تأكيد أممي وأميركي على دفع مسار الانتخابات الليبية

لقاء ريتشارد نورلاند مع عماد السائح (السفارة الأميركية في ليبيا)
لقاء ريتشارد نورلاند مع عماد السائح (السفارة الأميركية في ليبيا)
TT

تأكيد أممي وأميركي على دفع مسار الانتخابات الليبية

لقاء ريتشارد نورلاند مع عماد السائح (السفارة الأميركية في ليبيا)
لقاء ريتشارد نورلاند مع عماد السائح (السفارة الأميركية في ليبيا)

وسط مخاوف ليبية من تداعيات «سلبية» لأزمة جارتها النيجر، تواترت دعوات أممية ودولية، لمنح الأولوية لمسار الانتخابات في ليبيا، والتوصل إلى اتفاق بين الأفرقاء السياسيين.

ويعود تاريخ أزمة الانقسام السياسي في ليبيا إلى عام 2011 عقب الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي، ودخول البلاد في حالة من الفوضى، تبعها انتشار الميليشيات المسلحة، والمرتزقة الأجانب، في أنحاء متفرقة من البلاد، في ظل وجود حكومتين في الشرق والغرب.

وخلال اجتماع مجلس الجامعة العربية، على المستوى الوزاري بالقاهرة، الأربعاء، تحدث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن قرار مجلس الجامعة بشأن ليبيا الذي أكد «التطلع العربي لإصدار القوانين الانتخابية من أجل عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت».

وطغى الحديث عن أولوية «دعم الحل السلمي للأزمة الليبية، والوصول إلى إنجاز استحقاق الانتخابات»، على مشاورات جمعت النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، مع السفير الإيطالي لدى ليبيا، جانلوكا البيريني.

وبحسب بيان من «المجلس الرئاسي الليبي»، جاء اللقاء بهدف «بحث العلاقات الثنائية بين البدلين وتطورات العملية السياسية في ليبيا». كما ناقش تعزيز الجهود المحلية والدولية، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، وتطوير التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتنمية والثقافة، وحماية الحدود الجنوبية لليبيا، في ظل التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها دول الجوار الأفريقي.

وبينما دعا اللافي إلى «تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مختلف المجالات، وعودة الشركات الإيطالية لاستئناف عملها في البلاد». أكد السفير الإيطالي «دعم بلاده لكافة مساعي المجلس من أجل التوافق وإعادة الثقة بين جميع الأطراف السياسية، وصولاً لتحقيق تطلعات الشعب الليبي».

الدبيبة لدى استقباله باتيلي (حساب باتيلي بموقع «إكس» تويتر سابقاً)

وأشار المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، مساء الثلاثاء إلى «الحاجة الملحة لاستكمال الإطار القانوني للانتخابات الليبية، وإيجاد اتفاق سياسي شامل لكل القضايا الخلافية». ولفت عبر حسابه على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، إلى أنه التقى رئيس وزراء «حكومة الوحدة» المؤقتة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، «في إطار مشاوراته المستمرة مع القادة السياسيين في ليبيا، لإيجاد مخرج من المأزق السياسي الراهن».

وبيّن المبعوث الأممي أن اللقاء مع الدبيبة تطرق إلى «التطورات السياسية والأمنية الأخيرة». وقال: «شددت على مسؤولية القادة الليبيين في تهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات، بما في ذلك ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين في إطار انتخابات سلمية، وتحت إشراف حكومة موحدة تحظى بدعم مختلف الأطراف الرئيسية».

وفي بيان من منصة «حكومتنا» الرسمية لـ«حكومة الوحدة» المؤقتة، عن اللقاء، فإن الدبيبة أكد «دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا»، مثمناً الدور الإيجابي لمبادرات المبعوث الأممي بهدف حل الأزمة الليبية، ودعمه تنفيذ الانتخابات وفق قوانين عادلة ونزيهة».

في السياق نفسه، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مساء الثلاثاء، استمرار بلاده في دعم مسار الانتخابات. ونقل حساب السفارة الأميركية في ليبيا، على موقع «إكس»، عن نورلاند قوله، بعد لقائه رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا، عماد السائح: «مستمرون في دعم جهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، للتحضير للانتخابات، ولدينا ثقة كاملة في قدرتها على إجراء الانتخابات الوطنية والبلدية على حد سواء».

ميدانياً، يخشى مسؤولون ليبيون من تداعيات الأوضاع المتأزمة في النيجر، التي تشهد انقلاباً منذ أواخر يوليو (تموز) الماضي. وبحسب بيان من المجلس الرئاسي الليبي، فقد حذر النائب بالمجلس، موسى الكوني، لدى مشاركته في جلسة عمل رفيعة لمبادرة «صحراء واحدة» في تونس، من خطورة «أي اشتعال سلبي في الوضع بمنطقة الصحراء الكبرى». وقال إن بلاده «تتخوف من دخول النيجر في حرب ينفلت الوضع الأمني فيها، ويزداد تأثيره السلبي على دول المنطقة، وبخاصة ليبيا»، مضيفاً: «علينا ألا نجعل النيجر منطقة مشتعلة، ولا بد من الاستمرار في التواصل السلمي والحوار مع كافة الأطراف بالداخل ودول الجوار».


مقالات ذات صلة

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

شمال افريقيا الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)

خاص دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

بعد إعلان السلطة في غرب ليبيا عن إجراءات واسعة ضد النساء من بينها "فرض الحجاب الإلزامي"، بدت الأوضاع متجه إلى التصعيد ضد "المتبرجات"، في ظل صراع مجتمعي محتدم.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

بعد أكثر من أسبوعين أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا حالة من الجدل بعد وصفه بأنه شخص «مزيف».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وقفة احتجاجية سابقة لمتضررين من حرق السجل العقاري في عهد النظام السابق (لقطة من مقطع فيديو)

بعد 39 عاماً... مطالبة بالتحقيق في «إحراق» أرشيف السجل العقاري الليبي

بعد 39 عاماً على «إحراق» أرشيف السجل العقاري خلال عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، يطالب ليبيون بفتح تحقيق في هذه القضية لـ«تضررهم من الحادثة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)

ليبيا: الأمم المتحدة تبحث فرص نزع سلاح الميليشيات و«تفكيكها»

رعت البعثة الأممية اجتماعاً يضم رؤساء منظمات مجتمع مدني ومسؤولين حكوميين لمناقشة قضية نزع سلاح التشكيلات المسلحة وإعادة إدماجها في مؤسسات الدولة.

جمال جوهر (القاهرة)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».