احتجاجات غاضبة في موريتانيا إثر «وفاة» شاب بحوزة الشرطة

الشرطة تنشر روايتها... والسلطات تفتح تحقيقاً

صورة متداولة في وسائط التواصل الاجتماعي لاحتجاجات غاضبة في بعض شوارع نواكشوط يوم الاثنين
صورة متداولة في وسائط التواصل الاجتماعي لاحتجاجات غاضبة في بعض شوارع نواكشوط يوم الاثنين
TT

احتجاجات غاضبة في موريتانيا إثر «وفاة» شاب بحوزة الشرطة

صورة متداولة في وسائط التواصل الاجتماعي لاحتجاجات غاضبة في بعض شوارع نواكشوط يوم الاثنين
صورة متداولة في وسائط التواصل الاجتماعي لاحتجاجات غاضبة في بعض شوارع نواكشوط يوم الاثنين

اندلعت صدامات بين شبان غاضبين وعناصر من مكافحة الشغب، مساء يوم الاثنين، في بعض أحياء مدينتي نواكشوط ونواذيبو، أكبر مدن موريتانيا، ووصلت يوم الثلاثاء إلى مدن أخرى جنوب البلاد، وذلك خلال احتجاجات على «وفاة» شاب موريتاني كان موقوفاً لدى الشرطة، واتهمت عائلته أفراداً من الشرطة بالتورط في «مقتله».

وأضرم شبان غاضبون النيران في إطارات سيارات، وأغلقوا بعض الشوارع، بينما كانوا يرشقون عناصر الشرطة بالحجارة، وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتركزت هذه الاحتجاجات في أحياء مقاطعة «السبخة»، جنوب غربي العاصمة نواكشوط؛ حيث توفي الشاب الذي يدعى «عمار جوب».

وتضاربت الروايات حول الظروف التي توفي فيها الشاب المذكور؛ لكن الإدارة العامة للأمن الوطني نشرت بياناً مساء الاثنين، قالت فيه إن دورية من الشرطة أوقفت عمار جوب عند نحو منتصف ليل الأحد- الاثنين، حين كان في «تشاجر وعراك عنيف» مع 3 شبان تمكنوا من الفرار.

التحقيق وكشف الملابسات

وأوضحت إدارة الأمن أن عمار جوب كان «في وضعية شبه فقدان كامل للوعي، نتيجة استخدام المؤثرات العقلية»، وبالتالي خضع للتوقيف في المفوضية «بغرض التحقيق وكشف الملابسات»، ولكن الشرطة قالت إنه «في حدود الساعة الثانية فجراً اشتكى من ضيق في التنفس، ليتم نقله فوراً إلى المستشفى الوطني؛ حيث عاينه الطبيب المداوم وكتب له وصفة طبية».

وأكدت إدارة الأمن أن الشاب توفي في المستشفى «بعد تدهور حالته الصحية»، مشيرة إلى أن الشرطة أبلغت وكيل الجمهورية في محكمة نواكشوط الغربية، لتبدأ «إجراءات التشريح التي يجريها الطب الشرعي، وذلك بغرض تحديد أسباب الوفاة»، وفق تعبير بيان إدارة الأمن.

من جانبها، كانت عائلة الشاب المذكور قد طلبت تشريح الجثة لكشف سبب الوفاة، وهو ما تم بالفعل، بحضور أفراد من العائلة، وطبيبة ومحامٍ منتدبين من العائلة، بينما تجمهر قادة أحزاب معارضة في باحة المستشفى، وطالبوا بفتح تحقيق ومعاقبة الجناة.

في غضون ذلك، أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بياناً قالت فيه إنها «تلقت شكاية من ذوي القتيل عمار جوب الذي فارق الحياة في مفوضية للشرطة، حسب تصريحهم»، وأضافت اللجنة أنها أرسلت «بعثة للبحث والاطّلاع؛ حيث حضرت التشريح المخبري»، وأكدت أنها «تتابع القضية عن كثب لاتخاذ ما يلزم».

حادثة مشابهة

وأعادت الحادثة الأخيرة إلى الأذهان حادثة مشابهة وقعت قبل 3 أشهر، قُتل فيها شاب داخل إحدى مفوضيات الشرطة بنواكشوط، وهي الحادثة التي تسببت في احتجاجات شعبية وأعمال شغب واسعة، ولكن السلطات سيطرت على الوضع وفتحت تحقيقاً أسفر في النهاية عن سجن عناصر من الشرطة، وتوجيه تهمة القتل إليهم، ويتوقع أن يمثلوا أمام المحكمة.

وبالتالي أخذت الحادثة الأخيرة أبعاداً جديدة، وتحولت إلى موقف شعبي غاضب من قطاع الشرطة، ورفعت مطالب باستقالة المدير العام للأمن الوطني، بينما حذر سياسيون من خطورة انعدام الثقة في قطاع الشرطة المسؤول عن أمن المواطنين.

تأتي هذه الأحداث في ظل توتر سياسي تعيشه موريتانيا، بسبب رفض المعارضة نتائج الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية التي نظمت يوم 13 مايو (أيار) الحالي، وتلويح هذه المعارضة بالعودة إلى الشارع من أجل التظاهر ضد ما تسميه «التزوير».



