هل تُعدل مصر النظام الانتخابي للبرلمان بغرفتيه؟

اقتراح في «الحوار الوطني» بزيادة عدد أعضاء «النواب» و«الشيوخ»

جانب من اجتماع «لجنة الدين العام» (الثلاثاء) بـ«الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني المصري)
جانب من اجتماع «لجنة الدين العام» (الثلاثاء) بـ«الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني المصري)
TT

هل تُعدل مصر النظام الانتخابي للبرلمان بغرفتيه؟

جانب من اجتماع «لجنة الدين العام» (الثلاثاء) بـ«الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني المصري)
جانب من اجتماع «لجنة الدين العام» (الثلاثاء) بـ«الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني المصري)

مع اقتراب إقرار «التوصيات النهائية» لمقترحات «الحوار الوطني» المصري، حول القضايا السياسية والمجتمعية والاقتصادية، وذلك خلال اجتماع مرتقب لمجلس الأمناء (الأربعاء) تمهيداً لرفع التوصيات إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثيرت تساؤلات حول: هل تُعدل مصر النظام الانتخابي للبرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ)؟

وقال المنسق العام للحوار الوطني، ضياء رشوان، «إن عدداً من لجان إعداد وصياغة التوصيات والمقترحات التي طُرحت في الجلسات العامة للحوار الوطني، قد عقدت خلال الفترة الماضية اجتماعاتها المتخصصة المكثفة بمقر (الأكاديمية الوطنية للتدريب)، وذلك بحضور ذوي الشأن من مختلف الأطراف وبالتوازن المطلوب، وعدد من الخبراء والمتخصصين». وأضاف رشوان، في إفادة رسمية (مساء الاثنين)، أن «معظم اللجان قد انتهت بالفعل من صياغة التوصيات والمقترحات الخاصة بموضوعات كل منها، التي تُجهّز حالياً لعرضها على مجلس أمناء (الحوار) للنظر فيها خلال اجتماع ستتم الدعوة إليه (الأربعاء) لإقرارها، وتحديد طريقة رفعها إلى الرئيس السيسي ليتخذ بشأنها ما يراه».

وبحسب رشوان، فقد «انتهت 13 لجنة من صياغة مقترحاتها، من بين 19 لجنة هي عدد لجان (الحوار الوطني)».

وأفادت مصادر مطلعة بأنه «من بين المقترحات التي انتهت (لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي) من صياغتها، والتي سوف تناقش صيغتها النهائية خلال اجتماع (الأربعاء) اقتراح زيادة عدد أعضاء مجلسي (النواب) و(الشيوخ)، وتعديل بعض نصوص قانون مباشرة الحقوق السياسية». ووفق المصادر، تضمنت توصيات اللجنة 3 مقترحات لانتخابات البرلمان، «الأول هو الإبقاء على النظام الحالي بانتخاب 50 في المائة من أعضاء مجلسي (النواب) و(الشيوخ) عبر (القائمة المطلقة المغلقة)، و50 في المائة بـ(النظام الفردي) على 4 دوائر في ربوع البلاد، والثاني يتم بانتخاب كل الأعضاء بـ(القائمة النسبية غير المنقوصة) عبر 15 دائرة على مستوى مصر، بينما يتضمن الاقتراح الثالث انتخاب 50 في المائة من الأعضاء بـ(النظام الفردي)، و25 في المائة بنظام (القائمة المطلقة)، و25 في المائة بنظام (القائمة النسبية)».

من جهته، يرى عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني»، الدكتور عمرو هاشم ربيع، أنه «من المطروح تعديل النظام الانتخابي للبرلمان وفق أحد المقترحين، أو الإبقاء على النظام الحالي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «بشكل عام، أي نظام انتخابي يتضمن (قائمة مطلقة مغلقة) ولو بنسبة 1 في المائة يفتح الباب لـ(التشكيك في النتائج الانتخابات)»، حسب وصفه. وتابع: «عندما تحصل قائمة ما على 51 في المائة من الأصوات تكون هي الفائزة، وبذلك تضيع أصوات الناخبين الذين صوتوا لقائمة أخرى، وذلك على عكس (القائمة النسبية)، حيث تحتسب أصوات كل قائمة أياً كان عددها».

