زلزال المغرب: الهلع يدفع المواطنين إلى الشوارع

TT

زلزال المغرب: الهلع يدفع المواطنين إلى الشوارع

امرأة تبكي منزلها المتضرر من الزلزال في المدينة القديمة في مراكش (أ.ف.ب)
امرأة تبكي منزلها المتضرر من الزلزال في المدينة القديمة في مراكش (أ.ف.ب)

​أثار الزلزال الذي ضرب المغرب مساء الجمعة حالة من الذعر والهلع بين المواطنين، ودفع كثيرين منهم إلى الخروج إلى الشوارع خشية انهيار منازلهم، وبالأخص في مراكش والرباط والدار البيضاء والصويرة وسلا.

وسقط ما لا يقل عن 1000 قتيل وجريح، إثر زلزال ضرب المغرب ليل الجمعة- السبت، متسبباً في أضرار جسيمة ببعض المباني السياحية، وفي حالة ذعر بمراكش ومدن أخرى كثيرة، على ما أظهرت أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الداخلية.

وأظهرت لقطات لسور مدينة مراكش الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، شقوقاً كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه، وتناثر الأنقاض في الشارع.

وقال إبراهيم هيمي من سكان مراكش، إنه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة، وإن كثيراً من واجهات المباني تضررت. وأضاف أن الخوف يسيطر على كثير من أولئك الذين ظلوا في الخارج تحسباً لوقوع زلزال آخر، وفق «رويترز».

وقالت هدى حفصي (43 عاماً) في مراكش، إن «الثريا سقطت من السقف وهربتُ إلى الشارع. ما زلت في الطريق مع أطفالي والخوف ينتابنا». وقالت امرأة أخرى تدعى دليلة فاهم، إن هناك تشققات في منزلها، ولحقت أضرار بالأثاث. وأضافت: «لحسن الحظ لم أكن قد نمت بعد، وشعرت بالهزة وهربت عندما بدأ متاع البيت في السقوط».

المغربيون يصابون بحالة من الذعر والهلع ويفضلون البقاء في الشارع خوفاً من انهيار منازلهم (أ.ف.ب)

وقال شهود من «رويترز» إن الناس في الرباط على بعد نحو 350 كيلومتراً شمالي إيغيل، وفي بلدة إمسوان الساحلية على بعد نحو 180 كيلومتراً غرباً، فروا من منازلهم أيضاً خوفاً من حدوث زلزال أقوى.

وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر. وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، وفقاً لصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث تظهر صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت حطام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.

مغربيون يبيتون ليلتهم في ساحة عقب زلزال مراكش (أ.ف.ب)

وروى الفرنسي ميكايل بيزيه البالغ 43 عاماً والذي يملك 3 منازل تقليدية في مراكش القديمة، لوكالة «الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف: «كنت في سريري عندما بدأ كل شيء يهتز. شعرت وكأن سريري سيطير. خرجت إلى الشارع. كانت الفوضى عارمة. أمر لا يصدق».

وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومتراً إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم. وقال أحد السكان: «المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين... اعتقدت أن منزلي فقط هو الذي كان يهتز لأنه هش وقديم. سمعت الناس يصرخون، وخرج الجميع من منازلهم».

المواطنون يتخوفون من زلازل وهزات أخرى (أ.ف.ب)

ودعا «المركز الجهوي لتحاقن الدم» في مراكش المواطنين إلى التوجه إلى مقره السبت للتبرع بالدم. وقال فيصل بدور (58 عاماً) وهو من سكان المدينة: «كنت في طريقي إلى المنزل عندما وقع الزلزال. راحت سيارتي تتمايل؛ لكني لم أتخيل أبداً أنه زلزال». وأضاف: «توقفتُ وأدركت الكارثة. كان ما حدث خطيراً جداً، شعرت بأنه نهر يفيض بعنف. كان الصراخ والبكاء لا يطاقان».


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين

آسيا صورة عامة للعاصمة مانيلا (أرشيفية - رويترز)

زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين

ذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض أن زلزالاً بقوة 6.7 درجة ضرب مينداناو بالفلبين اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
علوم كوكب الأرض كما يظهر من سطح القمر (ناسا - أ.ب)

هل يصبح يومنا أقصر بسبب دوران لُب الأرض؟

داخل كوكب الأرض كرة من الحديد، تدور بشكل مستقل عن دوران كوكبنا حول نفسه، هذه الكرة لطالما شغلت الباحثين.

شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام، بعد الزلزال الذي ضرب مدینة كاشمر في شمال شرق إيران (إيسنا)

قتلى وعشرات الجرحى في زلزال هزّ شمال شرق إيران

زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب مدينة كاشمر في مقاطعة رضوي خراسان شمال شرقي إيران؛ ما أسفر عن سقوط 4 قتلى وعشرات المصابين

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا رسم بياني لزلزال (رويترز - أرشيفية)

زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب وسط اليابان

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 5.9 درجات وسط اليابان، صباح اليوم (الاثنين)، من دون أن يتسبب في إطلاق تحذير من تسونامي، حسبما ذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
أوروبا مواطنون يتجمعون في منطقة آمنة بالشارع على الواجهة البحرية بين نابولي وبوزولي بعد وقوع زلزال (د.ب.أ)

لم تحدث منذ 40 عاماً... هزات أرضية تثير الذعر جنوب إيطاليا

سجّلت عشرات الهزات الأرضية بدرجات غير مسبوقة منذ 40 عاماً في كامبي فليغري قرب نابولي بجنوب إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)

الحكومة المصرية تُخفض أسعار 14 سلعة لمواجهة الغلاء

وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
TT

الحكومة المصرية تُخفض أسعار 14 سلعة لمواجهة الغلاء

وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)

قررت الحكومة المصرية، الأربعاء، تخفيض أسعار 14 سلعة في إطار جهود مواجهة الغلاء؛ بعد تعهدات متكررة من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بتخفيض الأسعار والعمل على تشديد الرقابة على الأسواق وتوافر السلع، وخلق حالة تنافسية.

وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، تخفيض أسعار منتجات زيت الطعام بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والفروع التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية من 80 جنيهاً إلى 61 جنيهاً (الدولار يساوي 48.65 في البنوك المصرية).

وشملت التخفيضات أسعار الأرز وأنواعاً من «السمن الصناعي»، وذلك بالتزامن مع العديد من المبادرات الحكومية التي أطلقت خلال الأسابيع الماضية لبيع السلع بأسعار مخفضة عبر منافذ حكومية، منها التابعة لوزارة التموين، بالإضافة إلى منافذ «كلنا واحد» التابعة لوزارة الداخلية.

وأعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، عن ضبط عدد من القضايا في مجال المخابز السياحية الحرة والمدعمة خلال 24 ساعة، بحسب إفادة رسمية تضمنت التأكيد على اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهمين في هذه القضايا.

وأطلقت مصر مبادرات عدة لتخفيض الأسعار، منذ تحريك سعر الصرف في مارس (آذار) الماضي، وسط تأكيدات حكومية باتجاه الأسعار نحو مزيد من الانخفاض في الأسابيع المقبلة عقب إتاحة المخصصات المالية للمستوردين وفق سعر الصرف الرسمي للدولار بالبنوك.

وخفّضت مصر سعر الصرف في مارس الماضي إلى نحو 48 جنيهاً للدولار، بعد أن كان مستقراً لما يقرب من عام عند مستوى 31 جنيهاً.

ولجأت الحكومة المصرية خلال الأشهر الأخيرة إلى تشديد إجراءاتها لـ«ضبط الأسواق» في البلاد، ومواجهة «عمليات تخزين السلع الغذائية»، فيما يعقد رئيس الوزراء اجتماعات دورية مع لجنة «ضبط الأسواق وأسعار السلع» بحضور ممثلي الغرف التجارية.

وتستهدف الحكومة المصرية السعي نحو استمرار خفض معدلات التضخم لتكون أقل من 20 في المائة بحلول نهاية العام الحالي، على أن تصل لما دون الـ10 في المائة قبل نهاية العام المقبل 2025؛ على الرغم من القرارات الحكومية المرتقبة برفع الدعم عبر تحريك أسعار العديد من الخدمات بشكل تدريجي وفق تأكيدات من رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة أخيراً.