوى منذ (زلزال أغادير) عام 1960 الذي خلّف 15 ألف قتيل، و(زلزال الحسيمة) الذي تسبب في أكثر من 600 قتيل عام 2004.

قرية مولاي إبراهيم قرب مراكش (أ.ف.ب)

وهوغربيتس، هو باحث بالمعهد البحثي لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية المتعلقة بالنشاط الزلزالي في هولندا، اكتسب شهرة بسبب ما نُشر عن توقعه بالزلازل بناءً على محاذاة الأجرام السماوية. وفي 3 فبراير (شباط) 2023، غرد عن زلزال محتمل في تركيا، وسرعان ما انتشرت التغريدة بعد ساعات من وقوع الزلزال.

وغرد هوغربيتس، في 4 سبتمبر (أيلول) الحالي، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أي قبل 5 أيام من وقوع زلزال المغرب، قائلاً: «اليوم يتقارب اقترانان كوكبيان مع عطارد والزهرة، بالتزامن مع اقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس». و«في 6 سبتمبر حدث تقارب آخر مع عطارد والزهرة. أتوقع مجموعة من الهزات القوية قريباً من 5 إلى 7 سبتمبر».

وبعد ساعات من وقوع «زلزال المغرب»، غرد هوغربيتس مجدداً عبر منصة «إكس» قائلا لسوء الحظ، أدى هذا الرد الزلزالي إلى مقتل مئات الأشخاص في المغرب. لقد ناقشت هندسة الكواكب هذه في الثالث من سبتمبر».

وفي 6 سبتمبر الحالي، نبّه إلى وجود إمكانية كبيرة لوقوع هزات ارتدادية في منطقة الزلزال أو بالقرب منها، وقال إن «المنطقة الواقعة غرب البرتغال وإسبانيا وإيطاليا يجب أن تكونا في حالة تأهب».

ومن جانبه، شكك الدكتور رأفت الشافعي، الأستاذ المتفرغ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في ضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، في صحة توقع هوغربيتس حول «زلزال المغرب»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «مسألة التنبؤ بالزلازل لا تزال تحت الدراسة حتى الآن، ولم يتوصل خبراء الزلازل حول العالم إلى إمكانية التنبؤ بتوقيت ومكان الزلازل قبل وقوعه».

ووفق الشافعي فإن «خبراء الزلازل في اليابان الذين يشتهرون ببحوثهم المتقدمة عن الزلازل، لم يصلوا حتى الآن لطريقة أو دراسة يُمكنهم من خلالها التنبؤ بالزلازل»، مشيراً إلى أن «هناك أنظمة حالياً لرصد الزلازل يُمكنها فقط رصد النشاط الزلزالي والهزات الأرضية وقت حدوثها فقط».

وفي 27 أغسطس (آب) الماضي، حذر هوغربيتس من وقوع زلزال قد تتخطى قوته الـ8 درجات على مقياس ريختر، وذلك بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين. كما حذر هوغربيتس من أن الأرض تتحرك ببطء بين المريخ ونبتون، مؤكداً أنه كان قد أشار إلى هذه الهندسة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتوقع نشاطاً زلزالياً ضخماً وفرصة لحدوث هزة أرضية عنيفة قد تتخطى الـ8 درجات، وفق مستويات الضغط التكتوني.

وسبق أن حذر هوغربيتس من احتمالية وقوع زلزال مدمرة، أبرزها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، وخلّف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، إذ توقع حدوث ذلك الزلزال المدمر قبلها بـ3 أيام.

مبنى متضرر في منطقة مراكش (أ.ب)

ودائماً ما تثير تلك التنبؤات جدلاً واسعاً بين الأوساط العلمية؛ لأن القدرة على التنبؤ بالزلازل بدقة لا تزال محدودة. وفي الوقت الحالي، تحدث معظم الزلازل من دون أي إنذار، بينما توجد بعض الطرق لتحديد المناطق ذات المخاطر الكبيرة، لكن لا توجد طريقة موثوق بها للتنبؤ بتوقيت وموقع الزلازل بدقة.

وفي فبراير الماضي، كذّبت عالمة الزلازل في «برنامج مخاطر الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية»، سوزان هوغ، صحّة الادّعاءات والتصريحات بخصوص إمكانية توقع الزلازل، مشيرة حينها إلى أن «(زلزال تركيا وسوريا) هو أحدث مثال لهذه (البيانات والتوقعات العشوائية)».

