«التيار الحر» في مصر يلوّح بـ«تجميد» نشاطه السياسي

احتجاجاً على استمرار حبس الناشط هشام قاسم

مؤتمر لـ«التيار الحر» في مصر يطالب بالإفراج عن هشام قاسم (حزب المحافظين على «فيسبوك»)
مؤتمر لـ«التيار الحر» في مصر يطالب بالإفراج عن هشام قاسم (حزب المحافظين على «فيسبوك»)
TT

«التيار الحر» في مصر يلوّح بـ«تجميد» نشاطه السياسي

مؤتمر لـ«التيار الحر» في مصر يطالب بالإفراج عن هشام قاسم (حزب المحافظين على «فيسبوك»)
مؤتمر لـ«التيار الحر» في مصر يطالب بالإفراج عن هشام قاسم (حزب المحافظين على «فيسبوك»)

لوّح «التيار الحر» في مصر بـ«تجميد» نشاطه السياسي، احتجاجاً على استمرار حبس الناشط السياسي المصري هشام قاسم، الذي يشغل منصب رئيس مجلس أمنائه.

و«التيار الحر» تجمع حزبي ليبرالي معارض، جرى تأسيسه هذا الصيف، ويتكون من 4 أحزاب، هي «الدستور، والمحافظين، والإصلاح والتنمية، ومصر الحرية»، فضلاً عن شخصيات عامة.

وجاء حبس قاسم في وقت سابق من الشهر الحالي، بناءً على بلاغ من القيادي بـ«الحركة المدنية» كمال أبو عيطة، اتهمه بـ«السب والقذف». وبعد مثول قاسم للتحقيق، في العشرين من أغسطس (آب) الحالي، رفض قاسم دفع كفالة قدرتها سلطات التحقيق بخمسة آلاف جنيه مصري (الدولار يساوي 30.9 جنيه). وفي تطور لاحق بعدها ضمّت النيابة العامة المصرية بلاغاً جديداً من موظف عمومي ضد قاسم، ليحال بعدها محبوساً على ذمة التحقيقات. ومن المنتظر أن يمثل هشام قاسم للمحاكمة في القضية في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل.

واستبق «التيار الحر» موعد مثول هشام قاسم أمام المحكمة بتنظيم مؤتمر صحافي (مساء الاثنين)، دعا فيه إلى الإفراج عن رئيس مجلس أمنائه. وقال «التيار» في بيان، إن عدم الإفراج عن قاسم «يمثل مؤشراً واضحاً على غلق الباب أمام أي (تفاهمات) مع المعارضة السياسية في البلاد».

ولوّحت أحزاب «التيار الحر» بـ«تجميد» نشاطها السياسي. وقالت في بيانها «جرت مناقشة خيارات الانسحاب من الشأن العام، كما تدرس أحزاب (التيار الحر) إجراءات قد تصل إلى (تجميد) أنشطتها، والانسحاب من المشاركة في أي استحقاقات انتخابية أو سياسية».

ويرهن التجمع الحزبي قراره النهائي في هذا الشأن بـ«مصير قضية هشام قاسم» وفق المتحدث باسم «التيار الحر»، عماد جاد، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إذا تعقدت قضية هشام قاسم فقد يرجح ذلك قرارنا بـ(تجميد) نشاطنا، وإذا تمت تسوية قضيته قانونياً، ولم تتوفر (ضمانات) بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد يقتصر قرارنا على مقاطعة الانتخابات فقط».

وبينما تحدث أكثر من مصدر مطلع عن «جهود لإقناع كمال أبو عيطة بسحب بلاغه ضد هشام قاسم»، قال أبو عيطة لـ«الشرق الأوسط»: «سأدافع عن موقفي».

وعن دعوات البعض إلى التنازل عن البلاغ «لرأب الخلاف في صفوف المعارضة»، أوضح أبو عيطة: «لقد تقدمت بطلب للانسحاب من (الحركة المدنية) حتى لا أكون سبباً في تعكير صفو العمل الوطني».



باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
TT

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

بينما أعلنت الحكومة الفرنسية، رسمياً، أنها ستقدم «حمايتها» للكاتب الشهير بوعلام صنصال الذي يحتجزه الأمن الجزائري منذ الـ16 من الشهر الحالي، سيبحث البرلمان الأوروبي غداً لائحة فرنسية المنشأ، تتعلق بإطلاق سراحه.

