بعد يوم واحد من جدل واسع في مصر حول ترويج «داعية مصري» لتطبيق ذكي، يقدم خدمة «عمرة البدل» بالوكالة عن آخرين، مقابل المال، حذف أمير منير، مساء الثلاثاء، مقطع الفيديو الدعائي للتطبيق، عقب إفادة من دار الإفتاء المصرية «انتقدت هذا السلوك».
وانضمت دار الإفتاء إلى موجة من الانتقادات أثارها نشر «الداعية»، الذي يتابعه أكثر من 5 ملايين عبر «فيسبوك»، مقطع فيديو يروج لأداء العمرة بالوكالة مقابل أجر، وتقديم الخدمة عبر 3 أنظمة: «عمرة عادية، وعمرة في رمضان، وعمرة (مستعجلة) في (اليوم نفسه)».
ووفق إفادة دار الإفتاء، الثلاثاء، فإنه «إذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلاً عن أن يصبح وسيطاً (سمساراً) بين الراغب في العمرة - مثلاً - وبين من سيؤديها عنه».
وبيّنت دار الإفتاء أنه «من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص (الموثوق بأمانته)، ولا يتساهل فيجعل عبادته بيد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين».
وخلصت الدار إلى القول إن «ما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة، لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع». هذا الوعي الجماهيري هو «جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف».
وكان أمير منير قد دافع عن مسلكه في بداية الأمر. وقال إن «السُنّة أجازت العمرة بالوكالة». وانقسم جمهور المتابعين بين مؤيد ورافض لموقفه، غير أن «الداعية المصري» اختار حذف مقطع الفيديو (الثلاثاء) في اليوم الذي أصدرت فيه دار الإفتاء المصرية إفادتها بشأن الموضوع.
وكان الفيديو، محل الانتقاد، يتضمن خطوات الاشتراك في التطبيق، وظهور شخص وهو في ملابس الإحرام، ثم يعلن نيته أداء المناسك بالنيابة عن الشخص المستفيد. وفي نهاية الفيديو يظهر أمير منير وهو يدعو متابعيه بالمسارعة إلى «طلب العُمْرات».