قائد الجيش الجزائري يبحث في موسكو اتفاق توريد دبابات وطائرات حربية

الزيارة تأتي في سياق اتفاق عسكري أبرمه البلدان العام الماضي

قائد الجيش الجزائري مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا (الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الجزائري مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا (الدفاع الجزائرية)
TT

قائد الجيش الجزائري يبحث في موسكو اتفاق توريد دبابات وطائرات حربية

قائد الجيش الجزائري مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا (الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الجزائري مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا (الدفاع الجزائرية)

قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، اليوم الثلاثاء، إن زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة إلى روسيا، تأتي في سياق اتفاق عسكري أبرمه البلدان العام الماضي. وتتضمن الزيارة مباحثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، تخص «التعاون العسكري»، حسب الجانب الجزائري، الذي لم يقدم تفاصيل عن مهمة قائد الجيش.

لحظة وصول قائد الجيش الجزائري إلى موسكو (وزارة الدفاع الجزائرية)

وعادت «سبوتنيك» في تقرير أعدته عن الزيارة إلى تصريحات شويغو، منتصف يونيو (حزيران) الماضي، بمناسبة زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، بشأن اتفاق شراء الأسلحة، فنقلت عنه أنه «يشمل طلبية واسعة من العتاد الحربي». كما قال إن الاتفاق يتضمن دبابات وطائرات وأنظمة دفاع مضادة للطائرات، من دون تحديد حجم الطلبية ولا قيمتها، فيما كانت وسائل إعلام غربية ذكرت أنها في حدود 7 مليارات دولار، علما أن القوات المسلحة الجزائرية مجهزة أساسا بالعتاد الحربي الروسي، وذلك منذ عهد الاتحاد السوفياتي.

وتفيد تقارير مختصة بأن القيادة العسكرية الجزائرية مهتمة بشكل خاص بالحصول على غواصات متطورة، وطائرات «سو - 57» و«سو - 34»، و«سو - 30»، كما تريد أنظمة الدفاع الجوي الجديدة، مثل «إس - 400» و«فايكينغ»، و«أنتيي - 4000». ويمكن تفسير اهتمام الجزائر برفع وارداتها من الأسلحة بالزيادة التي شهدتها موازنة الجيش، والتي تضمنها قانون المالية لسنة 2023.

قائد الجيش الجزائري خلال مباحثاته مع بعض المسؤولين الروس (الدفاع الجزائرية)

وذكر بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، اليوم الثلاثاء، أن شنقريحة وجد في استقباله في مطار موسكو الفريق أول ألكسندر فومين، نائب وزير الدفاع الروسي، وديمتري شوغاييف مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا. مبرزا أن قائد الجيش «تابع بعدها عرضا عسكريا أدته وحدات من الجيش الروسي». وأضاف أنه عقد أول لقاء له بالمطار مع فومين وشوغاييف، بحضور سفير الجزائر لدى روسيا.

وفي 22 أغسطس (آب) 2022، صرح رئيس قسم الأسلحة في شركة «روستيخ» الروسية للصناعة الحربية، سيرغي أبراموف، بأن روسيا تعتزم زيادة تعاونها العسكري الفني مع الجزائر، وأنها مستعدة لمنح القروض للدول الراغبة في شراء الأسلحة الروسية. مؤكدا أن الهند على رأس الدول التي ترغب في شراء الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية، فيما تطور هذا التعاون مع فيتنام والجزائر وسوريا، وفق تصريحات ذات المسؤول، الذي أوضح أن المنطقة العربية وشمال أفريقيا تمثل 20 بالمائة من صادرات السلاح الروسي إلى العالم (50 بالمائة لبلدان جنوب شرق آسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي).

قائد الجيش الجزائري يؤدي التحية العسكرية في حفل استقباله من طرف المسؤولين الروس (الدفاع الجزائرية)

وكان برلمانيون أميركيون، بقيادة عضو الكونغرس الجمهورية ليزا ماكلين، قد وجهوا رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، عبّروا فيها عن «مخاوف تنتابهم» بشأن ما وصفوه «بتنامي العلاقات الوثيقة بين الجزائر وروسيا». وطالب أصحاب الرسالة بـ«تفعيل قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات»، الذي أقرّه الكونغرس في عام 2017. غير أن ما وصفته الصحافة الجزائرية بـ«ضغوط أميركية على الجزائر لوقف تقاربها مع روسيا» لم يلاحظ له أي أثر في الميدان، ويعود ذلك وفق محللين إلى أهمية المصالح الأميركية في الجزائر، خاصة في مجال المحروقات، زيادة على الأشواط الكبيرة التي قطعها البلدان في مجال ميدان مكافحة الإرهاب بمنطقتي المغرب العربي والساحل الأفريقي.



الحكومة المصرية تؤكد التزامها بسداد الديون

مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)
مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)
TT

الحكومة المصرية تؤكد التزامها بسداد الديون

مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)
مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)

أكدت الحكومة المصرية، الأربعاء، التزامها بسداد ما عليها من التزامات وديون، وذلك تزامناً مع إعلان صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع القاهرة، من شأنه صرف 1.2 مليار دولار، في إطار قرض بقيمة 8 مليارات دولار.