وتعليقاً على تنبّؤ هوغربيتس، رأت هوغ عبر حديثها إلى الإذاعة الوطنية العامة الأميركية، أنّ المنطقة التي وقع فيها الزلزال حينذاك، موقع نشاط متكرّر، بالتالي «نعلم أن الزلازل بهذا الحجم ممكنة»، بينما أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أيضاً أنه لم يسبق لأيّ عالم أن تنبّأ بوقوع زلزال كبير، مشددة على عدم إمكانية ذلك. وقالت: «لا نعرف كيف، ولا نتوقع أن نعرف كيف في أي وقت في المستقبل المنظور. لا يستطيع علماء هيئة المسح الجيولوجي الأميركية سوى حساب احتمال حدوث زلزال كبير (كما هو موضح في خرائط المخاطر الخاصة بنا) في منطقة معينة خلال عدد معين من السنوات».

وتشدد الهيئة على أن التنبؤ الحقيقي والدقيق بالزلازل لا بد أن يتضمن 3 عناصر أساسية هي «تاريخ ووقت الزلزال، والموقع، وحجم الزلزال»، مشيرة إلى أن تحذير هوغربيتس من وقوع زلزال «عاجلاً أم آجلاً» لا يفي حتى بالمتطلب الأول.



تونس: إحالة ملف الرئيس الأسبق المرزوقي إلى الإرهاب بـ20 تهمة

الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)
TT

تونس: إحالة ملف الرئيس الأسبق المرزوقي إلى الإرهاب بـ20 تهمة

الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)

قال الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، إنه تلقى، اليوم الثلاثاء، استدعاء تسلّمه شقيقه لإعلامه بأنه قد تمت إحالة ملفه إلى القضاء المكلف بالإرهاب، في 20 تهمة جديدة، منها «إثارة القلاقل داخلياً والتحريض».

وكتب المرزوقي على حسابه في منصة «إكس» أنه تم استدعاء شقيقه، مخلص المرزوقي، إلى مركز شرطة القنطاوي «لتوقيع ورقة تعلمني بأنه تمت إحالة ملفي إلى القضاء المكلف بالإرهاب بـ20 تهمة جديدة، منها إثارة القلاقل داخلياً، والتحريض، ونشر الإشاعات».

وأشار المرزوقي إلى أنه حُكم عليه سابقاً في قضيتين منفصلتين بالسجن 4 و8 سنوات، وختم بعبارة: «ولا بد لليل أن ينجلي».

وكانت محكمة تونس الابتدائية قد قضت في فبراير (شباط) الماضي، بالسجن غيابياً على المرزوقي بثماني سنوات، بتهمة «الاعتداء على أمن الدولة، وتحريض التونسيين ضد بعضهم البعض». كما أصدرت المحكمة ذاتها ضده في ديسمبر (كانون الأول) 2021، حكماً بالسجن 4 سنوات بتهمة الاعتداء على أمن الدولة بالخارج، وإلحاق ضرر دبلوماسي بالبلاد.

والمرزوقي، الذي تولى رئاسة تونس منذ 2011 إلى 2014، يعد من أشد المنتقدين للرئيس الحالي قيس سعيد. وسبق أن دعا مواطني بلاده إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، التي جرت مطلع الشهر الماضي، بحجة أن الرئيس سعيد «قام بانقلاب على الديمقراطية، ووضع الإسلاميين في السجون، ... وأنتم (الناخبون) مجرد كومبارس في مسرحية»، مشيراً إلى أن المقاطعة هي الخيار الأفضل في هذه المرحلة.

الجيش الوطني يتمكن من إزالة مخيّمات قديمة للإرهابيين وإبطال مفعول 62 لغماً (أ.ف.ب)

في سياق قريب، قال وزير الدفاع الوطني، خالد السهيلي، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الوطني كشف منذ بداية العام الحالي في نطاق مهامه في محاربة الإرهاب، عن مخيّمات قديمة، وقام بتحطيم وإبطال مفعول 62 لغماً يدوي الصنع، وحجز تجهيزات ومواد مختلفة.

وأضاف السهيلي، لدى تقديمه مهمة وزارة الدفاع الوطني من مشروع ميزانية الدولة لسنة 2025 أمام الغرفتين النيابيتين، أن الجيش الوطني نفذ إلى حدود 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مجال محاربة الإرهاب، 990 عملية بالمناطق المشبوهة بمختلف ولايات الجمهورية، منها عمليّات واسعة النّطاق في المرتفعات، شارك فيها أكثر من 19.500 عسكري.

وبشأن التصدي لعمليات التهريب، أفاد الوزير بأن الجيش قام في يناير (كانون الثاني) الماضي 2024 بإيقاف 659 مهرّباً، وحجز 304 سيارات وشاحنات تهريب، وقُرابة 375 ألف قرص مخدر، و3 ملايين علبة سجائر، بالإضافة إلى 121 ألف لتر من المحروقات.

وتابع قوله إن الوحدات البرية جابهت الهجرة غير النظامية، وقامت حتّى أكتوبر الماضي، بإيقاف 4102 مجتاز من بلدان أفريقية وعربية؛ 3250 منهم عبر الحدود الجنوبية الشرقية، و852 عبر الحدود الغربية.