ووفق ربيع فإن «سبب اقتراح زيادة عدد أعضاء مجلسي (النواب) و(الشيوخ) هو مواكبة زيادة عدد السكان، وبالتالي زيادة عدد الناخبين».

ويبلغ عدد أعضاء مجلس الشيوخ المصري (إحدى غرفتي البرلمان) 300 عضو، ووفقاً للقانون رقم 141 لسنة 2020، ينتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر، ويعين رئيس الدولة الثلث الباقي، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 10 في المائة من إجمالي عدد المقاعد.

وأقرّت مصر تعديلات تشريعية في يونيو (حزيران) 2020، ارتفع بموجبها عدد أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) من 540 إلى 568 عضواً، على أن يخصص ما لا يقل عن 25 في المائة من مقاعده للمرأة، على أن يتم انتخاب 284 عضواً بالنظام الفردي، و284 مقعداً بنظام القائمة المغلقة، ويحق لرئيس الدولة تعيين عدد من النواب بما لا يزيد على 5 في المائة من إجمالي عدد المقاعد.

في السياق ذاته يرى المفكر المصري، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «نظام (القائمة المغلقة) يكون عادة في (الفترات الانتقالية) لضمان الاستقرار السياسي، وعدم تفتيت الأصوات بين أحزاب أو تيارات سياسية مختلفة الرؤى». وأضاف سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن «نظام (القائمة النسبية) هو الأنسب»، منوهاً إلى أن «وضع 3 مقترحات بأنظمة انتخابية مختلفة للبرلمان أمام الرئيس السيسي (أمر صعب)، لكنه ليس خطأ، إذ سيكون على الرئيس اختيار النظام الانتخابي الأمثل من بين المقترحات».


مقالات ذات صلة

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

السيسي: الأوضاع المضطربة في المنطقة تفرض بناء قدرات شاملة لحماية مصر

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة لـ«حماية الحدود المصرية من أي تهديدات محتملة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من المحادثات المصرية - الإيطالية للتعاون في مجال المياه (الري المصرية)

تعاون مصري - إيطالي لمجابهة «الفقر المائي»

تعاني مصر من «عجز مائي» بنحو 30 مليار متر مكعب سنوياً، حيث «تبلغ حصتها من مياه نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً».

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

قُتل 5 أشخاص وأصيب آخرون بالرصاص في قرية في ولاية الجزيرة (وسط السودان) إثر هجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» الأربعاء، ليضاف إلى 40 آخرين قُتلوا في بلدات أخرى بالولاية التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط البلاد الذي دمّرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف العام، على ما أفادت مصادر طبية ومحلية في الولاية، الأربعاء.

ولليوم الثاني على التوالي، عاود عناصر من «قوات الدعم السريع» الهجوم على قرية «التكينة» (وسط الجزيرة)، مستخدمة بعض الأسلحة الثقيلة، مخلّفة 5 قتلى، كما نفذ الطيران الحربي للجيش ضربات جوية لوقف تقدمها من اقتحام المنطقة. وفي وقت سابق، حذَّر كيان «مؤتمر الجزيرة» الذي يرصد انتهاكات الحرب، من وقوع مجزرة وشيكة تخطط لها «قوات الدعم السريع» تستهدف أهالي المنطقة، التي تحتضن أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من القرى المجاورة. وقال سكان في التكينة إن المسلحين من أبناء المنطقة تصدُّوا للقوة التي حاولت التوغل من جهة الحي الغربي.

«الدعم»: مؤامرة لخلق مواجهة مع المدنيين

بدورها، قالت «قوات الدعم السريع»، إنها ترصد أبعاد مؤامرة يقودها عناصر من النظام السابق (الحركة الإسلامية) وما تسميه «ميليشيات البرهان» تقوم بحشد المواطنين وتسليحهم في ولاية الجزيرة بهدف «خلق مواجهة بين قواتنا والمدنيين». وأضافت في بيان باسم المتحدث الرسمي، الفاتح قرشي، أن هناك فيديوهات موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن وجود «مخطط لتسليح المواطنين في قرى الجزيرة وتظهر الفلول (عناصر النظام السابق) وبعض المخدوعين من قرية التكينة وقرى أخرى، يتوعدون بمهاجمة قواتنا».

