مصر: قوى معارضة تدرس دعم مرشح يُمثلها في انتخابات الرئاسةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4517601-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D9%88%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D8%B3-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD-%D9%8A%D9%8F%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9
مصر: قوى معارضة تدرس دعم مرشح يُمثلها في انتخابات الرئاسة
صورة دعائية لترشح الرئيس السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر (حزب المصريين الأحرار)
وسط ترقب في مصر لإعلان توقيتات الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحثت قوى معارضة رئيسية في البلاد موقفها من المشاركة في الاستحقاق الرئاسي. وقالت مصادر حزبية إنها «تدرس دعم مرشح يُمثلها في الانتخابات الرئاسية».
وبينما ترهن أجنحة سياسية من هذه المعارضة، قرار المشاركة في الاستحقاق باستيفاء بعض «الضمانات لنزاهة العملية الانتخابية»، يميل آخرون إلى «تغليب خوض الانتخابات لاستثمار الحدث السياسي في إثراء نشاط أحزابهم بين صفوف الناخبين».
وعقدت «الحركة المدنية» وحزب «المحافظين» اجتماعين متزامنين مساء الثلاثاء لبحث الموقف من الانتخابات الرئاسية، «من دون بلورة خيار نهائي بشأن دعم أي من المرشحين المحتملين».
وحضر اجتماع «الحركة المدنية» الذي عقد بمقر حزب «العدل»، رئيس الحزب، عبد المنعم إمام، والمرشح الرئاسي الأسبق، حمدين صباحي، وممثلون لأحزاب «الإصلاح والتنمية»، و«الاشتراكي المصري»، و«الشيوعي المصري»، وكذا شخصيات عامة. وقال إمام إن المشاركين انتهوا إلى «التأكيد على دعم مرشح يُمثل المعارضة، مع اشتراط تلبية ضمانات نزاهة العملية الانتخابات».
وتشمل هذه الضمانات، بنوداً عدة، أبرزها إغلاق ملف «سجناء الرأي»، وتهيئة المناخ العام لحركة المرشحين المحتملين للرئاسة وأنصارهم من دون قيود، وتوفير فرص ظهور متكافئة للمنافسين بوسائل الإعلام.
وأوضح إمام لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع «شهد الاتفاق على دعوة المصريين إلى المشاركة بإيجابية في الانتخابات، باعتبار أن حق الانتخاب من أهم الحقوق السياسية».
وخلال الأيام الماضية، دعت أحزاب عديدة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الترشح للانتخابات. وأبرز هذه الأحزاب «مستقبل وطن»، صاحب الأغلبية النيابية في مجلس النواب (البرلمان). ويشار إلى أن من بين المرشحين المحتملين للرئاسة، رئيس حزب «الوفد»، عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري»، حازم عمر، والبرلماني السابق، أحمد الطنطاوي.
والتقى ممثلو «الحركة المدنية»، الطنطاوي، أخيراً، «ولم ينته اللقاء إلى قرار محدد بشأن دعمه». وهنا قال إمام إن «الحركة تفتح أبوابها أمام كل مرشح محتمل يرغب في عرض برنامجه علينا، وسنحدد موقفنا النهائي بدعم أحد المرشحين سواء من داخل الحركة أو من خارجها، مع إغلاق باب الترشح رسمياً».
في السياق، قال الأمين العام للمجلس التنفيذي لحزب «المحافظين» محمد أمين، إن حزبه «متوافق على مبدأ خوض الاستحقاق الرئاسي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نشدد على ضرورة توافر الضمانات الكافية لنزاهة العملية الانتخابية».
وبينما يطالب المجلس التنفيذي لـ«المحافظين» بترشيح رئيس الحزب، أكمل قرطام، أكد أمين، أن رئيس الحزب «لم يحسم قراره بعد»، مشيراً إلى أن «من بين الأسماء المرشحة أيضاً لخوض الانتخابات، عضو المكتب السياسي للحزب، مصطفى كمال الدين حسين».
