طائرة «الدولارات والذهب» تثير جدلاً وسط المصريين

بعد إعلان زامبيا احتجازها في مطار لوساكا

سائحون يغادرون مصر من مطار القاهرة (وزارة الطيران المدني)
سائحون يغادرون مصر من مطار القاهرة (وزارة الطيران المدني)
TT

طائرة «الدولارات والذهب» تثير جدلاً وسط المصريين

سائحون يغادرون مصر من مطار القاهرة (وزارة الطيران المدني)
سائحون يغادرون مصر من مطار القاهرة (وزارة الطيران المدني)

أثارت أنباء عن ضبط السلطات الزامبية طائرة خاصة قادمة من القاهرة، محملة بـ«مواد خطرة»، وفقاً لوصف السلطات في زامبيا، جدلاً وتفاعلاً في مصر خلال الساعات الماضية.

فبينما شن نشطاء ومعارضون حملات على مواقع التواصل ضد الحكومة المصرية وسلطات الطيران، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر عما وصفته بمصدر مطلع قوله إن «الطائرة التي أثير حولها الكثير من اللغط حول خروجها من مطار القاهرة باتجاه زامبيا، خلال الساعات الأخيرة، هي طائرة خاصة كانت قد قامت بـ(ترانزيت) داخل مطار القاهرة في وقت سابق».

وأعلنت السلطات في زامبيا أنها «احتجزت طائرة خاصة مستأجرة وصلت (مساء الثلاثاء) من القاهرة، وعلى متنها 6 مصريين وهولندي وإسباني ومواطن من لاتفيا، وآخر من زامبيا». ووفق إفادة للمدير العام للجنة مكافحة المخدرات في زامبيا، نيسون باندا، فإنه «تم نقل ركاب الطائرة إلى مراكز الاحتجاز للتحقيق معهم». وأوضح في مؤتمر صحافي (مساء الثلاثاء) بالعاصمة لوساكا أن «الطائرة هبطت بالمطار الدولي بالعاصمة، وكانت تحمل (بضائع خطرة)، وعثر المفتشون بداخلها على مبالغ مالية قدرها 5 ملايين و600 ألف دولار (الدولار يعادل 30.90 جنيه مصري في المتوسط). كما عثر بداخلها على 602 قطعة ذهب، وزنها 127.2 كيلو غرام، إضافة إلى 5 مسدسات و126 طلقة».

وأشار المسؤول الزامبي إلى أنه «تم ضبط طائرة أخرى تابعة لشركة طيران محلية (لم يفصح عن محتوياتها)، وقد تم إيداع الأموال المضبوطة في عهدة بنك زامبيا مع استمرار التحقيقات».

لكن المصدر المطلع في مصر أكد أن «الطائرة خضعت للتفتيش، والتأكد من استيفائها لقواعد السلامة والأمن كافة التي يتم تطبيقها على أعلى المستويات داخل المطارات والموانئ المصرية كافة»، ووفق المصدر فإن «الطائرة لا تحمل الجنسية المصرية».

وفي تعليقه حول ما أثير عن وجود طائرة أخرى تم احتجازها من قبل السلطات الزامبية، قال المصدر إنها «لم تعبر الأجواء المصرية»، لافتاً إلى أنه «يتم حالياً التنسيق على أعلى مستوى بين السلطات المصرية، ونظيرتها الزامبية للوقوف على حقيقة وملابسات الواقعة».

وشغلت طائرة «الدولارات والذهب» المصريين خلال الساعات الماضية، ودفعت إلى إطلاق سيل من التعليقات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، بعضها كان بشكل «ساخر»، بعدما تحدث المتابعون عن إجراءات التفتيش، التي يمرون بها داخل المطارات المصرية عند دخولهم أو مغادرتهم البلاد.

وقال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، محمود الرشيدي، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يحق للسلطات في مطار القاهرة تفتيش طائرات (الترانزيت)؛ إلا في حالة وجود بلاغ حولها»، موضحاً أن الطائرة التي أثارت الجدل «كانت قادمة من إحدى الدول».

كما أكد مصدر مطلع بهيئة الموانئ المصرية لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم ذكر اسمه، أنه «وفقاً لقوانين المطارات لا يحق لسلطة المطارات المصرية تفتيش طائرات (الترانزيت)؛ إلا في حالة وجود بلاغات تتعلق بحمولة ممنوعة، أو غير شرعية، مثل الأسلحة والمخدرات، وكل ما يحدث أن الطائرة تتزود بالوقود، ويقوم فريق السلامة بفحص الطائرة فنياً للتأكد من سلامتها، وقدرتها على استكمال الرحلة من دون التعرض لحمولتها».


مقالات ذات صلة

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية لقادة قمة «الدول الثماني النامية» داخل القصر بـ«العاصمة الإدارية» (الرئاسة المصرية)

مصر: «العاصمة الإدارية» تنفي بناء قصر الرئاسة الجديد على نفقة الدولة

أكد رئيس مجلس إدارة شركة «العاصمة الإدارية الجديدة» أن «خزانة الدولة لم تتحمل أي أعباء مالية عند بناء القصر الجديد».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
TT

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت»، وبعض المناطق التاريخية والأثرية في القاهرة، عادّاً أن «ما يجمع طهران والقاهرة هوية وثقافة مشتركة».

