«سد النهضة»: مصر تتطلع لاتفاق «قانوني»... وإثيوبيا تتمسك بموقفها

جولة مباحثات ثانية في أديس أبابا بعد اجتماع القاهرة

وفد مصر خلال مباحثات القاهرة بشأن «سد النهضة» (وزارة الموارد المائية والري المصرية)
وفد مصر خلال مباحثات القاهرة بشأن «سد النهضة» (وزارة الموارد المائية والري المصرية)
TT

«سد النهضة»: مصر تتطلع لاتفاق «قانوني»... وإثيوبيا تتمسك بموقفها

وفد مصر خلال مباحثات القاهرة بشأن «سد النهضة» (وزارة الموارد المائية والري المصرية)
وفد مصر خلال مباحثات القاهرة بشأن «سد النهضة» (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

يشهد سبتمبر (أيلول) المقبل جولة جديدة من مفاوضات «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا والسودان، للتوصل إلى اتفاق «قانوني» بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبي، وذلك عقب انتهاء جولة اجتماعات القاهرة بين الدول الثلاث. في حين أبدى خبراء «عدم تفاؤل بالمفاوضات»، وذلك عقب «عدم الخروج بنتائج خلال جولة المفاوضات التي جرت في القاهرة (الأحد والاثنين) الماضيين». وذلك وسط ترجيحات من مراقبين بـ«التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث».

وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية (مساء الاثنين) إن «جولة المفاوضات التي اختتمت في القاهرة بخصوص (سد النهضة) لم تشهد (تغيرات ملموسة) في مواقف الجانب الإثيوبي». ووفق إفادة لـ«الري المصرية» فإن مصر ستواصل «مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق (قانوني ملزم) بشأن قواعد ملء وتشغيل (السد)، على النحو الذي يراعي المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث».

وأضافت وزارة الري بمصر أن هذا الأمر «يتطلب أن تتبنى جميع أطراف التفاوض ذات الرؤية الشاملة التي تجمع بين حماية المصالح الوطنية وتحقيق المنفعة للجميع، وبما ينعكس إيجاباً على جولات التفاوض المقبلة».

من جانبه قال المتحدث باسم «الري المصرية»، محمد غانم، في تصريحات متلفزة (مساء الاثنين)، إن «مواقف أديس أبابا تتوجه لتحقيق المصالح الإثيوبية بشكل (منفرد)»، مؤكداً أن «ذلك يأتي خلافاً للموقف المصري، الذي قدم كثيرا من المقترحات خلال جولة التفاوض؛ تستهدف تحقيق مصالح الدول الثلاث». وتابع: «نقدم مقترحات فنية، للوصول إلى اتفاق لتشغيل وملء (سد النهضة) يأخذ في الاعتبار شواغل الدول الثلاث، وهو ما نحرص عليه دائماً».

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية، أن «الأطراف تبادلت وجهات النظر من أجل التوصل إلى وضع (رابح) للجميع، كما اتفقت الوفود على استضافة إثيوبيا للجولة المقبلة من المفاوضات في سبتمبر المقبل بأديس أبابا». وأضافت «الخارجية الإثيوبية» في بيان لها، أن «أديس أبابا سوف تسعى جاهدة إلى اختتام المفاوضات الثلاثية على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول لمياه النيل، مع ضمان حصتها (العادلة) من مياه النهر». ووفق المراقبين فإن «إثيوبيا تتمسك بمواقفها السابقة الخاصة بالتعامل مع الملف».

الوفد الإثيوبي خلال جولة مفاوضات القاهرة (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

وتطالب مصر والسودان بتوقيع اتفاق «قانوني مُلزم» ينظم عمليتَي ملء وتشغيل «السد»، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق (الرافد الرئيسي لنهر النيل)، ويهدد بـ«تقليص إمدادات المياه إلى البلدين، فضلاً عن التسبب في أضرار بيئية واقتصادية أخرى». في حين تدفع إثيوبيا بـ«حقها في التنمية، وتوليد الكهرباء التي يحتاج إليها شعبها».

وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجولة الأولى من المفاوضات الثلاثية انتهت في القاهرة من دون نتائج معلنة، وهو (أمر مكرر) أرى فيه إهداراً للجهد». وأبدى علام «عدم تفاؤله من هذه المفاوضات»، بقوله إن «الجانب الإثيوبي يزعم أنه يسعى لاتفاق يرضي دولتي المصب (مصر والسودان)، ورغم أن جولة المفاوضات التي عقدت بالقاهرة، بدأت بعد انتهاء إثيوبيا تقريباً مما يسمى بالملء الرابع لـ(السد) من دون مشاورات أو حتى تبادل للمعلومات».

واتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الشهر الماضي على «الشروع في مفاوضات (عاجلة) للانتهاء من اتفاق ملء (سد النهضة) وقواعد تشغيله». كما اتفقا أيضاً على «بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر».

وهنا أشار وزير الري المصري الأسبق، إلى أن «نيات المفاوض الإثيوبي سوف تظهر خلال الفترة المقبلة»، لافتاً إلى أن «المفاوض المصري سيقف حائط صد ضد أي مساس بحقوق مصر المائية»، داعياً إلى ضرورة «وجود مراقبين دوليين خلال جولة المفاوضات المقبلة ليعلنوا الحقائق للعالم».


مقالات ذات صلة

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

العالم العربي صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا الوزير المصري سويلم يلتقي السفير الألماني بالقاهرة (وزارة الموارد المائية والري)

مصر تحذّر دول نهر النيل من تفعيل اتفاقية «عنتيبي»

حذّرت مصر دول نهر النيل، من تفعيل «الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل»، المعروفة باسم اتفاقية «عنتيبي»، مؤكّدةً أنها بشكلها الحالي «تخالف قواعد القانون الدولي».

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

هيمن كل من الحرب في غزة وملف «سد النهضة» الإثيوبي على تقييمات سياسيين وبرلمانيين مصريين بشأن انعكاس نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية على مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (الخارجية المصرية)

عبد العاطي لبلينكن: الأمن المائي قضية «وجودية» لمصر

أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، رفض مصر وإدانتها للتصعيد الإسرائيلي ضد وكالة «أونروا».

شمال افريقيا وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم خلال حفل تخريج متدربين أفارقة (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

مصر تتمسك بقاعدة «الإجماع» لحل «الخلافات المائية» في حوض النيل

أكّدت مصر تمسكها بضرورة العمل وفق قاعدة «الإجماع» في إدارة وحل «الخلافات المائية» مع دول حوض النيل.

عصام فضل (القاهرة)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».