قال سكان في الخرطوم، اليوم الأربعاء، إنهم سمعوا دويَّ اشتباكات بين طرفي الصراع، الليلة الماضية، في أجزاء من العاصمة السودانية، في ثاني أيام هدنة لمدة أسبوع؛ بهدف السماح بإيصال المساعدات، وتمهيد الطريق لهدنة أطول، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يخضع لمراقبة السعودية والولايات المتحدة، وطرفي الصراع المتمثلين في الجيش وقوات «الدعم السريع»، بعد 5 أسابيع من القتال الكثيف في الخرطوم، وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد؛ مثل إقليم دارفور غرب السودان.
وقال سكان أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تكوِّن معاً ولاية الخرطوم، إن هناك تبادلاً لإطلاق النار وقع، في وقت متأخر أمس الثلاثاء في عدة مناطق، وفق «رويترز».
وأضافوا أنهم سمعوا دويّ نيران مدفعية كثيفة قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية، في ضواحي العاصمة.
وأدى وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ، مساء الاثنين، إلى هدوء نسبي للقتال في الخرطوم، أمس الثلاثاء، ومع ذلك لم تظهر مؤشرات على زيادة سريعة في الإغاثة الإنسانية، إذ قالت فِرق الإغاثة إن كثيراً من الإمدادات وعمال الإغاثة، الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية.
وجددت السعودية والولايات المتحدة، أمس (الثلاثاء)، تأكيد أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد، والترتيبات الإنسانية في السودان. وشدد الجانبان، في بيان، على أن الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الأساسية، وهو ما سيكون ممكناً في ظل وقف إطلاق النار المؤقت.
وأفاد البيان بأن المسهّلين (السعودية والولايات المتحدة) خلال هذه المحادثات لاحظوا أن كلا الطرفين لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية خلال فترة الـ48 ساعة، وقبل بدء وقف إطلاق النار، مضيفاً: «بالرغم من أن القتال في الخرطوم أخف شدةً عن ذي قبل، فإن المسهلين أبلغوا طرفي الصراع بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة».
وأضاف أن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق انخرطوا، الثلاثاء، بجدة في نقاشات بنّاءة حول المساعدات الإنسانية وإيصالها، وعملوا على ضم قيادات الطرفين للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لإغاثة المحتاجين.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية، بينما كان يجري وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دولياً للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية.
وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطاً إنسانية شديدة، قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل (نيسان)، والذي أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم، وهدَّد بزعزعة استقرار المنطقة.
وتقول «الأمم المتحدة» إن عدد من يحتاجون للمساعدة قفز إلى 25 مليوناً؛ أي أكثر من نصف سكان السودان.