وحزب «المحافظين»، أحد أعضاء «الحركة المدنية» (وتضم 12 حزباً معارضاً). وبحسب محمد أمين «طرح حزبه مبادرة من خيارين؛ إما التوافق على مرشح واحد للحركة المدنية، أو فريق رئاسي يقوده أحد المرشحين، على أن ينضم بقية الراغبين في الترشح إلى هذا الفريق».
لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.
دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا
تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)
وجدت دعوات تحجيب النساء «جبراً»، التي تنتصر لها السلطة في العاصمة الليبية، عدداً من المؤيدين، لكنها خلقت أيضاً تياراً واسعاً من الرافضين لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات.
فبعد إعلان السلطة، ممثلة في عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، عن إجراءات واسعة ضد النساء، من بينها «فرض الحجاب الإلزامي»، بدت الأوضاع في ليبيا متجهة إلى التصعيد ضد «المتبرجات»، في ظل صراع مجتمعي محتدم.
بين الرفض والقبول
تفاعل الشارع الليبي بشكل متباين مع تصريحات الطرابلسي، بين من رفضها جملة وتفصيلاً، ومن قال إنه «ينفذ شرع الله ويسعى لنشر الفضيلة»، في وقت شرعت فيه أجهزة أمنية في إغلاق صالات رياضية ونوادٍ نسائية، بينما لم تعلّق سلطات البلاد، ممثلة في المجلس الرئاسي أو «الوحدة»، على هذا الأمر، وهو ما عده مقربون منهما «رضاً وقبولاً» بما تعهد به الطرابلسي.
وبين هذا التيار وذاك، ظهرت شكاوى من التضييق والتحريض ضد «متبرجات»، أعقبتها دعوات للنائب العام بضرورة التدخل لحمايتهن وتفعيل القانون. وأمام تصاعد هذا الاتجاه الذي حذرت منه منظمات دولية، عدّت زهراء لنقي، عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، أن الهدف منه «إشغال الناس عن القضايا الجوهرية، مثل الفساد المالي والإداري وتهريب الأموال».
وقالت الزهراء لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التوجه «يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تفعلها حكومة (الوحدة) بين الحين والآخر، في إطار توجّه منهجي لعودة المنظومة الأمنية القمعية، وكبت الحريات العامة، وملاحقة المجتمع المدني عبر توظيف خطاب متشدد».
وسبق لمنظمة «العفو الدولية» القول إن تصريحات الطرابلسي من شأنها «ترسيخ التمييز ضد النساء والفتيات، والانتقاص من حقوقهن في حرية التعبير والدين، والمعتقد والخصوصية الجسدية، بما في ذلك خطط لإنشاء شرطة الأخلاق لفرض الحجاب الإلزامي».
من جهته، عدّ جمال الفلاح، رئيس «المنظمة الليبية للتنمية السياسية»، أن هذه الإجراءات «قسّمت المجتمع بين جماعة مؤيدة، وأخرى تعد هذا التوّعد إهانة للمرأة الليبية، التي ترفض فرض الحجاب عليها بالقوة».
وقال الفلاح الذي يرى أن المرأة الليبية «قيادية ورائدة في مجالات عدة»، لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كنا نتحدث عن الأخلاق والفضيلة، فليبيا اليوم تعج بالربا وفساد السلطة والمسؤولين، بالإضافة إلى الرشى في أوساط من هم في السلطة؛ ولذلك كان من الأولى التركيز على قضايا الرشوة والابتزاز والقتل خارج القانون».
وكان الطرابلسي قد قال في مؤتمر صحافي في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، باللهجة الليبية: «نلقى واحد مقعمز (جالس) هو وبنت برقدهم في الحبس، والبنت بترقد هي وأهلها في الحبس. والنساء اللي تسوق من غير ستر شعرها بنستلم منها السيارة... لا نعرف زميل لا صديق لا شريك لا موظف».
وسيلة للإلهاء
أمينة الحاسية، رئيس مجلس إدارة ملتقى التغيير لتنمية وتمكين المرأة، ربطت بين توجه سلطات طرابلس لتفعيل الحجاب «جبراً»، والأزمة السياسية في البلاد، وهو ما ذهبت إليه أيضاً لنقي.
