16 قتيلاً بهجوم لـ«الشباب» على فندق في مقديشو

رجل أمس يطل من نافذة تضرر زجاجها في فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)
رجل أمس يطل من نافذة تضرر زجاجها في فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)
TT

16 قتيلاً بهجوم لـ«الشباب» على فندق في مقديشو

رجل أمس يطل من نافذة تضرر زجاجها في فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)
رجل أمس يطل من نافذة تضرر زجاجها في فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)

أعلنت الشرطة الصومالية، السبت، أن ستة مدنيين وثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا وجُرح عشرة مدنيين في هجوم شنه على فندق في مقديشو سبعة مسلحين من حركة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» جرى «تحييدهم» ليل الجمعة - السبت بعد حصار دام ست ساعات. وقالت الشرطة في بيان: «قتل ستة مدنيين في الهجوم (...) وأصيب عشرة آخرون». وأضافت أن «ثلاثة من أفراد قوات الأمن الشجعان لقوا حتفهم»، موضحة أنه جرى إنقاذ 84 شخصاً كانوا في فندق «بيرل بيتش» سالمين. وبدأ الهجوم الذي أعلن مقاتلو الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عنه عندما اقتحم سبعة مهاجمين فندق «بيرل بيتش» على شاطئ مقديشو. وانتهى الهجوم، حسب الشرطة، بعد تبادل إطلاق النار بين عناصرها والمهاجمين الذين قتلوا جميعاً. وقال البيان إن «قوات الأمن تمكنت من إنقاذ 84 شخصاً بينهم نساء وأطفال وشيوخ».

صوماليون يحيطون بسيارة إسعاف تنقل ضحايا من فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)

تقاتل جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، الحكومة الفيدرالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ أكثر من 15 عاماً. وتستهدف في أغلب الأحيان الفنادق التي ينزل فيها بشكل عام موظفون صوماليون كبار وأجانب. وكان شهود اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية، قد تحدثوا عن إطلاق نار كثيف بالقرب من المبنى. وذكر صحافي من الوكالة أن عدداً من سيارات الإسعاف متوقفة أمام المبنى. وقال الشاهد عبد الرحيم علي: «كنت بالقرب من مطعم بيرل بيتش عندما دوى انفجار قوي أمام المبنى». وأضاف: «تمكنت من الهرب لكن بعد ذلك حدث إطلاق نار كثيف ودخلت قوات الأمن بقوة».

«حرب شاملة» وقال ياسين نور الذي كان في مكان قريب إن مطعم الفندق كان «مزدحماً بعدما جرى تجديده منذ فترة قصيرة». ورأى المحلل الأمني في مجموعة الأزمات الدولية، عمر محمود، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الهجوم الذي وقع في منطقة شعبية في مقديشو صدمة نوعاً ما؛ لأننا كنا نتصور أن الأمن يتحسن في المدينة في الأسابيع الأخيرة». وأضاف: «يبدو أن الشباب يشنون سلسلة من الهجمات لإبطاء هجوم محتمل للحكومة وحلفائها». وكانت حركة «الشباب» قد هاجمت في أغسطس (آب) 2020 «إيليت» وهو فندق آخر يقع على شاطئ الليدو، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وشرطي. واحتاجت قوات الأمن لأربع ساعات من أجل استعادة السيطرة على المبنى. وطُردت الحركة من المدن الكبرى في البلاد في 2011 و2012، لكنها تتمركز بقوة في مناطق ريفية شاسعة. وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود «حرباً شاملة» عليهم، وشن حملة عسكرية في سبتمبر (أيلول) تسانده ضربات جوية أميركية خصوصاً.

صوماليون يعاينون الأضرار بعد الهجوم على فندق «بيرل بيتش» السبت (إ.ب.أ)

لكن حركة «الشباب» تواصل شن هجمات عنيفة تؤكد قدرتها على ضرب قلب مدن ومنشآت عسكرية صومالية. وفي 26 مايو (أيار)، هاجم مسلحو الحركة قاعدة يسيطر عليها جنود أوغنديون من قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أتميس) في جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل 54 جندياً على الأقل. وفي 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، انفجرت سيارتان مفخختان في مقديشو؛ ما أدى إلى مقتل 121 شخصاً وجرح 333 آخرين، في أكبر حصيلة تسجل في هجوم منذ خمس سنوات في هذا البلد الذي يعاني من موجة جفاف غير مسبوقة أيضاً. وأدت ثلاث هجمات متزامنة في بلدوين (وسط) إلى مقتل 30 شخصاً بينهم مسؤولون محليون، في أوائل أكتوبر. وقتل 21 نزيلاً في فندق في مقديشو خلال حصار استمر ثلاثين ساعة في أغسطس الماضي. وحصار الفندق هذا أثار تساؤلات حول كيفية تمكن المتشددين من الوصول إلى قلب منطقة مقديشو الإدارية الخاضعة لحراسة مشددة من دون أن يجري كشفهم. وفي تقرير إلى مجلس الأمن في فبراير (شباط)، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش أن 2022 كان العام الذي شهد مقتل أكبر عدد من المدنيين في الصومال منذ 2017. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى هجمات حركة «الشباب».