جاءت إشارات عراقجي الجديدة على هامش زيارته الثانية للقاهرة، ومشاركته مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في القمة الحادية عشرة لمجموعة «الثماني النامية» للتعاون الاقتصادي، التي استضافتها مصر، الخميس.

وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1979، قبل أن تُستأنف من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح، وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك عقب توجيه رئاسي إيراني لوزارة الخارجية في طهران، في مايو (أيار) من العام الماضي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر».

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإيراني، الخميس، على هامش قمة «الثماني النامية»، وبحث الجانبان «الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، بما يحقق مصلحة الشعبين، ويسهم في دعم استقرار المنطقة»، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية».

ووصل بزشكيان، مساء الأربعاء الماضي، إلى القاهرة في أول زيارة لرئيس إيراني منذ 11 عاماً، وسبق أن التقى الرئيس السيسي على هامش قمة تجمع «بريكس»، التي استضافتها مدينة قازان الروسية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

عراقجي خلال زيارته لمسجد "السيدة نفسية" بالقاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على "إكس")

وزار عراقجي بعض مساجد «آل البيت» في القاهرة، منها «الحسين»، و«السيدة زينب»، و«السيدة نفيسة»، إلى جانب بعض المناطق التاريخية، منها جامع محمد علي باشا، وأشار عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس»، مساء الجمعة، إلى أن «ما يجمع بلاده ومصر، حكومة وشعباً، هوية وثقافة مشتركة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ».

وهذه ثاني زيارة لوزير الخارجية الإيراني للقاهرة، بعد زيارته الأولى التي كانت ضمن جولة إقليمية.

وبعث عراقجي برسائل جديدة لتعزيز مسار العلاقات الإيرانية-المصرية، وقال إن «ما فرقته المسافات، جمعه حب آل البيت»، الذي «وحّد البلدين اللذين ترسخ بداخلهما حب آل البيت»، مؤكداً أن «الكلام مع الشعب المصري حفر ذكرى أعترف بها بصدق».

وسبق أن تجول وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الأولى للقاهرة، وسط العاصمة المصرية، وحرص على تناول «الكشري»، أحد أشهر الأطباق المصرية الشعبية.

ووفق تقدير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، فإن «هناك سعياً إيرانياً للانفتاح في العلاقات مع مصر»، مشيراً إلى أن «المساعي الإيرانية ترجمتها زيارات كبار المسؤولين في طهران إلى القاهرة أخيراً، وخصوصاً زيارة الرئيس الإيراني نهاية الأسبوع الماضي لمصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مضمون الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني يصب في مصلحة تطوير العلاقات مع مصر».

ويرى فهمي أن مسار تطور العلاقات المصرية-الإيرانية «مرتبط بتحفظات مصرية تتعلق بتباين الموقف تجاه القضايا العربية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تتجاوب مع التحركات الإيرانية لتعزيز العلاقات»، لكنه عدَّ هذا التجاوب «مرتبطاً برؤية مصر تجاه عدد من القضايا العربية، وخصوصاً التطورات في سوريا ولبنان واليمن والعراق».

وتبادل السيسي وبزشكيان، خلال لقائهما، الخميس، وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، وسبل استعادة السلام بالمنطقة، وأيضاً الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الإيراني في القاهرة الخميس الماضي (الرئاسة المصرية)

ولا يرجح طارق فهمي «تطور العلاقات بين القاهرة وطهران إلى مستوى إعادة فتح السفارات، وتبادل السفراء، في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «مرحلة العلاقات الاستكشافية سوف تتواصل بما يخدم مصالح المنطقة».

في سياق ذلك، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد عباس ناجي، أن «هناك تطلعاً إيرانياً لرفع مستوى العلاقات مع مصر إلى مستوى السفراء، بدلاً من مكتب رعاية المصالح»، مشيراً إلى أن «رسائل الإعلام الإيراني أخيراً تدعم هذا الاتجاه».

وقال عباس لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عراقجي لمساجد «آل البيت» والمناطق التاريخية بالقاهرة، «رسالة من طهران بوجود قواسم مشتركة بين البلدين، يمكن البناء عليها لتحسين مستوى العلاقات»، إلى جانب التأكيد على أنه «لا توجد إشكالية في البعد المذهبي على مسار العلاقات».

ويعتقد عباس أن «طهران مهتمة بتعزيز علاقاتها مع القاهرة، وقد زادت تلك الأهمية في الفترة الأخيرة، في ضوء الضغوط التي تتعرض لها إيران على خلفية تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في غزة ولبنان وسوريا».

ويرتبط تطور العلاقات المصرية-الإيرانية بمجموعة من الأبعاد السياسية والأمنية والاستراتيجية، وفق خبير الشؤون الإيرانية، الذي أشار إلى أن القاهرة «ما زالت تقف عند مرحلة استكشاف العلاقات لوضع النقاط فوق الحروف تجاه بعض القضايا»، موضحاً أن «هناك ملفات محل نقاش بين الجانبين، ومصر ما زالت معنية باستيضاح مواقف إيران في بعض الملفات، مثل ما يحدث في البحر الأحمر، والوضع في اليمن».