عائلة نازحة بعد مغادرتها منزلها في جزيرة توتي في الخرطوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

وناشدت أهالي القرى النأي بأنفسهم عن «مخطط الفلول ومحاولات الزج بالمواطنين في القتال باسم المقاومة الشعبية»، مؤكدة أنها لن تتهاون في التعامل بحزم مع المسلحين و«كتائب فلول الحركة الإسلامية».

في هذا السياق، أكد طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مقتل 40، مشيراً إلى أن «القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص». وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته بعد تعرّض الفرق الطبية لهجمات. وقال شهود في قرية ود عشيب إن «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، شنَّت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني. وقال شاهد في اتصال هاتفي مع الوكالة إن «الهجوم استُؤنف صباح» الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون «أعمال نهب».

الأمم المتحدة قلقة

ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها «قوات الدعم السريع» خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في أكتوبر (تشرين الأول).

مشهد للدمار في أحد شوارع أم درمان القديمة نتيجة الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (رويترز)

ومنذ ذلك التاريخ، وثَّقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسة كانت تُعدّ سلة الخبز في السودان. وحذَّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الجمعة، من أن اندلاع أعمال العنف هناك «يعرّض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر».

وتعرَّضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة؛ مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية. وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأُصيب العشرات منهم بالمرض. ويصل الكثير من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد «السير لأيام عدة... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها»، وفق ما قال دوجاريك، الجمعة. وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية. وقال دوجاريك: «إنهم مضطرون إلى النوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى».

80 % من المرافق الصحية مغلقة

وتقدّر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80 في المائة من المرافق الصحية في المناطق المتضررة. وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص الجوع الحاد.

من جهة ثانية، شنَّ الطيران الحربي للجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية على مواقع «الدعم السريع» شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقاً لمصادر محلية. وعاد الهدوء النسبي، الأربعاء، إلى الفاشر التي تشهد منذ أسابيع مستمرة معارك ضارية بعد توغل «قوات الدعم السريع» إلى وسط الفاشر.

مشروع توطين ألماني

من جهة ثانية، قالت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، خلال زيارتها لتشاد، الأربعاء، إن برلين تعتزم دعم مشروع يهدف إلى دمج اللاجئين السودانيين في تشاد. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، تعتزم حكومة تشاد تخصيص 100 ألف هكتار من الأراضي مجاناً، ليتم منح نصفها لأسر اللاجئين والنصف الآخر للأسر المعوزة في المجتمعات المضيفة. ومن المقرر أن يتم تخصيص هكتار واحد لكل أسرة.

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

ومن المقرر أن يقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لهذه الأسر؛ لجعل الأراضي صالحة للاستخدام. وقالت شولتسه، خلال زيارتها لمعبر أدري الحدودي شرق تشاد: «للأسف، علينا أن نفترض أن العودة إلى السودان لن تكون ممكنة لمعظم اللاجئين في المستقبل المنظور». وأضافت شولتسه أن المساعدات الإنسانية ليست حلاً دائماً. وقالت: «لهذا السبب يُعدّ هذا النهج، الذي يمنح اللاجئين والمجتمعات المضيفة الأراضي ويجعلها صالحة للاستخدام مجدداً كالحقول والمراعي، خطوة رائدة، حيث إن الذين يمتلكون أراضي خصبة يمكنهم توفير احتياجاتهم بأنفسهم». وقالت مديرة منظمة «وورلد فيجن ألمانيا»، جانين ليتماير، إن نحو 250 ألف لاجئ يعيشون حالياً ظروفاً صعبة، بمساكن مؤقتة بدائية في منطقة أدري وحدها. وأضافت ليتماير أن الأشخاص في كثير من الحالات يعيشون تحت أغطية من القماش المشمع المشدود على جذوع الأشجار أو الأعمدة.