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)

«الجنائية الدولية»: 11 ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
TT

«الجنائية الدولية»: 11 ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

مع اقتراب دفع المحكمة الجنائية الدولية بـ«المرافعات» الختامية في قضية السوداني علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم بدارفور، وصف الدفاع المتهم كوشيب بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، وهم: الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا «الدفاع» وقتها عبد الرحيم محمد حسين، و«الداخلية» أحمد هارون.

وقالت المحكمة الجنائية، في «ورشة عمل» عقدتها للصحافيين السودانيين في العاصمة الكينية كمبالا، الجمعة، إن المحكمة قررت تقديم المرافعات الختامية في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

ويواجه عبد الرحمن 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم بدارفور السودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003، وأبريل (نيسان) 2004، بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

مطالب بتسليم البشير وهارون

وقال المستشار بمكتب المدعي العام داهيرو سان آنا، عبر تقنية مؤتمر فيديو من لاهاي، إن مكتبه يحقق في أحداث دارفور الناجمة عن الحرب الحالية، وإنه كلف فريقاً يقوم بجمع المعلومات في دارفور يتعلق بالقضايا الجديدة، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتحدث الناس أنها تحدث في الإقليم المضطرب، وبنهاية التحقيقات سيجري تقديم طلبات لقضاة المحكمة لتوجيه اتهامات.

الرئيس السوداني السابق عمر البشير مغادراً مكتب المدعي العام لمكافحة الفساد في الخرطوم 16 يونيو (أرشيفية - رويترز)

وأوضح أن المتهمين الرئيسيين؛ الرئيس السابق عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير داخليته أحمد محمد هارون، لا يزالون دخل السودان. وأضاف: «وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يجب تسليمهم للمحكمة، وهو التزام لا يزال قائماً». وتابع أن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قاده الجيش صعب الأوضاع المتعلقة بتسليم المتهمين.

وقال داهيرو إن تسليم المتهمين يقع على حكومة السودان التي تَعلم مكان المتهمين. وتابع: «سألناهم، العام الماضي، ولم يعطونا معلومات، وقالوا إنهم يحققون في مكان وجود أحمد هارون». واستطرد: «التحقيقات مع كوشيب أشارت إلى ضلوع هارون في كل الجرائم المرتكبة بواسطة كوشيب، وطالبنا بتسليمه ليحاكَم الرجلان معاً، لكن هذا لم يحدث».

وعادت قضية تسليم أحمد محمد هارون إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الصراعات داخل حزب البشير «المؤتمر الوطني»، وانتخاب الرجل رئيساً للحزب، رغم التهم الموجهة له من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والاتهامات التي يواجهها في القضاء المحلي.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وبإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، يواجه الرجال الثلاثة المحاكمة باتهامات تتعلق بتدبير انقلاب 1989، تصل عقوبتها للإعدام. وعقب اندلاع الحرب، في 15 أبريل، خرج هارون ومتهمون آخرون من السجن، ولا يعلم مكان وجودهم، بينما لا تزال السلطات تقول إن البشير وحسين لا يزالان قيد الحبس، دون أن تكشف عن مكان حبسهما.

اتهامات لحكومة السودان

بدوره، قال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة لا تستطيع توسيع نطاق اختصاصها إزاء الجرائم التي يزعم أن قوات «الدعم السريع» ترتكبها في مناطق جديدة من السودان؛ لأن السودان ليس عضواً في ميثاق روما المكون للمحكمة الجنائية الدولية، وأن اختصاصها يقتصر على قرار مجلس الأمن 1593 الصادر في 2005، الذي أحال الوضع في دافور للمحكمة.

واتهم محامي المتهم سيريل لاوشي، في إفادته، للصحافيين، «حكومة السودان» بأنها قدمت كوشيب «كبش فداء» للتستر على المتهمين الرئيسيين. وقال: «جاء ممثل السودان، وقال: خذوه وحاكموه، فهذا هو الشخص الذي يجب أن تجري محاكمته، على الرغم من وجود المتهمين الرئيسيين؛ عمر البشير ومساعديْه وزيري الدفاع والداخلية».

وأرجع محامي كوشيب تأخير إجراءات المحاكمة إلى عدم مثول المتهمين الآخرين، وأضاف: «كان يمكن أن تسير الإجراءات بشكل يحقق العدالة، بحضور المتهمين». وأقر المحامي لاوشي بوقوع الجرائم موضوع المحاكمة، وطالب بجبر ضرر الضحايا، بقوله: «للمجني عليهم الحق في جبر الضرر، بغض النظر عن إدانة كوشيب أو تبرئته، وحق الضحايا لن يتأثر بكونه مجرماً أو غير مجرم».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفقاً للمتحدثين باسم محكمة لاهاي، فإن مكتب المدعي العام والممثلين القانونيين للضحايا، وهيئة الدفاع سيدلون بمرافعاتهم الختامية، في الوقت المحدد، أمام الدائرة الابتدائية الأولى المكونة من القاضية جوانا كورنر «قاضية رئيسة»، والقاضيتين راين ألابيني غانسو وألتيا فيوليت أليكسيس.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليمه نفسه للمحكمة في يونيو (حزيران) 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وقفلت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023، وينتظر أن تستمع المحكمة إلى مرافعتَي الاتهام والدفاع الختاميتين، قبل اتخاذ قرار بشأن الرجل المحبوس لدى المحكمة في لاهاي.