«رئاسية مصر»: أحزاب تحشد شعبياً وميدانياً لدعم السيسي

وسط «غموض» موقف بعض قوى المعارضة بشأن المشاركة

مصريون يرفعون لافتات لدعم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب «مستقبل وطن» على «فيسبوك»)
مصريون يرفعون لافتات لدعم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب «مستقبل وطن» على «فيسبوك»)
TT

«رئاسية مصر»: أحزاب تحشد شعبياً وميدانياً لدعم السيسي

مصريون يرفعون لافتات لدعم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب «مستقبل وطن» على «فيسبوك»)
مصريون يرفعون لافتات لدعم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب «مستقبل وطن» على «فيسبوك»)

تواصل أحزاب مصرية الحشد «الشعبي» و«الميداني» لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. يأتي هذا في وقت «لم تحسم بعض قوى المعارضة المصرية موقفها بشأن المشاركة في الاستحقاق الرئاسي».

وأقيم في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية (شرق القاهرة) مساء (الخميس) فعاليات «ملتقى الأحزاب السياسية» في نسخته الثالثة، والذي استضافه حزب «مستقبل وطن» (صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب المصري «البرلمان») بحضور 60 رئيس حزب وقيادة سياسية، و350 من أعضاء مجلسي «النواب» و«الشيوخ»، وأكثر من 10 آلاف مواطن. وتوافق المشاركون في الملتقى على «دعم ترشح الرئيس السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة»، مؤكدين ضرورة التكاتف «من أجل الاستحقاق الرئاسي القادم، ودعم السيسي من أجل استكمال المسيرة».

وبموجب المادة (142) من الدستور المصري، يُشترط في كل مرشح للرئاسة أن ينال تزكية «20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب، في 15 محافظة على الأقل».

في السياق، أكد المشاركون في الملتقى أنه على مر العصور الماضية «لم تشهد الدولة المصرية (تعددية حزبية) مثل التي تشهدها الآن». ولفتوا إلى التعاون والتكامل بين الأحزاب المشاركة في الملتقى «من أجل الحفاظ على كيان الدولة المصرية، والتمسك بالحفاظ على الأمن القومي واستقرار الدولة».

جانب من فعاليات ملتقى «الأحزاب السياسية» في الزقازيق (حزب «مستقبل وطن» على «فيسبوك»)

وكانت النسخة الأولى من ملتقى «الأحزاب السياسية» عُقدت بالقاهرة في يونيو (حزيران) الماضي، ثم استضافت محافظة سوهاج (بصعيد مصر) النسخة الثانية في يوليو (تموز) الماضي، في حين عُقدت النسخة الثالثة بمشاركة أحزاب «حماة الوطن»، و«مصر الحديثة»، و«المؤتمر»، و«الحرية المصري»، و«الجيل الديمقراطي»، و«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، بجانب تحالف الأحزاب المصرية (الذي يضم 42 حزباً)، و«مجلس القبائل والعائلات المصرية».

النائب الأول لرئيس حزب «حماة الوطن»، رئيس «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب، أحمد العوضي، قال إن «حزبه شارك بوفد كبير في الملتقى الثالث للأحزاب السياسية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن الملتقى ناقش عدداً من الملفات والموضوعات المتعلقة بالتنسيق بين الأحزاب السياسية خلال الفترة الحالية.

وأكد «الحاجة إلى التعاون الدائم بين الأحزاب والقوى السياسية، كإحدى الخطوات لدعم التنمية في مصر، وهو ما دعا إليه الرئيس السيسي من قبل خلال (الحوار الوطني) المصري»، لافتاً إلى أن المشاركين في الملتقى شددوا على أن «علاقات الأحزاب خلال الفترة الحالية يجب أن تكون (تشاركية وتكاملية) من أجل العمل لمصلحة الوطن والمواطن، إلى جانب العمل ميدانياً لأجل نشر الوعي بضرورة خروج الناخبين في الاستحقاق الانتخابي المقبل».

إلى ذلك، لم تحدد بعض أحزاب المعارضة موقفها إلى الآن بشأن الاستحقاق الرئاسي، سواء بالمشاركة، أو دعم أحد المرشحين المحتملين، أو تقديم مرشح لها. ووفق مصدر حزبي مطلع، فإن «بعض قوى المعارضة ما زالت تدرس الموقف، وفور التوافق فيما بينها سوف يتم الإعلان عن ذلك». وألمح إلى «وجود بعض الخلافات بين بعض الأحزاب بشأن طريقة المشاركة في السباق الرئاسي».

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، قريباً، مواعيد الاستحقاق الرئاسي. وأعلن عدد من المرشحين المحتملين في وقت سابق خوضهم السباق الرئاسي، من بينهم رئيس حزب «الوفد»، عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري»، حازم عمر.


مقالات ذات صلة

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في أحداث عنف بمصر (أ.ف.ب)

مصر: ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» يثير تفاعلاً على مواقع التواصل

أثار ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» في مصر تفاعلاً «سوشيالياً»، امتزج بحالة من الجدل المستمر بشأن القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات إنقاذ الناجين من المركب السياحي «سي ستوري» (المتحدث العسكري المصري)

مصر: العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا المركب السياحي

نجحت السلطات المصرية، الثلاثاء، في العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا غرق المركب السياحي «سي ستوري»، في الحادث الذي وقع قبالة سواحل البحر الأحمر.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب المصري السابق محمد زيدان تحدث عن رفضه المراهنات (يوتيوب)

النجم المصري السابق محمد زيدان يفجِّر جدلاً بشأن «المراهنات»

