الرئيس سعيد يدعو لتطوير قدرات الجيش التونسي

بمناسبة إحياء الذكرى 67 لتأسيس المؤسسة العسكرية

الرئيس سعيد خلال استعراض عسكري (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)
الرئيس سعيد خلال استعراض عسكري (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)
TT

الرئيس سعيد يدعو لتطوير قدرات الجيش التونسي

الرئيس سعيد خلال استعراض عسكري (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)
الرئيس سعيد خلال استعراض عسكري (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد، اليوم (السبت)، إلى ضرورة الانخراط في برنامج متكامل لتطوير قدرات القوات المسلحة التونسية، يشمل العدة والعتاد، قائلاً: «سنعمل على تطوير قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية حتى تكون الدرع والسيف».

وأكد الرئيس سعيد، لدى إحياء الذكرى 67 لتأسيس الجيش التونسي في قصر قرطاج، على وضع مخطط لتطوير المؤسسة العسكرية «يشمل مختلف المجالات، ويكافئ سخاء أبطالها وبطلاتها»، على حد تعبيره.

وبهذه المناسبة، أثنى الرئيس سعيد على الدور المهم الذي قامت به المؤسسة العسكرية في عدة مناسبات مهمة، وأبرزها الانتخابات والامتحانات الوطنية، وتأمين الحدود البرية والبحرية، والمشاركة في بعثات حفظ السلام. وقال بهذا الخصوص: «أنتم الدروع والسيف على الحدود... تدافعون عن الوطن العزيز دون حدود، متوجهين إلى خط النار، وتنتشرون في ساحات القتال كصقور جارحة، في البر والبحر والجو، وتهجمون على كل مَن يفكر في عدائنا وتمزيق شمل تونس»، مشيراً إلى تدخلات الجيش في التصدي لعدة كوارث طبيعية، وتقديم الخدمات للمواطن، ومن ذلك إخماد الحرائق، وتقديم العناية الصحية لمن يحتاج إليها في الجبهات العسكرية، ومشاركاته في المهام الخارجية في عدة دول منذ ستينات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا، بهدف حفظ السلام.

يُذكر أن حادث تحطم مروحية عسكرية، بداية الشهر الحالي، في منطقة رأس سراط بولاية بنزرت، ومقتل طاقمها المتكون من 4 عسكريين كانوا في مهمة تدريب ليلي، كشف عن تآكل العتاد العسكري، وتقادم جل التجهيزات، وعلى أثر هذا الحادث وعد سعيد بتطوير العتاد العسكري حتى يواكب التطورات إقليمياً ودولياً.

من ناحية أخرى، أشاد الرئيس التونسي بانطلاق مؤسسة «فداء»، «حتى ولو جاءت متأخرة»، التي تنصب خدماتها «على مَن قضى شهيداً من المؤسسة العسكرية، ومن أُصيب غدراً»، على حد تعبيره. وتعنى «مؤسسة فداء» التي أعلنت مؤسسة رئاسة الجمهورية عن تشكيلها بـ«تقديم تعويضات لعائلات شهداء المؤسستين العسكرية والأمنية، وكذلك عائلات شهداء الثورة التونسية وجرحاها، غير أن ممثلي شهداء الثورة وجرحاها من المدنيين دعوا إلى الفصل بين الطرفين، وأفرادهم بمؤسسة لوحدهم».



دوقة إدنبرة: ما يحدث في السودان شبيه بمجازر رواندا

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
TT

دوقة إدنبرة: ما يحدث في السودان شبيه بمجازر رواندا

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)

قالت دوقة إدنبرة، الأميرة صوفي، خلال زيارة إلى معسكر أدري على الحدود بين السودان وتشاد، والذي يحتضن الفارين من جحيم الحرب في السودان، إن الصراع الدامي في هذا البلد «سقط من اهتمامات الجميع»، وشبهت ما يحدث هناك بما جرى في رواندا من مجازر، منتصف التسعينات، في وحشيتها، في تقرير أوردته صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وزارت الأميرة صوفي، وهي ناشطة في مجال مكافحة العنف الجنسي، مستشفى بمنطقة أدري، واستمعت لشهادات بعض النساء، ووصفتها بأنها كانت «قاسية بشكل أكبر مما يمكنها تحمله». وأضافت أن المعاناة هناك «شبيهة بما جرى في رواندا» في وحشيته، محذرة من أن هذا الصراع قد «سقط من اهتمامات الجميع».

وحسب تقرير «التلغراف»، فإن الدوقة أبدت ضيقها عندما التقت بنساء أُجبرن على ممارسة الجنس من أجل إطعام أسرهن، أو اللواتي تحدثن أيضاً عن تعرض أطفالهن للاغتصاب. وحكت إحداهن كيف أن الجثث كانت «مكدسة مثل الجدران الطويلة» في شوارع قراهم أثناء فرارهن منها.

ويقع مخيم أدري على بُعد نحو 10 أميال من مناطق النزاع في دارفور، ويستقبل المئات من اللاجئين الفارين من الحرب، يومياً.

الطعام مقابل الجنس

وتحدثت الأميرة صوفي لـ«التلغراف» عن انطباعاتها بعد زيارتها للمستشفى بأدري، قائلة إن المحادثة معهن كانت «مدمرة»، وأضافت: «لا أجرؤ حتى على وصف ما كانوا يفعلونه بالأطفال هناك!». وتابعت: «الناس هناك يضطرون إلى تبادل الطعام والماء مقابل الجنس، والاغتصاب... هذا العنف يتم ارتكابه خلال الصراع هناك؛ إذ يتم استخدامه كأداة للمساومة... هؤلاء النساء ليس لديهن خيار سوى المغادرة، وحتى في هذه الحالة فإنهن محظوظات إذا تمكن بعضهن من الفرار؛ لأن بعض القرى والبلدات التي أتين منها لا يستطيع الناس حتى مغادرة منازلهم؛ إذ يتم قتلهم إذا خرجوا من منازلهم».

صورة نشرتها «تلغراف» لدوقة إدنبرة خلال زيارتها إلى مخيم أدري الحدودي للاجئين السودانيين بتشاد

والتقت الدوقة بعائلات عانت من الجوع أثناء عبورها على عربات تجرها الخيول. وقالت إحدى النساء، تدعى حديدة عبد الله، والتي كانت تحمل طفلتها البالغة من العمر تسعة أشهر، إن عائلتها سافرت لمسافة 50 ميلاً تقريباً بعد أن طُردت من أرضها، وأضافت: «لقد اضطررنا إلى المغادرة؛ لأننا لم يكن لدينا ما نأكله».

وأصبحت الدوقة، وهي أم لطفلين، مناصِرة صريحة لحقوق المرأة في الصراعات، وفي وقت سابق من هذا العام زارت ضحايا العنف الجنسي في أوكرانيا أيضاً. ومع ذلك، فإنها حذرت من أنه يجب ألا ينصرف التركيز العالمي عن السودان، قائلة: «صحيح أن انتباهنا يتوجه نحو صراعات أخرى، وهذا أمر مفهوم، لكن هناك كارثة إنسانية هائلة، وتشاد باتت مضطرة إلى محاولة تحسين الوضع في وقت لا تستطيع فيه تحمل تكاليف القيام بذلك».

وأضافت: «تقول المنظمات إنه يتم سحب الميزانيات، وأشياء من هذا القبيل؛ لأن الأموال يتم تحويلها إلى أماكن أخرى». وعندما سُئلت عن مدى شدة الوضع، قالت الدوقة: «إنهم يصفون مشاهد شبيهة بما جرى في رواندا».