الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعم السلع على البطاقات التموينية

شددت على صرف مقررات المواطنين في مواعيدها المحددة

جانب من اجتماع سابق لمجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع سابق لمجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعم السلع على البطاقات التموينية

جانب من اجتماع سابق لمجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع سابق لمجلس الوزراء المصري (الحكومة المصرية)

في حين أكدت الحكومة المصرية «استمرار دعم السلع على البطاقات التموينية»، وشددت على «صرف مقررات المواطنين حاملي البطاقات التموينية في مواعيدها المحددة». قال وزير المالية المصري، محمد معيط، إن «بلاده تتعامل مع الأزمات العالمية المركبة والبالغة الصعوبة على مختلف الاقتصادات، بما فيها مصر، بـحزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير الداعمة للاقتصاد المصري، والمُحفزة للاستثمار والإنتاج والتصدير، قصد تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد الدولة المصرية، والبنية الأساسية الأكثر استيعاباً للأنشطة الإنتاجية في مختلف القطاعات، وذلك من دون الإخلال بالسياسات المالية المتوازنة».

جاء ذلك خلال اجتماع معيط اليوم (السبت) مع وزير الدولة للشؤون المالية بالإمارات، محمد بن هادى الحسيني، وذلك على هامش مشاركتهما في الاجتماعات السنوية لمجموعة «البنك الإسلامي للتنمية» في المملكة العربية السعودية.

وبشكل يومي تقريباً ترد الحكومة المصرية على إشاعات، يتعلق بعضها بقلة توافر السلع بالأسواق، والخدمات التموينية، ورغيف الخبز. ورد «مجلس الوزراء المصري» اليوم (السبت) على «مزاعم» انتشرت على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، بشأن «اعتزام الحكومة إلغاء الدعم العيني للسلع التموينية وتحويله إلى دعم نقدي». وأكد «مجلس الوزراء» أنه «لا صحة لإلغاء الدعم العيني للسلع التموينية وتحويله إلى دعم نقدي»، لافتاً إلى «استمرار الدعم كما هو ، من دون أي تغيير في المنظومة، حيث يستمر صرف المقررات التموينية لكل المستحقين من أصحاب البطاقات التموينية، بما يعادل القيمة المخصصة لهم من الدعم، مع منح المستفيد الحرية الكاملة في اختيار احتياجاته من بين قائمة السلع، التي يتم ضخها شهرياً لمنافذ صرف السلع التموينية».

وشدد وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، علي المصيلحي، على «حق المواطن في صرف الدعم المخصص له من خلال أحد المنافذ التموينية داخل محافظته في ربوع البلاد». فيما أشار متحدث وزارة التموين المصرية، أحمد كمال، إلى أن «المديريات التموينية بالمحافظات المصرية تتابع على الأرض للتأكد من وصول الدعم إلى مستحقيه». ولفت إلى أن «المستفيدين من الدعم يصل عددهم إلى 64 مليون مواطن، تصرف لهم الدولة المصرية ما يزيد على الـ30 سلعة شهرياً، من خلال ما يقرب من الـ40 ألف منفذ تمويني متنوع، ما بين منافذ مشروع (جمعيتي)، وبدالي التموين، إضافة إلى المجمعات الاستهلاكية».

وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر المواطنين «عدم الانسياق وراء هذه الادعاءات والإشاعات، واستقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة». كما نفت الحكومة في وقت سابق «إشاعة» مماثلة، تعلقت بإلغاء الدعم العيني عن السلع الغذائية. وقبل أيام أكدت الحكومة المصرية أنه «لا صحة لرفع سعر رغيف الخبز المدعم، وأنه لم يتم إصدار أي قرارات بهذا الشأن». وشددت وقتها على «استمرار نظام صرف رغيف الخبز المدعم للمواطنين على بطاقات التموين بـخمسة قروش فقط من دون أي زيادات، على أن تتحمل الدولة المصرية فارق التكلفة الإنتاجية، وسدادها لأصحاب المخابز البلدية المدعمة، التي تعمل بالسولار من خلال (هيئة السلع التموينية)».

في غضون ذلك، أشار وزير المالية المصري إلى «اهتمام الحكومة المصرية بمساندة الأنشطة الاقتصادية، والشرائح الاجتماعية الأكثر تأثراً بالموجة التضخمية (الحادة)، وذلك لتخفيف الأعباء بقدر الإمكان».

وقال الوزير المصري إن «الاقتصاد المصري جذب استثمارات أجنبية كبيرة خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، وما تتخذه الحكومة من إجراءات وتدابير، وما تنفذه من إصلاحات لتمكين القطاع الخاص المحلى والأجنبي، يُسهمان في سرعة عودة الاقتصاد المصري للنمو القوى والمستدام».



هل وصلت العلاقات الجزائرية - الفرنسية لنقطة «اللاعودة»؟

الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
TT

هل وصلت العلاقات الجزائرية - الفرنسية لنقطة «اللاعودة»؟

الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

تشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر خضّات جديدة، إثر توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا، بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري - فرنسي في العاصمة الجزائرية، وهو ما يجعل البعض يرى أن العلاقة بين البلدين وصلت فعلاً إلى «نقطة اللاعودة».

