تجددت وتيرة القتال بقوة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة (الخرطوم)، وسمع دوي القصف الشديد والأسلحة الثقيلة والمدفعية في عدة اتجاهات بمدن الخرطوم، حسبما أفادت مصادر محلية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، عن معارك طاحنة دارت منذ صباح الأربعاء.
وقالت المصادر، إن اشتباكات عنيفة دارت في منطقة الحلفايا السكنية شمال مدينة بحري، تمددت إلى ضاحية (شمبات) المجاورة، التي تنتشر فيها قوات كبيرة للدعم السريع.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن المدنيين بالمنطقة كانوا يحتمون بالمنازل التي تهتز جدرانها بشدة جراء دوي الأسلحة والمقذوفات التي تتساقط عشوائيا.
ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي قوة من الجيش تتقدمها أرتال من الدبابات والسيارات العسكرية ذات الدفع الرباعي، تتجه نحو مناطق شمال بحري.
وفي أثناء ذلك أصدرت القوات المسلحة السودانية تعميماً دعا فيه المواطنين إلى البقاء في منازلهم والابتعاد عن النوافذ وأخذ الحيطة والحذر.
وبدورها، أعلنت قوات الدعم السريع، إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز (أبابيل) تابعة للجيش السوداني بالقرب من جسر الحلفايا شمال بحري.
وأضافت في بيان أن قواتها تمكنت «من صد هجوم للجيش في تلك المنطقة وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
وشوهد الطيران الحربي يشن غارات صاروخية باتجاه منطقة (سوبا) على شريط النيل الأزرق، جنوب شرقي الخرطوم.
وبحسب أكثر من مصدر في إفادات للصحيفة، كان الطيران يحلق منخفضا في ضاحية (شمبات) التي شهدت في الوقت ذاته معارك برية محتدمة بين الجيش والدعم السريع.
وقالت مواطنة تقطن ضاحية (الطائف) شرق الخرطوم، إن دوي أصوات الأسلحة والاشتباكات في شوارع الحي كان الأعنف على حد تعبيرها. وأضافت: «نحتمي بالأرض داخل الغرف المغلقة خوفا من اختراق القذائف والرصاص الحي النوافذ».
وتشهد المواجهات العسكرية توسعاً في مناطق لم تشهد اشتباكات بهذه القوة منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.
وخلال الأيام الماضية خفت حدة الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بشكل ملحوظ، عدا تحليق لسلاح الجو بغرض الاستطلاع ومناوشات على الأرض متقطعة في نطاق محدود بأحياء الخرطوم.
وتجدد اندلاع الاشتباكات المسلحة مع استمرار المحادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة «جدة» السعودية، بوساطة سعودية أميركية دون إحراز تقدم يذكر.