فجَّر المصري محمد زيدان -اللاعب السابق بمنتخب مصر لكرة القدم، والذي كان محترفاً في الخارج- جدلاً بشأن المراهنات، بعد قيامه بدعاية لإحدى الشركات.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا حطام الباخرة «سالم إكسبريس» في مياه البحر الأحمر (المصدر: مجموعة «DIVING LOVERS» على موقع «فيسبوك»)

أبرز حوادث الغرق المصرية في البحر الأحمر

شهد البحر الأحمر على مدار السنوات الماضية حوادث غرق كثيرة، طالت مراكب سياحية وعبّارات، وخلَّفت خسائر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
TT

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

بينما أعلنت الحكومة الفرنسية، رسمياً، أنها ستقدم «حمايتها» للكاتب الشهير بوعلام صنصال الذي يحتجزه الأمن الجزائري منذ الـ16 من الشهر الحالي، سيبحث البرلمان الأوروبي غداً لائحة فرنسية المنشأ، تتعلق بإطلاق سراحه.

وصرّح وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الثلاثاء، لدى نزوله ضيفاً على إذاعة «فرانس إنفو»، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون «مهتم بالأمر، إنه كاتب عظيم، وهو أيضاً فرنسي. لقد تم منحه الجنسية الفرنسية، ومن واجب فرنسا حمايته بالطبع. أنا أثق برئيس الجمهورية في بذل كل الجهود الممكنة من أجل إطلاق سراحه». في إشارة، ضمناً، إلى أن ماكرون قد يتدخل لدى السلطات الجزائرية لطلب إطلاق سراح الروائي السبعيني، الذي يحمل الجنسيتين.

قضية صلصال زادت حدة التباعد بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

ورفض الوزير روتايو الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه القضية، التي تثير جدلاً حاداً حالياً في البلدين، موضحاً أن «الفاعلية تقتضي التحفظ». وعندما سئل إن كان «هذا التحفظ» هو سبب «صمت» الحكومة الفرنسية على توقيفه في الأيام الأخيرة، أجاب موضحاً: «بالطبع، بما في ذلك صمتي أنا. ما هو مهم ليس الصياح، بل تحقيق النتائج». مؤكداً أنه يعرف الكاتب شخصياً، وأنه عزيز عليه، «وقد تبادلت الحديث معه قبل بضعة أيام من اعتقاله».

واعتقل الأمن الجزائري صاحب الرواية الشهيرة «قرية الألماني»، في محيط مطار الجزائر العاصمة، بينما كان عائداً من باريس. ولم يعرف خبر توقيفه إلا بعد مرور أسبوع تقريباً، حينما أثار سياسيون وأدباء في فرنسا القضية.

وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو (رويترز)

ووفق محامين جزائريين اهتموا بـ«أزمة الكاتب صنصال»، فإن تصريحات مصورة عُدَّت «خطيرة ومستفزة»، أدلى بها لمنصة «فرونتيير» (حدود) الفرنسية ذات التوجه اليميني، قبل أيام قليلة من اعتقاله، هي ما جلبت له المشاكل. وفي نظر صنصال، قد «أحدث قادة فرنسا مشكلة عندما ألحقوا كل الجزء الشرقي من المغرب بالجزائر»، عند احتلالهم الجزائر عام 1830، وأشار إلى أن محافظات وهران وتلمسان ومعسكر، التي تقع في غرب الجزائر، «كانت تابعة للمغرب».

بل أكثر من هذا، قال الكاتب إن نظام الجزائر «نظام عسكري اخترع (بوليساريو) لضرب استقرار المغرب». وفي تقديره «لم تمارس فرنسا استعماراً استيطانياً في المغرب لأنه دولة كبيرة... سهل جداً استعمار أشياء صغيرة لا تاريخ لها»، وفُهم من كلامه أنه يقصد الجزائر، الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً محلياً، خصوصاً في ظل الحساسية الحادة التي تمر بها العلاقات بين الجزائر وفرنسا، زيادة على التوتر الكبير مع الرباط على خلفية نزاع الصحراء.

البرلمانية الأوروبية سارة خنافو (متداولة)

وفي حين لم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات، هاجمت «وكالة الأنباء الجزائرية» بحدة الكاتب، وقالت عن اعتقاله إنه «أيقظ محترفي الاحتجاج؛ إذ تحركت جميع الشخصيات المناهضة للجزائر، والتي تدعم بشكل غير مباشر الصهيونية في باريس، كجسد واحد»، وذكرت منهم رمز اليمين المتطرف مارين لوبان، وإيريك زمور، رئيس حزب «الاسترداد» المعروف بمواقفه ضد المهاجرين في فرنسا عموماً، والجزائريين خصوصاً.

يشار إلى أنه لم يُعلن رسمياً عن إحالة صنصال إلى النيابة، بينما يمنح القانون الجهاز الأمني صلاحية تجديد وضعه في الحجز تحت النظر 4 مرات لتصل المدة إلى 12 يوماً. كما يُشار إلى أن المهاجرين السريين في فرنسا باتوا هدفاً لروتايو منذ توليه وزارة الداخلية ضمن الحكومة الجديدة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويرجّح متتبعون لهذه القضية أن تشهد مزيداً من التعقيد والتوتر، بعد أن وصلت إلى البرلمان الأوروبي؛ حيث سيصوت، مساء الأربعاء، على لائحة تقدمت بها النائبة الفرنسية عن حزب زمور، سارة كنافو. علماً بأن لهذه السياسية «سوابق» مع الجزائر؛ إذ شنت مطلع الشهر الماضي حملة كبيرة لإلغاء مساعدات فرنسية للجزائر، قُدرت بـ800 مليون يورو حسبها، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية بشدة، وأودعت ضدها شكوى في القضاء الفرنسي الذي رفض تسلمها.