سلطات فرنسا شنت حملة توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق بسبب رسائل كراهية نشروها (أ.ب)

وأوقفت السلطات في باريس مؤخراً ثلاثة مؤثرين جزائريين للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب، ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري. أحدهم أوقف الجمعة في ضواحي غرونوبل، بعد نشره مقطع فيديو، تم حذفه في وقت لاحق، يحث المتابعين على «الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية»، بحسب لقطة مصورة من شاشة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

وزير الداخلية الفرنسية برونو ريتايو (أ.ب)

ونشر هذا الرجل: «أنا معك يا زازو»، مخاطباً مؤثراً جزائرياً آخر، يدعى يوسف أ، المعروف باسم «زازو يوسف»، كان قد أوقف قبل ساعات قليلة بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد «معارضي النظام الحالي في الجزائر»، بحسب القضاء الفرنسي. ونشر الشخص الثالث، الذي تم اعتقاله على تطبيق «تيك توك»: «اقتلوه، دعوه يتعذب»، في إشارة إلى متظاهر جزائري معارض للنظام. وفتح القضاء أيضاً تحقيقات ضد اثنين آخرين من المؤثرين الفرنسيين الجزائريين، بسبب فيديوهات تنشر الكراهية. وقال المعارض الجزائري، شوقي بن زهرة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «العشرات» من مستخدمي وسائط التواصل الجزائريين، أو مزدوجي الجنسية «نشروا محتوى معادياً على الإنترنت».

محمد تاجديت ضحية تحريض بالقتل من مؤثر جزائري مقيم بفرنسا (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

كان لدى يوسف أ. أكثر من 400 ألف متابع على تطبيق «تيك توك»، وقد حذفت المنصة حسابه منذ ذلك الحين.

* اتهام الجزائر بالتحريض

اتهم بن زهرة، وهو نفسه لاجئ سياسي في فرنسا، السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه «الظاهرة»، والدليل بحسبه أن المسجد الكبير في باريس، الذي تموله الجزائر، «يستقبل أيضاً مؤثرين» جزائريين. وردت مؤسسة مسجد باريس على هذه التصريحات «التشهيرية»، التي أدلى بها «مدون مغمور»، واعتبرتها جزءاً من «حملة افتراء غير محتملة»، لكنها أكدت على «دورها البناء في العلاقات بين البلدين». وحسب العديد من المعارضين الجزائريين المقيمين في فرنسا، الذين التقتهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص ازدادت حدة بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موقفها من قضية الصحراء، التي كانت مسرحاً لنصف قرن من الصراع بين المغرب وجبهة «البوليساريو»، المدعومة من الجزائر. ففي نهاية يوليو (تموز) الماضي انحاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أن مستقبل الصحراء يكمن «في إطار السيادة المغربية»، وساعد ذلك في التقارب مع الرباط، واندلاع أزمة جديدة مع الجزائر، التي لم تعد تقيم علاقات دبلوماسية مع جارتها منذ أغسطس (آب) 2021.

الجزائر اعتبرت موقف الرئيس ماكرون من الصحراء المغربية «خيانة» لها (أ.ف.ب)

في صيف 2022، بدأ الرئيس الفرنسي خطوة «للتقارب» مع الجزائر بشأن «قضايا الذاكرة»، ومسألة «الماضي الاستعماري»، المرتبطة بحرب الاستقلال التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن موقفه من الصحراء اعتبرته الجزائر «خيانة»، كما لاحظ ريكاردو فابياني، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية. سبب آخر من أسباب التوتر هو مصير الكاتب الفرنسي - الجزائري، بوعلام صنصال (75 عاماً)، الذي يقبع في السجن في الجزائر منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

* امتعاض جزائري

بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها الكاتب صنصال لموقع «فرونتيير» الإعلامي الفرنسي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة، في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر. وكان الرئيس الفرنسي اعتبر الاثنين أن «الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج»، مطالباً بالإفراج عن الكاتب المحتجز «بطريقة تعسفية تماماً».

الروائي المسجون في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

ومباشرة بعد ذلك، عبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها من «التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، والتي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة». ووصفتها بـ«التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي». في هذا السياق، أشار مدير «مركز الدراسات العربية والمتوسطية» في جنيف، حسني عبيدي، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى «نقطة اللاعودة». وأعرب عن أسفه لأن «تصريحات ماكرون القاسية وغير المألوفة» من شأنها «تعزيز دعاة القطيعة التامة بين البلدين، وتكشف عن فشل الرئيس (الفرنسي) في سياسته حيال الجزائر». أما كريمة ديراش، الباحثة في «المركز الوطني الفرنسي» للبحث العلمي في باريس، فقد اعتبرت أننا «أمام رئيس دولة فرنسي لا يعرف كيف يتصرف»، و«يترك انفعالاته تتغلب عليه ولا يحترم القواعد»، وأمام سلطة جزائرية «حساسة جداً تجاه كل ما يصدر عن الدولة الفرنسية». وشدّدت على أنه رغم هذه «المناوشات» المتكررة بانتظام، تظل العلاقة الفرنسية - الجزائرية «متينة» من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، مضيفة بسخرية أن فرنسا والجزائر «ثنائي يتنازع بانتظام».