وصرّح وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الثلاثاء، لدى نزوله ضيفاً على إذاعة «فرانس إنفو»، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون «مهتم بالأمر، إنه كاتب عظيم، وهو أيضاً فرنسي. لقد تم منحه الجنسية الفرنسية، ومن واجب فرنسا حمايته بالطبع. أنا أثق برئيس الجمهورية في بذل كل الجهود الممكنة من أجل إطلاق سراحه». في إشارة، ضمناً، إلى أن ماكرون قد يتدخل لدى السلطات الجزائرية لطلب إطلاق سراح الروائي السبعيني، الذي يحمل الجنسيتين.

قضية صلصال زادت حدة التباعد بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

ورفض الوزير روتايو الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه القضية، التي تثير جدلاً حاداً حالياً في البلدين، موضحاً أن «الفاعلية تقتضي التحفظ». وعندما سئل إن كان «هذا التحفظ» هو سبب «صمت» الحكومة الفرنسية على توقيفه في الأيام الأخيرة، أجاب موضحاً: «بالطبع، بما في ذلك صمتي أنا. ما هو مهم ليس الصياح، بل تحقيق النتائج». مؤكداً أنه يعرف الكاتب شخصياً، وأنه عزيز عليه، «وقد تبادلت الحديث معه قبل بضعة أيام من اعتقاله».

واعتقل الأمن الجزائري صاحب الرواية الشهيرة «قرية الألماني»، في محيط مطار الجزائر العاصمة، بينما كان عائداً من باريس. ولم يعرف خبر توقيفه إلا بعد مرور أسبوع تقريباً، حينما أثار سياسيون وأدباء في فرنسا القضية.

وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو (رويترز)

ووفق محامين جزائريين اهتموا بـ«أزمة الكاتب صنصال»، فإن تصريحات مصورة عُدَّت «خطيرة ومستفزة»، أدلى بها لمنصة «فرونتيير» (حدود) الفرنسية ذات التوجه اليميني، قبل أيام قليلة من اعتقاله، هي ما جلبت له المشاكل. وفي نظر صنصال، قد «أحدث قادة فرنسا مشكلة عندما ألحقوا كل الجزء الشرقي من المغرب بالجزائر»، عند احتلالهم الجزائر عام 1830، وأشار إلى أن محافظات وهران وتلمسان ومعسكر، التي تقع في غرب الجزائر، «كانت تابعة للمغرب».

بل أكثر من هذا، قال الكاتب إن نظام الجزائر «نظام عسكري اخترع (بوليساريو) لضرب استقرار المغرب». وفي تقديره «لم تمارس فرنسا استعماراً استيطانياً في المغرب لأنه دولة كبيرة... سهل جداً استعمار أشياء صغيرة لا تاريخ لها»، وفُهم من كلامه أنه يقصد الجزائر، الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً محلياً، خصوصاً في ظل الحساسية الحادة التي تمر بها العلاقات بين الجزائر وفرنسا، زيادة على التوتر الكبير مع الرباط على خلفية نزاع الصحراء.

البرلمانية الأوروبية سارة خنافو (متداولة)

وفي حين لم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات، هاجمت «وكالة الأنباء الجزائرية» بحدة الكاتب، وقالت عن اعتقاله إنه «أيقظ محترفي الاحتجاج؛ إذ تحركت جميع الشخصيات المناهضة للجزائر، والتي تدعم بشكل غير مباشر الصهيونية في باريس، كجسد واحد»، وذكرت منهم رمز اليمين المتطرف مارين لوبان، وإيريك زمور، رئيس حزب «الاسترداد» المعروف بمواقفه ضد المهاجرين في فرنسا عموماً، والجزائريين خصوصاً.

يشار إلى أنه لم يُعلن رسمياً عن إحالة صنصال إلى النيابة، بينما يمنح القانون الجهاز الأمني صلاحية تجديد وضعه في الحجز تحت النظر 4 مرات لتصل المدة إلى 12 يوماً. كما يُشار إلى أن المهاجرين السريين في فرنسا باتوا هدفاً لروتايو منذ توليه وزارة الداخلية ضمن الحكومة الجديدة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويرجّح متتبعون لهذه القضية أن تشهد مزيداً من التعقيد والتوتر، بعد أن وصلت إلى البرلمان الأوروبي؛ حيث سيصوت، مساء الأربعاء، على لائحة تقدمت بها النائبة الفرنسية عن حزب زمور، سارة كنافو. علماً بأن لهذه السياسية «سوابق» مع الجزائر؛ إذ شنت مطلع الشهر الماضي حملة كبيرة لإلغاء مساعدات فرنسية للجزائر، قُدرت بـ800 مليون يورو حسبها، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية بشدة، وأودعت ضدها شكوى في القضاء الفرنسي الذي رفض تسلمها.