ضرب زلزال قوي المغرب أمس الجمعة، بقوة 7.2 درجة والذي أودى بحياة 822 شخصا، في أحدث حصيلة أعلنها التلفزيون الرسمي، وألحق ضررا بأكثر من 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة، حسب منظمة الصحة العالمية.
وأكد ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، أن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، حسبما أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب) اليوم السبت.
وتعد الزلازل نادرة نسبيا في شمال أفريقيا. وقال لحسن مهني، رئيس قسم الرصد والإنذار الزلزالي بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، لقناة «2M» التلفزيونية، إن الزلزال هو أقوى زلزال تم تسجيله في المنطقة الجبلية على الإطلاق، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».
وقد تسببت الزلازل الخطيرة في المغرب، والتي وصفتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأنها «غير شائعة ولكنها ليست غير متوقعة»، في حدوث وفيات وأضرار اقتصادية كبيرة من قبل، حسب صحيفة «نيويورك تايمز».
وفيما يلي أبرز الزلازل القوية التي شهدها المغرب:
ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة المغرب وإسبانيا في يناير (كانون الثاني) 2016، مما أسفر عن مقتل شخص واحد.
*الحسيمة
في 24 فبراير (شباط) عام 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 على مقياس ريختر محافظة الحسيمة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، والتي تقع على بعد 400 كلم شمال شرقي الرباط، وأسفر عن 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن زلزال الحسيمة أدى إلى تدمير منازل مبنية من الطوب اللبن ودفن سكانا نائمين تحت الأنقاض. وفي قرية مجاورة، سويت المنازل بالأرض مثل الصناديق الكرتونية.
واهتزت الحسيمة عدة مرات بزلازل، كان أبرزها في عامي 1910 و1927. وفي سنة 1994 شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوته 5.4 درجة، نجم عنه انهيار الآلاف من المنازل، خصوصا في القرى والمناطق النائية.
*كارثة أغادير
وكان الزلزال الأسوأ في تاريخ المغرب الحديث هو الزلزال الذي بلغت قوته 5.8 درجة وأدى إلى مقتل حوالي 12 ألف شخص وإصابة 12 ألفا آخرين في مارس (آذار) 1960.
وانهارت مدينة أغادير الساحلية المغربية تحت قوة ذلك الزلزال. وهلك نحو ثلث سكانها. وسويت بالأرض المطاعم والمتاجر والسوق المركزية، ودُفن آلاف الأشخاص تحت الخرسانة، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».
وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» أن زلزال أغادير أدى إلى تغييرات في قواعد البناء في المغرب، لكن العديد من المباني، وخاصة المنازل الريفية، لم يتم بناؤها لتتحمل مثل هذه الهزات.
*هزات أخرى
وفي يناير عام 1909، دمرت هزات أرضية أحياء عديدة في إحدى ضواحي تطوان، بالإضافة إلى سقوط 100 ضحية بين قتيل وجريح.
وفي 11 مايو (أيار) 1624 دمر زلزال كارثي الجزء الأكبر من مدن فاس ومكناس وتازة بالمغرب. وتشير العديد من السجلات إلى الزلزال باعتباره «كارثة» «دمرت مدينة فاس بشكل شبه كامل»، حسبما نقلت وسائل إعلامية محلية.