تقول الحاسية لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يضع المسؤولون في ليبيا المرأة في مكان بين السياسة والدين؛ ولو تريد الدولة حقاً المحاسبة فعليها أن تبدأ أولاً بمواجهة الفساد، وتدع المرأة وشأنها»، مضيفة: «هم الآن في وضع سياسي سيئ».
وعدت لنقي التركيز على المرأة وزيها وشعرها «زوبعة يستهدفون الإلهاء من ورائها»، معتقدة أن حكومة طرابلس «تسعى لأن تكون سلطة دينية وهي ليست كذلك... و 90 في المائة من الليبيات تقريباً يرتدين الزي نفسه داخل ليبيا. هذه في رأيي زوبعة للإلهاء عن القضايا الجوهرية لا أقل ولا أكثر».
حماية الآداب العامة
غير أن صمت السلطة حيال ما ذهب إليه الطرابلسي توقف بعد قرار أصدره الدبيبة، وتم تداوله على نطاق واسع، وهو القرار الذي قضى باستحداث إدارة بالهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية، تسمى «الإدارة العامة لحماية الآداب العامة».
وحدد القرار، الذي لم تنفه حكومة الدبيبة، مهام إدارة «حماية الآداب العامة»، من بينها ضبط الجرائم التي ترتكب في الأماكن العامة، والمقاهي والمطاعم ودور العرض والفنادق، وغيرها من الأماكن العامة أو المخصصة للارتياد العام بالمخالفة للتشريعات الخاصة بحماية الآداب العامة، ومكافحة الأفعال التي تتنافى مع توجهات المجتمع، وتسيء إلى قيمه وأخلاقه ومبادئه، وتطبيق التشريعات النافذة، بالإضافة إلى القيام بأعمال البحث والتحري، وجمع الاستدلال في الجرائم المتعلقة بالآداب العامة.
وتوجه مقربون من الإعلامية الليبية، زينب تربح، ببلاغ إلى النائب العام، بعد شكايتها في مقطع فيديو من مضايقات وهي تقود سيارتها من طرف مجهولين لكونها حاسرة الرأس، وقالت إيناس أحمدي، إحدى المقربات من الإعلامية، إن تربح «تتعرض لحملة شرسة من العنف والتعدي»، مشيرة إلى أن الحملة «ما زالت في بدايتها، وما زالت تأخذ أشكالاً أكثر تعنيفاً دون أي رادع».
وانتشر على تطبيق «تيك توك» تأييد واسع لرغبة سلطة طرابلس في تفعيل الحجاب، كما أسبغ بعض المعجبين على الطرابلسي أوصافاً عديدة، تعود لشخصيات تاريخية، وعدّوه «حامياً للإسلام والأخلاق». وهنا تلفت الحاسية إلى «تغول التيار الديني في غرب ليبيا، وتأثيره على من هم في السلطة، لما يملكه من مال وسلاح وميليشيات»، وقالت بهذا الخصوص: «أصبحت هناك حالات تعد على صالات الرياضة والنوادي النسائية بالقوة، وقد حاولوا أن يغلقوها بحجج كثيرة، من بينها الدين والحجاب. وربما نقول إن الطرابلسي له علاقة بهذه التشكيلات المسلحة وهذا التوجه الديني».
ووسط تباين مجتمعي، يراه كثيرون أنه سيتفاعل في قادم الأيام كلما تعددت حالات التضييق على «المتبرجات»، قالت المحامية الليبية ثريا الطويبي، إن ما ذهب إليه الطرابلسي، «جاء مخالفاً للإعلان الدستوري، الذي نص على حماية الحقوق وصيانة الحريات». مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يعد لباس المرأة من الحقوق والحريات الشخصية، ما لم يكن فاضحاً أو خادشاً للحياء العام، وليس من اختصاص وزير الداخلية وضع القيود على لباس المرأة، أو تنقلها وسفرها للخارج».
واتساقاً مع ذلك، تعتقد الحاسية أن ليبيا تعيش راهناً في فوضى، ومواجهة من تيار ديني يريد الهيمنة على زمام الأمور والقوانين ودسترة هذه المشكلات، لكنها قالت جازمة: «الليبيون والليبيات سيرفضون هذا الإلزام، إلا لو فرض عليهم بقوة السلاح».