قيس سعيد ينفي «اتهامات كاذبة» بمعاداة تونس للسامية

بعد تعهد الرئيس الفرنسي «بمكافحة» الظاهرة إثر هجوم جربة

TT

قيس سعيد ينفي «اتهامات كاذبة» بمعاداة تونس للسامية

عناصر من الأمن التونسي في موقع الهجوم المسلح على كنيس يهودي بجزيرة جربة (د.ب.أ)
عناصر من الأمن التونسي في موقع الهجوم المسلح على كنيس يهودي بجزيرة جربة (د.ب.أ)

بعد أيام قليلة من الهجوم الذي استهدف محيط كنيس يهودي في جزيرة جربة التونسية، وأودى بحياة خمسة أشخاص، وجرح سبعة آخرين، نفى الرئيس قيس سعيد معاداة تونس للسامية، في رد غير مباشر على تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد يوم واحد من الهجوم، حيث تعهد «بمكافحة معاداة السامية»، وقال: «دائماً، وبلا كلل، سنكافح معاداة السامية».

صورة أرشيفية للرئيس التونسي مستقبلاً ماكرون في قمة الفرنكفونية (أ.ف.ب)

وأضاف ماكرون في تغريدة: «الهجوم على كنيس الغريبة يقلقنا. نفكر بألم بالضحايا، بالشعب التونسي، بأصدقائنا. نقف إلى جانب عائلة مواطننا الذي قتل».

وأكد سعيد خلال زيارة السبت إلى مدينة أريانة (القريبة من العاصمة) «أن بعض الحقائق التي لا تُنسى تشهد بكل شرف على التضامن الراسخ بين التونسيين والمسلمين واليهود».

كنيس الغريبة اليهودي الذي تعرض لهجوم في مدينة جربة التونسية (أ.ب)

وذكر موقع رئاسة الجمهورية أن الزيارة كانت «فرصة لإحياء الذاكرة الجماعية التونسية، حيث كان التعايش أمراً ضرورياً بين اليهود والمسلمين».

وقال حسب مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية: «هنا، في هذا المكان الذي أوجد فيه الآن، وجد اليهود التونسيون الذين فروا من القوات النازية، ونصبوا خيامهم، ملاذاً في هذا المنزل، منزل جدي».

وأضاف: «هناك من يحرفون التاريخ، ويشوهون الحقائق، ويتآمرون على الدولة، ويريدون ضرب السلم الأهلي، ومن ثم يكيلون الاتهامات من العواصم أو من الدوائر الخارجية، بمعاداة السامية».

.

ووجّه الرئيس التونسي رسالة إلى العواصم الغربية والأطراف الأجنبية «التي سارعت إلى إلقاء اتهامات كاذبة بمعاداة السامية»، منتقداً «الازدواجية الصارخة في المواقف والذاكرة القصيرة لفهم القصة، القصة الحقيقية».

وتابع قائلاً: «لا تتردد هذه الأطراف في توجيه اتهامات كاذبة بمعاداة السامية، وهي تصم آذانها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع محنة الفلسطينيين الذين يموتون كل يوم... سوف يتمكن الناس من الانتصار واستعادة أرضهم المنهوبة رغم كل الصعاب».

على صعيد متصل، أفادت «حركة النهضة»، أنّ «طرفاً سياسياً آيديولوجياً يحاول إلصاق عملية جربة التي حدثت يوم الثلاثاء الماضي، بالحركة وبرئيسها، برغم تأكيد رئيس الجمهورية ووزارة الداخلية أنها عملية إجرامية، ذلك أن هذا الطرف يعد الفرصة ملائمة لتصفية خصم كثيراً ما هزمهم ديمقراطياً»، على حد تعبيرها.

وأضافت أن ذلك الطرف «يشن حملة ظالمة» ضدها ويحاول إلصاق «تهم كيدية بها مستعملاً أذرعه السياسية والإعلامية لنشر الكذب».

وأضافت «أنّ الأمر وصل بهذا الطرف إلى حد الدعوة إلى سجن أنصارها واستئصالهم وإخراجهم من مؤسسات الدولة، ويريد الوقيعة والفتنة»، بينها وبين رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة، مشددة على أن «النهضاويين تونسيون مثل الجميع، ولهم الحق في العيش في وطنهم، والعمل فيه، وتربية أبنائهم، ويخضعون للقانون كغيرهم من المواطنين»، وأنه «لا مكان في تونس للظلم والاستئصال».



حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».