إخلاء سبيل اللاعب المصري أحمد فتوح في قضية «الدهس»

أحمد فتوح (فيسبوك - صفحة اللاعب)
أحمد فتوح (فيسبوك - صفحة اللاعب)
TT

إخلاء سبيل اللاعب المصري أحمد فتوح في قضية «الدهس»

أحمد فتوح (فيسبوك - صفحة اللاعب)
أحمد فتوح (فيسبوك - صفحة اللاعب)

قررت الدائرة الثانية لمحكمة جنايات مطروح في مصر، الاثنين، إخلاء سبيل أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك المصري ومنتخب مصر لكرة القدم، بكفالة 50 ألف جنيه مصري (الدولار يساوي 48.43 جنيه)، وتأجيل نظر محاكمته بتهمتي القتل الخطأ والقيادة تحت تأثير المخدرات إلى جلسة 22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، شغلت واقعة فتوح اهتمامات المصريين، عقب توقيف اللاعب بتهمة دهس رجل شرطة على الطريق الدولي الساحلي بمدينة العلمين (104 كيلومترات غرب مدينة الإسكندرية)، الشهر الماضي، ما أدى إلى وفاته. وصدر قرار بحبس فتوح 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم تم تجديد حبسه 15 يوماً لحين الانتهاء من التقرير الطبي الخاص بتعاطي اللاعب المخدرات، الذي ثبتت «إيجابيته».

وقررت النيابة العامة المصرية، في منتصف أغسطس (آب) الماضي، إحالة اللاعب إلى محكمة الجنايات المختصة، بتهمة القتل الخطأ تحت تأثير المخدرات.

وعُقدت أولى جلسات نظر القضية في 19 أغسطس، وتم تأجيل نظر القضية لجلسة اليوم 16 سبتمبر (أيلول)، مع استمرار الحبس.

وفي ثاني جلسات محاكمة اللاعب، الاثنين، استمعت المحكمة لطلبات هيئة الدفاع عن اللاعب، فقدم المحامي أشرف عبد العزيز، 7 طلبات، شملت استدعاء شاهد الإثبات الخامس، طبيب الطب الشرعي، والشاهد الرابع رئيس مصلحة الطب الشرعي بالإسكندرية، وشاهد الإثبات الأول، الضابط مجري التحريات، واستدعاء محرر البلاغ، كما طالب باستدعاء مدير مرفق إسعاف مطروح.

وطالب دفاع أحمد فتوح ببيان رسمي من مرفق إسعاف مطروح حول الحوادث التي وقعت على نفس الطريق، وأيضاً بمعاينة المحكمة لمكان الحادث للتحقق من وجود مطبات صناعية أو كباري مشاة على الطريق الذي يتجاوز عرضه 250 متراً، واستبيان مدى إمكانية العبور على هذا الطريق.

كما طلب إخلاء سبيل موكله بأي ضمان تراه المحكمة، لحين المرافعة في الجلسة المقبلة، لأنه العائل الوحيد للأسرة، وأن قرار إخلاء السبيل سيمكنه من عقد الصلح مع أسرة المجني عليه والتفاوض معهم، بالإضافة إلى أن محل سكنه معروف ولن يؤثر على سير التحقيقات.

وطالبت هيئة الدفاع أيضاً بأن تستشير المحكمة دار الإفتاء المصرية لإصدار فتوى تحدد قيمة الدية المناسبة للحالة، حتى يتسنى لأهل اللاعب تجهيزها.

كذلك طلب الدفاع إخلاء سبيل أحمد فتوح كونه شخصية رياضية، مع إمكانية إصدار قرار بمنعه من السفر لحين انتهاء إجراءات التقاضي وصدور الحكم، لتسهيل عملية دفع الدية وإحقاق الشرع.

وأمام تلك الطلبات، قررت المحكمة الاستجابة بحضور مدير مصلحة الطب الشرعي والكيميائي الذي قام بعمل التحليل للاعب في الجلسة المقبلة.

رفض أهل الضحية

في المقابل، أكد محامي أسرة المجني عليه، شنودة مكارم، أثناء نظر الدعوى، أن أسرة الضحية تمر بأزمة نفسية حادة جراء الحادث، ورفضت قبول الدية الشرعية ومن ثم التصالح مع المتهم، مشدداً على تمسك المدعين بالحق المدني بتطبيق القانون على المتهم، واستمرار الدعوى في مسارها طبقاً للقيد والوصف المسطر بأمر إحالة المتهم.

وكان أمر الإحالة قد بيّن أن فتوح سيخضع للمحاكمة «بناءً على ما نسب إليه من إحراز جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي، وتسببه خطأ في قتل المجني عليه أحمد السيد حال قيادة سيارته تحت تأثير المخدر وبحالة ينجم عنها الخطر».

وأضاف بيان النيابة: «ثبت بتحقيقات النيابة العامة أن المتهم قاد سيارته بأحد الطرق الساحلية بسرعة هائلة جاوزت السرعة المقررة قانوناً تحت تأثير تعاطي جوهر الحشيش المخدر، فصدم المجني عليه حال عبوره الطريق، فتناثرت أشلاؤه داخل السيارة وعلى جنبات الطريق بعد وفاته، كما ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي احتواء العينة المأخوذة من المتهم على المادة المخدرة المشار إليها».

وتصدر اسم فتوح «ترند» منصات التواصل الاجتماعي المصرية، بالتزامن مع ثانية جلسات محاكمته. وقام العشرات من الرواد بمشاركة قرار حكم إخلاء سبيل اللاعب، من بينهم بعض الإعلاميين الرياضيين.

وتداول رواد طلبات الدفاع عن فتوح فيما بينهم، ومقاطع فيديو من المحاكمة.

كما أشار آخرون إلى ما أثير عن رفض أسرة المجني عليه للصلح. وأبدى جانب كبير من الرواد حالة من التعاطف مع اللاعب.