وقال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اجتماع الحكومة، الأربعاء، إن «الدولة المصرية سددت خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وديسمبر (كانون الأول) الجاري، نحو 7 مليارات دولار من الديون المستحقة عليها»، مؤكداً أن «إجمالي ما جرى سداده خلال عام 2024 وصل إلى 38.7 مليار دولار».

وأشار مدبولي إلى أن سداد هذه المبالغ «كان يُمثل تحدياً كبيراً للدولة»، مؤكداً «التزام بلاده بسداد ما عليها من التزامات»، وموضحاً أنها لم تتخلف يوماً عن سداد تلك المستحقات»، ولفت في هذا الصدد إلى أن «المبلغ المستحق خلال العام المقبل سيكون أقل مما تم سداده هذا العام»، حسب إفادة رسمية نشرتها صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك».

جاءت تصريحات مدبولي في إطار الإشارة إلى «الانتهاء من المراجعة الرابعة مع مسؤولي صندوق النقد الدولي، ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، الذي ستحصل مصر بموجبه على 1.2 مليار دولار»، حيث لفت رئيس الوزراء المصري في هذا الصدد إلى التصريح الصادر عن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، إيفانا فلادكوفا هولار، الذي أوضحت فيه أنه «تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات المصرية بشأن المراجعة الرابعة، ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، كما أكدت أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ سياسات رئيسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وذلك على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة، التي تتسبب في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس».

مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء (مجلس الوزراء)

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، حسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك في أعقاب تغيير عدد من شركات الشحن الكبرى مسارات الملاحة، بسبب الهجمات التي تشنها جماعة «الحوثي» على السفن المارة في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وحسب بيان صندوق النقد الدولي، الذي نشره على موقعه الإلكتروني، الأربعاء، فإن «مواصلة مصر تنفيذ جهود ضبط الأوضاع المالية سيكون ضرورياً للحفاظ على القدرة على تحمل الديون وخفض تكاليف الفوائد الكبيرة».

وأشار الصندوق إلى أن «الحكومة المصرية وافقت على زيادة نسبة الضرائب إلى الإيرادات اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى العامين المقبلين، مع التركيز على إلغاء الإعفاءات بدلاً من زيادة الضرائب». وقال الصندوق إن هذا من شأنه «إتاحة المجال لزيادة الإنفاق الاجتماعي لمساعدة الفئات الضعيفة»، مضيفاً أنه «في حين أن خطط السلطات المصرية لتنظيم وتبسيط النظام الضريبي جديرة بالثناء، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاحات لتعزيز جهود تعبئة الإيرادات المحلية».

كما أشار صندوق النقد إلى أن «مصر وافقت على بذل مزيد من الجهود الحاسمة لضمان أن يصبح القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنمو، والحفاظ على التزامها بسعر الصرف المرن».

وأكد رئيس الوزراء المصري، خلال الاجتماع الأربعاء، «استمرار جهود مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية فيما يتعلق بحوكمة وضبط بنود الإنفاق الاستثماري، وذلك بما يسهم في إتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص لزيادة نسب معدلات مشاركته في كثير من الأنشطة الاقتصادية، هذا فضلاً عن مساهمة هذه الإجراءات في ضبط الأداء المالي للموازنة العامة للدولة».

وجدد مدبولي «تأكيد استمرار جهود مختلف الأجهزة المعنية لتأمين الاحتياطيات المناسبة من مختلف السلع الاستراتيجية والأساسية، التي من شأنها أن تضمن تلبية الاحتياجات الإنتاجية والاستهلاكية من هذه السلع، وإتاحة مخزون آمن منها، ضماناً لاستقرار مستوى أسعارها».

وسمحت السلطات المصرية بانخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار بنحو 40 في المائة، ورفعت أسعار الوقود 3 مرات خلال العام الحالي. كما رفعت أسعار الكهرباء وخفضت دعم الخبز.

ونهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذَّر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من أن مصر قد تضطر إلى إعادة تقييم برنامجها مع الصندوق إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في اعتبارها التحديات الإقليمية غير العادية، التي تواجه البلاد، ضارباً المثل بتأثر إيرادات قناة السويس بنحو 60 في المائة، نتيجة التوترات الأمنية بالبحر الأحمر.

ونهاية الشهر الماضي، خلال زيارة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر لإتمام المراجعة الرابعة، قال رئيس الوزراء المصري إن القاهرة طلبت من صندوق النقد الدولي تعديل أهداف البرنامج ليس فقط لهذا العام، ولكن لكامل مدته، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل.

ولا يزال الاتفاق مع صندوق النقد على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بحاجة إلى موافقة المجلس التنفيذي للصندوق، قبل صرف شريحة جديدة من القرض.

تأتي المراجعة الرابعة في إطار برنامج قرض صندوق النقد الدولي الأخير لمصر الذي تبلغ مدته 46 شهراً، والذي تمت الموافقة عليه في عام 2022 وتم توسيعه إلى 8 مليارات دولار هذا العام، إثر تداعيات الأزمة الاقتصادية في مصر.